التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعهـّد العطاء .. بصيغة عُمانيّة !

دعَا مؤسسُ شركَة مايكروسُوفت بيل غيتس أثريَاء العَالم إلى التخلِي عن نصفِ ثروتِهم أو أكثَر لمصَالحةِ الأعمالِ الخيريّة وذلكَ بتعهّدٍ خطيّ وعلنيّ. في إطار حملَة "تعهّد العطَاء" التي أطلقهَا بالتعاونِ معَ المستثمرِ والملياردير الأميركِيّ "وارن بوفيت" في يونيُو/حزيرَان. والحملَة عبارة عن دعوَة لأثرياء العالمِ للتبرعِ بنصفِ ثرواتهِم للأعمال الخيريّة سواءً في حياتهم أو بعد وفاتِهم.
والافصاح عن نوَاياهم في خطابٍ مكتوبٍ يشرحونَ فيهِ قرارهُم.
ولا يتضمّنُ هذا العهدُ عقداً قانونياً ملزماً ولا يقبَل القائمونَ على الحملةِ أموالاً بل يُطلبُ من المنضمينَ إلى الحملةِ تقديم ضمان أخلاقي فقط بما تعهّدوا به. ويحقّ للمتبرّع اختيار الجهةِ التي سيمنحُها تبرّعهُ.
وبالفعل لاقتِ الحملةُ تجاوباً كبيراً من قبلِ أثرياء أميركا بينمَا لاقتْ بروداً من قبلِ أثرياء أوروبا وآسيا وقد تعهّد ٥٧ مليارديراً أغلبهُم من الولاياتِ المتحدةِ بالتبرّع بنصفِ ثرواتهِم على الأقل للأعمال الخيريّة.

ومنْ بينِ الموقعينَ على المبادرَة المثيرةِ للإعجابِ: عمدَة نيويُورك مايكل بلومبيرغ، ومؤسس شركَة "أوراكل" لاري أليسُون، وعملاق الطّاقة تي بون بيكنز، والقطب الإعلاميّ تيد تيرنر، والمصرفيّ ديفيد روكفيلَر، والمستثمر رونالد بيريلمان، ومؤسس موقع الفيسبوك مارك زوكيربيرج.

وفي رسالَة التعهّد الخطيّ الأخلاقيّ كتب الملياردير بيكنز (لطالمَا قلتُ أني أستمتعُ بجني المال وأستمتعُ كذلك بمنحه للآخرين)

وأضافَ قائلاً:
(أنا لا أحبّذ فكرةَ ترك الأموالِ للورثةِ فلهذهِ الطريقَة مضارٌ تفوق فوائدها)

مجلّة زهرَة الخليج


عَزيزي القارئ:


هلْ تعرفُ بشكلٍ قريبٍ أحد المليُونيرات العُمانيين؟ إذا كانَ والدك ، صهركَ ، صديقكَ ، رئيسكَ في العمل من أصحَاب الملايين! فسيكُون رائعاً أن تمرّر لهُ هذا الخبر وتدعُوه للانضمَام إلى حملَة "تعهّد العطاء" ..

وإنْ كنتَ ترى أنّ عمان ستصبحُ أجمَل .. باستجَابة أثريائنا للحملَة

وإذا كنتَ تشعرُ بمتعَةِ جمعِ المال وتودّ أن تستمتعَ بمنحهِ للآخرين

وإذا كنتَ ترَى أنّ بيل غيتس ليسَ أفضَل منّك

فمرّر هذا الخبر ولا تدعهُ يقفُ عندك ..

لنتكَاتف لمحَاربة الفقر في عُمان .. لتكُن تلكَ مسؤوليّتي كمواطن قبلَ أن تكُون مسؤوليّة الحكومة ..

.. ساعدنَا لنشرِ تعهّد العطاء ..

وساعِد أبناءَ وطنك للحصُول على فرصٍ أجمل للحيَاة ..

تعليقات

  1. أختى عائشة المليونيرات بعمان لا يطبقون ركن الزكاة وهو ركن من أركان الاسلام الخمس فما بالك بمبادرة مثل هذه وصدقوني لو طبقوها لم يبقى ولا فقير بعمان

    ردحذف
  2. موضوع جميل وهادف جدا ... وانا واثقه أن كل شخص يقرأ هذا الكلام سوف يندفع للامام ويجتهد لكي يحقق الافضل لوطنه ... اشكرك استاذتي على جهودك وكوني على علم بأني من أكثر الاشخاص متابعة لمواضيعك الشيقه

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق