التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا تفتنا في سوريَا يا شيخ!


حسناً .. لا أفهم لماذا استاءَ البعضُ من امتلاءِ ردود الشّيخ الخليلي في ظهورهِ التلفزيونيّ الأخير بالآياتِ القرآنيّة والاستدلالاتِ النبويّة وندرَة أو ربّما "خلوّه" من الآرَاء الشخصيّة والاجتهادَات الفرديّة في قضَايا واقعة بين سندان المذهبيّة ومطرقة السياسَة .. ألم يكفهِم انقسَام أغلبيَة رجالات الدّين في العالم العربيّ إلى "خطباء منابِر" .. وَ"منظّرين سياسيين"؟

هل علَى القلة القليلة أو ربّما الوحيدَة التيْ لم تنخرط في معمعَة الصّراع السوريّ السوريّ القطريّ السعوديّ العربيّ الصهيونيّ العالميّ إلخ إلخ إلخ؟ حتَى أصبح المفتون يصنّفون وفق موقفهم تجاه الصّراع السوريّ؟ وجرّت القلّة "الصامتة" جراً إلى المشهَد حتّى دفعَ البعضُ حياتهَ ثمناً لذلك كما حدثَ للبوطِي!

 لماذا على المفتي أن يكونَ سياسياً؟ لماذا على المفتي أن يعطي رأيه في سوريَا والاخوَان وإيرَان وعبدالفتاح الجريني؟
نريدَ مفتين يعلّموننا أمور ديننا وعباداتهِ وفقهه وصلّى الله وبارك. ديننا الذي أصبح الانسانُ القابضُ فيهِ على فرائضهِ في هذا الزّمان كالقابضِ على الجَمر. ديننا الذي يجاهد فيه النّاس اليَوم ليصلّوا فمنهم تاركٌ ومنهم مؤخرٌ للصلاةَ عن أوقاتها ويزكّوا ويحجّوا ويحافظُوا على أوطانهم كأنّها أعراضهم وشرفهُم.. لماذا نحتَاج إلى مفتين سياسيين وقد أفسدَت السيَاسة إعلامنا! وقد أفسدت ثقافتنا! وقد أفسدَت أدبنَا! وقد أفسدَت حواراتنا ولم يبقَ إلا رجَال ديننا ليطالهم عفنهَا.
السيَاسة التي كانت سبباً في أكبر الانقسَامات في التاريخ منذ حادثة مقتل عُثمان ثمّ مقتَل الحُسين. أرجُوكم أبقوا على ما تبقّى لنا من العقلاء!

نريدُ مفتين لا مرجِع لهم سوَى القرآن والسنّة ، يعلّموننا كيفَ نفهَم ديننا أكثر من فهم صراعاتٍ لسنَا أطرافاً وليسُوا أطرافاً فيها.. صراعاتٍ أصبحَ كلّ أحدٍ طرفاً فيها سوَى نحن! نريدُ مفتين غير مشغُولين بالآراء السياسيّة ولكنّهم مشغُولون أكثر بترسيخ أركان هذا الدين فينا ..أركان الدين في مجتمعات أصبح غايَة همّها "دينياً" أن تفهم "فرُوضها" عوضاً عن سننها.. فلو التفتَ أحدكم إلى من حولهُ وسألهُم عن أصول سجُود السهو وأسبابها وقواعدها لما عرفُوا. ولو سألهم عن قوَاعد واشتراطات صلاة السّفر لحصلَ على إجابات يرتفعُ لها الحاجب! لو سأل عن أركان الإيمان والإسلام لتأتأ كثيرونَ في جوابهم وخلطُوا بينها.

 من احتَاج إلى "دزّينة" تنظيرَات سياسيّة فليذهَب إلى الجزيرة والعربيّة. ومن احتاجَ إلى قنوَات تكرّس المذهبيّة فليمرّر جهاز التحكّم على قنوات نايل سات ولن يمضِي أكثر من ربع ساعَة دونَ أن يمرّ "عليهِ" كُوكتيل من القنوَات التي لا همّ لها سوَى تكريس المذهبيّة.

الأصوَات المتحمّسة التي تعالَت "تتأسّف" و"تندُب" على عدمِ وجُود قنوَات " إباضيّة" تروّج للمذهب أتمنّى أن تذهَب سريعاً "وبدُون أضرار" كما ذهبَ المنخفض الجويّ الأخير.

 لا نريدُ قنوَات تكرّس للمذهبيّة لأنّ احترَام النّاس للمذهبِ الأباضيّ قائمٌ على أنّه لا يملي على أحد ولا يكرّس لنفسه. والمذهَب الذي ينتقِصُ من الآخر ويعتقدُ أنّه الأفضل سيأتي من ينتقصُ منه من المذاهب الأخرى. نريدُ أجيالاً غير مشغُولة بالحوَارات الطائفيّة و"المناظرَات المذهبيّة" ..

 أجيالاً مشغُولة ببناء أوطانها واللحاق بهذا العالم الذي يتطوّر ضوئياً ويبتعد ويبتعد ويبتعد عنّا فيما نحنُ منشغلُين بالقدحِ في هذا المذهبِ وذاك والغيبيّات والجدَل حول "خلقِ القرآن" و"رؤية الله" ..

 نريدُ حوَارات لا يبدؤها الفردُ على أنّه أفضل من الآخر وأنّ على الآخر أن يتبنّى فكرتهُ لأنّ أي انسانٍ لن يخرجَ بنتيجَة إذا بدأ حوارهُ بكرسيّ مرتفعٍ عن محاورهِ ولكننا بحاجَة إلى حواراتٍ ندركُ فيها أننا قد نخرجُ مقتنعينَ بفكر الآخر. نريدُ أجيالاً لم "ينحَت" فيهَا لعشرَات السّنوات منذ ولدَت بأنّها أفضل من غيرهَا وأنّها على الحقّ والآخرُون على باطل.

 نريدُ أجيالاً تفهم حكمَة العقلاء، حكمَة تشبهُ حكمة هذا الرّجل .. المفتِي الذي استمدّ احترامهُ لا بانشغالهِ بالترويج لمذهبهِ بقدرِ انشغالهِ بنشرِ مفاهِيم التسامُح والتآلف بينَ المسلمين على اختلافِ مذاهبهم.

هذا الرّجل الذي اكتسَب احترام الشيعيّ والسنيّ قبل الاباضيّ لأنّه لم يكن معنياً في يومٍ ما بهذهِ النّعرات المذهبيّة. أتحدّث وأنا التي ما آمنتُ يوماً بالمذاهبِ بقدرِ إيماني بأنني مسلمَة من "الدرجَة الأولى والثانيَة والثالثة" تريدُون تكريساً مذهبياً ؟ افتحُوا "دستَة القنوَات" المذهبيّة وامتلؤوا بفقَاعات الكرَاهيّة السّوداء التي تبثها هذهِ القنوَات حتّى وصلَ الحالُ بأحدها بأنّ تشرّع اغتصَاب أصحاب مذهبها لأصحاب مذهبٍ آخر.

لا نريدُ مفتِين يفتُون بتكفِير من يحبّ "الأسَد" ولا آخرِين يفصّلون لهُ أحكاماً جاهزةً للقتل . لا نريدُ رجالَ دينٍ يعتبرُون مقتلَ شيخٍ "كالبوطي" حدثاً يستحق الاحتفال ولا "أزهريين" يفتُون بجوَاز قتلِ متظاهري رابعة.

هؤلاءِ المفتُون الذين تطلّخوا بالطين سوفَ يجفّون سريعاً ويتكسّرون عندمَا يجفّ ماءُ أنظمتهم السياسيّة عنهم.

ولذا فلتصُونوا ما تبقّى من الفقهاء الذينَ أدركُوا أنّ كلاً مسخرٌ لما خلقَ لهُ ، وما خلقُوا له.

أدّوا فرضَ ربّكم كما شرّعه الله عليكم وصلّوا وصومُوا وزكّوا و"لا تسرقُوا" .. وستكُون أمور دينكم ودنياكُم "طيبَة" بإذن الله! 

تعليقات

  1. السلام عليكم اُختنا الفاضله
    شكرا على طرحكِ الرائع
    خطر في ذهني بعض الاسئلة و أرجوا منكِ الاجابة
    لماذا لا يَجوز ِللعالمِ ان يُفتي سِياسيا؟ أليست السياسة من الدين ام انها مُنفصلة!!
    هل ينحصر دور العُلماء في بيان امور العِباده مِن صَلاةٍ و زكاه وغيرها؟ اليست هذه من أيسر العلوم التي يمكن تلقيها في حاضرنا!!
    هل يجب علينا غض الطرف عن الاحداث الجارية في دول إِخواننا المسلمين!! ام نُفتي مِن عند انفسنا كُلٌ حسب رايه!! أم نسال عُلماءنا!!
    أليس ما نعيشه اليوم مِن الفتن الطائفية هو سببه عدم وضوح موقِف عُلماءنا من هذه الفتن وبيان موقِف الشرعية الاسلامية من الاحداث السياسة المتجددة, ونجد من لاعِلم له هو الذي أخذ هذا الدور!!
    تفضلي بقبول فائق احترامي و اعتذر بشده عن ركاكة كتابتي
    ابو الخطاب

    ردحذف
  2. انعزال العلماء عن المشهد السياسي أو دخولهم أطرافا بنوايا غير سليمة مأجورين من الحكام هو الذي أفضى الى هذا الاضطراب الذي تكلمتي عنه يا سيدتي وإلا فإن التقلبات السياسية الحادثة اليوم وهي نفسها قديما معروفة المصدر والمآل ومفهومة الترتيبات معلومة المقاصد، والحديث عن رجال دين لا لهم لهم إلا الصلاة والصيام عجيب فإن الاسلام من مقاصده الكلية وأسسه العمومية رعاية الإنسان وصيانة ذاته ومركباته ، فهو مركز الدائرة وبؤرة الإهتمام ولا يمكن فصل الدين عن السياسة على الاطلاق، فكيف يصلى المصلى ويصوم الصائم بل وكيف يتعلم طالب العلم الشرعي وكيف يتكلم المفتي دون أن يكون هناك أمانا ونظاما وكرامة وحرية وعيشا ، آلا تظنين يا سيدتي أن كل ذلك بين فكي السياسيين اليوم الحاكمين بأمر أنفسهم المتجبرين على العباد والبلاد، ألم يقرع أسماعك آيات تتلى كقوله إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ... فكيف ينصرون الله ؟؟! بالصلاة والصيام أم بإقامة الدين وإرساء قواعده، ؟؟!!

    ردحذف
  3. نعم أنا اضم صوتي مع صوت ابو الخطاب

    ردحذف
  4. ابهرتني بجمال قلمك كوني بخير. ولك كل الشكر

    ردحذف
  5. جميل مقالك

    ردحذف
  6. ( شر البلية ما يضحك)
    موضوع الشيخ أحمد الكل يشيد فيه ولم يتطرق أحد إلى ما ذكرتيه من نقد، إلا إذا كان بينك وبين أصدقائك المقربين، أما بشكل عام الموضوع كان لد صدى أيجابي في مختلف الدول سواء السعودية أو السلطنة أو حتى سوريا، لكن مثل ما يقولوا : (ما محصله موضوع تكتبيه فيه).

    ردحذف
    الردود
    1. انت ما عايش على الكرة الارضية

      حذف
  7. أحيانًا تخوريها عائشة

    ردحذف
  8. مقال رائع بوركت .........

    ردحذف
  9. بارك الله فيك الله يكثر من امثالك

    ردحذف
  10. مقال جميل

    ردحذف
  11. المقال جيد ولكن لما السلبية فالموضوع! للأباضية الحق في مثل ذلك ولا أتوقع منهم مشاكل لأحد إلا لأنفسهم

    ردحذف
  12. علي بن سليمان26 نوفمبر 2013 في 11:19 م

    كثرة المشائخ المفتون والعلماء يجب أن تكون رحمة على العباد لا تعقيدا ولا فتنة .

    وإنني أؤيد الفاضلة على ما جادت به في طرحها الطيب . حيث أننا وللآن بحاجة إلى من يعلمنا آداب ديننا القيم المتمركز في الرحمة والتآخي والتفاؤل والعديد من الصفات الخيرة والتي تبعث الأمل .

    التدخل السياسي إنما يكون في الصلح والكلم الطيب ... من كان يؤمن بالله ورسوله فليقل خيرا أو ليصمت .

    وبما أن التدخل في السياسة صار وللأسف في الفتن والمشادات فإنه من الحكمة والرجاحة الصمت أو ما شابه حوار الشيخ العلامة الفاضل أحمد الخليلي ، حيث أن حواره تمركز في الآيات القرآنية التي تحث كل مسلم التمعن فيها بدلا من إثارة الجدل .

    وبالنسبة للمذاهب فإن كلا من المذاهب معتمد في الفقه الإسلامي وقد ذكرت المذاهب في حديث الشيخ الفاضل علي جمعه .

    أي أنها مكملة لبعضها في الأحكام ولا يستغني هذا عن ذاك شيئا .

    والواجب على كل مسلم أن يغرس في قلبه وعقله وكن ثم في من والاه أنه مسلم .

    ولا تجادل كل نفس يوم القيامة إلا عن نفسها .

    ردحذف
  13. علي بن سليمان26 نوفمبر 2013 في 11:20 م

    لا إله إلا الله محمدا رسول الله

    ردحذف
  14. مقال مبني على وجهة نظر نحترمها مهما كانت ..ثم ان حوار سماحته اتى بنتائج ايجابية كثييرة جدا .. كنت اتمنى ان ارى مقالا من مقالاتك حولها .. لكن ركزتي خطابك على الفئة القليلة السلبية .. اكرر تقديري لك . . و اتمنى مقالا ارقى يتناسب و مستوى قلمك .. دمتي بود

    ردحذف
  15. سطرتي لنا روحك الراقية على هيئة حروف.
    تفائلي فنحن نعيش الحلقات الأخيرة من هذا المسلسل المخزي، ومستقبلنا مشرق بإذن الله.
    شكراً لله ولك.

    ردحذف
  16. مقال جيد

    ردحذف
  17. انتبهي أختاة فمفهومك للدين يبدو في هذا المقال بعيدا عن الشمولية فالدين بمفهومه العام هو دين عالمي شمولي لا ينحصر في الجانب التعبدي فقط . أرجو منك أن تعيدي النظر في المقال .

    ردحذف
  18. بارك الله فيك
    ولكن لا يمكن فصل السياسة عن امور الدين ،
    سلمت أناملك

    ردحذف
  19. اقرأي كتبه و ستعرفين مذهبيته
    الحق الدامغ
    و سقط القناع
    ... الخ

    ردحذف
  20. مقال جميل .. أعجبني كثيراً ...

    بس "تطلّخوا" ... عدليها

    ردحذف
  21. اختي ...الإسلام هو الحياة باكملها وتفاصيلها...والمفتي هو الاحق بالتدخل وابداء الرأي ..اضم صوتي للاخ ابو الخطاب

    ردحذف
  22. ﻻتقل مستحيل انى الله على كل شي قدير

    ردحذف
  23. أختي نحن نعيش إسلام مشوه،، بعيد عن الاسلام الحقيقي..
    و الاسلام ليس حكر في الصوامع و المعابد..
    و الميزان يوم القيامة ليس كم أديت من صلوات و صيام كثر ما العمل الذي قدمته يا خليفة في الأرض..

    ردحذف
  24. هي وجهة نظر ولها الاحترام... ولكن أن تقولي أنك مسلمة بالدرجة الأولى والثانيه والثالثة.. وكأنني أقرأ مخالفتك لكلام سماحة الشيخ حينن قال بأنني رجل مسلم بالدرجة وأباضي بالدرجة الثانية... مسلمة عايمة بدون مرجع ..بدون مقلد ..ترجعين له لتأخذي وتفهمي أمور دينك !!؟؟ العلماء ورثة الأبنياء .. فعن طريقهم نعرف كيف نعبد الله ..وكيف نعرف حدود الله ..ونعرف الحلال من الحرام .

    ردحذف
  25. لا يمكن عزل المفتي عن اﻻحداث السياسيه لانه بكل بساطه يوضح بعض اﻻشكالات تقع بعض اﻻحيان في التفاعل مع تلك اﻻحداث ...لذلك لابد له من اﻻنخراط في تفاصيل السياسه ولكنه يوضحها للناس من المنطلق الديني واﻻسلامي وليس من منطلق المصلحه البحته.

    ردحذف
  26. بوركتي والعلاج ف القران والسنه النبويه الصحيه

    ردحذف
  27. انا لم اشاهد برنامج لقاء الجمعه مع سماحه الشيخ احمد الخليلي .....الا انني عاى يقين تام بحكمه سماحه الشيخ واعتداله في اﻻمور وهو ليس مفتي الاباضبه في عماااان وانما مفتي السلطنه على إختلاف مذاهبهاا...وانه إنسان يحترم المذاهب جميعهاااااا.
    انا سني المذهب وﻻ ادافع عن احد وانهااا هي كلمة حق وجب قولهاااا .

    ردحذف
  28. سلام من الله عليكِ

    لم توفقي في نقل الفكرة هداكِ الله .. فقد صورتي الشيخ أحمد وكأنه رجل دين جاهل فيما يجري حوله من أمور السياسة .. غير مطّلع على أحوال الأمة .. وهو ليس كذلك

    أرجو أن تنتبهي عند الكتابة في مثل هذه المواضع

    ردحذف
  29. مقالة رائعة تستحق التأمل. اخوكم حسن المنصوري من قطر

    ردحذف
  30. هكذا بدأت العلمانية
    الإسلام دين حياة, والحياة لا تنفصل عن السياسة كما توهمين الآخرين, ارجو ان تخبريني كيف يكوت السياسي وهو جاهل بالقرآن ويكون السياسي وهو جاهل بالسنة الصحيحة الثابتة, وكيف تريدين سياسة بلا اسلام, لقد عم العدل عندما كان الخلفاء قرآنا يمشي ولقد ازدهر المسلمون عندما كان بائع الخضار والحبصل والحانوتي وهلجر يصلح ان يكون قاضيا لعلمه بالدين, لقد عم الأمن عندما كان الحاكم يعمل برأي العلماء الآتقياء...

    مقالك لا يخلو من عاطفة غير محكومة بالحكمة وكذلك لا يخلو المقال من تسطيح...هكذا بدأت العلمانية.

    أسال الله لي ولك ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق والتيصير بأمور ديننا

    ردحذف
  31. صدى اللقاء كان وسيكون ولله الحمد مثل مايتوقعه الجميع فهذد هى مبادئ ومرتكزات المذهب لاتزعزهها هبوب الرياح

    ردحذف
  32. احيانا انتقد اسلوب المذيع..حسيت فيه استفزاز..ولم يترك المجال لكي يعطي الشيخ م بداخله

    ردحذف
  33. مقال يستحق القراءة ، والتمعن في مفرداته فعلا عبرتي ما كان يدور في مخيلتي.
    شكرا

    ردحذف
  34. قلم رائع وموضوع يستحق القراءة يعبر عن الحال

    ردحذف
  35. مقال يستحق القراءة ، والتمعن في مفرداته فعلا عبرتي ما كان يدور في مخيلتي.
    شكرا

    ردحذف
  36. مقال يتسم بالمسؤولية والمنطق وحصافة الطرح والكلمة... ما أراه أن بعض الردود تُنبأ بفقر أصحابها لماهية المقال ورسالته النبيلة..دمتِ قلما حرا .. وحرفا رفيعا لهذا الوطن أستاذة عائشة
    سلطان الخروصي

    ردحذف
  37. لو التزمت الصمت خيرا لك ان تتكلمي وتقدمي نقدا في غير مستواك فمنزلة الشيخ ارفع منك .فاسمعي جيدا ماذا قال عن سوريا . فالاباضية من عهد بعيد لم يكونو معروفين لدي العامة وبعض الخاصة .ارجو ان تقرئى عن الاباضية جيدا لكي تدركي الفرق بين الدين والسياسة . والله اعلم واحكم

    ردحذف
  38. لا حول ولا قوة الا بالله

    ردحذف
  39. صح ...كلامش

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص