التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الانتَرنت ينَافسُ "أم زكِي" !/ردُهـَات



عائشَة السيفيّ
ufuq4ever@yahoo.com


قبلَ أربعِين عاماً حينَ تمّ تصنِيع أوّل حاسُوب يعمل بتقنيّة الانترنت لمْ يكن مخترَعوه يعرفُون أنّ الانترنَت سيتحوّل إلى عالم يشمَل الفيس بُوك واليُوتيوب ومواقع المحادثة بالفيديُو .. وإنْ كانت هذه الخدمات بعيدَة التوقّع إلا أنّ أحداً منهم بالتأكيد لم يتوقّع أنّ الانترنت سيتحوّل إلى أداة "تجمِيع بين الرؤوس بالحلالِ" أو خطّابة الكترونيّة تفُوق فيْ عملهَا وقدرتها قدرَات "أم زكي" في باب الحَارة ..
في الموَاقع الغربيّة أصبحَت مهنَة الماتش ميكر أو التوفيق بين شخصَين عاطفياً للزوَاج مهنَة مربحَة تدر الملايين على أصحابهَا .. إذْ تقدّر نسبَة دخلها بما يزيدُ عن 80مليُون دولار سنويّاً تتوزّع ما بينَ الإعلانات أو الرسُوم الرمزيّة التيْ يدفعهَا الباحثُون عن شريكِ حيَاتهم ..

أمّا في المواقع العربيّة فليسَت هيَ بأقل من نظِيرتها الغربيّة مع وضوح العشوائيّة في الطرح وعدم الاحترافيّة وشيُوع النصب والضحك على الذقُون على أولئك الذين عدمُوا شركاء حياتهم حتّى لجئوا إلى ذلك العالم المجهُول المختبئ خلفَ شاشاتِ حواسيبهم ليبدؤوا رحلَة البحث عن الحبيب أو الحبيبَة المتخيّلة ..

جولَة قصيرَة في رحَاب هذه الموَاقع "تفطسكَ من الضّحك" وتبعثُ فيك الاندهَاش لوجُود عالمٍ من البشر وهم يدرجُون مواصفات شرِيك حياتهم المطلُوبة ..
أحدهم يقولُ : (مطلُوب فتاة لزوَاج مسيار قابل للإشهار بعمر 18ل35سنَة من مدِينَة .. ) .. كلمَة قابل للإشهَار .. تذكّرك جيداً بإعلان عن طرح سيّارة للبيع مع قابليّة التفاوض ..
أو ذاك الذي يشترطُ (معلّمة لا يزيدُ طولها عن 162سم) .. أو أخرى تطلبُ زوجاً مقيماً في مدينَة كذا يشبهُ المذِيع "هشَام عبدالرحمَن" !

طلبَات غريبَة للغايَة وشرُوط أغرب تدفعكَ للتساؤل إلى أيّ مدَى تنجحُ هذه الزيجَات وهل وصلَ اليأس بهؤلاء البشر للجوء في لعبَة مكشُوفة يرتديْ فيها 90% من لاعبيهَا هوية ً مزيّفة؟

فتيَات لم يبلغنَ العشرينَ وأخريَات تخطين الثلاثين تشتركُ جميعهنّ في البحث عن الرجل الذي يسترهنّ كما يشير الموقع ..
في إحدَى المواقِع يوضّح الموقع طريقَة الوصولِ للفتاة المعلِنَة عن رغبتها في الزوَاج بعبَارة :
(أيضا يقوم الموقع بتقديم خدمة الخاطبة المدفوعة ، حيث تقوم الخاطبة العاملة مع الموقع بالاتصال بالطرف الثاني ، و التأكد من مواصفاته و جديته ، و ترتيب زيارة عائلية للتعارف و الخطوبة لاحقا، هذه الخدمة تكلفك فقط 300 ريال مرة واحدة ، بإمكانك تسديدها عبر وصلة توكيل الخاطبة أدناه)

مهنَة الخَاطبة هذهِ ليستْ غريبة على أيّ مجتمعٍ عربيّ بل هي جزءٌ من تاريخ كلّ مجتمعٍ ويمتدّ دورهَا لآلاف السنين منذ عصرِ الجاهليّة الذي اشتهرت في أيّامه أشهرُ خاطبات العَرب أم نعزَة التميميّة التيْ كانَ العرب بدواً وحضراً يقصدُونها ببناتهم لتزوّجهنّ .. وكانَ الأمراء وشيُوخ القبائل يقصدُونها باحثِين عن فتَاة يناسبُون عائلتها رغبة ً في تقويَة روابط القبائل ولئم الشرخ بين قبيلةٍ وأخرى ودمج النسَب الذي يحمي القبيلتين الحربَ وإرَاقة الدماء ..

في مواقعِ الانترنت لا يخجلُ المشتركُون من الإفصاحِ عن نوعيّة الزواج الذي يريدُونه فهنَاك من يطلبُ زوجَة للمسيَار وهنَاك من يرغب في البحث عن زوجَة لمساكنتهِ أثناء دراستهِ في الخارج وانتهاء الزواج بعدَ ذلك .. وهناكَ من يشترطُ أن يقومَ بدور الزوج دونَ أيّ صرفٍ عليها .. وهناك الزوَاج المتنقل الذي يعلنُ فيه الزّوج عدم مسؤوليتهِ عن توفير مسكن للزوجة وعدم الاستقرارِ معها في منزلٍ واحدٍ ..

أنواع الزوَاج تلكَ استحدَثها الزمَان والمكان رغمَ العربُ قديمهم ليسوا بغريبين على هكذَا طقُوس ففي كتبِ العرب القديمَة يتحدّث المؤرخُون عن زواجاتٍ مختلفَة أبرزها تلكَ التيْ تجمَع الزوجَة فيها بينَ أكثر من زوج يعاشرُونها معاً فإذا حبلت بعثت إلى أحدٍ منهم تنسبُ إليهِ ابنَها ولا يحقّ لذلك الرجل بأيّ حالٍ من الأحوال إنكار بنوّة الطفلِ إليهِ ..
وهناكَ زواج المستفحِل .. وهوَ أن يهجرَ الرجل زوجتهُ أمداً ويعهد بها إلى رجلٍ آخر .. وعمدَ العربُ إلى ذلك كثيراً رغبة ً في الحصُول على نسلٍ من رجالٍ فرسَان معروفين بشهامتهم وشجاعتهم فترغبُ الأسرَة في الحصُول على نسلٍ من فارسٍ عربي شهير فيعمد الرجل لإعارةِ زوجته بشكل مؤقت وتزويجها لذلك الفارس حتّى تحبلَ منهُ .. ثمّ تعُود لزوجهَا السّابق

وأكثَر الزواجات غرَابة هي تلكَ التيْ يتزوّج فيها الرجلُ أرملَة والدهِ بأن يأتي إليها ويلقي عليها بردَائهِ وهذا دلالة َ أنه ورثها من ضمنِ إرثِ أبيهِ .. وفي تلكَ قصَة طريفَة أنّ ثلاثَة من الاخوَة اختصموا في الزواج من أرملَة والدهم وحينَ لجئوا لإحدى عرَافاتِ العرب الشهيرات أشارت عليهِم بأن توضع الأرملَة وسط ساحَة القبيلة .. ويركبَ كلٌ منهم حصَانه ويتسابقُوا إليها فمن يسبقُ منهم برميِ ردائهِ عليها فازَ بها ..

نعُود مرةً أخرى إلى الزواج الالكترونيّ الذي راجتْ موضتهُ مؤخراً فقد أوضحَ معهدٌ فرنسيٌ للدراساتِ أنّ 63% من الرجالِ الذين يقدمُون في هذه المواقع الالكترونيّة أنهم في الأساسِ متزوجُون وأشارَ إلى أنّ كثيراً منهم يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى إدمانِ التسجيل في المواقع الالكترونيّة وأنّ أغلبَ الزيجات تكونُ سريعَة ومنتهيَة المفعول .. كمَا أشار في درَاسة إلى أنّ 3من أصلِ 5 رجَال يشعرُون بنظرَة دونيّة للمرأة التيْ تعرضُ نفسها للزواج عن طريقِ الانترنت ..
دخلَ الزواج الانترنتي أو التوفِيق بين شخصَين عاطفياً حيّز التلفزيُون والسّينما لعلّ أبرزهُ فِيلم Burn after reading الذي قامَ ببطولتهِ الرائعَان جورج كلوني وبراد بيت ويسلّط الفيلم الضوء على مواقع الماتش ميكَر إذ يبرُز جورج كلوني بكونهِ زير نسَاء يصطَاد النساء عن طريق مواقع الانترنت هذهِ ويوهمهنّ بأنه غير متزوّج ويختلق شخصيّة وهويَة مختلفَة تماماً بعيداً عن شخصيّته فيما جورج كلوني متزوّج ولا ينوِي بأيّ حالٍ تطليق زوجتهِ ..
وفي الجَانبِ الآخَر تظهَر فرانسِس مكدورماند كامرَأة يائسَة تكره جسدها وتحاولُ إصلاحه بعمليّات التجميل رغبة ً في أن يعجبَ بها شريك حياتها الذي ستقابلهُ في الانترنت وتظهر مكدورماند كامرَأة مخدوعَة تلتقي برجال كثرٍ عبر الانترنت رغبَة في الزواج بهم تكتشفُ في كلّ مرّة أنهم متزوجّون وأنهم يشتركُون في هذه المواقع بحثاً عن الإيقاع بامرأة ينامُون معها ..

هكذَا إذن تعتاشُ هذهِ المواقع على فكرَة رغبَة طرف في الاستقرار ويأسه في تحقيقِ ذلك ووجود طرفٍ آخر يجدُ مبتغاه في الحصُول على امرأة أو رجل لتمضيَة الوقت أو الهرب من زوجَة ملّها زوجها فأراد تغيير الجو بشكلٍ مؤقت مع امرأة يخطبهَا له الانترنت بحرفيّة تفوق حرفيّة "أم زكي" خطّابة باب الحَارة الشهِيرَة !

تعليقات

  1. بِالفِعل هذهِ الظّاهِرةانتَشَرتْ كَثِيْرًا في العـالَم بِـشَكلٍ عام .. وأراها بَـدَأت في الوُصولِ إلينـا

    فـالزّواجُ بهذهِ الصُّورِ بدأ يتفشّى وينتَشِر بصورةٍ واسِعةٍ "للأسف" لأنّهُ يُسْتَخدَمُ لا لِغَرَضهِ بل لأغراضٍ أخْرى غيرَ الزواجِ الحلال ..
    أظنُّ أنَّ قريبـًا ستنزِلُ هذهِ الخدمة إلى المُجْتَمع, فهُنـا في الوِلاية تقدَّم شخصٌ للجِهاتِ المُختصّة لفَتحِ محلٍّ يسمّيه " التوفيق بينَ الإثنين " .. فِكرَتهُ بأنّهُ مكتبٌ مُتكاملٌ تأتي أنت وتُقدِّم طلبك لديـه في من ترغَب في الزواجِ منها والمرأةُ كذلك .. ويحدثُ اللقاء والزواجُ عن طريقِ المَكتب .. طبعـًا الفِكرةُ رُفِضَتْ وسُخِرَ مِنها
    بالفِعلِ أنِّهُ أمرٌ يدعو للضَّحكِ - أن تذهبَ كأنّك تُريدُ تخليصَ مُعامَلةٍ لعامِل المنزل من مكتب تخليص المعاملات خخخ - .. ولكـن ألا تتوقّعينَ أنّه في يومٍ منَ الأيّامِ سَيحدُثُ مثل هذهِ المَكاتِب وتنزل هذهِ الخِدمَة علنيًّا للشّارِع ..؟!

    مَقالٌ جميلٌ كـعادَتكِ أُستاذَتي ..

    محبّتي الأُخويّة ..!!

    ردحذف
  2. السلام عليكم و رحمة الله

    قرأت تلك السطور مرار و تكرار و كل ما اعود لهذه الصفحة و المدونة اعيد قراءة كل شئ مجددا
    معجب بهذه المدونه . . .

    نعود للموضوع . .

    الماتش ميكر والإنترنت

    بصراحه اصبح النت عالم مخيف انجرفت فيه و للهوه مرة و ندمت بعدها حيث كان ان يحطم لي حياتي . . و الأن هو أداة لإنارة الفكر وإصلاح الذات . .

    بالنسبة للماتش ميكر فلا أجد انه يصلح لسبب واحد ( الزمن تغير )

    قرأت في أحد الكتب ان أحدهم سأل إعرابيا عن الحب فقال : كان يناجيها و تناجيه . . فيلتقيان و حاجر بينهما . . فيشعر لها و تغني له . . و يتبادلان الحب بالكلام و يخطبها في اليوم التالي ليرتبط بها طول عمره . . و الآن يناديها و تناديه . . يتواعدان . . فيختليان . . فتحمل هي و يقتل او يسجن هو !!!!!



    شكرا لهذا الطرح الرائع


    دمتي بود

    ردحذف
  3. كم هي جميله هذه المدونة أتمنى منك الإستمرار ولو بتدوينه واحده كل أسبوع.

    ردحذف
  4. عائشة الرائعة:
    عنوان بريدي الإلكتروني في مدونتي
    وصفحة الفيس بوك كذلك
    فمن تجد في نفسها الرغبة فلتتقدم بطلب!!!

    قالت لي إحدى الأخوات ذات يوم:
    الكل في هذا الوطن يبحث عن الحب
    لكن قلة منهم يفكرون بالزواج بعد هذا الحب!
    وقد صدقت

    هناك زواج آخر: زواج المهمات القصيرة!
    مهمة يكون فيها رجل وامرأة :مغامرات تتخللها مشاهد الحب الممنوع ثم زواج -هذا إن لم يسبقها حمل وأطفال!!

    تحياتي لك

    موسى البلوشي- الفنتكي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي