التخطي إلى المحتوى الرئيسي

متضامنُون!

http://ayshaalsaifi.blogspot.com/2016/08/blog-post.html


قبلَ أيّامٍ أغلقتِ الحكُومة جريدَة الزّمن بل وَمنعت تداولها الالكترونيّ حتى بينَ المواطنين بعدهَا قضَى النّاسُ أيّامهم مؤخراً في المناظرَات بشأنِ وطنيّة مظاهِر التاجرِ من عدمِها وأجندتهِ الخارجيّة أو الشخصيّة وهوَ الذي عادَ مؤخراً مع قضيّة الزّمن مساهماً في تشويش أهدافِ القضيّة وإفقادها جديّتها قبل أن يُخترقَ حسابهُ على تويتر قبلَ أيّام وعليهِ فإنّ من الحكمَة التساؤلَ عنِ الظرُوف التي هيأت لظهُور مظاهِر ورواجِ صيتهِ وما الذي جعلَ النّاسَ من اليأسِ والإحباطِ والتشكيك للجوءِ إلى مظاهِر والنظرِ إليهِ كبطلٍ يلوذونَ إليهِ ويستمعُون له؟

الذي نتفقُ عليهِ أكثر مما مضى أنهُ ما لم تعمَل الحكُومة على ترسيخِ مبدأ العدلِ والمواساةِ وزرعهِ زرعاً داخلِ إيمان الفردِ ووعيهِ فسيظهرُ ألف حسابٍ يتاجرُ بهمُوم الشعبِ وألفُ منبرٍ .. ولن يُجدِي منعُ هذه الصحيفَة وتلك ما لم تقتلعِ الأسبابُ الرئيسَة من جذورها.

لقد قلتُها سابقاً وأعيدُ بأنّ ... الصحافَة المشاغبَة وغير المحايدَة هيَ مظهَر صحيّ في عالمِ الصحافَة راقنا أم لم يرقنَا .. والنظُم الشفافَة غير القلقة من ثغرَاتها تتعاملُ معها بالردّ المهني القائم على الأدلّة والتفنيد ، تحريك الدعاوَى ، أو حتّى التجاهل حتماً لا على الاعتقال .. إنّ الأمر يزيدُ الصُورة قتامةً أكثر مما هي عليهِ ويوصلُ رسالةً للعامّةِ بأنّ هنالكَ "إنّ" في الأمر حتّى لو كانَ الأمرُ مجرّد فقاعةٍ في الهواء ويتركُ المساحَة مفتوحةً للمتصيدينِ في الماءِ العكرِ من القفزِ مجدداً في المشهَد (مظاهِر التاجر نموذجاً) ..

لقد أكِلنَا يومَ أكِلَ الثّور الأبيضُ عندمَا لاكتِ الألسنِ وحامَت النمائمُ على أسماءٍ بعينها على رأسِ أكثرِ المؤسساتِ حساسيّة في البلاد ولكنّها استمرّت تمارسُ مهامَها وحذّرنا قبلها أنّ استمرارها يهزّ هيبةَ هذه المؤسساتِ أمام المواطِن ويكسرُ ميثاق الثقة الذي لا نملكُ إلاّها في مواجَهةِ ريَاح الفتنِ الذي تحيطُ بنا من كلّ صوب .. هذهِ المؤسساتُ التي يرى فيها المواطنُ العُماني كينونتهُ ووجودهُ على هذه الأرض .. المؤسسات التي يرَاها جداراً لهُ وحصناً حصيناً ينبغي أن تُحمى بإزالةِ كلّ اسمٍ تلوكه الألسن سواءً كانَ متورطاً أو بريئاً بل وفي دُوَل المؤسساتِ تعمدُ هذه الأسماء إلى تقديمِ استقالَتها مقدمّة مصلحَة المؤسسة واستمراريّة هيبتها على مصالحها الشخصيّة وباعثةً برسالةٍ مهمّة هيَ أنّ المؤسسة أكبَر من الاسم .. المؤسسة تبقَى والأسماءُ تزول ... وما ينبغي الحفاظُ عليهِ ليسَ اسماً على كرسيٍ ولكن ما ينبغي أن يضحَى بالغالي والثّمين من أجلهِ هوَ احترام المواطن وثقتهُ العمياء التي لا تشوبُها شائبة بأنّ هذهِ المؤسسة هي مستقبلهُ وحاميهِ وملاذهُ ووجُوده وعضُده وكلّ ما تمثّله معاني الوطنيّة له .. لكنْ هل رأى المواطنَ العُماني هذا يحدث على الوَاقع؟

هُنالكَ ممن لا يزَالُ يملكُ قليلاً من الإيمان في حالةِ الحَيرةِ هذهِ بأنّ قراراتٍ لابدّ أن تتخذَ بإزالةِ الأطرافِ الأقوى في القضيّة وأنها تحظَى بمتابعةٍ عن كثب ولكنّ ذلك لن يحدثَ فوراً حتّى لا تُبعثَ رسالة ٌ بأنّ الصحيفَة كانت على حقٍ بطريقةِ إثارتها للموضوعِ وتقديمها له وذلكَ يقودُ لسؤالينِ مهمّين: أوّلهما هوَ ما المشكلَة في أن تشعِر السّلطةُ شعبَها أنّ له يداً في التغيير وإعادة ترتيبِ القوَى؟ ما المشكلَة أن يشعرَ الشّعب أنهُ ذراعٌ يمينٌ للسلطَة إذا نزلَ بكاملِ ثقلهِ في هذهِ القضيّة التي لم تعُد قضيّة الزّمن ومؤسسةِ القضاءِ والإدعاءِ العامّ ولكنّها أصبحت قضيّة رأي عام؟ ما المشكلَة في أن يرَى الشّعب تغييراً صارماً يراهُ رأي العَين في أشدّ حالاتِ الحيرَة التي عشنَاها اليَوم منذ سنوَات؟

ثانِيها: أنّ الأمرَ أبعدُ من تغيير اسمَين أو ثلاثة أو عشرَة فنحنُ اليَوم نعيشُ أزمَة الدّولة العَميقة التي تحتاجُ إلى هزّة حقيقيّة من الحكُومة ترمِي إلى تغييراتٍ جذريّة جوهريّة داخلَ جسَد المؤسسة وإعمَال حقيقيّ للقوانينِ وأهدَاف ورؤيَة دولَة المؤسساتِ التي طمحَ لها المؤسسونَ على رأسِهم صاحِب الجلالَة؟

في اليَوم الذي أغلقت فيهِ جريدَة الزّمن - وهوَ يومٌ حزينٌ في تاريخِ أيّ دولَة ذلكَ الذي تغلقٌ فيهِ صحيفةٌ بسببِ تغطيَة صحفيّة - بكَت صاحِبتي وهي تندُب المشقّة والسّنواتِ التي قضَاها صاحبُ الجلالة ووطنيّون آخرُون في بناءِ هذه الدّولة التي تنسفهَا اليَوم سنوَاتٌ أخيرةٌ تخلخلَ جسدُ مؤسساتهَا وترهّل –بشهَادةِ أهلهَا- بشكلٍ مخيفٍ وسَريع حتّى لم يعُد الأمرُ اليَوم منوطاً بتغيير اسمٍ هنا أو هناكَ ما دامت الممارسَاتُ هي ذاتُها والقوانين غير فاعلَة التطبيق.

يشعرُ المرء أنّه لكثرَة ما نالَ جسدَ هذا الشّعبِ من طعنَات فإنّه لم يعُد يكترثُ للمزيدِ منهَا .. عندمَا تغلقُ قضيّة رأيٍ عامٍ أثارتهَا صحيفة ٌ بتغطيةٍ صحفيّة –اختلفنَا معهَا أو اتفقنا- بإغلاقِ الصحيفَة نفسها واعتقالِ صحفييهَا ثمّ تقديمهم للمحاكمَة في أقلّ من أسبُوع دونَ أن يلمحَ المواطِن أيّة ردّة فعلٍ ولو تطمينيّة حيال أطرافِ القضيّة (الأقويَاء منهم وذوي النفُوذ) فإنّ هذا الأمر ليسَ إلا طعنَة في وجُود وكيَان المواطِن ..

وحسبُنا وسطَ ما حدَث من خذلانٍ هيَ ردّة الفعلِ الواعيَة التي قوبلَ بها بيانُ "المصدر المسؤولِ" من قبلِ شرائحِ المجتمعِ على اختلافهَا وردُود الأفعَال المستنكِرة التي لم تعدِ الخطَاباتُ الرنّانةُ تنطلي على وعيِها.

وكالذي يقطعُ أوصالهُ وريداً وريداً .. تبدُو السلطة الأمنيّة وهي تستدعِي اخوَةً لنا ولهم لا يقلّون عن أجهزةِ الأمنِ قلقاً على أمنِ البلادِ واستقرارهِ وإن اختلفتِ الأدوَات ..

الاعتقالاتُ لا تأتي إلا بمزيدٍ من الخَوف والحنقِ والإحبَاط .. شعبٌ محبطٌٌ لا يعوّلُ عليه .. شعبٌ يشعرُ بالخذلانِ وغيابِ القدوَات الحسنَة والشّخصيات المؤثرة على رأسِ حكُومتهِ لا يمكِن أن يكونَ شعباً منتجاً وخلاّقاً .. شعباً يذهب إلى آخر الدّنيا مدافعاً عن وطنهِ أمام العالم .. الممارساتُ التي تحدثُ اليَوم .. لن تصنعَ من هذا الشّعب ، شعباً متفجراً بالإيمانِ بوعيِ حكومتهِ وقلقهَا عليه، على أمنهِ وعلى مستقبلِ أطفالهِ .. لن تجعَلَ منهُ العَين والأذن واليَد التي تبطِش بالفسادِ ، تكرههُ تنبذهُ .. تحتقرُ فاعليه بل ترسّخ منطقَ: "حلالٌ على كبرائِنا ، إذن حلالٌ علينا"

اليَوم ، يمثلُ صحفيّو الزّمن الثلاثَة أمام المحكمَة .. وهي لعمرِي أسرَع محَاكمة نشهَدها .. وأمامَ ذلكَ لا نملكُ اليَوم إلا أن نستجِيرُ بما تبقّى من الإيمانِ في قلوبنَا بأن يحدثَ تغييرٌ آخر في المشهدِ غيرَ المحاكمَات وسلسلةِ الاحتجازَات .. نستجِير بوعيِ المسؤولينِ وحكمَتهِم وإيمَانهِم بأنّ على قدرِ ما يزرعُون اليَوم ، يحصُدونَ غداً .. وأنّ هنالكَ الكثير من الأخطاء التي حدَثت وأنّ "الجانبَ المملوء من الكأسِ" في هذه القضيّة أن ندركَ أنّ تصحيحَ هذهِ الأخطَاءِ تصحيحاً يطالُ الجَميع وإن متأخراً خيرٌ من تركهَا.. وأنّ في هذهِ البلادِ الخير ولابدّ من استثمارِه .. وأنّها عُمان أطفالنَا وغدنَا ومستقبلنَا .. وعُمان وعُمان وعُمان..

إلى مجلِسِ الدّولة والشّورى: باسمِ ميثاقِ الشّرفِ الذي تمثّلون بهِ شرائَح هذا الشّعبِ وكلّ صوتٍ حملكُم إلى كراسيّكم ، هذهِ القضيّة هي قضيّتكم وعليهِ فأنتُم مطالبُون بأن تكُونوا طرفاً أميناً وناصحاً فيها وأن تكُونوا محركاً لإعدادِ استراتيجيّة عمَل وطنيّ تضمن تفعيلِ تطبيق القوانينِ والأنظمَة ومبادئ  النّزاهة وتعارض المصلحَة داخل مؤسساتِ الدّولة..

إلى كلّ مسؤولٍ حكوميٍ " قلقُنـَا هوَ قلقهُ" :
ولابدّ من شكوَى إلى ذي مروءةٍ
يواسِيكَ أو يُسلِيكَ أو يتوجّعُ


إلى هذَا الشّعب العُمانيّ:
يا ربّنا ..
احفَظ لنَا جلالَة السّلطَان ..
والشَّعب .....
والشَّعب ..........
والشّعب ...............

تعليقات

  1. لا فض فوك ولا عاش شانئوك ولا بُرَّ من يجفوك ولا عدمك محبوك ولا عاش حاسدوك

    ردحذف
  2. لقد اسمعت لو ناديت حرا ولكن لا حياة لمن تنادي

    ردحذف
  3. من هي الحكومة؟! من يمثله؟! من يدير دفتها؟)
    ليس هناك من شخص بعينه نوجه له نصحنا او عتبنا...

    ردحذف
  4. ما أتمناه وقد يصدم أحيانا لأنني صريح أكثر مما يتخيل البعض، أتمنى أن تفرض الضرائب على الشعب بأكثر من ذلك، البترول زاد سعره وكذلك مشتقاته، كما أتمنى أن تجعل الضرائب بثلاث أضعاف.. وتسحب مساهمة الماء والكهرباء.. وكذلك يسحب كل ما له علاقة بالدعم .. أتعلم لماذا لكي يصحوا الشعب من سباته القطبي ويعلم كل صغير وكبير هو مسؤول عنه.. هكذا نعم .. سيعلم أن أي قرار غير منصف يحتاج الى احتجاج. المجتمع المهمش هو المجتمع العماني الضعيف.. تريد السلطة منا أن نكون كمثل النعاج التي تقاد فتنقاد.. لا نشارك في القرارات ولا في المشاريع التنموية ولا في أي شي .. فقط نحن شعب مسير وليس مخير.. إلى متى هذه العبودية!!

    نعم في مسقط أُسر تأن من الفقر وضنك العيش وهي العاصمه وهي ملاذ العيش الرغيد ،، بعض المسؤولين لا يعلمون سوى أكل المال العام,, أين نصيبنا من البترول أين تذهب ثروات الغاز ،، لمذا الغلاء في العقارات .. ماذا اكتسب الشعب من توزيع اراضي في الوديان والجبال

    الاغنياء والمتنفذون لا يعلمون شيئا والله أنهم لا يشعرون ولو بكيتم أمامهم


    ولكن كيف تقوم الاوطان اذا غاب العدل ,, عذرا العدل ليس فقط في قضية رأيس المحكمة والمثارة حاليا والتي كشفت الستار على حقيقة تقشعر لها الابدان.. ولكن العدل ينطوي في الناس المهمشة والتي يتمنون أن ينالوا وظيفة كمثل الدول التي تمتلك بترول.. زادت نسبة البطالة هذه السنه كثيرا وذلك بسبب الكثير من الاجراءات التقشفية .. دول الجوار التي تمشي على خطا ثابته لا تعتمد على البترول لا على أي مورد غير متجدد والبعض منها تتجه للمفاعلات النووية والى استكشاف الفضاء واني كثير العجب منهن واين نحن من مصاف هذه الدول على الرغم من أننا بدأنا نفس فترة التنمية..

    نعم ان المواطن العماني لا يريد أن يشتري رولزرويز ولا مايبخ ولكنه يريد عيش كريما يريد أن ينتج أن يبتكر يريد أن يعيش الاستقلالية في العدل والنطق بكلمات الحق وان اغضبة ايا كان

    شعب أنا ينتج شيئا قط وهو على هذا الحال يأكل ويسكت ويغتصب مستقبله فيشكر "عيشوا أحرارا"

    مذا يعني أن نعرف ما مصير الأجيال القادمه أذا كنا لا نزيد أكثر من ثلاث مليون نسمه ونحن نقتات على الفتات,, المضحك كل خطبنا الجمعه عن الشتيمه والنميمه عن تربية الابناء وعن ..الخ ولم تنبس ببنت كلمه عن الحقوق ، السلطة فقط تريد أن تكسب الواجبات ولا تريد أتنفذ القليل احترام هذا المواطن الفقير الذي يقتات على القليل وأقول القليل


    أتمنى من المواطن أن يلملم أوراقه ويستعيد كبريائه ويقحم نفسه في خضم هذا الفوج لأنه الورقه الرابحة والمخيفة .. يقول ما بدا له ،، لا نريد أن نحكم ولا نريد سلطة نريد شيئا يوازي الدول الكافرة الفاسقة في الاتحاد الاوربي نريد أن نشارك بآرائنا وليس فقط برلمان "الشورى" كأنه حبر على ورق


    أتمنى أن أعيش إلى يوم يقول فيه الشعب لا مثل ما قال سلمان لعمر أمير المؤمنين لا سمعا ولا طاعه وقام بمقاضاة رأيس الدوله أمام الأمة الاسلامية حينها

    "هكذا هي الحرية"

    ردحذف
  5. نحن المتشبثون بالصمت
    http://www.abuyumna.com/2016/08/keep-silent.html

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق