التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فما قولكُم في الذي تبوّل في مسجدِ الله؟

عائشَة السيفيّ




رويَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم أنهُ كانَ وصحابتهُ يصلونَ في المسجد فلما فرغُوا من صلاتهم تنحّى اعرابيٌ إلى زاويةٍ في المسجد فبالَ ، فنهرهُ الصحابة ُ قائلينَ: مهٍ مه .. أيّ توقّف .. فنهاهم الرسولُ قائلاً: "دعُوه ولا تزرموه" أي دعوه يكملُ تبوّله حتى لا يتأذى من التوقفِ عن التبولِ فجأة .. فلما قضى حاجتهُ دعا النبيّ بدلوٍ من الماء ليصبَ على مكان البولِ ..ثمّ حدثَ النبيّ الاعرابيّ برفقٍ قائلاً: إن المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، وإنّما هيَ لذكرِ اللهِ ، والصَّلاةِ ، وَقراءَة القُرآن..

فرفعَ الاعرَابيّ صَوتهُ بالدعاءِ قائلاً: اللهمّ ارحَمني وَمحمَداً ، ولا ترحَمْ معنَا أحداً .. فاستاءَ الصحابة وقد دعا الاعْرابيّ بأن لا تنالَهُم رحَمَة الله .. إلا أنّ الرسولَ ردّ برفقٍ: "لقد تحجّرت واسعاً" .. أي ضيقت واسعاً وهي رحمة الله التي وسعت كلّ شيء"

لا يحتاجُ هذا الحديثُ لمزيدٍ من الشرحِ لنعرفَ ما هوَ الاسلام الحقيقيّ الذي بعثَ لأجلهِ محمّد .. ولا نحتاجُ لتفاصيل إضافيّة لنعرفَ كنهَ الرسالةِ التيْ حملهَا محمّد قبل 1400 لينشرَ هذا الدينَ في أرجاء الأرض قاطبة ليسَ بالسَيف والكراهيَة والإرهاب ولكن بالمحبّة والرحمة.. وللانسانيَة التيْ ظلّ الانسانُ فيها منذ خلقِ البشريّة يقتلُ باسم الله .. ويحتلّ الشعُوب باسم الله .. ويغتصبُ ويستولي ويستبدُ ويُرهِب باسمِ الله ..

لا نحتاجُ لنعرفَ كيفَ كانَت حياة ُهذا الرجل مليئة ً بالسمَاحة والبشاشة وهو الذي لا أحدَ أكثر منه غيرة ً على قدسيَة بيوتِ الله .. وهوَ الذي لا أحدَ أشدّ منهُ حرصاً على صونِ كرامةِ هذه الأمّة وصونِ دينهِ من التدنيس .. ولا أكثر منهُ خوفاً على كتابِ الله من الضيَاع ولكن يبدُو أنّ كثيرين منّا لم يتلقوا بعد هذه الدرُوس العظيمة من الرحمَة والرفق والتسامح ..

ونحنُ الذين كنّا ولا نزالُ في عُمان مضربَ الأمثال في اعتدال الخطاب الدينيّ لدينا وتآلف المذاهب والطوائف كافّة وتكاتفنا على نبذ الخطابات المتطرّفة التيْ يحاولُ بها القلّة المحسُوبون على هذا الشعب دسّها وتكدير صفاء الروح العمانيّة المتشبثة بالتسامح والأخلاق التيْ دعا إليها هذا النبيّ العظيم ..



لا أعرفَ كيفَ انطلت على أحدٍ الخطابات الداعية للتظَاهر على خلفيّة قراءة القرآن في دار الأوبرا .. رغمَ اعتذار الرجلِ وفرقتهِ وإدارة الأوبرا .. الرجل المسلم الذي ظنّ أنهُ يقدّم رسالة محبّة بإلقائه الفاتحة على اخوانهِ المسلمين في هذا البلد المسلم المعرُوف باعتداله الرفيع .. الرجلُ اجتهدَ فأخطأ .. ويجتهدُ المجتهدُ منّا فيصيبُ أو يخطئ .. لكنْ يبدُو أنّ هناك البعضَ ممنْ كان ينتظرُ سيناريُو مشابه لما حدث ليجعلهُ شمّاعة .. أو حقنَة يدسّ بها خطاباتهِ المسمُومة على أبناء هذا الوطنِ..

وكانَ من العجيبِ أن تأتيْ هذهِ الحادثة بعد أسبوعٍ واحد جمعتنيْ خلاله الصدفة بثلاثَة ممن زارُوا هذا الوطن .. شاعرٌ كويتيّ .. وباحثة روسيّة .. ومهندس ليبي .. تمنيتُ حينَ التقيتهم كلٌ على حدَة أنّ بحوزتي مكبّر صوتٍ تسمعُ فيهِ شعبُ عمان من شمالهِ إلى جنوبهِ عن انبهارهم بخلقِ العمانيّ الرفيع .. عن تمَاسك هذا الشعبِ ولحمته .. عن الخطابِ الدينيّ المعتدل لدينا وعن نبذنَا التطرُفَ وعن اتّساع صدورنا وأرواحنا للآخر أياً كانتْ خلفيتهُ الدينيّة والمذهبيّة والعرقيّة .. قالَ لي أحدهم: أرجُوكم حافظوا على ما تملكون .. قاتلُوا لأجله .. ناضلُوا ضدّ أي تغيير يطرأ على هذهِ الشخصية العمانيّة الرفيعة .. ناضلُوا ضدّ أيّ خطابٍ يعكّر صفاء هذهِ السمعة الطيبة التيْ حملتم رسَالتها ..

دارَ الأوبرا ستكُونُ فعلاً منارَة للعلم والثقافة والحضارَة العريقة المتجذرة في عرُوق هذا الوطن .. ستكُون ذلك بوعي هذا الشعب الذيْ كانَت وقفتهُ رائعة في رفضِ هذهِ الخطابات المتطرفة "الطارئة" على مجتمعنا الجَميل..

وإنْ كانَ من خطابٍ نحتاجهُ اليَوم فهوَ خطاب العودَة إلى المسجد وإعادتهِ إلى المؤسسة التيْ بدأ بها الإسلام.. المؤسسة التي صدّرت على مرّ التاريخِ الفلاسفَة والمؤرخين والأدباء والعلماء حينَ كانَ المسلمُون في أوجِ مجدهم وعزّتهم .. فقرِئ اسمُ الله في أقاصي الأرضِ ومغربهَا حتّى في كنائس النصَارى ومعابد اليهُود فلماذا لا يقرأ اسمُ الله في دار الأوبرا؟



تعليقات

  1. يقرأ اسم الله ولكن لا نتغنى بالقران يا اختي دمتي فرعايه الله ام حريه

    ردحذف
  2. اللهم احفظ عمان وقائدها من شر الفتن.....

    ردحذف
  3. شكرا أختي على الطرح ولكن القرآن مقدس

    ردحذف
  4. يا احبتي
    الرجل حديث الاسلام ولا يعرف اداب تلاوة القران وظن انه بتصرفه هذا سيفرح الجمهور كونه استفتح بقراءة الفاتحه ولو كان بقصد ( التغتي) لفعلها ف بلده لارتفاع سقف الحريات عندهم.
    يعطيك العافيه اخت عائشه
    وفقكم الله
    خالد الحبسي

    ردحذف
  5. حفظ اللــــــه عمان حگومة وشعبا مــن گل مگروه،،إنه سميع قريب مجيب ا̄ﻟدعاء

    ردحذف
  6. ارجو منك انك تقراء و تفهم
    ولو م فهمت ف اسف انت جاهل

    ردحذف
  7. دمتي في حفظ الله وبارك الله فيك أسأل الله أن يجمع شملكم

    ردحذف
  8. من اقوال الشيخ محمد الشعرواي(عندما لا تنجح في أمر ما فاعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم أن هذا خير لك*اما لانك غير مستعد بعد*أو لانك لن تقدر على تحمله الان*أو لان هناك قادم أفضل لك.فارض بما كتبه الله لك وتبسم ولا تجزع.

    ردحذف
  9. لا نخلط الأوراق ولا نكيل بمكيالين
    الكل يعلم بأن الرجل تغنى بالفاتحة في دار الأوبرى وقد اعتذرت إدارة الأوبرى عن ذلك .
    والاعتصامات من أجل غاية أسمى وأرقى وهي تغيير هذه الدار من دار للأوبرى إلى دار سمها ما شئتي أن تسميها بحيث لا تخالف شرع الله ونهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أم أن سماحة الرسول عليه الصلاة والسلام تسمح بها لو كان بيننا .. ولأنني من محبي جلالته حب حقيقي وليس مزيف فأنا أريد له الخير والصلاح في الدارين وأتمنى أن يأمر بتغيير هدف ذلك المبنى ليكون أجرا وثوابا له يوم يلقى الله تعالى .. إلا إذا كانت الكاتبة ترى أن الثواب يأتي من الدار وما يقام فيها حاليا من حفلات ..
    للأسف
    أبناء المسلمين يتنكرون لدينهم وينتقون من السيرة النبوية ما يتماشى مع هواهم ..
    أين نحن من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟.
    للأسف
    صرنا ننتقي من الشرع ما نهوى ونبحث في جنبات التاريخ الإسلامي ما يشبع رغباتنا .
    للاسف
    كثرت الأقلام واختلفت الألوان والأفكار والحيرة احتارت بيننا .

    أبو الوليد الناعبي

    ردحذف
  10. وما يلفظ من قول الا لدية رقيب عتيد

    ردحذف
  11. تعليقي على المقال هو:
    لقد نظرت الكاتبة الى شق واحد من الحديث وبنت عليه مقالها؛ ولكن الحديث له شقان الاول جهل الأعرابي وثاني حمية الصحابة وغيرتهم على مسجد الله وحرمته. أما الشق الثاني فلم يقم النبي بضرب اصحابه ولا زج بهم السجون وإنما بين لهم الصواب في الفعل والعمل حتى يكونوا قدوة للآخرين وحتى يتحقق بينهم قول الله (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار .....) والشق الآخر هو جهل الأعرابي وكيف تصرف النبي معه بالحكمة والموعظة الحسنه؛ فلا ننظر الى شق وننسى الآخر بل كان فعل النبي تبيانا للفريقين للجاهل الذى تعدى الحدود وللعالم الذي اخذته الحمية؛ وكأن الفعلين تساويا عنده صلى الله عليه وسلم.

    (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).

    ردحذف
  12. كفى تزييفا للحقائق ! كفى تشتيتا للأنظار والعقول عن حقيقة المشكلة! المشكلة ليست مع المغني، المشكلة مع من أقام صرحا لكل بوّال!

    ردحذف
  13. مقال رديء , مجرد اعاده لما تداوله المراهقين في الواتساب , ذكرتيني بأبو متعب المعيلقي علق الله احشاءه الداخليه , فقدتي مهاراتك الكتابيه عائشه وبصراحه هذا المقال سقطه كبيره في تاريخك , ننتظر مقال عن تطبيق القانون على رافعي لوائح النظام الاساسي للدولة لنصف ساعه ومن انتهك مواد رئيسيه في قانون الجزاء العماني بأعتدائه على المقدسات الدينية , لا تقولين ما قاصد لانه القانون يشمل الجميع والامريكي ليس على رأسه ريشه

    ردحذف
  14. ليس السبب في نظري ما حدث في دار الأوبرا ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يسعون لزعزعة الأمن في الدولة ويتقنصون أي شاردة وواردة وللأسف يوجد لدينا فئة كبيرة من المجتمع يتبعون الغير دون التفكير في العواقب وما إذا كان ما يدعون إليه صح أو خطاﺀ ثم ينتبهون بعد فوات الأوان ليجدوا أنفسهم في السجون وقد خسروا وظائفهم وأسرهم ويبقى ذلك المحرض في منزله يضحك مما جرى ويخطط لبلبلة أخرى يضيع بسببها مجموعة من خيرة شباب الوطن فلننتبه جميعاً لما يجري وننصح أخواننا بالحذر في التعاطي مع تلك القضايا وعدم الإنجراف خلف الشعارات البراقة التي لا تسمن ولا تغنُي من جوع ودمتم بحفظ الله

    ردحذف
  15. إسحاق السعدي10 مارس 2013 في 10:23 م

    من الأكيد والمسلم به ان طبائع البشر ووجهات نظرهم لن تتفق على رأي واحد ابدا، بغض النظر عن الموضوع. ولعله من الإجحاف وعدم الإنصاف إقصاء الطرف الآخر بدون الإستماع الى رأيه.
    ومع إحترامي الشديد للكاتبة عائشة المعروفة بأفكارها الإصلاحية وغيرتها الوطنية، إﻻ أن المقارنة بين قصة اﻹعرابي وقضية دار اﻷوبرا ليست منصفة تماما، فتلك المرحلة كانت مرحلة تعليم والناس ليست عندهم المعرفة الكافية بقواعد الدين الجديد كما أن غضب الصحابة كان على الفعل نفسه، اما في قضية دار اﻷوبرا فالمعترضين أوضحوا بصراحة أن المسلم اﻷمريكي يعذر لحسن نيته وعدم قصده اﻹسائة لﻹسﻻم وإنما اﻹعتراض على وجود مثل هذه الدار في بلد عقيدته اﻹسﻻم ودستوره القرآن والسنة. أما لماذا في هذا الوقت بالذات، فجوابه ان الفرصة والتوقيت كانا مناسبين ﻹشهار اﻹعتراض بعد ان كان مخفيا.
    وعموما مثل ما ذكرت سابقا أن اﻹختﻻف ﻻ يمكن إلغائه كما ﻻ يمكن لطرف أن يهمش الطرف اﻵخر.

    ردحذف
  16. لو أراد الشعب اظهار غيرته على هذا الدبن الحنيف فليبدأ بإصلاح نفسه
    قامت المساجد قبل ان تقوم الاوبرا
    فلماذا امتلأت الاوبرا ( بالمواطنين) اسرع من امتلاء المساجد بالمصلين؟؟
    و بناء الاوبرا امتد شهورا طويلة، فلماذا لم يحتج احد
    و لماذا تسمع اصوات موسيقى العرس من على بعد 5 كيلو ؟ و لماذا لا تهدأ الاغاني داخل السيارات؟
    اقول قولي هذا وانا من الذين ابتعدوا عن الغناء و المعازف منذ سنين طويلة،، فلا يعتقدن احدكم انني من محبذي الاوبرا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي