التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٠

عن "بلدنـَا الحلوة" !/ردُهات

عائشَة السيفيّ ufuq4ever@yahoo.com سألنيْ زميلي الأوروبي في العمل : عن رأيي في وادي شَعب؟ .. قالها بالانجليزية فطلبتُ منه أن يكرر الاسم مجدداً .. وحين أعاده، كنتُ أتساءل إن كنتُ قد سمعتُ بهذا الوادي من قبل أم لا ! زوجتهُ قدمت من أوروبا في إجازة قصِيرة .. بعد بضع زياراتٍ قصيرة .. وكلما أتت إلى عُمان تبدأ في التجوال ولا تعود لمسقط إلا إلى المطار .. الوادي الذي سألني عنه زميلي.. لم أعرف حتّى أين موقعه في السلطنة! وحين استعنتُ بصديق الجميع جُوجل .. اكتشفتُ أن هنالك كومة وديَان بهذا الاسم في مناطق مختلفَة من الوطن العربيّ .. وشعرتُ بالخجل الشديد وأنا أجيبُ زميلي قائلة ً .. أنني للأسف لم أزره .. فأعقب قائلاً : أن أصدقاء زوجته نصحوها بالذّهاب إليهِ .. فهوَ جميلٌ للغاية .. وأنا ظللتُ أفكّر .. أينَ سمعتُ بهذا الوادي من قبل؟ زميلي هذا ذهبَ عدة َ مراتٍ للجبل الأخضر برفقة زوجتهِ أحياناً أو مع أصدقائهِ .. يقولُ أنهُ تسلقَ الكثير من جبال عُمان .. وهوَ معتادٌ كل اسبوع على أن يحمل دراجته برفقة أصدقائه والقيادة بالسيارة إلى معلم طبيعي معيّن .. ثم التجوال هنالك بالدراجة .. لا يعرفُ

عن الفقر .. بصنَاعة عُمانيّة جداً (3)

اقرأ أوّلاً : عَن الفقر .. بصنَاعة عُمانية جداً (1) عن الفقر .. بصنَاعة عُمانية جداً (2) اطلعتُ ذاتَ يومٍ على تقريرٍ للأمم المتحدَة حول دخل الفردِ في اليَمن .. فوجدتهُ 300 دولار سنوياً بمعنَى أنّ دخله كلّ يوم 0.8 دولار في اليَوم وبالعُماني دخلهُ كلّ يومٍ 300بيسة !!! قرأتُ تلك المعلومة لأمي فتمتمت بطيبتهَا الأموميّة: شفتي كيف نحن عايشين بنعمَة؟ دومك معصبة على أوضاع البلد .. والله عمان بخير والناس بخير والحمدلله الخير والنعمة كثير .. كانتْ أمي تقولُ ذلك وهي لا تدركُ أنهُ وفقاً لمنظمة الأوبك العالميّة فإن احتياطي النفط في عمان سيدوم لـ 15 عاماً .. أو على الأكثر 20 عاماً .. أمّي لا تعرفُ أن نسبَة صادرَات النفط مقارنةً بالصادرَات الأخرى في عُمان تشكّل 82% !! بعدَ عشرين عاماً واعتماد بنسبَة 82% من الصادرات النفطيّة ! ما الممكن تخيّله؟! يا أصدقائي .. الحكُومة العمانية تصدر يومياً شيكات بستة أصفار وسبعَة أصفار وثمَان أصفار لمشاريعها التنمويّة الضخمة .. ووزارة الاقتصاد الوطني تطالعنَا كلّ يومٍ بأخبار عن زيادة الإنتاج النفطي اليوميّ .. بعدَ عشرينَ عاماً؟! سيقولُ أحدكم .. يللا خير لعشرين سنَة ! ب

عن الفقر .. بطريقَة عُمانيّة جداً (2)

اقرَأ أولاً: عن الفقر .. بطريقَة عُمانيّة جداً (1) هلْ تذكرُون يا أصدقائي حكاياتيْ ذات يومٍ عن العم أبي أحمد .. ذلك الرجل الطيّب الذي اعتاد أن يصرف الصدقات على الناس في رمضَان ويكثر منهَا .. يصرفُ لهم الأرز والحليب والسكر والطحِين واحتياجاتٍ كثيرةً تسدّ رمق عائلاتٍ معدمَةٍ لدينا .. نأكلُ ولا يأكلُون .. ننامُ على هواء المكيّف البارد ولا يفعلُون كما نفعل .. لا نعرفهَا .. لأننا نهتمُ بما أمامنا من الطعام وننسَى الآخرين .. كعادتهِ بدأ العم أبو أحمَد إخرَاج صدقاتهِ قبل رمضَان .. فاتفق مع عددٍ من محلاّت المواد الغذائيّة في نزوَى على صرف كوبوناتٍ للناس المستحقة للمسَاعدَة .. وهوَ يمنحُ الكوبونات لتلك العائلات .. يبدأ الشهر بأبي أحمد .. ولا يصلُ لمنتصفهِ حتّى يكون العم أبو أحمد قد تخطّى ميزانيتهِ لصرف الصدقَة .. ما يضطرهُ للاقتراض من أولادهِ ليسدّد قيمَة الكوبونات التيْ يتخطّى عددها دائماً ما يخطط لهُ .. لا يتوّقف جرسُ بيتهِ عن الرنين طوال رمضَان ..تأتيهِ العائلات من نزوَى وما حولها .. من الداخليّة وما حولها ومن مناطق أخرى .. نساءٌ بأطفالهنّ .. ورجالٌ مسنين لا يكادُون يحتملُون المشي ..

عن الفقر .. بطريقَة عُمانيّة جداً (1)

لا أملكُ إلا أن أتضامَن مع الاخوَة المصريين في مطالباتهِم المشروعة بإزالَة حسني مبارك عنْ سدّة الحكم .. لا ألُوم هذا الشّعب ، لأنّ هذا الرجل حوّل خلال ثلاثَة عقود أو يزيد من حكمهِ حوّل الشعب المصريّ إلى صيّادين للمال .. يتبعُونه أينمَا حلّ .. وبعدما كانَ المصريّ يُحسب حسابهُ وتُدرك قيمَته قبلَ أربعينَ عاماً ، أصبحَ بلا قيمَة لأنّه مهان حتّى في بلدهِ .. وبعدَ أن كانتْ مصر قبلَة العِلم من كلّ مكان .. أصبحتْ قبلَة كل من يفكّر في الحصول على شهادَة جاهزَة مدفُوعة القيمَة مسبقاً ! وأصبح المصريّ محلّ سخريّة في الأوطان العربيّة والأجنبيّة ضاربينَ به الأمثال في جشعهِ .. وأصبحُ كلّ من زارَ مصر يقولُ .. مصر جميلَة لولا شعبها .. مبَارك نجح بذكاء غرِيب في إنشاء شبكَة أخطبوطيّة لا تقلّ تأثيراً عن أخطبوط بول .. فزجّ بالمثقفين في السجُون .. وحشرَ زبانيتهُ في كلّ مكان .. وجعلَ من نفسهِ رمزاً للديكتاتوريّة الدبلوماسيّة .. لأنّه جوّع شعبهُ .. ظهرَ أمامَ العالم وهوَ يطعمهم ومن تحتِ الطاولَة يمصّ كل جنيه منهُم .. تذهبُ إلى كلّ بلد فتجدُ المصريّ هجر بلادهُ وامتهنَ أيّ مهنَة هارباً من شبح الفقر الذي يخيّم ع

يتسوّلونَ الطفـُولـة !

قبلَ أيّامٍ .. وفيمَا كنتُ أركنُ سيّارتيْ أمام محلّ سلكت في محطّة البترول الموازية لشارع السلطان قابُوس بالخوير .. سمعتُ طرقاً على باب نافذتيْ ورأسٌ صغيرٌ يطلّ من الأسفل .. أصابع ضئيلة مغبّرة وأظافر طويلة مكسوّة بالتراب من الداخل .. كانَ الطارق طفلاً في السادسة .. مدّ يديهِ طالباً المال .. شعرتُ بالشفقة لمظهرهِ المزري للغاية .. وأعطيتهُ بضع مئات بيسَة .. غادرنيْ سريعاً ليقفَ قريباً من بوابَة سلكت .. أسمَر البشرة .. أجعد الشعر .. حافي القدمين بملابس رثّة للغاية .. وقف بلا مبالاةٍ يحملقُ في المارة والسيارات القادمَة والمغادرَة .. ظللتُ أحدّق إليهِ وفجأة ً لمحتُ رجلاً آسيوياً يقفُ في مسافةٍ ليست بعيدة عن الطفل .. كانَ مهندماً جداً للحد الذي ظننتهُ يعمل في سلكت أو في العمارات المجاورة ببدلةٍ أنيقة .. كان ذلك الرجل وأرجّح أنه هنديّ الجنسية يهمس مشيحاً ببصرهِ بعيداً عن الطفل وكأنّه يوجهه للسيارات القادمة التي ينبغيْ أنْ يطلب الطفلُ من أصحابها المال .. سارعتُ بإخراج كاميرتي على الفور لألتقط صورَة لهما إلا أنّ الرجل الهنديّ غادرَ سريعاً بعدَ أن لمحني أسدد أنظارَ كاميرتي إليهِ .. لم أستط

الإعلانُ العُمانيّ .. وقشرَة الموز !/ردُهات

عائشَة السيفيّ ufuq4ever@yahoo.com بعدَ أيَّام يفتتحُ معرضُ الإعلان في معرَض عُمان الدوليّ .. وأنتَ تقُود السيّارة إلى عملكَ وتعُود مجدداً لابدّ أن تصادفَ مرة ً أو مرتينِ على الأقلّ .. وصوتُ المذيع الأجشّ يعلنُ عن هذا المعرضِ ، خاتماً: الإعلان.. نافذتنَا إلى العَالم! وأوّل ما يخطرُ في ذهنِ أيٍ منا .. هل يعدّ الإعلانُ –عُمانياً- نافذَتنا إلى العالم حقاً؟ سأقولُ لكمْ أنّي لستُ مستمعةً جيدةً للإذاعاتِ المحليّة لدينا في الراديُو .. لكنّ أياً منكم يستطيع خلال مسافَة قيادتهِ اليوميّة أن يحفظ الإعلانات التيْ تتمّ إذاعتها .. وأن يلقي النكَات عليها وهوَ بينَ أصدقائهِ .. إعلانَات غايَة في الهزَالة .. متكررة الفكرَة .. تكونُ في الأغلب حوَاراً بين شخصين .. وحتّى الحوَار نفسه يفتقد لأسس العقلانيّة في التروِيج للمنتج .. إليكُم إحدَى الإعلانات التي قدّمتها إحدى شركات الاتصالات .. صوت (1): تصدق اليوم طلعت بطاقة الانترنت الفلاني والهاتف الفلاني صوت(2): مستحيل !! أنا اليوم كنت معك صباح وما كان عندك كل هالشي صوت(1): أنا طلعت كل هالمميزات بزيارة وحدة لصالة العرض الفلانية ، إلخ! إلخ! إ

اسمِي عائشَة .. وهذهِ حكايَتي ! (3)

اسمِي عائشَة .. هذه الفتاة الصغيرة التي في الصُورة .. كانَ من الممكن أن تحملَ اسمَ سارَة .. لكنّ اسمهَا اليَوم عائشَة وهي تكملُ اثنين وعشرينَ عاماً من حياتها..وبطريقةٍ أو بأخرى فإنّ الزمَان والمكَان فرضَا سطوتهُما عليها .. الكثيرُ من القرّاء أصبحُوا يستهلُون رسائلهُم إليّ منادينني سارَة .. وأنا لا أعرفُ الكائن الذي اسمهُ سارَة .. قد تكُون فتاةً عصبيّة .. مزاجيّة .. تحبّ المَوز! وتتابع التلفزيُون كثيراً! قد تكون امرأةً عانساً تقفُ كلّ يوم على الباب في انتظَار الفارس الذي لن يجيء.. أو قد تكُون أماً تلهثُ كلّ يومٍ وراء دزينَة أطفال .. وزوجٍ بكرشٍ كبير يفوق كرشَ زوجته .. وأنا بطبيعَة الحال لستُ كذلك .. أنا لا أعرفُ سارَة! أكثر مما تعرفُونها .. فقد تكفّل العجُوزان الزّمان والمكان بإقناعي أنّي عائشَة ؟! وأنا؟! كان من الصعبِ جداً أن أقتنع .. لكنني اقتنعتُ في النهايَة .. كلّ يومٍ أحلمُ أني سارَة .. غير أنّي أكتشفُ نهايَة كلّ يومٍ أني عائشَة .. أصحُو باسمِ سارة .. وأنتهي باسمِ عائشة .. عائشة وفقط ! *** في صيفِ 1996 حيثُ انتهَت مرحلَة مدرسَة المعلّمة عقّة بالكثير من الدرَاما المأساويّة .. قرر و