التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عَن صديقاتي المجهُولات/ردُهات

عائشَة السيفيّ


تعقدُ هذهِ الأيّام ندوَة المرأة العُمانيّة وذلكَ بتوجيهاتٍ ساميَة .. الندوَة كمَا سمعتُ من تحضِيرَاتها تعقدُ على جانبٍ عالٍ من المستوَى والحرفيّة متنَاولة ً أطروحَاتٍ ونقَاشاتٍ وَأورَاق عَمل إضافة ً إلى عروضٍ مرئيّةٍ تسلّط الضوءَ على المرأةِ العُمانيّة .. وقدْ حالتِ المسَافَة دونَ أن أحضرهَا غيرَ أنّي سأتابعهَا عن كثَب لأنهَا معنية ٌ بيْ .. وبهَا وبهنّ .. نسَاؤنا العُمانيّات س ، ص ، وعَ .. اللاتيْ لا يملكنَ قلماً للحديثِ عن ذواتهنّ وإنِ امتلكنَ فلا يملكنَ ترفَ الظهُور والنشرِ في الصحَافة ..
نساءٌ مقهُوراتٌ حولنَا .. اخترنَ أنْ يبقينَ تحتَ الظلّ .. خوفاً من عصَا المجتمِع والعائلَة والقبيلَة ربّما .. لا يدفعنَ ثمناً سوَى لأنّ كلمَة : أنثَى كتبتْ لتعريفهنّ في بطَاقاتهنّ الشخصيّة ..
ربّما لسنَ كثيرات .. ربّما لا يشكّلنَ 1% من نسِيج المجتمع وربّما يشكّلن أكثر .. لكنّ لهنّ الحقّ فيْ أن يُكتَب عنهنّ ، لأنّهن يمارسنَ الحيَاة ويمَارسنَ حقّها على ترَاب هذا الوطنِ الذي كفلَ لنا المسَاواة التّامة ، التيْ لا تزَالُ أطُرها مجهولة ً لدَى الكثِير من الساكنين فيْ خيمَة المرأةِ القديمَة .. التيْ لم تكنْ تملكُ حقّ الاختيَار ناهيكَ عن حقّ الاختيَار الشخصيّ في الحيَاة ..
لا أودّ أن أتحدّث بصفتيْ مدافعة ً عن المرأة .. فأنا في كثيرٍ من الأحيانِ أختلفُ مع رُؤى كثيرٍ من الناشطات في الدفاعِ عن المرأة .. وأرَى في مغالاتهنّ وسيلة ً لتقييدِ المرأةِ أكثر واعتكَافها في حجرهَا ..
لا .. لستُ مدافعة ً عن المرأة ، فالمرَأة في كثيرٍ من الأحيَان هيَ التيْ تختارُ أن تُقهَر .. وهيَ التيْ تختارُ أن ينتقصَ منها ، وحينَ تأتيْ امرأة ٌ للدفاعِ عنها والتّحدثِ باسمهَا تثُور ، وقدْ رأيتُ بنفسيْ دعواتٍ على الانترنتِ من فتياتٍ مثقفاتٍ يطلبنَ من المدافعاتِ عنهنّ في حقُوق تعدد الزوجَات والطلاق وحضَانة الأطفال إلخ.. بأن يتوقّفن ، لأنهنّ لا يردنَ أن تتحدّث أيّ امرأة باسمِ مئاتِ الآلاف من نسَاء المجتمع المتسَالمات مع حيَاتهن ..
.. لكنني امرَأة أكتُب .. ولأنني عايشتُ هؤلاءِ النسَاء بنفسيْ .. أكتبُ عنهنّ .. هؤلاءِ المقهُورات ، لأنني أنتميْ إليهنّ أكتبُ .. ولأنني لا أودّ هنا أن أكيلَ الشعاراتِ بلْ أسرد .. أنا ساردَة اليَوم لا أكثَر !
امرأتيْ المجهُولة الأولَى .. عرفتهَا عن طريقِ صديقتيْ أيامَ الثانويّة ، تخرّجت من الجامعَة وكثرَ الخاطبُون إلا أنّ أهلها كانُوا يرفضُون فيّ كلّ مرّة .. معلّمة ورغمَ ذلك لا تملكُ مائَة بيسَة فوالدهَا واخوانها المسؤُولون عن حسَابها البنكيْ .. يعتقدُون أنّ أيّ رجلٍ يتقدّم لها إنّما يتقدّم لحسابهَا البنكي قبل أن يتقدّم لها .. الخَاطب فوقَ المائة عادَ أدراجهُ من بيتها بعدَ أن طردهُ الوالدُ أيضاً .. فقررتْ أن تتزوّجه وإن رفضَت عائلتها وبعثتْ إليهِ تخبرهُ أنها موافقَة .. احتدمَ الموضوعُ ووصلتِ الأمُور إلى المحكمَة وانتهتْ بزوَاج المرأةِ من رجلهَا .. حدثَ هذا قبلَ 6 أعوَام .. واليَوم لدَى هذهِ المرأة 3 أطفَال .. لكنْ خلال الستِ أعوَام هذهِ هل اصطلحتِ الأمُور بينَ المرأةِ وعائلتها؟
6 أعوَام وهذهِ المرأة لا تستطيعُ أن تطأ عتبَة دارِ عائلتها شبراً .. ذهبتْ إليهم ، توسّلت ، توسّطت لدَى شيُوخ القبائل للمصَالحة ..
الفتاة لم تفعلْ أكثر من أنّها أرادت الزوَاج الذي أحلّه الله وحرّمته عائلتهَا ..
6 أعوام والفتاة لا تستطيع أن تدخلَ البيت وتقبّل رأسَ أمّها الممنوعة من استقبَال ابنتها ..
6 أعوَام وهذه الفتاة تلاحق "العزيَات والمربيّات" لتلتقيْ أمّها .. يدخلُ الناس للعزاء باكين وتدخلُ سعيدَة .. فهناكَ ستجدُ أمّها وستحتضنها وتدردشُ معها .. الأمُ المكسُورة ليسَ بوسعها قولُ لا ..
3 أطفَال لم يشفعُوا لأمّهم أن يسَامحها أعمامهُم وجدّهم ولمْ ترقّ قلُوبهم لهم .. ولم يشفعْ لها أن زوجهَا كان رجلاً متفهماًً وأنّ اختيارها كانَ صائباً ..
مرةً كانتْ في منزلِ أختها برفقَة أطفالها .. فجاءَ اخوانها ووالدهَا وبسرعَة شديدَة تمّ تصريفُها مع أطفالها من البَاب الخلفيّ خشيَة أن يلمحَ الأعمامُ والجدّ أبنَاء أختهم .. تعرفُون أنّ اخوتها يحملُ جميعهُم شهاداتٍ تبدَأ من البكالوريُوس وتنتهيْ بالدّال الضخمَة قبلَ أسمَائهم؟
هذهِ المرأة حتّى قبلَ شهرين من الآن لا تزَالُ كذلك .. لا تزالُ في رحلَة طويلَة مع عائلَة بليدَة .. لمْ تفعلِ الشهَاداتُ بهم أكثر من تحجيرِ عقولهم أكثر فأكثر ..
* امرأتيْ المجهُولة الأخرى هيَ عاملَة في مدرسَة .. شَاءتْ لها الأقدارُ أن يتمّ تزويجها في عُمر الرابعَة عشر منْ رجلٍ مزوَاج يبدّل النسَاء كمَا يبدّل "كميمه" .. فقِير ودمير ورغمَ ذلك فهوَ يجدُ دائماً ضالتهُ في الفتياتِ الأفقرِ منهِ .. الأدمَر منه .. يتزوّجهن لأشهر ثمّ "هنّ والشارع" سوَاء !
أنجبتْ منهُ طفلينِ وفتَاة .. وطلّقت .. لمْ تبقِ "حطَام بيت" في نزوَى إلا وتوجّهت إليهِ وانتهَى بهَا المقَام لتقطنَ في بيتِ أخِ طليقهَا .. الذيْ تعملُ زوجتهُ عاملَة كذلك ، زوجتهُ عاملَة تابعَة لوزَارة التربيَة والتعليم أمّا امرأتيْ المجهُولة .. فهيَ عاملة في شركَة خاصّة للتنظِيف.. في الأورَاق الرسميّة يكتبُ أنّها تتقاضى معاشاً بـ120ريَال وفي الوَاقع العَفن تستلمُ تارة ً 90 ريَال ، 80ريَال أو حتى نصفَ المعَاش الورقيّ .. 60ريَال حسبَ مزَاج مالكِ الشركَة الذي يستغلّ حاجَة النسَاء الشديدة للعَمل وجهلهنّ بحقُوقهنّ وابتزَازهنّ ، فالتيْ لا تريدُ العمل ثمّة 20 امرأة مقهُورة تنتظرُ مكانها وتتحرّق للعملِ مقابل 40 ريَالاً وليسَ 60 ريالاً فتصمتُ النساءُ على مضضٍ وتقبلُ بما يمنّ بهِ عليهنّ ..
آخرُ ما وصلنيْ من خبرهَا أنّها كانتْ تجمعُ النقُود وذلكَ لتخرجَ من بيتِ أخِ طليقها .. تخيّلوا.. فوقَ السنَة تحَاول أن تجمَع مبلغ ألفي ريَال لتشتريْ بهِ "خرَابة" من خرَابات نزوَى وتقيم فيهِ مع أطفَالها ..
قالتْ :( دامْ فيه سقف وفيه جدرَان ، يكفيني أنا وأولاديْ ) ..
صاحبُ المنزلِ سمحَ لها بالإقامةِ مجاناً لأنه لم يجد أساساً من يؤجّرهُ له .. قالَ لها أقيميْ فيهِ وحينَ ييسرُ اللهُ لكِ الألفينِ أعطينيْ إياهم لأبيعكِ إيّاه ..

* امرأتيْ المجهُولة الثالثَة فتَاة بعُمريْ .. صديقَة عزيزة .. راسلتهَا مؤخراً لأكتشف أنّ هاتفها مغلق .. اتصلتُ بها عشراتِ المراتِ وسألتُ الصديقات فلم يعرفْ أحدٌ عنها ، قلقتُ كثيراً وذهبتُ إلى بيتها ، ضربتُ الجرسَ .. وطلبتها فخرجتْ .. كانتْ مصدُومة لمجيئيْ لكننيْ شعرتُ أنّ ثمة َ أمراً بها..
الذيْ حدثَ أنّ هذهِ الفتَاة دخلتْ في علاقَة عاطفيّة "هاتفيّة" مع شاب .. اكتشفتها عائلتها .. وأسهلْ طريقَة ليفرّ الشاب كانَ أن أغلقَ هاتفه في وجهِ صديقتيْ بعدَ أن توسّلت إليهِ بأنْ يأتيْ ليخطبهَا .. لا داعيْ لمنَاقشَة ردّة فعل الشاب فقد أصبحتْ مكرّرة لحدّ الغثيان وليتَ فتياتنَا يتعظنَ !
أتعرفُون ما فعلتْ عائلتهَا بهَا؟
ضربَتْ صديقتيْ كمَا تضرَب "الهايشَة" ضرباً مبرحاً جعلهَا طريحَة الفرَاش لأسبُوع .. وتمّ منعهَا من الذهَاب للكليّة .. كُسِرَ هاتفها ، وقَاطعها جميعُ من في المنزِل.. فتَاة جامعيّة يصفعهَا أخوهَا على وجههَا وتقَاطعها عائلتها ويتمّ التمهيد لفصلهَا من الكليّة ..
في هذا النمُوذج أقرب ما يمكنُ أن تفعلهُ فتاة فيْ أسوَأ لحظَاتِ ضعفهَا هيَ أنْ تهربَ للشَاب الذيْ سيستغلهَا جنسياً ، أو تهربَ من البيتِ وتوَاجه أقدَار الحيَاة..
أنَا لا أعرفُ كيفَ تفكّر هذه العوائل! يعنيْ الفتَاة أخطأت ، تقُوم العائلة بمقاطعتهَا وضربَها لتصلَ الفتَاة إلى حالَة مزريَة وكأننا نقُولُ لها .. اذهبيْ في حضنِ الشَاب .. لغَة حوَار عنْ أسبابِ فراغِ هذهِ الفتاة عاطفياً .. دقيقتيْ ترهيب ، دقيقتيْ مناجاة ! لا نمتلكها .. تكلمِين شاباً؟ وهات يا عصَا !
فكرتُ كثيراً معها ولا همّ لي سوَى موضوعِ فصلهَا من الكليّة فالشهَادة اليَوم هي قيمتكَ في الحيَاة.. وخلصنَا لخطّة نستعينُ فيها بصديقَة ثالثَة تكلّم أخاها على أنها موظفَة بالخدمَات الاجتماعيّة بكليّتها تخبرهُ أن صديقات الفتاة افتقدنهَا مؤخراً وأنهنّ لجَأن لها للاتصال بأحدِ أقاربها المسجّلين في سجّلها الدرَاسيّ ..
فعلتْ صديقتنا ذلكَ وبإقنَاع وشدّ وجذب وافقَ على عودةِ أختهِ .. لكن تعرفُون ما الذيْ حدث؟
أصبحُ أخُ الفتَاة يلاحقُ صديقتها.. منعَ أختهُ منَ الدرَاسة لاكتشَافه أنّها تحدّث شاباً ، لكنّه انشغلَ بمغازلةِ وملاحقةِ صديقتها .. والحمدلله أنني كنتُ طلبتُ من صديقتنا الثالثَة أن تستخدمَ رقماً جديداً لا تستخدمهُ أبداً لأنني كنتُ أتوقّع هكذا نهَاية بالنظرِ إلى تعليق صديقتيْ المجهُولة عن أخيها الذيْ سمعتهُ كثيراً يغازلُ هذهِ الفتاة أو تلك .. بابتسَامة قهرٍ أخبرتني (شايفَة كيف يا عائشة؟ الله يعاقبُ اخوانيْ في أختهم "الخربَانة" التيْ هيَ أنا ! )
كانتْ تقول ذلكَ وأنا أفكّر.. كمْ أنّها بريئة وهيَ تجهلُ أنّ أخاها يلاحقُ صديقتهَا الآن !
تلكَ حكاياتُ صديقاتيَ المجهُولات .. لا يتّسع عمودي لأضيفَ قصصاً أخرَى عايشتهَا ورأيتهَا بأمّ عيني ..
لا يتّسع الحديثُ عن صديقتيْ التي منعهَا أخوها معلّم الريَاضيات الذي عمره 25 عاماً بعدَ حصُولها على نسبَة 90% من دخُول كليّة التقنيّة لأنها مختلطَة وبهَا شبهَة وكنتُ أفكر هل سيكُون مصيرُ بناتهِ بعد عشرين عاماً بمصير أختهِ؟
ولا عن صديقتيْ الأخرى التيْ بكتْ ونحن في الأوّل الثانوي لأنّ أخاها "المهندس" بإحدى شركَات النفط منعهَا ومن لحقتهَا من أخواتها من دخُول المجَال العلميّ خوفَ أن يحصلنَ على نسبَة تؤهلهنّ ليصبحنَ ممرضّات أو طبيبات أو مهندسَات فالمجَال الأدبي لا يتيحُ لهن مصيراً سوى أن يكنّ معلمَات وهو العمل الوحِيد "الحلال" على المرأة ..
أكرهُ المبالغة .. ولذَا فأنا لا أبالغ هنا .. نعم هؤلاء النساء المقهُورات يعشن معنَا .. بيننا .. يعبرنَ أمامنا في السوقِ أو نلتقيهنّ في مناسبَة ونتحدّث إليهن .. لكنهن لا يبحنَ لنا عن كبتهنّ وعن حياتهنّ المسخرَة تحتَ رحمَة السلطَة العليَا للرّجل ..
ثمة الكثير من الحكَايات .. ربّما سأضيفها في مدوّنتي وربّما سأكتفيْ بها داخليْ .. حتى لا أتّهم بالمبالغة .. وحتّى لا تأتيني إحداهنّ لتنهَاني عن أن أكونَ متحدّثة باسم المرأة وهيَ لا تحتاجُ إليّ ولا لدفَاعي..
هؤلاء النساء المقهُورات .. بيننا ! امنحوهنّ من يزرع فيهنّ الأمان ليقلنَ لا .. في زمنٍ أصبحَ أصعبُ ما يمكنُ أن تفعلهُ هذه النسَاء في حياتهنّ هوَ قولُ لا !

تعليقات

  1. للأسف حقا ذلك نسمع عنه كثيرا ..

    مقال رائع ..

    المجد

    ردحذف
  2. رائع ما كتبتي....

    تعليق بسيط...هناك من ينتقد هذا المؤتمر بحجة
    أن المرأة قد أخذت حقوقها (وزيادة) في بلدنا...ولكن,,,

    ماذا عن القصص اللتي نعايشها والتي ذكرتها أمثلة بسيطة مقارنة بالواقع....

    دمتي بود...

    ردحذف
  3. عائشـة ..

    أختي ..
    بحقّ مقـالُكِ مؤثِّر جدّاً .. بهِ قِصصٌ غريبـة ومـؤلِمـة ومِنَ المُحزِنِ أن نُكْمِل في عـام 2010 م 40 سنـة من مسيـرةِ النّهضـة التي بدأت بالتعليم وثمّةَ أُنْاسٌ ليسـوا بالقليلين في المجتمـع مّمن يُجْهِضُ حقَّ المرأةِ في الحيـاةِ حالُها حال قرينـاتِهـا وزميـلاتهُـا مِن النِّسـاءِ..
    وخـاصّـةً أنّ من يقوم بهذهِ التصرّفـاتِ هـم أشخـاصٌ مثقّفونَ لديهِم أعلى رُتَبِ الشّهاداتِ كـصديقتكِ المجهـولةُ الأولى التي حرمـها أخوتهـا الدّكاترة وأصحابُ شهاداتِ البكالوريوس من الزّواجِ طمـعاً في راتِبهـا ..!!
    أيُّ عُقولٍ متحجّرةٍ هذهِ ..!!
    وأيُّ دينٍ هذا وأيُّ عرفٍ هذا وأيُّ مجتمـعٍ متحجّرٍ سخيفٍ كـانت هذه عـاداتـهُ القبيـحـةُ المخزيـة للأسفِ الشّديد ..

    للأسف ما زال البعض وإلى الغد يهضـم حقّ المرأة في أن تكـونَ امرأة ..
    أتمنّى أن تنقَشِعَ هذهِ الأفكـارُ المظلِمـة عن مجتمَعِنـا وتصبِحَ المرأةُ ركـناً أسـاسّيـاً في المجتمع
    لا أن يكونَ هذا الشِّعارُ وغيره مُجرّدَ شِعاراتٍ تُردّدُ في أصداءِ المحاضراتِ والنّدوات أو تُكتبُ في الصّحفِ وتبقـى محل ما كُتِبت فيه ..

    أختي أعذريني على الإطالة .. ولكـن بحقّ مقـالٌ احتـوى قِصص غريبـة يظنّ القـارئُ أنّها حدثت في عصورِ الظّلام ..

    ودّي الخالص

    سُلطان الغافري

    ردحذف
  4. إبراهيم الهنائي14 أكتوبر 2009 في 3:47 م

    أختي عائشة : لا أدري ما اقول ,, والله في نفسي حسرة والم على تلك المشاهد والأحداث التي تحدث ,, ولو يتفكر في ما قامو به من أشياء ليجدو مدى الخطأ الذي اقترفوه ,, فعلى سببيل المثال الأخوة المتعلمون اللذين قامو بضرب تلك الشابة على خطأها ومحاولة منعها من الدراسة لو تفكرو قليلا في السبب الذي تركها ان تكلم بهاتفها شابا آخر ليجدو ان السبب هم انفسهم ,, فلربما تلك الفتاة فقدت العطف والحنان من قبل اهلها لتلجأ طريق آخر ,, في بلادنا قلما تجد أخ يناقش أخته او يسولف معها على قولتنا في امور حياتها ,, فلا تجد منه غير العنت والشتم والأمر والنهي فقط ..
    ربما إذا تكلمت عن كل مثال ذكرتيه فحتما لن تكفي مدونتك ,,, مآسي بمعني الكلمة تحدث للمرأة وكل ذلك بسبب خلل في ثافة وتفكير شخص لا يعلم شيئا من وجهة نظري .....

    شكرا لك أختي عائشة على هذا الموضوع المحزن حقيقية ......

    ردحذف
  5. عائشة،
    انا من اللاتي يرفضن أن تعقد المؤتمرات والندوات للحديث عن المرأة لأن ما تهدف هذه الندوات لإحداثه لا يحصل من خلال المحاضرات والتوصيات بل من داخل كل فرد، وذلك طبعا عن طريق التعلم والتفكير والإطلاع. بالطبع لا أقصد الشهادات فما طرحته من أمثلة كاف لتفنيد اعتقاد أن الدرجات العلمية كفيلة بتغيير عقلية هؤلاء. أقصد التعلم الذي يعمل فيه الفرد فكره بحيث يميز بين الجيد والرديء من عادات سقيمة.

    بدون أن أدري وجدت نفسي أبكي على قصة المرأة الأولى، مؤلم جدا. الحل يا عائشة برأيي أن تكون المرأة نفسها أكثر قوة وأكثر قدرة على الحوار والمطالبة بما تريد. لا يمكن لأي كان أن يمنح أخرى حقها إن لم تقاتل هي من أجله.

    ردحذف
  6. لا تشفع الشهادة و لا يشفع الجهل لتلك العقول التى تحجرة عند كلمة "أنثى"
    فما زال البعض يرى الأنثى كالعورة التى يجب أن تستر عن المجتمع و تحرك كأنها أحجار على لوح الشطرنج

    ردحذف
  7. صَدِيقَتُكِ غَيْر الْمَجْهُــولَة16 أكتوبر 2009 في 7:37 م

    ياااااااااه

    مُتأكِّدَة أَنَّ الْمُخَبَّأ فِي قُلُوبِنَـا يَـا عَـائِشَة يَجْعَلُنَـا أَقْوَى إِنْ لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنْ قَتْلِنَـا ..

    ردحذف
  8. المرأة العمانية تعاني من السيطرة القبلية والذكورية

    ردحذف
  9. عظيمة يا عائشة
    لا أستطيع تشويه مقالك الرائع بتعليق..
    أنت إنسانة عظيمة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من و...

السيّد نائب رَئيسِ مجلسِ الوزراء ... الخُبز أم الكَعك؟

السيّد نائبُ رئيس الوزراء ... الخُبز أم الكعك؟ نسخَة من الرّسالة إلى وزيرَي التجارَة والصنّاعة والمَكتبِ السّلطاني. صاحب السموّ السيّد فهد بن محمُود نائبَ رئيسِ الوزراء.. تحيّة طيبة وبعد: دعني قبلَ أن أبدَأ رسالتيْ أن أحكي لكَ قصّة ماري انطوانيت .. آخر ملوك فرنسَا .. ففيمَا كانت الثورَة الفرنسية تشتعلُ والجماهيرُ الفرنسيّة الغاضبَة تحيط بقصر فرسَاي لتخترقه كانَت الجماهيرُ تصرخُ: نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز! شاهدَت ماري انطوَانيت الجماهير يصرخُون من شرفَة قصرهَا وسألتْ كبيرَ خدمها: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً لماذا لا يشترونَ الكعك"! .. لقد كانتْ ماري انطوانيت تجهَلُ أنّ الكَعك أغلى من الخُبز فإن كانُوا عدمُوا الخبز فقد عدمُوا الكعكَ قبلهُ.. ظلّت هذه القصّة لأكثر من ثلاث قرونٍ من الزّمان حتّى اليوم مدارَ ضرب الأمثال في انفصَال المسؤُول عن واقعِ النّاس ومعيشتهم.. لأنّها كانت تتكررُ في أزمنة وأمكنة مختلفة. أتساءَل فقط سيّدي الكريم إن كنتَ تعرفُ كيفَ يعيشُ المواط...