التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خواطِر فتاة .. على وشكِ الزوَاج !

أصدقائي الطيبين ..

مساءُ الخير .. أكتبُ إليكمْ الآنَ وأنا أمسكُ بحاسبي المحمُول بينمَا أيدي الأطفالِ تمتد حولي للعبثِ بأزرار الحاسب ..

صخبٌ متعالٍ وضجيجٌ لا ينتهيْ .. وعائشَة غارقة تماماً وسط هذا الصخب ..

أحببتُ أن أزفّ إليكُم خبرين .. وقبلَ أن أزفّهما .. أن أقدّم اعتذاري الشديد لكلّ الأحبّة الذين تواصلوا معي هاتفياً وبريدياً مؤخراً أو عبرَ بيتي الصغير .. مدوّنتكم .. حريّة بثمن الخبز ..

أعتذرُ لأنني مشغولة جداً كالعادة .. بودّي أن أسرق أوقاتكم جميعاً وأحتفظَ بها لنفسيْ .. وذلك لأمتلك وقتاً إضافياً أنجز بهِ ما ينتظرنيْ ..

أو أنْ أمتلك أذرعاً اصطناعيّة أنجزُ بها ما أودّ إنجازه ..

أزفّ إليكم أصدقائي خبرَ تخرّجي من جامعَة السلطان قابُوس وانتهاء دراستيْ لبكالوريوس الهندسَة المدنيّة ..

والحمدلله .. أمامي عدّة عروض عمَل .. أجّلتُ التفكير بها حتّى شهرٍ من الآن .. أنا سعيدَة لأنني لن أعيشَ لحظَات البطالة .. أقصد البحث عن العمَل .. أعرفُ تماماً ذلك الاكتئاب الذي يصيبُ آلاف الخريجين الذين تلفظهم مؤسساتُ تعليمنا العالي إلى سوقِ العمل .. المتهالك ! أو إلى شارعِ العمل بمعنَى آخر .. حسناً .. لا داعي لتقليبِ الهموم والمواجع !

الخبر الثاني والأجمَل .. هوَ أني أستعدّ لزفافي الذي سيكُون بعد أيّام من كتابة هذهِ التدوينة ..

أعيشُ أجملَ أيّامي وأنا أستعدُ لدخولِ مصيرٍ واحد .. وقدرٍ واحد .. مع رجلٍ لطالما كانَ بجانبي ..

رجلٍ احتملَ صخب كلّ ما أكتب .. وصمت ما أكتب ..

ولطالما كتبتهُ في مدوّنتي .. مدوّنة ً أفكارهُ التيْ كانت دائماً نواة ً لمقالاتٍ سطّرتها في هذه المدوّنة

رجلٍ أتمنّى أن يقفَ خلفَ كلّ أنثى تمارسُ الكتابة .. موقناً تماماً أنّ عليهِ أن يحتمل لعنة َ الكتابة الجميلة التي تصيبُ بشررها كثيراً .. الفتاة التيْ يحبّ ! زوجته ..

مشغولة ٌ جداً بنزوَى .. منذ مغادرتيْ الجامعة بمسقط إلى نزوَى .. وأنا أستمتع بأيّامي الجميلة مع عائلتي الكبيرَة جداً

لم أغادر منزلي منذ عدتُ سوى لحضُور زفاف أحد الأقارب .. وتعرفون؟

لا أفعلُ شيئاً أكثر من الاستمتاع بمحبّتي لنزوَى .. مدينتي الصغيرة وقضاءِ الأوقاتِ برفقةِ الأطفال .. أطفال العائلة ..

لا رغبَة لديّ في الكتابة .. وصدقاً حاولتُ مراراً أن أفي قرّاء مدوّنتي ما يستحقُون من وقتٍ لأكتب تدوينة ً جميلة تضاهي جمالهم فما استطعت ..

أدخلُ النت مرغمة ً وذلك لمتابعة الايميلات التي تبعثها الشركاتُ التيْ أتواصل معهَا بشأن مقابلاتِ التوظيف ..

مستمتعَة حتّى أقصى حدودِ المتعَة بعزلتيْ في نزوَى .. وأنا في انتظار الحدثِ الأجملِ في حياتيْ . .

أصدقائي ..

لا أعرفُ لماذا قررتُ أن أطرحَ هذه التدوينَة .. فوسطَ اللا رغبَة في الكتابة .. وجدتُني أنجرّ لا شعورياً لأدوّن ما كتبتُ أعلاه .. لعلّها قلوبكم الجميلة جذبتنيْ ..

أنتم الفراشات التيْ تحيطني دائماً .. بالقربِ أو من بعيد ..

سأحاولُ طرحَ تدويناتٍ لاحقة .. لأنّي لم أكتب منذ زمنٍ .. والأفكار تراكمت .. وأنا أصابُ بحالة هذيان حينَ تطول مدّة إقلاعي عن الكتابة ..

من سلبيّات وجودي في نزوَى انني لا أستطيعُ الكتابة .. نعم ! أعجزُ عن الكتابة في نزوَى .. لعلّها تعويذة ؟! لا أدري ..

لكنْ يقال أنّ لكلّ كاتبٍ طقوسه.. وفي نزوَى ! لا توجَد طقُوس لأنّه لا كتابة من الأسَاس ..

هذهِ الأيّام أمارس رفضاً شديداً للكتابة .. لكن خلال اليومين الأخيرين بدأت أهذي بموادّ مقالاتٍ لم أكتبها بينمَا خاطرٌ ملحٌ عليّ يضغط لأدوّنها ..

أصبحتُ أهذي بالمقال وأنا آكل .. وأنا أتوضّأ وأنا أستعدُ للنوم .. بل إنني أنجز مقالاتٍ كاملة وأنا أهذي وأهلوسُ بها شفهياً ..

عليهِ يا أصدقائي الذينَ أحبّ .. سأطرحُ سلسلة تدوينَات .. تزيلُ عنّي هذه الهلوسَة .. وإن بشكلٍ مؤقت ..

أحبّكم ..

وأتمنّى لكم جميعاً أفراحاً لا تنتهي ..

.

.

عائشَة

تعليقات

  1. مبارك لكِ يا عائشة ،
    أنا أيضا أستعد بعد أيام قليلة جدا لحفلة زفافي .
    ولكني لا أستطيع منع نفسي من دخول المدونات التي أتابعها !!!!


    مبارك لكِ مرة أخرى يا رائعة

    ردحذف
  2. لحظات جميلة .. أعدت الى عقلي تلكم الذكريات الجميلة .. مبارك .. لا تتركي أي لحظة بدون الاستمتاع بها ..

    ردحذف
  3. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    ألف مبارك الخبرين . . .

    و نتمنى لكي كل التوفيق في حياتك المهنية و الحياتيه
    سنفتقد اكيد مدونتك الشيقه و التي تزيد من نطاق افكارنا و معلوماتنا و جعلتني اتسائل احيانا كثيره عن مواضيع شتى، يومياتك و ذكرياتك التي دوما اتحفتينا بها و الكثير الكثير . . و يكفيني فخرا ان اقول لكي ان مدونتك كانت اول مدونة أقرأها و أحد أسباب بدأي لكتابة المدونات.


    تمنياتي لكي بالتوفيق ان شاء الله
    حفظك الرحمن

    ردحذف
  4. شكراً أصدقائي ..
    شكراً علا .. ومبارك زفافكِ مقدّماً ..
    .
    المهندس العُماني .. أشكر مباركتك .. وممتنّة جداً

    المجهُول .. أنا فخورة جداً لأكون مصدر إلهامٍ بطريقة أو بأخرى .. للآخرين
    وسعيدَة أكثر .. لأنك تقرؤني ..

    مدوّنتي لن تتوقّف .. بل لعلها ستثمر عن افكارٍ أكثر وأكثر بعد الزوَاج

    .

    أشكركم أصدقائي
    مودّة

    ردحذف
  5. علاُ & عائشة .. مبرووكين

    وعقبـالنــا ...

    في انتظار حكياتكـ " كنت ولا زلت انتظر ان تكملي لنـا " اسمي عائشة وهذه حكايتي " ...

    موفقـة عزيزتي

    ردحذف
  6. مبارك لك مقدما هدا الحدث السعيد
    وعقبالنا :)


    واناشدك الاستمرار فالكتابة
    فزكاة العلم تعليمه كما يقال

    ردحذف
  7. عآئشة !
    مبارك التخّرج وزفافك ،

    دمتِ

    ردحذف
  8. مبارك عائشة،،
    سعيدة لأجلك لزواجك:)
    التخرج والبحث عن عمل فرحة مميزة، اتمنى لك التوفيق والسعادة

    إيمان

    ردحذف
  9. إبراهيم الهنائي11 يوليو 2010 في 8:01 م

    السلام عليكـــم ,,,
    مبارك لك عائشة التخرج والزفاف ,, وموفقة أن شاء الله ,, اتمنى ان تتواصلي ي المدونة وتتحفينا بكتاباتك كما اتمنى ايضاً ان تتواصلي مع الجامعة ومع الشعر وفعاليتها اتمنى ان لا تنسي الجامعة وان يكون حضورك دائماً فيها ,,,,,
    مووفقة

    ردحذف
  10. ما شاء الله
    غنائم غيابك دسمة يا عائشـة

    بل وتجلب التفاؤل

    حفظك الله

    أخبار سعيدة سبحان الله

    إنتي وعلا زفافكما متزامن

    طبعاً أنتما كاتبتين لكما

    مقعدكما من التميز في الصحافة

    العُمانية ..

    وأرجو الإستمرار وأن لا يأخذكما

    ارتباطات الزواج عن الاضواء الاعلامية

    عقبال بقية الكاتبات وعقبالي ^ ^

    ردحذف
  11. مبااركٌ أختي ،،

    أسعدك الرحمن ،،

    ردحذف
  12. السلام عليكم
    مبارك عليك أختي عائشة على التخرج والزفاف مع إنني عضو جديد ولكن مدوناتك توحي بأن الطاقة الكامنة بداخلك غير محدودة..فأرجو منك تروي عطشنا بإستمرارك المتواصل بالكتابه.

    قيس

    ردحذف
  13. مبارك عليك التخرج والزفاف اختي عائشة

    لو لم يتخرج من جامعتنا إلا أنت لكفيتها فخرا ^_^

    سمعت كثيرا عنك في الجامعة ولكن كنت أظن أنك تخرجت منذ فترة طويلة !

    للأسف لم أتشرف بحضور أحد الأمسيات التي أنرتها بكلماتك ×_×

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من و...

السيّد نائب رَئيسِ مجلسِ الوزراء ... الخُبز أم الكَعك؟

السيّد نائبُ رئيس الوزراء ... الخُبز أم الكعك؟ نسخَة من الرّسالة إلى وزيرَي التجارَة والصنّاعة والمَكتبِ السّلطاني. صاحب السموّ السيّد فهد بن محمُود نائبَ رئيسِ الوزراء.. تحيّة طيبة وبعد: دعني قبلَ أن أبدَأ رسالتيْ أن أحكي لكَ قصّة ماري انطوانيت .. آخر ملوك فرنسَا .. ففيمَا كانت الثورَة الفرنسية تشتعلُ والجماهيرُ الفرنسيّة الغاضبَة تحيط بقصر فرسَاي لتخترقه كانَت الجماهيرُ تصرخُ: نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز! شاهدَت ماري انطوَانيت الجماهير يصرخُون من شرفَة قصرهَا وسألتْ كبيرَ خدمها: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً لماذا لا يشترونَ الكعك"! .. لقد كانتْ ماري انطوانيت تجهَلُ أنّ الكَعك أغلى من الخُبز فإن كانُوا عدمُوا الخبز فقد عدمُوا الكعكَ قبلهُ.. ظلّت هذه القصّة لأكثر من ثلاث قرونٍ من الزّمان حتّى اليوم مدارَ ضرب الأمثال في انفصَال المسؤُول عن واقعِ النّاس ومعيشتهم.. لأنّها كانت تتكررُ في أزمنة وأمكنة مختلفة. أتساءَل فقط سيّدي الكريم إن كنتَ تعرفُ كيفَ يعيشُ المواط...