التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

عن أبِي .. الذيْ ليسَ من زماننا

  "شهرٌ من الموتِ يا أبي .. شهرٌ من صحبَة التراب"   زرتُكَ قبلَ أيامٍ يا أبي مع اخوَتي سليمَان وماجد .. سووا قبرَك ورتّبوا حجارته .. لم أتمكّن من البكاء ولم أجرُؤ على مغادرةِ السيارة حتى أشار عليّ سليمان بأن آتي .. لا يزالُ الفقدُ طرياً .. نظرتُ إلى قبرٍ حفر بجانبك وقد أعدّ لاستقبال جثّة مؤجلة .. قلتُ لهم إذن هذه هي مساحة حياتنا حتّى قيامتنا .. قالا لي: لا .. بل تلك هي مساحتك .. نظرتُ إلى أدنى القبر فوجدتُ مساحة ضيّقة لا تقاس إلا بالسنتيمترات.. قالوا لي: هي تلك حجرة القبر .. دهشتُ وتداعى إليَّ حديثُ الناس عن صغرِ مساحات غرف بيتي الجديد.. أربع أمتار في أربع أمتار .. يقول الناس لي: أوه غرفة صغيرة! سنعيشُ فيها عشرين أو ثلاثين عاماً .. ولكننا سنعيش قروناً ودهوراً إلى قيامتنا هنا .. نعم! لم أتمكن من البكاء .. استغرق سليمَان في الحديث عن الرّوح ومكامنها وأنها سرّ الجسد وعوالم الأرواح.. وعن تجلي الرّوح وتجربة مغادرة الجسد والعودَة إليه .. قال كلاماً كثيراً .. ولكنني كنتُ أفكر: هل متَّ حقاً؟   *** هل تعرفُون كيف يحضرُ الألم؟ إنه ليسَ اللحظة التي تودّع فيها ميّتك إلى