التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2011

سماءٌ .. وعصفورَة .. وجناحان!

حينَ قررتُ أن أفتحَ هذهِ المدوّنة .. في أغسطس 2009 أي قبلَ 28 شهراً ، كنتُ قد وصلتُ إلى قناعَةٍ أنّ الإعلام الورقيّ العُمانيّ أصبحَ عاجزاً عن استيعاب عقليّة الكاتب الشابّ العُمانيّ .. كنتُ قد ضقتُ ذرعاً بفكرَة الكتابَة الورقيّة وكانَ الخيط الذي يبقيني على صلَة بالصحفِ هوَ إحساسي بالمسؤوليّة تجاهَ القارئ وعاطفَة جميلة تجتاحني كلّما علمتُ أنّ أمي ذهبتْ إلى المكتبة لتقرأ لي مقاليَ الأسبوعيّ المنشور في إحدى الصحف .. لقدْ كانَ تحديّاً كبيراً بالنسبَة ليْ أن أبدأ مدوّنة لا يعرفها أحد .. وكانَ تحدياً أكبر أن أقنعَ القارئ بأن يفتح الانترنت ليقرأ مدوّنتي ضمنَ جولتهِ الصباحيّة أو المسائيّة في الانترنت .. وقد أخذَ منّي الأمرُ وقتاً طويلاً لكيْ أعتادَ فكرَة عدم وجُودِ رقيبٍ آخرَ –سواي- ليعملَ على النصّ ..شخصٌ ما يحذفُ جملاً ويعدّل جملاً! أخذَ منّي الأمرُ زمناً طويلاً لأعتادَ فكرَة أنهُ لن يكُون ثمّة رقيباً سيحذفُ لي كلمَة "السيّد" ॥ حينَ اعتدتُ ألا أذكرَ مفردَة الشعر في مقالاتي دون أن تسبقها كلمَة "السيّد" ॥ كنتُ كلما بعثتُ مقالاً تضمن لفظتي "السيّد الشّعر" ॥ كان الرق

العمانيّون .. وعباقرَة "العهرِ العلنيّ" !

القطريّون .. مشغولونَ مؤخراً باجتذاب أكثر العقولِ العربيّة ذكاءً .. مشغولونَ باستجلاب "عباقرَة العلوم" ودعمهم بالمال والإعلام والإمكانيّات .. العُمانيّون أيضاً مشغولونَ بعبَاقرَة آخرين .. مشغُولون أيضاً مؤخراً باستجلاب "مخا......" شرق آسيا الذينَ أصبحُوا يغزُون أسواقنا في مسقط .. و"الليدي بويز" الذينَ أخبرنيْ زوجي حينَ قررنا قبلَ أشهرٍ السّفر لتايلاند أنّ أصدقاءه قالوا له: "تايلاند جميلة ، لكنّك سترى مشاهد تؤذي أهلك" في إشارة منهُم إلى أنني كزوجَة سأتأذى من رؤية الرجال النساء .. الذينَ يمتلكُون أنوثة أكثر من الإناث أنفسهم .. يمشونَ بأنوثة أكثر من الإناث .. يتحدّثون بأنوثة أكثر من الإناث .. يضعُون المساحيق أكثرَ مما تضعُ الإناث .. ويرتدُون الملابس العاريَة أكثر مما تفعلُ الإناث .. وأكثر من كلّ ذلك .. فإنّهم يمتلكُون من "المقدّمات والمؤخرَات" الأنثويّة ما لا تحلمُ بهِ النساء .. الليدي بويز الذينَ يحذّر العمانيُون المسافرينَ إلى تايلاند من أنّهم يؤذون النظر.. لم يعودُوا بعيدين .. فقد أصبحُوا على مرأى أنظارنا في كلّ مكان .. السيتي سنت

الانسَان العُمانيّ .. وقيمتهُ في السوق العالميّة!

إذن .. فقدْ تمّ إطلاق سرَاح الدفعة الثانية من الأسرَى الفلسطينيين البالغ مجمُوعهم 1027 فلسطينياً مقابل إطلاق سرَاح الأسير الاسرائيليّ جلعاد شاليط .. 1027 أسيراً فلسطينياً مقابلَ اسرائيليّ واحد .. صفقة وصفتهَا الصحفُ الاسرائيليّة بالباهظة إلا أنّ الحكُومة الاسرائيليّة فسّرتها على أنّها دليل قيمَة ما يعنِيهِ كلّ جنديّ اسرائيليّ لوطنه .. وقبلَ يومينِ حينَ تمّ إطلاق الدفعة الثانيَة من الأسرى بواقع 550 أسيراً فلسطينياً .. كنتُ أتساءل ما الذي تعنيهِ "قيمَة الفرد في السوق العالميّة"؟ وبعدهَا بأيّام بدأت عمليّة تبادلِ 25 سجيناً مصرياً مقابل إطلاق سراح الجاسُوس الاسرائيلي إيلان جابريل تبعتها محادثاتُ إطلاق سراح 60 سجيناً مصرياً من السجون الاسرائيلية مقابل إطلاقِ سراح الجاسوس الاسرائيلي سليمان ترابين. فإذا كانَ 60 مصرياً مقابل اسرائيلي و1027 فلسطينياً مقابل اسرائيلي ... فكم تبلغ قيمة الفردِ العُمانيّ في السوق العالميّة! التساؤلُ نفسهُ أيضاً طرأ لي وأنا أقرأ أنباء الإفراج عن السجينين الأميركيين الذينِ أطلقَ سراحهما مؤخراً بوساطة عُمانيّة .. وبالإضافة إلى زميلتهما التيْ سبقتهُما .. فإنّ

ثرواتكَ الوطنيّة .. أمانة! يا صاحِب "التفالَة" العظيمة

لا أكثر سوءاً حينَ تخرجُ صباحاً إلى عملك .. بنفسيّة منفتحة وعقليّة مستعدة للإنتاج .. تقفُ عند إشارات المرور ، تنظرُ إلى النّاسِ بحبّ ، إلى السيّارات بحبّ ، يضربُ لكَ السائق خلفكَ "هرنهُ" بحبّ كي يحثّك على الدخول من الطريقِ الفرعيّ للرئيسيّ .. معَ ذلك تبتسمُ لهُ وأنتَ تعتقدُ أنّ يومكَ سيبدأ بالحبّ وينتهي بالحبّ.. وفيما أنتَ تنتظرُ دوركَ وسطَ طوابير السيّارات أمام إشارة المرور .. يفتحُ سائقُ السيّارة التيْ تقفُ أمامك بابهُ .. يطلّ برأسهِ وَ "ككككككخخخخخ" .. يرتفعُ صوتُ بصقهِ على الأرضِ وهوَ ينظّف حنجرتهُ من ركَام "شيشة الشوكولاتة" التيْ عبّها البارحَة عباً في حنجرته .. وركَام علكَة الكيف التيْ خبّأها البارحة خلسَة تحت لسانه .. يبصقُ على الأرضِ كيْ يمنحَ "حنجرتهُ" متنفساً قصيراً من طبقَات الأوساخ العالقة من الأمس .. وليسَ عليكَ سوَى أن تبصرَ "التفالة" الكبيرَة التيْ استقرت في الأرضِ لتدرك خبيصَة "المصائب" التيْ تعجّ بها.. تحدّق إليها بكلّ قرف وتتبخّر حينها كلّ حالة الحبّ التي بدأتَ بها يومَكَ وتفكّر .. بسينَاريُوهات مختلفَة لم

نموتُ .. نمُوتُ .. فيمُوت الوطَن!

"في بلادٍ .. نسجَ الخوفُ على الأعينِ ظلّ العنكبوتْ . . لم نعد نبكي على مَنْ ماتْ بل مَنْ سيموتْ" عبدالرزّاق الربيعيّ نعُم .. لم نعدْ نبكِي على أمواتنا .. بل على أحيَائنا الذينَ ينتظرُون دورهم في حفلاتِ الموتِ الجماعيّة التيْ تقامُ يومياً على طرقَاتنا .. نعم لمْ نعد نبكيْ على الأموَات .. لأنّهم أصبحُوا أرقاماً حاضرَة في تاريخ كلّ أسرة عُمانية .. لا نسأل هل فقدتم في حوادث السّير ولكن نقُولُ كم فقدتُم؟! وإن كانَ عبدالرزّاق الربيعيّ كتبَ عن أبناءِ وطنهِ في العراق الذينَ يقضُون حتفاً في صراعاتهم الطائفيّة وفي التفجيراتِ الإرهابيّة وبرشَاشات المحتلّ، وإنْ كان الشباب في البلدانِ العربيّة يقضُون حتفاً برصاص قنّاصة شرطتهم في مظاهراتهم ضدّ أنظمتهم.. ويقضُون حتفاً في ساحاتِ الجهاد .. يمُوتون في سجُون تعذيب مخابرات حكوماتهم فإنّ أياً من هذا لا يحدثُ في عُمان وإنّما يمُوتُ العُمانيّ في توَابيت حديديّة .. في أكفانٍ من معدن يقُودها فيعُودُ إلى عائلتهِ جثّة ً هامدة .. أشعرُ بالفجيعَة وأنا أقرأُ كلّ يوم ضحايا حفلاتِ الموت الجماعيّة في عُمان

أزمَة "ملح" في الأسوَاق العُمانيّة!

"هرمنَا .. هرمنَا! من إعلانات الضّعف الجنسيّ" هكذا تبادرَ إلى ذهني وأنا أقلّب صفحات صحيفَة عمانيّة.. في ملحق إعلاناتٍ واحد فقط .. رصدَت كاميرتي كلّ هذهِ الإعلانات التيْ أصبحتْ واقعاً يومياً في الصحفِ العُمانيّة! وكأنّ كلّ مشاكلِ عُمان انتهت وكأنّ كلّ مشاريع "الإصلاح والتطوير" نفّذت .. ولم يتبقّ لدَى العُمانيّ إلا "تطوير" أدائه الجنسيّ في الفراش! وطريقَة الترويج المبتذلة وأسماء المنتجات "السمجَة" مرّت "سهواً" أمام مقصّ الرقيب في الصحف العُمانيّة فيما لا تمرّ أمامه شاردَة ولا واردة إذا تعدّى الكاتب العُمانيّ حدوده في الموادّ المنشورة إلا وانهالَ عليهَا قصّاً وقطعاً.. آه .. إنني أتذكّر الآن .. باولو كويللو في رواية 11 دقيقة .. حينَ قال أحدُ أبطال الرواية: "الجنس ، الجنس ، الجنس، إنّه ملح الأرض!" يبدُو أنّ ثمّة أزمَة "ملح" لدينَا في البيُوت العُمانيّة !

هل نحنُ شعبُ اللهِ المختار؟

لا شيءَ يقلقنيْ في عُمرِ هذهِ المرحلَةِ الحقيقيّة من حياةِ الانسانِ العُمانيّ والشعبِ العُمانيّ كما تقلقنيْ الخطاباتُ التيْ تمجّدُ للشعبِ .. تظهرهُ على أنّه "الكمال" .. وتنفي عنهُ أيّ صفَة عيب.. تقلقنيْ الخطاباتُ التيْ تهاجم الكاتب لأنّه انتقد سلوكيّات مجتمعه .. عاب عقليّة ً محليّة .. فإذا كانَ الكاتبُ عاجزاً عن "كشف عورَة المجتمع" وتهذيبه .. عن الأخذ بيدهِ وإيضاح سلبيّاته .. إذا كانَ الكاتبُ لتمجيد المجتمع وتضخيمهِ ووضع مساحيقِ التجميل على عيوبهِ ، ففيمَ تكمنُ قيمَة الكتابَة للمجتمع وعنِ المجتمع؟ في عُمان انتشرت مؤخراً خطاباتٌ تمجّد المجتمع والشعب ، تهاجمُ أيّ مادةٍ تنتقد تصرّفات خاطئة للشعب وكأنّ مليوني عُماني نزلوا جميعاً من الجنّة .. وكأنّ العُمانيّ لم يسرقِ العُمانيّ .. وكأنّ العُماني لم يظلم العُمانيّ ، وكأنّ العُمانيّ لم يحقّر العُمانيّ ، وكأنّ العُماني لم يفترِ على العُمانيّ .. وكأنّ كلّ من فعل ذلك هُم "كائناتٌ فضائيّة قدمت من المرّيخ".. تقلقني بشدّة هذه النبرة التي بدأت تنتشر في الخطابات .. ويقلقنيْ ندرَة وجود الكاتب الحقيقيّ الذي يتحدّث باعتد

وهُم يحسبُونَ أنّهم يحسنُون صُنعـَا!

حدثَ في إحدَى الشركاتِ التي تدرّبتُ بها..أنّ أحدَ زملائي البريطانيين في العملِ طلبَ أن تسكِّنه الشركَة ُ في "فيلا" بدلَ تسكينهِ في شقّة .. ورفضَ مديرنا ذلكَ وحينَ جاء ليحتجَّ لدى المدير –وهوَ بريطانيّ أيضاً- سألهُ المدير: من أيّ مدينةٍ في بريطانيا أنتَ؟ فردّ الموظّف: من ليفربول .. فقالَ لهُ المدير: في ليفربول .. هل تقيمُ في فيلا؟ فأجابهُ الموظّف: لا .. فقالَ لهُ: إذن لماذا تطلبُ فيلا هنَا .. وأنتَ تقيم لوحدك وتستلمُ علاوَة "العمل ما ورَاء البحار"، لو أنّك جئتَ مع عائلتكَ وأخذتْ منكَ هذهِ العلاوَة لأقمتَ في فيلا.. أما وأنتَ وحدك فلا .. حينَ غادرَ الموظّف غاضباً قال لي مدِيري أنّه علم من لكنَةِ الرجل الانجليزيّة أنّه من الطبقَة الاجتماعيّة الدنيا في بريطانيا وعلمَ تماماً في أيّ الأحياء يقطنُ في ليفربُول.. ثمَ تابعَ قائلاً أنّ من أكبرِ الأخطاء أن نقنع أنفسنا باستحقاقِنا للحصُول على ما لا نستحقّه .. قبلَ أن يأتي هذا المديرُ ... كانَ ثمّة مدير آخر قبله .. وكانَ الموظفونَ يتصرّفون في تلكَ الشركَة كيفَ يشاؤون .. أحدهُم اشترى لشقتهِ تلفزيوناً "بألفِ ريال" وآخر