التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مرةً أخرى: إذاعاتنا المحليّة . . وصناعَة السخف !

أصدقائي . . أحدُ القراءِ بعث ليْ هذا الردّ تعقيباً على مقاليْ : "كلّما فتحتُ أثير إذاعاتنَا". .
وأعتقدُ أنّه من الجميل مشاركتكم إيّاه:
السلام عليكم عائشة
قبل أيام قلائل قرأت مقالك
كلما فتحت أثير إذاعتنا
شدَّ انتباهي كل كلمة في مقالك
فأحببت أن أشاركك بعضا من آهات إذاعتنا
منذ أشهر خلت كنت أستمع إلى إذاعة الشباب
وهناك إعلاميتنا (ن،ب) تتلقى إتصالات ومداخلات المتصلين
أتدرين أي عنوان حمل إسم تلك الحلقة
ربما تنصدمين
وربما لا
إن كان مر عليك ذلك اليوم واستمعتِ فيه إلى كلمات وقهقهات المتصلين معها
لن أُسهب ولن أُطنب
فحوار البرنامج كان
الْوِحام عند النساء
تتبَّعتُ البرنامج إلى آخره
واستغربت عمَّا دار بين ثناياه وجنباته
متصل يخبر ندى أن زوجته وحمت على أكل الطين
وآخر يخبرها أن زوجته وحمت على كرهه
وآخر يتمنى أن توحم زوجته بأن يتزوج عليها
ويطول مسلسل المتصلين كلُّ منهم يخبر بأسرار بيته في الوِحام
وما دار بينه وبينها في تلك الفترة
لم أُصدق ما سمعته من عشرات المتصلين والمتصلات
لا حياء
ولا خجل
يخجل البعض منا أن يسترجع مع زوجته فترة الوحام
وإذا بنا نسمع جهارا وأمام الملأ أمورا في الوحام تخجلُ آذاننا ان تسمعها
في بداية البرنامج شوقَّت المذيعة جمهورها أن تخبرهم بوحامها لأحد أطفالها
وكما وعدت
فقد أوفت
ويا له من وفاء مُخجل
أعلنت في آخر دقيقة من البرنامح أنها وحمت على صوص أصفر صغير
كلَّفت زوجها به ليبحث عنه حيثما كان في المزارع
ولكنه لم يجده
لينتهي وحامها دون إحضار الصوص

هذه هي برامجنا
هذه هي ثقافتنا
أتمنى يوما أن أُهاجر إلى بلاد من بلاد الغرب لأغير بعضا من هذه الثقافات
ولكني أخاف أن أهدم جزءا من ثقافتي الغالية
فلا أضحي بشيء بدل شيء
فربما أكسب شيئا وأخسر أشياء
أذكر جدي رحمة الله عليه أنه كان يتأفف ولا يتوق لسماع إذاعتنا
حيث لا يجد ضالته منها
فيتركها ليستمع إلى إذاعات أخرى يستفيد منها
كإذاعة الشارقة وأبو ظبي وطهران
رحمك الله يا جدي

تعليقات

  1. المذيعه اعرفها
    لم تكن هكذا لكن في السنتين الاخيرتين انجرفت خلف موضة البرامج الفارغه
    حتى الانسان يتساءل ما هي المتعه التي يجدونها في دخول نقاشات مثل هذه

    ردحذف
  2. بما إنك تتحدثين عن الإذاعة للمرة الثانية
    فأتمنى أن تكون المرة الثالثة عن التلفزيون
    ما رأي الأخوة ها هنا في برنامج (ليلة خميس )؟!!
    الذي يعرض على قناة (مجان ) إذا كنتوا أصلا سمعانين فيها !!؟؟

    ردحذف
  3. رأي يبقى للكاتبة ...

    لكن عندي نقطة تعقيب على المقولة :
    "أتمنى يوما أن أُهاجر إلى بلاد من بلاد الغرب لأغير بعضا من هذه الثقافات"

    لو جلست طوال شهر أحصيلك البرامج الغربية السخيفة والمشينة لما توقفت ..

    ردحذف
  4. دااافي البوح1 يونيو 2010 في 8:50 ص

    أسعد كثيراً بطرحك المميز .. وأدرك تماماً بأنَّ مجتمعاتنا لا تزال بخير طالما تحتضن من هو مثلك ..

    أستمري .. فهناك من ينتظر جديدك الرائع !

    تقبلــيــــني ..

    ردحذف
  5. لعل من المفيد طرح اقتراح تقويم برامج الاذاعة على الاذاعة في وزارة الاعلام، لكن هنا سؤال مهم: هل هذه البرامج والمشاركات هي انعكاس حقيقي لثفافة المجتمع؟ وهل هناك ثقافة واحدة في مجتمعنا؟ لو كان الجواب عن السؤال الأول نعم فلربما كان استمرار البرنامج إياه أفيد حيث يعطينا صورة عن اهتمامات شريحة من أناس موجودون بيننا أليس كذلك؟
    وبالتالي يمكن أن يتبع هذه البرامج برامج أخرى تنقد نقدا موضوعيا تلك البرامج ولكن هل نتجنب الحساسيات التي يمكن أن تنشأ عن النقد؟ وهذه الحساسية بالتأكيد من مكونات ثقافة عامة لدينا أليس كذلك؟.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من و...

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي...

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...