التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وطنيْ .. لا تُؤاخذنا بِما فعلَ "ولاةُ الأمرِ" منّا !


أصدقائي .. لعلّكم تذكرون مقالي الذي كتبتهُ قبل شهرينِ حولَ عمالَة الأطفال .. أدرجهُ لكم في الرّابط ..


http://www.alwatan.com/graphics/2009/06jun/3.6/dailyhtml/culture.html#6


وقتهَا تلقّيت ردود فعلٍ جميلَة من الاخوة القرّاء ، أقول الاخوة القرّاء وليس المسؤولين لأنّه لم يسبق أنْ تحرّك مسؤولٌ ما من عرشهِ العاجيّ ليتفاعلَ معي حولَ قضيّة طرحتُها طوال سنوَاتِ كتابتيْ

هزّتني هذه الرّسالة تحديداً القادمَة من قارئٍ واعٍ كانَ بينَ حينٍ وآخر يتواصلُ بالردُود حولَ ما أكتب..

ذلكَ اليَوم طلبتُ منهُ طرحَ رسالتهِ هذهِ وإنْ باسمٍ مستعار في إحدى المنتديات ومن يومهَا لم يتواصل معي لأسبابٍ أجهلها ..

الآن أترككم مع رسالتهِ الجميلة .. وفي حنجرتيْ غصّة ، وفي قلبِي ألم ..

آآآآهِ يا وطني ، كم أنتَ تغرَق !



أختي الفاضلة \ عائشة السيفي

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

أسعد الله أيامك بالخير والطاعة

بالنسبة لمقال الاسبوع الماضي والذي تحدث فيه عن عمل الاطفال ،

والله اختي عائشة الواقع مرير وأن كانت لا تتعدى ان تكون ظاهرة ، من خلال نشاطي في العمل الخيري في ولاية البريمي ومن تلمسي

لحاجات المواطنين لدينا ، أرى واقع الفقر لدينا يدقع ناقوس الخطر ، حسبة بسيطة اسردلها لكي هنا :

عدد الفقراء المسجلين لدينا يتجاوز 700 اسرة فقيرة ، منها حوالي 200 اسرة استطيع انا اقول انها لربما تحت خط الفقر ، وضع 200 من هذه الأسر كالتالي رب الاسرة إما متقاعد براتب 150 او 200 ريال عماني ، او انه يحصل مساعدة من الضمان الإجتماعي 80 ريال إلى 126 ريال عماني أو انه يعمل في وظيفة براتب من 100 ريال إلى 200 ريال ، طيب الغالبية منهم يقيم في منزل ايجار لا يقل عن 100 ريال عماني ، عدد افراد الاسرة لا يقل عن 7 افراد ، عدنا نأخذ مثال اعلى راتب لدينا وهو 200 ريال عماني اذا اسقطنا منه 100ريال الإيجار ، كم يظل عنده هل تتصورين انه 100 ريال لـ تكفي لهؤلاء الافراد هذا غير فواتير الماء والكهرباء .

والله اختي عائشة البعض قالها لي بصراحة أنهم يذهبون لدولة مجاورة للتسول ، والبعض دفع ابناءه للعمل في تجميع العلب الفارغة والبعض الأخر في بيع المشاكيك ، واخر دفع ابنته لبيع البخور في محطات البترول ،

يقولون لا حيلة لهم ماذا يفعلون الحياة تكيل لهم اللكمات الواحده تلو الاخرة ، اذكر أني دخلت احدى المنازل وإذا في طفل يأتي لدي منكسر الجناح يقول عمي اريد تلفزيون ، تفاجأة من طلبة قلت وماذا تريد من التلفزيون ، قال اريد اشوف رسوم متحركة كل الأطفال يشاهدون الرسوم المتحركة وأنا لا أشاهد ارجوك عمي .

وما يزيد الطين بله اختي عائشة ما تفعلة وزارة الشئون الاجتماعية تجاه اسر الضمان الاجتماعي ، تخيلي اسرة تستلم ضمان وقدره 80 ريال ، ولديها ابنه خريجة ثانوية عامة لديها رغبة بالعمل وانت تدرين كم راتبها لن يتجاوز 120 هذا في احسن الاحوال ، ولكن تكمن المصيبة في إنها لو عملت سوف تقوم الوزارة بقطع مبلغ الضمان ، وكثير من الناس لا يضمنون استمرارهم في العمل والبعض الاخر يريدون ان يستفيدوا من المنح التي تقدمها الوزارة لطلبة الضمان الاجتماعية بإلحاقهم في الجامعات الخاصة .

والله هذي الأسرة بين نارين ، والوزارة مصرة على موقفها اي فرد يعمل في الاسرة يتم قطع الضمان اي حجه غبية هذه ، يقول لي احد الاصدقاء في التنمية أنه من خلال عمله في التنمية 20 عاما هذه الوزيرة اسوء مسؤول وطئ ارض الوزارة بقراراتها التي تهدم فيها بكيان الاسرة ، الاخت الوزيرة تريد من اسر الضمان الاجتماعي اسر منتجة .

نسأل الله العافية ، وما خفي كان أعظم

واسمحلي على الإطالة ، ولكن ما في القلب الكثير يا اختي عائشة

ولو سمحتي لي من حين إلى أخر سوف أكتب ما اشاهده من مشاهدات في مجتمعنا ، لربما استطعتي يوم من الايام بقلمك النابض ان تحرك الماء الراكد ،

ولك جزيل الشكر على ما تكتبينه وادام الله في صحتك وعمرك

عبدالله

تعليقات

  1. الوالي يستحق 200 الف ووكلاء الاجعاء العام 60000 والفقير يقطع عليه الراتب لأن هذا ما يستحقه ..

    ويلكم من عذاب الله

    ردحذف
  2. أكتب مترددا لأني أكره الكليشيهات أو القوالب الجاهزة لكن لست أرى حلا إلا في دفع القادرين على أداء الزكاة. اعلم أنه في البلاد التي يدفع فيها الناس الضرائب تؤخذ الضرائب من الراتب مباشرة وعلى الموظف أن يقبل هذا. فلم لايفعل الشئ نفسه معنا؟ نحن قبل أداء واجب تجاه هؤلاء المساكين نؤِدي فريضة، والدولة مطالبة بإقامة فروض الدين والدفع عن حوزته فسحب قيمة الزكاة من الراتب تقع ضمن واجب إقامة فرض ديني. نعم على الحكومة تتبع هذه الحالات وأن تمسح بيد الحنان على أكتاف اللأطفال، لكن على الناس واجب آخر بل فرض ناهيك عن التصدق.
    أين منا الحديث بأن ليس منا من بات شبعان وجاره جائع؟ اين الإنسانية؟ والله يحزنني أن نصل لهذه الدرجة والله المستعان

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من و...

السيّد نائب رَئيسِ مجلسِ الوزراء ... الخُبز أم الكَعك؟

السيّد نائبُ رئيس الوزراء ... الخُبز أم الكعك؟ نسخَة من الرّسالة إلى وزيرَي التجارَة والصنّاعة والمَكتبِ السّلطاني. صاحب السموّ السيّد فهد بن محمُود نائبَ رئيسِ الوزراء.. تحيّة طيبة وبعد: دعني قبلَ أن أبدَأ رسالتيْ أن أحكي لكَ قصّة ماري انطوانيت .. آخر ملوك فرنسَا .. ففيمَا كانت الثورَة الفرنسية تشتعلُ والجماهيرُ الفرنسيّة الغاضبَة تحيط بقصر فرسَاي لتخترقه كانَت الجماهيرُ تصرخُ: نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز! شاهدَت ماري انطوَانيت الجماهير يصرخُون من شرفَة قصرهَا وسألتْ كبيرَ خدمها: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً لماذا لا يشترونَ الكعك"! .. لقد كانتْ ماري انطوانيت تجهَلُ أنّ الكَعك أغلى من الخُبز فإن كانُوا عدمُوا الخبز فقد عدمُوا الكعكَ قبلهُ.. ظلّت هذه القصّة لأكثر من ثلاث قرونٍ من الزّمان حتّى اليوم مدارَ ضرب الأمثال في انفصَال المسؤُول عن واقعِ النّاس ومعيشتهم.. لأنّها كانت تتكررُ في أزمنة وأمكنة مختلفة. أتساءَل فقط سيّدي الكريم إن كنتَ تعرفُ كيفَ يعيشُ المواط...