التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق
آخر المشاركات

"لأنّي وَد فقير"

  لمْ يكن من الغرابة أن يتفاعل الشارع العُماني مع مقطع الفيديو الذي بثه شاب عُماني مضمناً إياه هذه العبارة ليلجأ للناس بعد أن يئس -وفقَ زعمه- من طرق كل الأبواب القانونية وغيرها ليحوّل قضيتهُ إلى رأي عَام كاشفاً تفاصيل مروّعة عن تعرضه للتعذيب النفسي ولانتهاكات جنسيّة أثناء التحقيق معه في قضية سرقة محل مواد غذائية بل وتعرّض أفراد مقربين منهُ -منهم أمه- لترهيب متواصل على مدَى أربعة أعوَام رغم صدور الحكمِ ببراءتهِ من أفراد يُناط إليهم تنفيذ قوانين الأمن والعدل وإحقاقه. القضية دفعَت بلجنة حُقوق الانسان وشرطة عُمان السلطانية إلى إصدار بيانين أعربت الجهتان فيها عن تحركهما لاتخاذ إجراءات لمتابعة ما حدث. لم يتضمّن البيانان تفاصيل كثيرة سوَى عبارات مقتضبة وبينَ ردود فعل غاضبة وأخرى تؤكد على أنها تصرفات فردية يبقَى من المهم مراجعة تساؤلات ونقاط مهمّة ينبغي على ألا تمر سريعاً على الرأي العام. أولاً: تحيّة للرأي العَام الناضج الذي سلّط الضوء على هذه القضية والذي باستهجانهِ للتفاصيل الواردةِ حرّك الجهات المختصة للوقوف على ما حدث ثانياً:   أتمنّى ألا يعود مقطع الفيديو هذا بالوبالِ على صاح

سأصيرُ "بانيَان"

  عائشَة السّيفي   (إنّهم لنْ يسمَحُوا لنا بالدخُول لسوقِهم فالسُوق لشركَاتهم المحليّة والوطنيّة) ، هكذا قَالَ لي التاجر العُماني من أصول بانيَانيّة وهو يوصّف لي السُوق الخليجيّ. (كلّ ما يقال عن وحدَة الخَليج هو تسويق إعلامي لا أكثَر لكنْ في "البزنس" كلهم يدعمون شركاتهم وقطاعهم المحليّ. إنني أفضلُ العَمل في أمريكا وأوروبا على الخليج. لقد صَرفنا أربعين ألف ريال على إعداد مناقصة في الدَولة "ق".. إنهم يقولون أنتم العمانيون رَائعون.. نحبكم كثيراً، لكنهم لن يمنحُوننا مناقصَة بريال واحد. المناقصة ستذهب إلى شركاتهم المحليّة أو إلى شركَة عَالميّة وكيلُها من مواطنيهم. القائمون على مشاريع الدَولة (ك) طلبُوا مني لأتناقص اعتمَاد مواد مصَنعي من مختبر محليّ والمختبرات المحليّة لا تملكها إلا الشركَات المحليّة المنافِسة لموَادي، طبعاً لن أفعلها.. إنها طريقة غير مباشرة لأمسكَ الباب واطلع! الدَولة (س) هي الأخرى سوقها كبير وقد حاولنا مراراً الدخول فيها ولكن كلّ شيء يذهب لتجارهم المحليين. "ولكنْ كيف يفضلون الشركات المحليّة عبر بنود المناقصة؟" سألتهُ، (لا يحت

لزهرَة رَبٌ يَحمِيها..

لزهرَة رَبٌ يَحمِيها.. عائشَة السّيفي https://ayshaalsaifi.blogspot.com/2020/03/blog-post.html?m=1 زَهرَة، أمٌ مطلقَة لثلاثة أطفَال.. تعمَلُ منذ السادسَة صبَاحاً في حضانَة صغيرَة للأطفال للآبَاء متوسطي ومحدودي الدخل، بسبب انخفاض الرسوم الشهريّة تقبض زهرَة وزميلاتها راتباً أقل من الراتب الأدنى من بابِ المسؤولية الاجتماعيّة لكي لا يتضرر الأهَالي برفعِ الرسومِ الشهرية عليهم لتغطيَة تكاليفها، وفي الإجازة الصيفيَة حينَ ينقطع الأطفال عن الحضَانة تضطر وزميلاتها للتناوب في الخرُوج في إجازة بدون رَاتب.. في المسَاء ترَى زهرَة بسيَارتها في الشَارع وهي توصل بعض الأطفال كسائقَة  بأجرَة شهريّة لأنشطَة ريَاضيَة مختلفة. زهرَة وأخريَات، يقمنَ حَالهنّ وحَال عوائلهن يوماً بيوم.. زهرَة وآلاف آخَرونَ هم الحلقَة الأضعف والطرَف الأكثر تضرراً في هذهِ الجائحة التيْ لم يشهَد العَالم أجمع مثلهَا. يا ترَى ما الذيْ فعلهُ المجتمع من أجلهم؟ ولأننا في عُمان لم نستوعِب بعدُ مفهُوم التَكامل الوطني في أزمَاتٍ كهذهِ بين الحكُومة وأطيَاف الشَعب، نفتقرُ حتَى الآن والأسوَأ يزدادُ سوءاً يوماً بعد يوم إلى حرَاك وطن

مَاتَ السَلطان، ولكنّ عُمانَهُ لا تمُوت

(نحنُ لا نقبلُ إلا أن نعيشَ أحراراً ، ورؤوسنا مرفوعةٌ في هذا البلد. لقد حاربنا الغزاة والمستعمرين على مر السنين. سلُوا التاريخ والجبَال والبحار تقول لكم: أن في كل زاوية من أرضنا تاريخاً حافلاً بالأمجاد والبطولات ونحن اليوم حماة هذا التاريخ وهذا التراث) قابوس بن سعيد . نعَم مَاتَ السُلطان، ومؤسس دولَة عُمان الحَديثة وهوَ في رحيلهِ اليوم وقد بكاهُ الشعبُ قلباً قلباً لمْ يَخضْ رحلتهُ يسيرة بلْ عاشَ خمسَ عقودٍ في موَاجهة ريَاح تلو أخرَى، تجَاوزناها معهُ جميعاً. لقدِ استَلم ابنُ الثلاثينَ عاماً، بلاداً مطُحونَةً تاريخياً بحرُوبها الداخليّة -أكثَر من الخارجيّة- بلاداً منقسمةً مذهبياً وطَائفياً وقَبَلياً.. ولعلّ السّلام والتسَامح، والتعايش القبَلي والمذهبيّ والطائفيّ وغيرهَا من علامَات الاستقرَار التي حسبنَاها نحنُ الجيل الذي لم يعَاصر عهداً إلا عهدَ السُلطانِ أشياءَ مضمونَة هيَ ليستْ أموراً مضمونة عبرَ تاريخ عُمان وجلُوسنا معَ أبٍ أو جدٍ يُعلمنا جيداً ما شهدُوه قبلَ السلطان. ولمْ يكُنْ من السّهل إرساءُ الثوابتِ التي نشهدُها اليَوم ولمْ تكُنْ رحلةً سلسَةً كما نرَاها فلقد شَاب

‎"تقهوَى يا نذر عيني" .. قرَاءة سَريعة حولَ قولبة المرأة في سيَاق الحَالة الخليجيّة..

‎على الطَريقَة الكوميديّة ، تجتمِعُ "الحَالتان" حليمَة بولند وفوزية الدري ع على السنَاب الشَات للترويج لبرنامج جديد لتثقيفنَا عن طريقة التعامل مع الرّجل على اعتبَار أنّ "كل علوم الرجال عندهن".. الحَالتان تسعيَان إلى تعليم المتابعات القواعد الأساسيّة لفنّ التعامل مع الرّجل.. العقدة الكُبرى التي تغذَى بها المرأة العربيّة منذ نعومَة أظافرها.. أن تخرجُ إلى العَالم بمهمّة وجوديّة واحدة: كيفَ تكسَب قلب الرّجل.. ‎وبالنظَر إلى أنّ 70% من مستخدمِي سناب شات على الأقلّ في السعوديّة من النسَاء وممن تقلّ أعمارهنّ عن 34 سنَة فنحنُ أمام كارثَة حقيقيّة لإخرَاج جيل من الزوجَات والنسَاء الخليجيّات ممن على طرَاز: "تقهوى يا نذر إيني ولك ربٍ يفرجها". وأن يصبِح التصنّع والتغنّج والشكليّة هوَ الحل لكسبِ قلب الرّجل ‎وعلى اعتبَار أنه ينقصنَا جرعَات تسطيح في عُمان نأتي بهذهِ النماذج ونكرّمها مواصلين الإساءة والتسلّق على كتفِ مناسبَة "يوم المرأة العُمانيّة" الذي لو نطقَ لبرأ إلى الله منْ ثلثي ما يُنسب إليهِ من بهرجَة وتفاهة. ‎آلاف المواد التعليميَّة عربياً تحشَى

عنِ التّعليم ، وَحريَّة التعبير والشرَاكَة المجتمعيَّة ..

قرَاءَة في مقتَل صَحَفي.. ضمنَ السيَاقاتِ الأوسَع: المسوّغات والنتائج قبلَ يَوم، حَضَرتُ ورشَة عمَلٍ حولَ (التعليم، التنميَة والسيَاسات) في لندَن. أثِيرَتْ عدّة أسئلةٍ في الورشَة يتعلّق أغلبهَا بأهداف التنميَة المستدامة للأمم المتحدَة.. لكنّ سؤالاً طرحَ في الورشَةِ أثَار انتباهي هوَ كيفَ بالإمكان بنَاء أنظمَة تحترِم الحريَّات وعلى رأسها حريّة التعبير، وتقدّر الشرَاكة المجتمعيّة في وضعِ سياسَات الدولة ، والمساءَلة الشعبيّة لأدَاء الحكومة.. الإجَابَة كانتْ كلّها وَاحِدَة: التّعليم.. وبينمَا قالَ البعض أنّه يبدأ من العائلة إلا أنّ الحضُور اتفقَ أنّ التعليم يتفوَّق حتّى على العَائلة .. عقبتُ وقتَها على حدِيثهم بأنّ ذلك يبدَأ من الحضَانة حتّى قبلَ دخُولِ المدرسَة.. أتذكّرُ أنني عندمَا كنتُ أطَّلعُ على ملاحظَات حضانَة ابنتِي في هُولندا كانَ من ضمنهَا تعليم الأطفال الوُضوح في إبدَاء مشاعِرهم، والجرأة في إبدَاء آرائِهم أمام وَالديهم.. كانتِ المربيّة تعلّم طفلتي: عندما تكُونين سعيدَة أظهِري مشاعِركِ أمام والديكِ، عندمَا تحبطين لا تخبئي مشاعِرك، كوني واضحَة في آرائك ومواقِفكِ ولا تشعِري