التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ومن يعدِلُ إن لم تعدِل .. "يا معالي الوَزير" !


حولَ القضيّة:

http://www.cpj.org/ar/2011/08/017719.php


رويَ عن النبيّ صلى اللهُ عليه وسلّم أنهُ قسّم يوماً غنيمة ً بين النّاس فناداهُ إعرابيٌ قائلاً: "اعدِل يا محمّد ، فإنّ هذهِ قسمَة ما أريدَ بهَا وجهُ الله !! ، فغضبَ المسلمُون وأرَاد بعضهُم أن يؤذي الرجلَ فنهَاهم النبيّ وقال َ للاعرابيّ: "ويحك! من يعدِل إن لم يعدِل محمّد، خبتُ وخسرتُ إن لم أعدل" .. وفي روَايةٍ أخرى أنّه أكمل: "رحمَ اللهُ موسى أوذيَ بأكثَر من هذا وصَبر"

كانَ ذلكَ هوَ خلق النبيّ العَادل .. لم يكنْ ذلك إرساءً لمبدأ العَدالَة بينَ طرفين متسَاويين .. ولكنّه كانَ إرساء حقيقياً لتعلِيم أمّة بأكملها هوَ أنّ قيمَة العدالة الانسَانيّة تكمُن في أنْ يترفّع صاحبُ القوّة والعقل والعلم بأخلاقهِ ومبادئهِ وحلمهِ وعفوهِ عن الطرفِ الأضعف حتّى وإن كانَ مخطئاً.. إنّه درسٌ حقيقيّ للقائد بأن ينزلَ نفسهُ دائماً مكان الرعيّة وإن جهلُوا .. وإن أخطأوا .. حتّى وإن كانَ الطرفُ الأعلى قوّة ً ونفوذاً هو المصيب .. إنّها حكمَة القدوَة .. الرجل القدوَة الذي يأتيهِ إعرابيٌ جاهلٌ ويقولَ له قسمتكَ ما أريدَ بها وجه الله .. رجلٌ إعرابيٌ يقولُ هذا لأكمَل رجَال الدنيَا وأعظمهم .. فيردّ عليهِ بأجمَل دروس الحلم والعفو .. هذا درس لرسول العدالة الذي أفتى علماءُ كثر بجواز قتلِ من يسبّه ، هذا النبيّ الذي لو أشار باصبعهِ ليأمرُ بقتلِ الاعرابيّ "هكذا" .. لمالت سيُوف المسلمين على الاعرابيّ "هكذا" .. ولكنّه في تلك اللحظة الواقعيّة والانسانيّة وأمام مرأى ومسمع من صحابتهِ ورعيّته أراد أن يعلّمهم درساً انسانياً محمدياً عظيمَاً .. ليتَك يا صاحبَ المعالي أدركتَ معانيهِ وعرفتَ حكمته ..

كانَ يمكنُ يا معالي الوَزير أن ترفعَ سمّاعة هاتفك من "أمريكا" لا لتحرّك القضيّة في الادّعاء العام .. ولكن لتتصلَ بموظّف وزَارتك وتتحدثَ إليهِ"بافترَاض أنّه مخطئ" .. وتحلّ المشكلة باتصالٍ هاتفيٍ واحد فقط ..

كانَ يمكنُ أيضاً أنْ تتصل بالصحيفة .. "وتنزل نفسكَ مقام ما أنزله موظّف وزارتك" وتردّ بنفس الجريدَة ونفس الموضع من بابِ حريّة النشر وحريّة الرد عليهِ ..

ليتكَ وقد حدثَ ما حدث فتحتَ تحقيقاً يدرسُ سببَ ما دعَا هذا الموظف ليلجأ للإعلام وقد أغلقت أمامهُ السبل، أن تحَاسب الوزَارة قبل أن تحَاسب الجريدَة..

كانَ ثمّة سيناريُوهات ستبدُو أكثر جمالاً وأكثر إشراقاً في انعكَاس صورتكَ كـ "وزير للعدل" ..

معالي وزير "العَدل" ..

حينَ تعلّمنا معاني العدل في مناهج التربيَة الاسلاميَة لم تكُن تلك العدَالة المحتكرَة التيْ يُديرها قانُون الدولة .. العدالة التي يطبقَها الحاكمُ على المحكُوم .. العدَالة التي تأخذ حقّ المظلوم منَ الظالم .. كانَ ذلك أوسَع من ذلك بكثِيـــــــر..

لقد تعلّمنا العَدل ونحنُ نقرأ قولهُ تعالى: " إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى" إلى آخر الآية ..

لقد قرنَ الله العدلَ بالإحسَان في آيتهِ .. جمَع بينهُما لإيصالِ رسالةٍ مهمّة للقارئ هيَ أنّ العدلَ هوَ انعكَاسٌ لصورَة الاحسَان .. الاحسَان في أن تقيم نفسكَ مقَام "موظّف وزارتك" .. الاحسَان فيْ أن تضربَ درساً للوزراء الجدد الذين خلفُوا تركَة كبيرَة من ظلاميّة من سبقهم وتعسفهِم تجاه موظفيهم.. أن تضرب لهم درساً في الوزير الذي و"بافترَاض أنّ أحد موظفيهِ أخطأ" .. أن ترفع هاتفك وتتصل بهِ .. أن تستدعيهُ إلى مكتبك وتديرَ معهُ حديثَ الأب لابنهِ .. حديثَ الراعي لرعيّته .. ألستَ أنت الراعي في وزَارتك وما تحتكَ هم رعيّتك؟

ليتَك يا معالي الوَزير قرنتَ العدل بالاحسَان كما قرنهُ الله عزّ وجل .. الاحسَان الذي علّمك إياهُ النبيّ الكريم في حديثهِ : "اعفُ عمن ظلمك وصلْ من قطعك وأحسن إلى من أسَاء إليك وقلِ الحقّ ولو على نفسك" ..

نعَم يا معالي الوَزير .. أنت تعرفُ جيّداً هذا الحديث .. ألستَ أنتَ من قالَ "سأقولُ الحقّ ولو على نفسي" حينَ اجتمعتَ بمعتصمي صلالة وحينَ شرّفك صاحبُ الجلالَة واضعاً فيكَ اسمهُ وثقتهُ في عدالتكَ وإحسَانك؟

لقدْ قلتَ الشطرَ الأخير من الحديث فهل فاتكَ يا معالي الوَزير قولُه عليهِ الصلاةُ والسّلام: "وأحسن إلى من أسَاء إليك"؟

أتعرف؟

إنني وأنا أتابعُ مجريَات المحكمَة أتذّكر الأزمنَة التي لا أريدُ تذكّرها، أزمنَة أريدُ محوَها تماماً من الذاكرة .. أتذّكر الأيّام التيْ تمّ فيها استدعاءُ ثلاثَة صحفيين للتحقيق ؛ لنشرهم ملابسات ومقالات صحفيّة لم تعجِب "بعض المسؤولين" .. إنني وأنا أتابعُ مجريّات المحكمَة أتذكّر الأيّام التي عشنَاها جميعاً ككتّابٍ وصحفيين ونحنُ نرقبُ تفاصيل التحقيق مع صحفيٍ نشر عن الشرطَة ما لم يرق لمفتّشها العامّ السابق ..

إنني أتذكّر تلكَ الأيّام تماماً .. حينَ يتّصل بي كلّ مرةٍ محرّر الصحيفة التي أكتبُ بها رافضاً مقالي للنشر خوفَ أن يحلّ بهم وبي ما حلّ بزملائنا .. كنا نكتبُ ونحنُ "نرتعش" .. لأن ما حدثَ زرعَ داخلنا جلاداً مخيفاً .. مخيفاً جداً ، يمنعنا من أن نجرؤ على كتابَة كلمَة قد تؤذي مسؤولاً أو تمسّ صاحب منصب "بتصريحٍ" أو "بتلميح" ..

بهذه القضيّة يا معالي وزير "العدل" أنتَ لا تقفُ فيهَا كمدعٍ طالبٍ للانصاف فحسب .. ولكنّك تؤسس لمرحلَة من الخوف في صحفنا المحليّة التيْ "أثقل كاهلها الخوفُ" .. وظننا أنّ أحداث فبراير 2011 التي كنتَ طرفاً رئيسياً فيها بتخويلك من صاحب الجلالة .. ظننا أنّ هذهِ الأحداث رفعت عن كَاهلنا الخوف .. لكنّك تؤكد لنا اليَوم أنّ عهد المسؤولين الذين يرفعُون هواتفهم للاتصال بالادعاء العام لتحريك قضايا ، لم ينتهِ بعد وأنّ ثقافة الردّ "برفع قضيّة قانونيّة" .. بدلَ "تسويَة وحلّ قضيّة صحفيّة منشُورة" لا تزَال قائمة ً في عُمان قبل الاعتصامات وبعدهَا ..

متَى نعيشُ عهدَ الوزرَاء الذينَ يرفعُون هوَاتفهم ليتّصلوا "بالصحفيين" بدلَ اتصالهم بالادعاء العام!

أنظرُ بخوفٍ إلى هذا الوطن .. وأخافُ عليهِ منكَ يا معالي الوَزير .. أخافُ أن ينهجَ كلّ وزيرٍ نهجك .. فينتهِي حالُ كلّ طالبِ حقٍ إلى المحَاكم بدلَ أن ينتهِي إلى حلّ قضيتهِ المنشُورة .

وأخافُ أن يغمضَ كل صحفيٍ حرٍ عينيهِ عن الحقيقَة .. أخافُ أن تغلّق أبوَابُ الصحافَة على كلّ طالبِ حقٍ .. فإن أغلقَ الوَزير بابهُ ووكيل الوزَارة بابهُ والمدِير العامّ بابهُ فهل تريدُ أن يغلقَ الإعلامُ بابهُ ايضاً ..

أرجُوكم لا تغلقُوا بابَ هذا الوطَن على أبنائه .. لا تغلقُوهُ حتّى لا يغلقَ بابُ الحقّ أمام أحد .. لا تغلقُوه فتضيقَ أوطاننا علينا ..

معالي وزير "العدل" ..

قالَ يوماً الصحفيّ اللبنانيّ الكبير .. الراحل كرم ملحم كرم: "علمتنيْ الحقيقَة ُ أن أكرهها ، فما استطعت" .. وهكذا أرسى هذا الصحفيّ مبدأ مهماً .. هوَ أنّ الحقيقَة وإن كانَت متعبَة ً ومؤلمَة وسودَاء إلا أنّ على الصحفيّ أن يكونَ المرآة التي تعكسها .. فليسَ كلّ ما تعكسهُ المرايا جميلاً ..

ربّما كانت بيدكَ الحقيقة .. وربّما كانت بيدِ "موظف وزارتك" .. فليتكَ حملتَ حقيقتك إلى تلك المرآة وعكستها لدى الآخر كما عكسها ذلك الموظف .. ودعِ الحكم حينها "حكمَ قارئ" بدلَ أن يكُون "حكمَ قاضي محكمَة" ..

مَعالي وزير "العدل" ..

لا أعرفُ ما هوَ مفهُوم "العدالة" لديك ، ربّما ربمَا ، كانَ مختلفاً عن مفهُومي أو متفقاً فإن حدثَ أن سألتنيْ عن مفهُومي في العدالة أكثر فاقرأ هذه القصّة النبويّة معي وأخبرنيْ إن كانَ ثمّة عدالة ً أجمَل منها؟!

عن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستعينه في شيء فأعطاه ثم قال: (أحسنت إليك؟) قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، قال: فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا، قال عكرمة: قال أبو هريرة: ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه إلى البيت فقال: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت)، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: (أحسنت إليك)، قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيراً. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، وقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك)، قال: نعم. قال أبو هريرة: فلما كان الغد أو العشي جاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا فأعطيناه، وقال ما قال: وإنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك؟) قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيراً. قال أبو هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة، فشردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه دخل النار)

لعلّهُ كانَ على حقّ وكنتَ على باطل .. وربّما كان العكس ..

وأياً كانتِ الحقيقَة..

فكنْ أنتَ صاحبَ الناقة يا معالي الوَزير وقلْ لهم: خلوا بينيْ وبينَ ناقتيْ فأنا أرفقُ بها وأعلم

تعليقات

  1. الله عليك يا عائشة

    بورك قلمك الحر

    ردحذف
  2. مقال طيب جدا ولغة

    ردحذف
  3. متَى نعيشُ عهدَ الوزرَاء الذينَ يرفعُون هوَاتفهم ليتّصلوا "بالصحفيين" بدلَ اتصالهم بالادعاء العام!

    لن يأتي هذا العهد ما دمنا لا نملك ادنا صفات الاحسان والسماحة

    ردحذف
  4. مقال جميل
    بالفعل كان بإمكان الوزير أن يحل المشكلة بطريقة تغيّر صورته للأحسن.

    ردحذف
  5. جميل جدا وشكرا لك
    أبهرتني الكلمات وسلبتني الشعور حتى غرقت في فناء عن وجودي
    أتمنى أن تصل لمعاليه

    ردحذف
  6. مقال جميل..

    ولكن سؤال: كيف يمكننا أن نلم بكافة جوانب الموضوع إذا كان الصوت البارز (والوحيد) في هذا الوقت وطوال فترة القضية هو صوت المدافعين عن الجريدة والذين يستقون كافة تفاصيل القضية وجلسات المحاكمة من شخص واحد، والذي هو واضح للعيان أنه منحاز إلى الجريدة؟

    كا يجب أن نتساءل عن مدى دقة ما نشرته الجريدة، وما موقف كل منا لو كان مكان الوكيل أو الوزير أو حتى أبنائهم وأسرهم الذين لا ذنب لهم في ذلك وهم من أكثر الأشخاص تأثرا بالموضوع.

    ردحذف
  7. اهلا يا عائشة
    نحن ما زلنا نسمع فقط اصوات المدافعين عن الجريده
    لذا تغيب عنا الحقيقة الكاملة
    لي طلب بسيط..... اقرعي باب مكتب الوزير واسمعي منه شخصيا ما بداخله
    عرف عنه رحابت الصدر والسماحه... لذا لا اعتقد انه سيرفض مقابلتك
    اتمنى ان تعودي وتكتبي ثانية بعد النطق بالحكم ومعرفة تفاصيل القضية

    شكرا جزيلا

    ردحذف
  8. أتفق مع التعليق الذي يطالب بسماع الصوت الآخر الذي غاب تماما عن المشهد..

    مشكورين

    ردحذف
  9. صراحة يهمنا نعرف إيش موقف الوزير ووجهة نظره وعلى إيش استند لما اشتكى للإدعاء العام.

    ليش ما تبادر الأخت عائشة المعروفة بحياديتها واتزانها؟

    ردحذف
  10. بدون تعليق
    فقط
    الحق بينا!!!

    ردحذف
  11. بارك الله فيك أختي عائشة
    هذا البلد يعاني من الفساد والذل للمواطن لكن ينبغي أن يعمل حالة تطهير كاملة وشاملة وأن تضخ دماء جديدة للحكومة الجديدة وليست البالية التي نخر الفساد وأستفحل فيها وبشكل مريب وإلا كيف بوزير أن يتصل من أمريكا لتحريك دعوى عن طريق الهاتف ضد جريدة وشخوصها
    لله العجب

    ردحذف
  12. بالفعل ،، ما هكذا تورد الأبل يا سعد

    لا فض فوك ، أيتها السيفية ،، قلمك بألف سيف ، و مدادك ينفث الحكمة من فوهة قلمك الأفلاطوني
    لله در أم ولدتك ، و لله در أب رباك
    وليت فينا عائشتان مثلك عن ألف ممن يتشدقون بالرجولة

    ردحذف
  13. آه يا عائشه .. تلك ثقافه نحتاج أن نعيش عمر كالذي قد عشناه كي نصلها!
    بالرغم من أنها جذور متأصله في ديننا الحنيف لكن للأسف لم ندرس ديننا جيدا فخرجت مخرجاتنا هكذا!
    فكانوا وزرائنا كما رأيتِ وزيرا للعدل يحارب حرية الرأي!
    يالسخرية القدر !
    مشكلتنا أن وزرائنا درسو في مدارس الذات التي لا تمس
    فكما أحدث الوزير كل هذه الضجه لأجل مقال في جريده !

    تجاهلت وزيرة التعليم كل الإضرابات التي قام بها المعلمون مطالبون بالإصلاح وأصدرت مذكرت خصم رواتب وتهديد وقوانين!

    ماذا يضيرهم لو رفع الأوّل سماعة الهاتف كما قلتِ وأزال اللبس!

    وماذا يضيرها الأخرى لو خرجت وكبرت كسر كبرياء المعلمين الذين ضربوا وسجنوا بكلمة طيبة..
    وتابعت اصلاحاتهم في جد وصمت!

    لا يضيرهم شئ!
    وستكون عمان أجمل بكثير ..

    إلى الله المشتكى وصبر جميل والله المستعان...

    ردحذف
  14. ومن قالكم يا جماعة ان الوزير اختار التصرف هكذا
    هل يجوز انه تلقى تعليمات ونفذ فهو مأمور اليس كذلك؟

    ردحذف
  15. الموضوعية مطلوبة في هكذا أمور وأيضا لا نبني أفكارا على ما ينقل في الصحف فقط دو التاكد عما يجري في الأروفة..وف الأخبر يدخل الأمر في أعراض الآخرين وانتهاك حرماتهم ...فيجب التثبت والتحري وبعدها الحكم...

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق