التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أحاديثُ عمانيّة جداً (1)


عائشَة السيفيّ

** فيْ إحدَى إذاعاتنَا المحليّة يطلّ علينا كل سَاعة أو نصف ساعَة إعلانٌ عن مسَابقة خاصّة بالهواتف والأرقام .. يبثّ الإعلان بصوتِ امرأة تنطقُ الإعلانَ باللغة العربيّة الفصحَى ولكنْ بأخطاء مؤذيَة جداً لأذن السامع .. فكلمَة إذاعَة تحوّلت إلى "إزاعَة" وكلمَة "بيسَة" تحوّلت بقدرَة قادر إلى ما يُشبه برج بيزَا المائل وهي تنطقُ "بيزَا" .. وتحوّل الرقم ثلاثة إلى "سلاسة" .. نحنُ لا نطالبُ الإذاعاتِ بأن تبثّ لنا إعلانات منقّحة لغوياً وتشكيلياً حين البثّ لكن على الأقلّ الحفاظ على أساسيات نطق الحروف العربيّة صحيحة ..

ثمّة مذيعين في قنوات كبيرَة كالجزيرة وغيرها يعانونَ من لثغة الرّاء أو حرف آخر .. لكن في الإعلانِ السابق أعلاه يتمّ مزج نطق اللهجَة المحليّة لتلك الحروف مع النطق الفصيح لها .. أي أنّ المرأة لم تستطِع أن تفصل لهجتها المحليّة في نطق الحرُوف عن اللغة العربيّة الفصيحة التي بثّ بها الإعلان .. ألا يوافقنيْ مسؤولو تلك الإذاعَة الرأي؟!


** اعتدنَا في طريق دواماتنَا أن نقفَ كعشراتِ الآلاف من الموظفين على جانبِ إحدى محطاتِ الوقود لنطلبَ من محلّ التسوّق هنالك شاي عاديّ أو بالنسكافيه من الآلَة .. نخرجُ من جيوبنا "مئة بيسة" ونتوكّل مواصلين طريقنا للعمل .. الحالُ اختلف اليوم فتلك الآلات العتيقة استبدلت بآلات أطول وأعرض وامتدّت أمامنا عشرات الخيارات .. اختفى الشاي الذي بمائة بيسَة وحلّ محله الهوت تشوكليت والكاباتشينو إلخ..

كوبُ الشاي أو القهوَة المحترَم من الآلة الجديدَة لا يقلّ عن 400 بيسَة ! يا جماعَة حرام عليكُم ..

موظف عادي .. سائق أجرَة .. سائق شاحنَة .. يدفع يومياً 400 بيسَة مشان 100مل شاي

يرتفعُ السّعر 400% ! .. تطوّروا لكنْ ليس على حسَاب جيُوبنا .. اليَوم أصبحت لدينا فوبيا من شيء اسمه "تطوّر" لأنهُ سيقابلهُ في المقابل "خرفة كبيرَة" لجيوبنا .. أعيدُوا لنا الآلات القديمَة وضعوها بجانب الآلاتِ المتضخّمة تلك التيْ تعبئ أكواب الشاي وتعبّ جيوبنا في الجانب الآخر..

القهوَة الفرنسيّة واللاتيه والاسبريسو لذيذة .. لكن ليست للشربِ اليومي الذي يكسرُ ظهر موظّف مستور على قدّ حالهِ أو عامل بناء أو غيره ممن يماثلهُ الحالُ..

سألتُ البائع في المحلّ أين ذهبتْ آلة الشاي القديمَة؟ فقال .. خلاص تخلصنا معها وتعاقدنا مع شركة فلانيّة لتزويدنا بهذهِ الآلات في كلّ فروع المحلّ بالسلطنَة .. تمتمتُ : أبوي عاذرين عن الكاباتشينُو !


** في إحدى طاولاتِ الكوستا .. اقتربَ منا ذلك الشابّ .. بدا في أولى عشرينيّاتهِ بدشداشَة وكمّة عمانيّة .. دونَ أن ينبسَ بكلمَة اقتربَ ومدّ ورقةً إلينا وعادَ مبتعداً عنّا مسافَة متر .. نظرَة سريعَة على تلك الورقَة أخبرتنا أن الشابّ يطلبُ المالَ للمساعدَة في عمليّة جراحيّة تكلّف 5آلاف ريَال .. صرفناهُ بقليلٍ من المال فغادرَ باحثاً عن زبائن آخرين في الكافيه ليمدّ بورقتهِ إليهم .. بعضهُم أدخل بضع مئاتِ البيسة داخل الورقة والبعضُ الآخر صرفهُ خاليَ الوفاض ..

مشاهدُ كهذهِ أصبحتْ مألوفة ً جداً في مسقط .. امرأة ترتدي عباءة رأس أمام سُوبر ماركت في الخوض .. تجلسُ ساعاتٍ عند بابهِ تمدّ يدها سائلة ً الداخلينَ والخارجين .. من بينِ كلّ عشرة يقررُ واحدٌ أو اثنان أن يمدّ إليها بالمال .. وفي إحدى محطاتِ الوقود تطرقُ امرأةٌ وفي يدها طفلهَا الزجاجَ على سائقي السيّارات وهم يعبئونَ الوقود سائلة ً إيّاهم المال ..

آخر صرعَات التسوّل الاحترافيّة والتيْ كنت أسمع بها ولا أصدّقها لولا أني رأيتُها بأمّ عيني وقريبيْ يترجّل من السيّارة فيعترضه رجلٌ يرتدي غترَة إحدى دول الخليج المجاورَة وإليكُم سيناريو التسوّل الاحترافي .. يوقفُ الرجل أي رجلٍ عابرٍ أمامه .. يرصدهُ من بعيد ليرى نوعيّة سيارته ويقرر إن كانَ سيخرج منهُ بكم ريال أو لا .. يتوجّه إليه ويقُول له أنّ عجلَة سيارته ثقبت وأنهُ ذهب بها للجاراج ولكنهُ أضاع محفظتهُ واتصل بأصدقائه ولا يردّون .. ثمّ يطلب 20 ريال ويتبعها بطلب رقم هاتف الشخص الآخر حتى يردّ لهُ المبلغ حينَ يستعيدُ محفظتهُ .. رجلٌ "شدّة عدّة" لا يشتكي نقصاً ولا علّة .. غير قادر على العمل لكنهُ قادر على هذا التسوّل الاحترافي ..

يحكي لي قريبيْ عن صديقهِ الذي تعرض لنفسِ الموقف وأعطى ذلكَ "النصّاب" 80ريَال بعد أن حلّفه بأنه لا يكذب فأقسم الرجلُ وغادر وقد امتلأ جيبهُ بالثمانين ريالاً ولم يعد !

لم يعدْ غريباً اليوم مشاهدَة شباب مكتملي الرّجولة يمدُون بأيديهم للمارّة .. لا يستحُون فعل ذلكَ .. لكنّهم يترفعون عن العمل الشريف .. تجدُه بكامل أناقتهِ .. متحلّقاً ونظيفاً .. أصبحُوا عصاباتٍ تمارسُ التسوّل بحرفنَة !

أينَ هي وزارَة التنميَة الاجتماعيّة عن هكذا ظاهرَة بدأت تتفشّى بشكلٍ مقلقٍ مؤخراً .. ألا ينبغيْ تشكيل لجان للوصولِ إلى هؤلاء ومعرفَة ظروفهم الاجتماعيّة .. مثلاً إن كانَت تلك المرأة يصرفُ لها راتبٌ من الشؤون الاجتماعيّة أو إن كانَ لها معيل .. ومعرفَة إن كان ادّعاء ذلك الشاب بحاجتهِ لعمليّة جراحيّة صحيحاً أم لا .. فإن لم ينقصهُم شيء تمّ تطبيق إجراءات عقابيّة لهم .. فقد أصبحتْ أيديهم تلاحق العُمانيّ والمقيم .. والعربيّ والأجنبيّ وأصبحَ منظرهم مؤذياً وهم يرتدُون الزيّ العمانيّ ويمدُون أيديهم للرّايح والجاي .. لا نريدُ أن يتحوّل التسول لدينا كحالِ بعض الدولِ المجاورة ممن يحجزُ كلّ متسوّل منطقته الخاصّة للتسول وتطوّر عمليّة التسول إلى صناعة وعصابات تدرّ مئات الآلاف من الدولارات !


** جميلٌ هوَ التعمين .. وجميلٌ أنْ نسعَى إلى إحلال الشابِ العُمانيّ ومنحهِ الثقة في إدارةِ مشاريعهِ بنفسهِ بدلَ إسنادهَا للوافِد .. لكنّ الحلوَ لا يكمل دائماً .. والمثاليّات لا تتحقّق إلا فيْ المدينَة الفاضلة التيْ رسمها أفلاطُون فيْ أحلامهِ..

قبلَ سنواتٍ كانَ الوافدُ يفتحُ محلّهُ في الساعَة السادسَة صباحاً أو السابعَة على أقصى الحدُود فإذا ذهبتَ لشراءٍ شيءٍ ما من المحلّ وجدتهُ مفتوحاً في الثامنة .. أمّا اليَوم فحتّى التاسعة والنصف تجدُ المحلّ مغلقاً لأنّ صاحبهُ أو البائع/ة في المحلّ يكونُ في ذلك الوقت قد استيقظَ قبلَ قليل وشرَع في شُرب "الشاهي" في بيتهِ ..

اليَوم كلّما احتجنا لسلعَة ما أو غرض معيّن .. نحسبُ حسابنا أنّ المحل لا يفتح قبلَ التاسعَة وفي المتوسّط .. الساعة التاسعَة والنصف أو العاشرَة ..

وفي أيّام الجمعة تجدُ نصف المحلاتِ مغلقَة عصراً رغمَ أنّ صلاة الجمعَة انتهتْ قبلَها بساعات !

الرّزقُ يحتاجُ همّة ويحتاجُ دأباً .. لا أنْ نأخذ إجازاتِ نهايَة الأسبوع براحتنا كأنّنا موظفُون في قطاعاتٍ حكوميّة .. رغمَ أن الدوام الرسميّ للقطاع الحكوميّ يبدأ في السابعة أو السابعة والنّصف وهؤلاء يمددُون بداية دوام الصباح للتاسعَة والنصف والسَاعة 12ظهراً قفلوا عائدين إلى بيوتهم حتّى الساعة الرابعة أو الخامسة عصراً ..

نعم ، لا نعمّم هذه العادة على جميع الاخوة العمانيّين فثمّة بينهم المجدين والمجتهدِين على مشاريعِهِم ..ونعَم نحبّ للشاب العمانيّ أن يعمل ويحلّ محلّ الوافد .. لكن ليسَ بهذا الشكل الذي لا يمنحنا الثقة َ بهِ وبأدائهِ ..

ندخلُ المحلّ فيقابلنا مكشّراً عابساً .. لا نستطيعُ مجادلته .. فإن حاولنا ردّ علينا بفظاظة ..

إنْ كانتْ حكومتنا الموقّرة تدفعُ بعجلةِ التعمين للأمام فلتفعلها وفقَ أسسٍ ممنهجَة .. أقلّها إخضاع هؤلاء إلى دورات قصيرَة تدريبيّة حول أسس التعاملِ مع الزبُون أو أسس إدارة المشروع الناجح ..

إذ ايّ مشروع نتوقعُ لهُ النجاح تصلُ الساعة التاسعة والنصف صباحاً ولافتة "مغلق" على واجهةِ محلهِ بينما صاحبهُ لا يزال يشرب شاهي في بيتهِ؟

كما لأصحاب المحلات وأصحاب المشاريع التجاريّة حقّ في احترامِهم فإنّ للزبائن أيضاً حقّ في أنْ ينالُوا نفسَ القدرِ من الاحترام !


** "كلّما غفوتُ نصفَ ساعَة .. وجدتُ بيتاً جديداً بنيَ في الجوَار"

هذا مقطعٌ منْ إحدَى روايات إيزابيل اللينديْ وأجدنيْ أتذكّرهُ الآنَ والعمارات الشاهقَة تمتدُ في الجوانبِ على طولِ الطريق الرئيسيّ في مسقط .. جولَة صغيرَة في العاصمَة وحسبة بسيطَة تجعلكُ تدركُ حجم التمدد الإنشائي القائم لدينا في مسقط ولكن السؤال.. هل انخفضت الإيجارات؟

لا طبعاً .. يرتفع سعر الشقة مئة ريال من الخوض للموالح ومئة أخرى من الموالح للحيل ومئة أخرى من الحيل للغبرة أو العذيبَة ومئة أخرى حتى تصل القرم !

بحقّ كيف يستطيعُ موظّف جامعيّ يستلمُ راتباً شهرياً قدرهُ 600أو 500ريال .. يدفع إيجار شقة "أقل من عاديّة" سعرها لا يقل عن عن 250 أو 300 أن يشتري أرضاً ويبني بيتاً؟ ووراءهُ مصاريف ماء وكهربَاء وعائلة؟ فما بالك بشابٍ لا يملكُ شهادَة؟

حتّى الشقق اليَوم أصبحتْ ترفاً كبيراً !

كلّما غفونا نصفَ ساعة .. استيقظنا فوجدنا عمارَة تبنى في الجوار .. لكن هل تنخفضُ الأسعار؟

لا .. لأنّ هنالك من يدفعْ دائماً .. والفقير ليذهب ويبحث عن بيتٍ صفيح أو شقّة مبنيّة بموادّ مغشُوشة أو ليذهب ليسكنَ الكهُوف والجبال فهناكَ وحدها لا يطالبهُ أحدٌ بأن يدفعَ إيجَارات شقق ومعَ ذلكَ ستلاحقهُ كسارات صخور الجبال لتطردهُ إلى العراء .. آهِ لو كانَ الفقرُ رجلاً ..

تعليقات

  1. رحمه ال خليفين30 ديسمبر 2009 في 1:02 م

    جميل جدا

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    بخصوص التسول
    هناك فريق اسمه فريق مكافحة التسول من وزارةالتنمية، يمكن لأي من شاهد متسولا الاتصال على خط ساخن يوميا من 8-2 ظهرا ومن 5-10 مساءا بصراحة نسيت الرقم!! وخلال الأوقات الأخرى يتم تبليغ الشرطة
    مايقومون به إن كان المتسول عمانيا البحث عن ظروفه وحالته وإن كان مستحقا يتم صرف معونة شهرية له
    وإن لم يكن عمانيا تتولى الجهات المختصة التعامل معه
    تم الحديث عن ذلك في إذاعة الوصال زوري هذه الصفحة
    http://www.s-oman.net/avb/showpost.php?p=12882892&postcount=193

    ردحذف
  3. أهلاً عائشة

    كثُرت هذهِ الأحاديث في الشارع .. ولكـن لا أظنُّ أنَّ هُنـاكَ حلولاً تلوحُ في الأُفُق ..

    ردحذف
  4. عمانيات جميلا وصريحة...
    - تعقيبا على غلاء المعيشة إبتداء بالشاي...
    ذات يوم مررت بجانب احدى اللافتات مكتوب عليها اعلان عن خضار “عضوية"... Organic Vegetables
    الفكرة هي أن هذه الخضروات تزرع في بيئة خالية من أي مبيدات حشرية أو سماد اصطناعي مما يجعلها أكثر صحة و"افادة" من نظيراتها التي يشتريها المواطن العادي من محلات الخضار في بلدنا الحبيب. بعد ساعات من قراءة الاعلان, تذكرت أن هذه الخضار كانت تباع في المحلات الضخمة حين كنت الدرس في امريكا. ولكن ماتذكره أكثر ان قيمتها كانت حوالي عشرة أضعاف الخضار العادية ولم يكن يشتريها أحد الناس ذوي الدخل العادي أو حتى فوق المتوسط. ماالذي أتى بها إلى بلدي. هل الخضروات العادية التي اشتريها لأطعم بها أهلي مضرة جدا لدرجة انني محتاج أن الدفاع ضعف القيمة لاشتري هذه العضوية....
    هل نحن فعلا بحاجة إلى كل هذه الأشياء التي لا نستطيع تحمل نفقاتها...الشاي أبو 400 بيسة... والخضروات “العضوية"
    لا أعلم ….
    ارحموالمواطن فليس في جيبه شيء...
    - تعقيبا على صاحبة اللهجة الفصيحة في اذاعتنا الموقرة..
    يبدو أن اذاعات معينة لم يعد لها سوق إذا لم تكن المتحدثة ذات لهجة شامية حتى وإن كان المطلوب ان تذيع بالعربية الفصحة ولكن واجب عليها أن تحسس المستمع أن المتحدثة شامية سواء برمي كلمات شامية محلية... وإن لم يسعها, فلتفعل ذلك عن طريق كسر النطق واعوجاجه..... لقد سمعت الاعلان الذي تتحدثين عنه... على فكرة, هذا الشيء منتشر في كل دول الخليج. يبدواننا لم نعد نطيق سمع لهجتنا الخليجية.
    الاسوأ من ذلك أننا في عمان نجد معظم المذيعين العمانيين يتحدثون بلهجة خليجية في الإذاعة اعتقادا منهم أنهم كوول.لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع لحساسيته عند البعض الذين يقولون ان ليس كل العمانيين يتحدثون بنفس اللهجة.... ولكن اقول لكم معظمهم. المضحك في الموضوع أنني عرفت عن اشخاص يغيرون لهجتهم بشكل متعمد بلاه بلاه بلاه... أحسن أسكت.
    - تعقيبا على موضوع التعمين....
    طبعا النقطة التي تحدثتي عنها بخصوص التأخير في فتح المحل فلا غبار عليها... التعمين جميل منهجا وتطبيقا. جميل ان نرى أبناء بلدنا يمسكون فيها بالصغير والكبير.
    ولكن ماليس الجميل هو أن نكتشف أننا في أيام الوافد الهندي كنا ننعم بخدمات أحسن مما نحن عليه الأن . كنا في بحبوحة يعني. لنأخذ على سبيل المثال محلات البقالة التي كانت تعج بكل اصناف البضائع ولكننا نراها نصف خاوية مؤخرا بعد أن أصبحت تحت رحمة العماني. صراحة, هذا ليس بالتحديد مايغيظ في الموضوع, ولكن مايغيظ هو قذارة هذه المحلات. اعذروني على الكلمة, ولكن كلنا نرى أننا حين ندخل محل العماني نجده متسخا وكأننا دخلنا المخزن. أكيد كلكم شفتوا. هل كان الهندي انظف؟ هل الهندي انظف في بيته؟!!
    على كل, هذه ضريبة يجب ان ندفعها كي نحظ بكوادر للمستقبل. فداك يا وطن!!!!!!!

    عذرا للإطالة....
    موضوع جميل.
    كل التوفيق إن شاء الله!

    ردحذف
  5. كم راق لي ذلك الألق الإنساني
    النابض في ثناياكم سمواًّ بها
    وحتماً بمريدي رؤاكم وتصوراتكم

    دمتم بود ووداد

    ردحذف
  6. "كلّما غفوتُ نصفَ ساعَة .. وجدتُ بيتاً جديداً بنيَ في الجوَار"
    صدقتي اختي
    عجب الشباب المقبلين على الزواج شو يسويوا!!!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي