التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماري انطوانيت لا تريدُ أن تعرفَ أينَ الخبز في عُمان!






لا تذكرُ الثورة الفرنسيّة في التاريخ إلا وتذكر ماري انطوانيت التي تناول سيرتَها مؤرخُو العالم .. ولم تحدث ثورة بعدَ الثورة الفرنسية في العالم إلا ذُكِرَتِ الثورة الفرنسية كمثال على تحقق قيم "الإخاء والعدالة" التيْ نجحتْ تلك الثورة في تحقيقها ..
ولم تخلُ الثورات العربيّة من استحضَار رمُوز هذهِ الثورة وأبرزها ماري انطوانيت .. التيْ جسّدت شخصيّة عدوّ الثورة .. والديكتَاتورة التيْ كانت غارقة في ملذّاتها وحفلاتها ومقامرَاتها في الوقت الذي كانَت المجاعة تجتاحُ فرنسا ..
والعبارَة الشهيرة التيْ نسبتْ لماري انطوانيت حينَ وقفت من على شرفات قصرِ فرساي والجماهِير الفرنسية تنادي "نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز"  وسألت كبير خدمها قائلة ً: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً دعهم يأكلون الكعك"! ..
الكثير من المؤرخين لاحقاً أشاروا إلى أنّ هذهِ العبارة غير حقيقيّة وأنّ القصّة مفبركة وذلك لأنّ الملكة حينَ كانَت الجماهير تزحف إلى قصر فيرساي .. كانت قد حمَلت متاعها هي وعائلتها وهربت إلى قصر تويلري بعيداً عن اضطرابات الجماهير الغاضبة ..
لكنّ الجدل حولَ هذهِ القصّة لم يخفف يوماً من حماس الجماهير الغاضبة في العالم أجمع من استحضار هذهِ العبارة التيْ كانت دائماً تضرب في انفصال المسؤول والحاكم عن واقع الشّعب وجهلهِ التّام بما يدور في شوارعِ العامّة وأحاديثهم ..
الجهل الذي أبدتهُ ماري انطوانيت بواقع رجلِ الشارع الفرنسيّ ، كانَ حاضراً في صورٍ وأشكالٍ مختلفة فالأحاديث لم تخفت بعدُ حول فواتير الشراء الباهظة التيْ أنفقتها زوجَة الرئيس بشّار الأسد في شراء التحف الثمينة من متاجر بريطانيا في الوقتِ التيْ كانتِ الدبابات تجتاحُ شوارع درعا وآلاف العائلات السوريّة تنزح إلى الحدود التركيّة طلباً للمعونة والمساعدة .. والقصص حول اللحظات الأخيرة لهربِ زين العابدين من تونس والكنوز التي حملتهَا زوجتهُ معها أثناء استقلالهما الطائرة إلى السعوديّة لا تزال مستعرة .. "كراتين" من الأوراق النقديّة .. وَ"حمولات" من الذهب والمجوهرات التي لم تتسعْ لها الطائرة .. ومتاع "امبراطُوري" ضخم لم تتوقفِ الروايات عن سردهِ ..
هذهِ نماذج عربيّة بسيطة جداً من ماري انطوانيت الفرنسيّة .. في الخليج حيثُ نشطت التكنولوجيا وساهمَت في اطلاعنا على الجانبِ الآخر من المجتمع الخليجي "المترف" ، الكثير من التسريبات هنا وهناك .. تسريبات عن "حمّالة صدر" قيمتها أكثر من 100ألف ريال عُماني لأميرة خليجيّة .. وعن سيّارة مرسيدس صنعتْ خصيصاً لأمير خليجي وزيّنت من الداخل بالذهبِ الخالص بمليون ريالٍ ونصف ..
وعن إعلان مطعم كافالي في دُبيّ عن ثريّ سعوديٍ اشترى زجاجة شمبانيا قيمتها 52ألف ريال عُماني اجترعها أثناء عشاءٍ تناولهُ مع رفاقه ..
الناسُ تتداولُ هذهِ القصص أحياناً بالسخريَة وأحياناً بالغضب غير أنّ قصصاً كهذهِ توضحُ لنا ما يدورُ في "العالم العلويّ" الذي أغرقت فيه ماري انطوانيت نفسها لتنعزلَ عن معاناةِ الشعب بلْ وتتمادَى في عنادها لعلّ أبرز القصص التيْ تصوّر عجرفتها حينَ أتى إليها الكونت دي ميرباو ليخبرها أنّ الشعب بدأ يتداولُ قصص حفلاتها الفاخرة وإنفاقها المسرف بالسخط فما كانَ منها إلا أن قادتهُ لحمامٍ كان يصنعهُ لها آنذاك أشهرُ نحّاتي ومجوهراتيي باريس لتسأله: ما رأيكَ بهذا الحمّام يا كونت؟! هل يوجدُ مثلهُ في أوروبا؟
ولا غروَ أنّ ماري انطوانيت تحدّثت بتلك الصورة إذ أنّه بعد مرورِ أكثر من قرنين على الثورة الفرنسيّة إلا أنّ مجوهراتها وأطقمها الثمينة لا تزال تعرضُ في متاحف العالم أجمع .. ولا تزال مقتنياتها ملك كثيرٍ من أثرياء العالم ومن أحفاد وصفائها ووصيفاتها اللاتي أغدقت عليهنّ بالحلي والمجوهرات الثمينة..
أنا نفسي .. ورغم كوني من الطبقة المتوسطة البعيدَة تماماً عن بذخ الأسر الثريّة جداً في عمان تذكّرتُ ماري انطوانيت في كثيرٍ من الأحيان لمصادفتِي نماذجَ تشبهها .. لأنّ ماري انطوانيت حينَ أطلقت عبارتها عن الكعك لم تكنْ تعبّر فقط عن تعاليها وجهلها بل كانتْ تعبّر عن ضيق رؤيتها وقصُور حلولها لمشاكلَ عميقة يعانيها الشعب .. عبارتها كانت تعبّرُ عن الجدار الاسمنتيّ الذي أحاطت نفسهَا بهِ فمنعها عن إدراك مشاكل الشعب ..
لقد تذكرتُ ماري انطوانيت وأنا أستمعُ لمقابلة تلفزيونية كانَ يتحدث فيها عضوُ مجلسٍ شورى بطريقة عجيبَة للغاية عن لجوء الناس للتسوّل والشحاتة في عُمان قائلاً للمذيعة: نحن والحمدلله الأوضاع طيبة واجد عندنا .. ومستوى المعيشة تحسّن والرواتب ارتفعت! لقد شعرتُ حينها ب"الغيظ" من حديث سعادة العضو وفكّرت في كيفيّة وضع حلول حقيقية لأزماتنا إن كان هذا حديثُ ممثلينا الذينَ انتخبناهم!!
شعرتُ بـ"الغيظ" وأنا أستمعُ للمسؤول الذي كانَ يحدّثني عن "حمّامهِ" المطليّ بالذّهب .. وبالغيظ وأنا أستمعُ لزميلتي التي تحدّثني عن بيت "المسؤول" الذي طلبَ أن تصمّم له في بيته الجديد "نافورة" تنزل من الطابق الثالث لطابقه الأرضيّ ..
شعرتُ بالحرقة أكثر .. حينَ قابلتُ عضو مجلس شورى سابق في اجتماع عملٍ كانَ يريدُ العضو "المليونير" أن نصمّم له مرسى ليخوتهِ مع شريكه رجلِ الأعمال السعوديّ .. لقائي بالعضو السّابق كانَ قصيراً جداً ولكنّه حمل في طيّاته "فكراً متعجرفاً" وَ"لغة أنانيّة ووقحة" حينَ استطردَ في الحديثِ عن سيّارته التي صنعَتْ خصيصاً له في ألمانيا .. وعن رقمهَا المميّز .. حينَ استطرد في الحديث بشكلٍ سيء عن عُمان وحكومتها وأغدق المديح والثناء على "أولاد زايد وَمشاريعهم ورؤيتهم الاقتصاديّة" .. ذكّرني بماري انطوانيت وهو يوجّه ب"اصبعه" إلى نعالهِ قائلاً: راتب الجندي العمانيّ ما يسوى قيمَة نعالي!
نعم .. كنتُ مضطرّة لسماعه وأنا أفكّر كيفَ أننا ساهمنا كمواطنينَ –باستلام رشوةٍ أو تعصبٍ قبليّ- في صعُود "ماري انطوانيتات عمانيين" إلى واجهتنا الشعبيّة العمانيّة في مجلس الشورى لنتيح الفرصة لأمثال هؤلاء ليقرروا عنا مصير وطننا ..
قصُور النظرة وضيق الأفق والانعزال عن مشاكل الشعب وأهمها المكابرة والعجرفة.. أدّى بماري انطوانيت إلى المقصلة .. واليوم وبعدَ 200 عاماًً لا يزال الفرنسيّون يحتفلون بثورة الباستيل كعيدٍ وطنيّ لفرنسا .. فرنسا بعد الثّورة ..
قصّة ماري انطوانيت ينبغي أن تكونَ حاضرةً دائماً في أذهاننا لأننا نرى نماذج كثيرةً منها حولنا من المسؤولين وصنّاع القرار.. نماذج قد تكونُ أقلّ تعجرفاً من ماري أو أكثر .. وقد تكونُ أكثر ضيقاً في الأفق أو أقلّ لكنّها تعبّر دائماً عن أنّ المسؤول لن يقدّم أيّ حلٍ لمشاكلنا وقضايانا إذا لم ينزل إلى الشارع ويعرفها .. ولن يقدّم لنا حلولا حقيقيّة لأزماتنا إذا لم ينزل من برجهِ العاجيّ ويستمع إلى شعبهِ! ولابدّ أن يخرجَ الشّعب ليحتج ويعترضُ وهو يشاهدهُ يقدم على تصرّفات "مغيظة" وسياساتٍ باذخة ومسرفَة تضربُ بعرضِ الحائط المشاكل الماديّة التيْ تخنقُ الأسرَ العمانيّة .. إنهَا معادلَة أسهل بكثيرٍ من معادلة الخبز والكعك التي اقترحتها الملكة الفرنسيّة .. ولكنّ من الصعب على عقلياتٍ كثيرة لدينا استيعابها وقد حجبَ عنهم الجدار الاسمنتيّ معاناةَ الناسِ وهمومهم!

تعليقات

  1. أجدتي و أبدعتي ،
    أوافقك هذا المقال بقوووة ،،

    كنت أستثني بعض العبارات من مقالاتك السابقة
    حينما لا تتوافق مع آرائي

    أما في هذا المقال ،،
    فأنا أصفق لك بحراااااارة

    ردحذف
    الردود
    1. و انا ايظا اصفق لك بحرارة يا عائشة .... لامست جروحنا بكلماتك

      حذف
  2. صدقتِ القول

    ردحذف
  3. ذكرتني بزميلة تعيش ولله الحمد في رغد، سألتني في عتب ذات مرة أنا وزميلة اخرى "في ماذا تصرفن الراتب؟؟" هي ترى اننا يجب ان نستثمر رواتبنا في العقار، ولم يخطر في بالها ان مصاريف الحياة الاساسية لنا ولاسرنا لا تبقي ما يمكن استثماره!!

    اشكرك على مقالك الرائع وعودا حميدا

    ردحذف
  4. دائما أفول انك بألف رجل يا عائشة

    تتكلمين عن ماري انطوانيت والكلام لك يا............

    ردحذف
  5. سلِمَت أنامِلُك أيتها المُبدِعة,,

    ردحذف
  6. أعلم أن هناك من يصفقون لك، ولكن سأقول رأيي في مقالاتك بصراحة فربما التصفيق يعمي بصرك عن الحقيقة، أنا أريد أن أعرف هل أنت جوعانة أم عريانة لتقولي هذا الكلام، في البداية زعزعتي ثقة القراء في السلطان حفظه الله وصارت تلك الفتنة الكبرى، ووجدتم أنتم المدونون من يستمع لكم ويؤيدكم،وصارت تغييرات كثيرة،فلولا حكمة السلطان وتعامله الجميل لأصبحت الآن البلاد في فوضى كالدول العربية الأخرى، لكن بعدكم ما رضيتوا، والآن ما الذي ستستفيدين منه إن زعزعتي ثقة القراء في مجلس الشورى وأعضائه، ما رأيك أن نحضر أعضاء من المريخ حتى ينصفونا، إذا كان عضو سابق رأيت منه ما تكرهيه فلا يعني أن كل الأعضاء مثله، أنت بذلك تؤججين الفتنة وستندمين على ذلك، أرجو أن تراجعي نفسك وتفكري جيدا قبل نشر أي مقال، واعلمي جيدا أن الكل يعلم أن أبوك من أغنياء نزوى، وأن الحياة الزوجية تحتاج لصبر ومثابرة قبل أن تستقيم الأمور بتكوين بيت وأسرة. فلا تستعجلي، معظم الأغنياء بدؤوا من الصفر، وليس كل غني سارق ومرتشي،فأنت تحبين الظهور ولا عجب إن رأيتك يوما تترشحين لمجلس الشورى!! اتقي الله وراجعي نفسك، في البداية قلنا صغيرة وبكرة سيكبر عقلها، لكن الحين صرت أكبر سناً ومن المفترض أن تكوني أعقل وتنظري للأمور نظرة جادة وصحيحة عذرا أختاه فربما رأيت الحقيقة ولم تريها، فسامحيني لا أقصد الأساءة إليك إنما تنبيهك.

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق معك قلبا وقالبا،،، بوركت

      حذف
  7. مقال بالصميم عائشه ولكن اعقب ع الجزئيه الاخيرة حول خروج الشعب للمطالبه بالحقوق الم تعتلوا استاذةرعائشة منبر ساحة الشعب لتقولوا للمواطن الذي خرج اعطوا الحكومة فرصه وقد اعطت فماذا فعلت سؤالي هل عائشة السيفي نادمة على نصيختها مكاليتإا بفض الاعتصامات

    ردحذف
  8. ذكرتني أنا الأخرى.. بذلك "المسؤول" الذي نوقشَ في شأن أن لا يتحمّل ذوي الحالات المعسرة جدًا نفقات الكهرباء.. كهرباء المكيف الوحيد في بيت أقل من متواضع.. بغرفة وحمام وأكثر من 7 أفراد.. لأنهم غير قادرين على تحمل النفقات.. ليجيب بكل "ماري أنطوانيتيّة" : (( ترا ما في داعي انهم يشغلوا المكيف )) !

    ردحذف
  9. للأسف فالردود أعلاه غير مرقمة..
    ولكن أحببت أن أعقب على صاحب أحد الردود أعلاه الذي لم يعجبه المقال عن بضع نقاط:

    - هل تقترح أن يصمت الناس عن الأخطاء التي يرتكبها المسوءولين لأن جلالته أنقذ البلاد من الفوضى. أنا أرى ان لم تمانع أن جلالته ما قصر, وأن المقال لا يتحدث عن شخصه أبدا, بل بالعكس فهو ينتقد من أعطي الثقة فلم يوءدي الأمانة. النقد هو ظاهرة صحية جدا يا أخي, ولا داعي للسوداوية, فالهدف منها الاصلاح وتجنب الاخطاء والمشاركة بالرأي, وليس الفتنة كما تقترح. اليوم جلالته على رأس الحكم, لا تعلم من يخلفه غدا, ولا يمكن أن تضمنه. فدع الشعب يأخذ قسطا من الحرية في عهد جلالته, ويعبر عن رأيه, علٌ الاصلاح يأخذ طريقه, واعلم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

    - ما دخل اذا ما كانت الكاتبة من عائلة ثريةأم لا, وماذا تعرف عما يفعله والدها بأمواله. يعني ما فهمت: هل تقترح أن النقد والدفاع عن الفقراء يجب أن يقتصر على الفقراء؟ بالعكس يا أخي, كم جميل أن يأتي الميسور ويقترح أن يتيسر حال غيره مثله. تعليقك لم يكن في محله ابدا, وليس له أي صلة بالموضوع.

    - ربما تعلم أكثر من غيرك أن أعضاء مجلس الشورى منهم الصالح ومنهم الطالح, وفكرة أنهم أنتخبوا من الشعب, لا يعني كمالهم. أنتقدهم يا أخي ان أخطأوا, فليس في ذلك استخفاف أم أهانة, بل مشاركة وتوجيه لمل قد يكون قد قصر منهم. ودورك كمواطن لا يقتصر على انتخاب العضو. حرية التعبير مكفولة في الوطن لأنها حق لكل مواطن, ولا أرى أن لك أي حق في الاعتتراض عليها اذا كان سلطاننا وقانوننا وديننا قد كفل لنا هذا الحق.

    عسى الله أن يهدي الجميع الى ما فيه صلاحهم وصلاح أمتهم..

    ردحذف
    الردود
    1. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وأنا أتفق مع الأخت عائشة أحيانا واختلف معها في أحايين كثيرة، ما حدث في الثورة الفرنسية التي ذكرتها الأخت عائشة في المقال يختلف كليا عما يحدث في عمان؛ لماذا تكبرون الأمور ولماذا تقارنون دولتنا بالدول الأخرى يعني أنتم تريدون أن يكون الشعب كله غني وهذا لا يوجد حتى في أغنى دول العالم نعم نطالب بحقوق الفقراء ولكن بعقلانية وحكمة وليس بتحريض وتأليب؛ الأمور إذا انفرطت لن يمكننا ارجاعها لحالتها من جديد، الصراحة لا أرى من مقالات الأخت عائشة سوى أنها مملوءة بالتحريض والتأليب على الحكومة والسلطان لأنه هو من بيده مقاليد الحكم، فكروا ببصيرة ولا تنجروا لما يقال والمطالبة بالحقوق عدوى أصيب بها حتى الذي أُعطي كل حقوقه، فماذا تركوا للفقراء وكيف يمكن الاستماع لهم وسط هذه الفوضى، وأنا حينما قلت أن أبوها من أغنياء نزوى فإني أريد أن ألمح لها أنه أيضا لم يسلم من القيل والقال من أين اكتسب نقوده، وهذا نتيجة سوء الظن بكل غني، فكما قلت سابقا ليس كل غني مرتشي وسارق، اتقوا الله يا ألو الألباب، والنار التي أشعلتموها باتهام كل غني ستكتووا بها أيضا.

      حذف
    2. يا أخي هدأ من روعك!!
      الثورة الفرنسية تختلف, ولكن المنطق واحد, وهو أن بعض المسؤوليين لا يبدو أنهم يعيشون وسط المجتمع العماني في الوقت الذي يفترض فيه أن يكونوا الأقرب لهموم شعوبهم.

      لم يألبك أحد يا أخي على السلطان. لم ترى الامور اما بالأبيض أو الأسود؟! لو اتبعنا منطقك فذلك يعني أنه لا يحق لأحد الكلام أبدا بما فيهم أنت, وأن كل مسؤول منزه وان أخطأ فلا يجب انتقاده.
      كل الأمور فيها الجيد والسيء, فلا داعي أن تطلب منا اما أن نحب الشخص أو نمقته. والمقال ليس بحرب على الأغنياء مثل ما تفضلت, بل الفاسدين والمنتفعين من أموال الشعب من غير وجه حق, وثمة فرق شاسع.

      وبعدين لماذا أنت مصر على أن هذه المواضيع تتحدث عن السلطان وتطلب اما الحب المطلق أو الكره المطلق. ماري أنطوانيت ليست سوى مثال على مسؤول بعيد عن هموم شعبه, وليس شخص بعينه. وكون السلطان بيده مقاليد الحكم, فلا يعني ذلك أنه مسؤول عن كل ما يحدث, والكمال لله وحده.


      رب هبنا جميعا نعمة العقل.

      حذف
    3. حسنا يا أخي المحامي عن الست سأهدأ من روعي رغم أني طبيعي وما معصب ولكن لو تعلم أن الأخت الكريمة جاءها تنبيه من المخابرات بعدما كتبت عن الديوان الهاروني ولذلك هي لا تذكر السلطان وتلمح له فقط افهم يا فهيم، وتريده بعد يركب سيكل كما خليفة ساركوزي، فهموا يا ناس فهموا!!

      حذف
  10. ذكّرني بماري انطوانيت وهو يوجّه ب"اصبعه" إلى نعالهِ قائلاً: راتب الجندي العمانيّ ما يسوى قيمَة نعالي!

    حسبي الله ونعم الوكيل، إن الله يمهل ولا يهمل، اللهم عليك بكل من عاث فسادا في هذا البلد.

    ردحذف
  11. غرور الإنسان وعتوه منذ بدء الخليقة وحتى في الحضارات السالفة كالسومرية عتى الإنسان بهذه الصورة ، ولكن اسوأ ما في الأمر أن يبرئ المرء نفسه ويشير للآخر ؟!
    إذا كان علتان أسرف في ديكورات منزله وهو مليونير متناسيا آلاف البطون الجائعة ، فأحدهم أقام حفل زفافه في خير بلدته وبتكاليف عالية وهو من متوسطي الدخل كما يدعي ، إذن لا فرق بين الذنب الأول والثاني !!
    وتطول قائمة الأمر

    ردحذف
    الردود
    1. أفهم من كلامك أنه اللي يسوي حفل زفافه في غير بلدته فهو ثري وأن الزفاف سوف يكون بتكاليف باهظة؟ هل من العادة أنه البلدة تشيل عنهم تكاليف الزفاف مثلا؟ معناته نص العمانيين أثرياء ونصفهم ماري أنطوانيت!!!

      عفوا أخي بس تشبيهك جدا بعيد وغير منطقي

      حذف
  12. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوااااااا

    ردحذف
  13. السلام عليكم أختي الفاضلة،،،
    اسمحي لي ان اذكر انني من المتابعين لمقالاتك منذ بدأت أعرفها.
    المقال جدا جميل وفي الصميم وأتمنى ان يصل لكل مسؤول ويعتبر به ويتعظ.
    الله يوفقك ويوفق كل غيور على هذا الوطن.

    حمود الحارثي

    ردحذف
  14. وفقك الله

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص