التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

لزهرَة رَبٌ يَحمِيها..

لزهرَة رَبٌ يَحمِيها.. عائشَة السّيفي https://ayshaalsaifi.blogspot.com/2020/03/blog-post.html?m=1 زَهرَة، أمٌ مطلقَة لثلاثة أطفَال.. تعمَلُ منذ السادسَة صبَاحاً في حضانَة صغيرَة للأطفال للآبَاء متوسطي ومحدودي الدخل، بسبب انخفاض الرسوم الشهريّة تقبض زهرَة وزميلاتها راتباً أقل من الراتب الأدنى من بابِ المسؤولية الاجتماعيّة لكي لا يتضرر الأهَالي برفعِ الرسومِ الشهرية عليهم لتغطيَة تكاليفها، وفي الإجازة الصيفيَة حينَ ينقطع الأطفال عن الحضَانة تضطر وزميلاتها للتناوب في الخرُوج في إجازة بدون رَاتب.. في المسَاء ترَى زهرَة بسيَارتها في الشَارع وهي توصل بعض الأطفال كسائقَة  بأجرَة شهريّة لأنشطَة ريَاضيَة مختلفة. زهرَة وأخريَات، يقمنَ حَالهنّ وحَال عوائلهن يوماً بيوم.. زهرَة وآلاف آخَرونَ هم الحلقَة الأضعف والطرَف الأكثر تضرراً في هذهِ الجائحة التيْ لم يشهَد العَالم أجمع مثلهَا. يا ترَى ما الذيْ فعلهُ المجتمع من أجلهم؟ ولأننا في عُمان لم نستوعِب بعدُ مفهُوم التَكامل الوطني في أزمَاتٍ كهذهِ بين الحكُومة وأطيَاف الشَعب، نفتقرُ حتَى الآن والأسوَأ يزدادُ سوءاً يوماً بعد يوم إلى حرَاك وطن

مَاتَ السَلطان، ولكنّ عُمانَهُ لا تمُوت

(نحنُ لا نقبلُ إلا أن نعيشَ أحراراً ، ورؤوسنا مرفوعةٌ في هذا البلد. لقد حاربنا الغزاة والمستعمرين على مر السنين. سلُوا التاريخ والجبَال والبحار تقول لكم: أن في كل زاوية من أرضنا تاريخاً حافلاً بالأمجاد والبطولات ونحن اليوم حماة هذا التاريخ وهذا التراث) قابوس بن سعيد . نعَم مَاتَ السُلطان، ومؤسس دولَة عُمان الحَديثة وهوَ في رحيلهِ اليوم وقد بكاهُ الشعبُ قلباً قلباً لمْ يَخضْ رحلتهُ يسيرة بلْ عاشَ خمسَ عقودٍ في موَاجهة ريَاح تلو أخرَى، تجَاوزناها معهُ جميعاً. لقدِ استَلم ابنُ الثلاثينَ عاماً، بلاداً مطُحونَةً تاريخياً بحرُوبها الداخليّة -أكثَر من الخارجيّة- بلاداً منقسمةً مذهبياً وطَائفياً وقَبَلياً.. ولعلّ السّلام والتسَامح، والتعايش القبَلي والمذهبيّ والطائفيّ وغيرهَا من علامَات الاستقرَار التي حسبنَاها نحنُ الجيل الذي لم يعَاصر عهداً إلا عهدَ السُلطانِ أشياءَ مضمونَة هيَ ليستْ أموراً مضمونة عبرَ تاريخ عُمان وجلُوسنا معَ أبٍ أو جدٍ يُعلمنا جيداً ما شهدُوه قبلَ السلطان. ولمْ يكُنْ من السّهل إرساءُ الثوابتِ التي نشهدُها اليَوم ولمْ تكُنْ رحلةً سلسَةً كما نرَاها فلقد شَاب