التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١١

ثرواتكَ الوطنيّة .. أمانة! يا صاحِب "التفالَة" العظيمة

لا أكثر سوءاً حينَ تخرجُ صباحاً إلى عملك .. بنفسيّة منفتحة وعقليّة مستعدة للإنتاج .. تقفُ عند إشارات المرور ، تنظرُ إلى النّاسِ بحبّ ، إلى السيّارات بحبّ ، يضربُ لكَ السائق خلفكَ "هرنهُ" بحبّ كي يحثّك على الدخول من الطريقِ الفرعيّ للرئيسيّ .. معَ ذلك تبتسمُ لهُ وأنتَ تعتقدُ أنّ يومكَ سيبدأ بالحبّ وينتهي بالحبّ.. وفيما أنتَ تنتظرُ دوركَ وسطَ طوابير السيّارات أمام إشارة المرور .. يفتحُ سائقُ السيّارة التيْ تقفُ أمامك بابهُ .. يطلّ برأسهِ وَ "ككككككخخخخخ" .. يرتفعُ صوتُ بصقهِ على الأرضِ وهوَ ينظّف حنجرتهُ من ركَام "شيشة الشوكولاتة" التيْ عبّها البارحَة عباً في حنجرته .. وركَام علكَة الكيف التيْ خبّأها البارحة خلسَة تحت لسانه .. يبصقُ على الأرضِ كيْ يمنحَ "حنجرتهُ" متنفساً قصيراً من طبقَات الأوساخ العالقة من الأمس .. وليسَ عليكَ سوَى أن تبصرَ "التفالة" الكبيرَة التيْ استقرت في الأرضِ لتدرك خبيصَة "المصائب" التيْ تعجّ بها.. تحدّق إليها بكلّ قرف وتتبخّر حينها كلّ حالة الحبّ التي بدأتَ بها يومَكَ وتفكّر .. بسينَاريُوهات مختلفَة لم

نموتُ .. نمُوتُ .. فيمُوت الوطَن!

"في بلادٍ .. نسجَ الخوفُ على الأعينِ ظلّ العنكبوتْ . . لم نعد نبكي على مَنْ ماتْ بل مَنْ سيموتْ" عبدالرزّاق الربيعيّ نعُم .. لم نعدْ نبكِي على أمواتنا .. بل على أحيَائنا الذينَ ينتظرُون دورهم في حفلاتِ الموتِ الجماعيّة التيْ تقامُ يومياً على طرقَاتنا .. نعم لمْ نعد نبكيْ على الأموَات .. لأنّهم أصبحُوا أرقاماً حاضرَة في تاريخ كلّ أسرة عُمانية .. لا نسأل هل فقدتم في حوادث السّير ولكن نقُولُ كم فقدتُم؟! وإن كانَ عبدالرزّاق الربيعيّ كتبَ عن أبناءِ وطنهِ في العراق الذينَ يقضُون حتفاً في صراعاتهم الطائفيّة وفي التفجيراتِ الإرهابيّة وبرشَاشات المحتلّ، وإنْ كان الشباب في البلدانِ العربيّة يقضُون حتفاً برصاص قنّاصة شرطتهم في مظاهراتهم ضدّ أنظمتهم.. ويقضُون حتفاً في ساحاتِ الجهاد .. يمُوتون في سجُون تعذيب مخابرات حكوماتهم فإنّ أياً من هذا لا يحدثُ في عُمان وإنّما يمُوتُ العُمانيّ في توَابيت حديديّة .. في أكفانٍ من معدن يقُودها فيعُودُ إلى عائلتهِ جثّة ً هامدة .. أشعرُ بالفجيعَة وأنا أقرأُ كلّ يوم ضحايا حفلاتِ الموت الجماعيّة في عُمان

أزمَة "ملح" في الأسوَاق العُمانيّة!

"هرمنَا .. هرمنَا! من إعلانات الضّعف الجنسيّ" هكذا تبادرَ إلى ذهني وأنا أقلّب صفحات صحيفَة عمانيّة.. في ملحق إعلاناتٍ واحد فقط .. رصدَت كاميرتي كلّ هذهِ الإعلانات التيْ أصبحتْ واقعاً يومياً في الصحفِ العُمانيّة! وكأنّ كلّ مشاكلِ عُمان انتهت وكأنّ كلّ مشاريع "الإصلاح والتطوير" نفّذت .. ولم يتبقّ لدَى العُمانيّ إلا "تطوير" أدائه الجنسيّ في الفراش! وطريقَة الترويج المبتذلة وأسماء المنتجات "السمجَة" مرّت "سهواً" أمام مقصّ الرقيب في الصحف العُمانيّة فيما لا تمرّ أمامه شاردَة ولا واردة إذا تعدّى الكاتب العُمانيّ حدوده في الموادّ المنشورة إلا وانهالَ عليهَا قصّاً وقطعاً.. آه .. إنني أتذكّر الآن .. باولو كويللو في رواية 11 دقيقة .. حينَ قال أحدُ أبطال الرواية: "الجنس ، الجنس ، الجنس، إنّه ملح الأرض!" يبدُو أنّ ثمّة أزمَة "ملح" لدينَا في البيُوت العُمانيّة !

هل نحنُ شعبُ اللهِ المختار؟

لا شيءَ يقلقنيْ في عُمرِ هذهِ المرحلَةِ الحقيقيّة من حياةِ الانسانِ العُمانيّ والشعبِ العُمانيّ كما تقلقنيْ الخطاباتُ التيْ تمجّدُ للشعبِ .. تظهرهُ على أنّه "الكمال" .. وتنفي عنهُ أيّ صفَة عيب.. تقلقنيْ الخطاباتُ التيْ تهاجم الكاتب لأنّه انتقد سلوكيّات مجتمعه .. عاب عقليّة ً محليّة .. فإذا كانَ الكاتبُ عاجزاً عن "كشف عورَة المجتمع" وتهذيبه .. عن الأخذ بيدهِ وإيضاح سلبيّاته .. إذا كانَ الكاتبُ لتمجيد المجتمع وتضخيمهِ ووضع مساحيقِ التجميل على عيوبهِ ، ففيمَ تكمنُ قيمَة الكتابَة للمجتمع وعنِ المجتمع؟ في عُمان انتشرت مؤخراً خطاباتٌ تمجّد المجتمع والشعب ، تهاجمُ أيّ مادةٍ تنتقد تصرّفات خاطئة للشعب وكأنّ مليوني عُماني نزلوا جميعاً من الجنّة .. وكأنّ العُمانيّ لم يسرقِ العُمانيّ .. وكأنّ العُماني لم يظلم العُمانيّ ، وكأنّ العُمانيّ لم يحقّر العُمانيّ ، وكأنّ العُماني لم يفترِ على العُمانيّ .. وكأنّ كلّ من فعل ذلك هُم "كائناتٌ فضائيّة قدمت من المرّيخ".. تقلقني بشدّة هذه النبرة التي بدأت تنتشر في الخطابات .. ويقلقنيْ ندرَة وجود الكاتب الحقيقيّ الذي يتحدّث باعتد