التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العَالم قائماً على "ادفشنيْ وأطيح!"/ردُهات


عائشَة السيفيّ

ufuq4ever@yahoo.com

فيْ كتابهِ الصادر في نهاية ستينيّات القرن المنصرم يتحدّث العالم باول أهرليك عالم السكانيّات والاقتصاد عن التضخم السكّاني الذي يشهدهُ العالم وتسارع الامتلاء السكانيّ للأراضي الفارغة في العالم بأنّ عدد سكان العالم تضاعفَ ستّ مرات منذ ما كانَ عليه في بدايات القرن العشرين حيثُ قفز من مليَار ونصف إلى 6.8 مليَار نسمَة يعيشون على وجهِ هذه البسيطَة ..

يقترحُ بول أهرليك في كتابهِ سنّ قوانين دوليّة صارمَة بشأن حقّ كل فرد في هذه الأرض بأن ينعم بهواءٍ صحيّ بما أن الأرض ملك للجميع .. بمعنى أن تكون قوانين الإنجاب واحدة على جميع الدول ..

الذي دفع أهرليك لذلك هوَ حقيقَة أن البشر يتكاثرونَ بتزايد ولكن دونَ تساوٍ في عمليّة التكاثر .. بمعنى أنّ هنالك دولاً كثيرة تتراجع في مستويات الإنجاب تعوّضها دولٌ أخرى في ذلك ..

فعدد السّكان في الدوَل الفقيرة ودول العالم الثّالث تساوي ضعفَ عدد السكان في الدول الغنيّة ذات الدخل المرتفع وفيما يصلُ معدّل إنجاب المرأة في دولة فقيرَة كأنغولا 7 أطفَال .. يبلغ متوسط إنجاب المرأة في السويد طفلاً واحداً فقَط ..

ليسَ هذا ما يقلقُ أهرليك فحسب بل إنّ تراجع الإنجاب والتزايد السكانيّ في الدول كلّما زاد دخل الفرد فيهَا يدفعه للتساؤل .. هل التقدم العلميّ عدوّ للتكاثر السكانيّ؟ وهل وعي الأبوين نتاج لهذا التراجع السكانيّ؟

يتخذ أهرليك ألمانيا مثالاً على ذلك .. ففيما كانَ عدد الأفراد الذين يشغلون متراً مربعاً واحداً في ألمانيا قبل عشرين عاماً 342فرداً أمّا اليَوم فيشغلُ 230فرداً كيلومتراً مربعاً واحداً ليعيشُوا فيه .. بالنظَر إلى ارتفاع مستوى دخل الفرد الألمانيّ بشكلٍ ملحوظ مما كان عليهِ قبلَ عشرينَ عاماُ ..

الأمرُ يحدثُ بالعكس في منطقَة فقيرَة جداً كغزّة يبلغ دخل الفرد فيها دولارين ونصف حيث يشغلُ مليون ونصف فرد من السّكان مساحَة 360 كيلومتراً مربعاً ..

قبلَ عامٍ نشرت مجلّة العربيّ مقالاً حول ظاهرَة التكاثر السكانيّ في العالم وتحدّثت أنهُ مع تكالب موضوع التكاثر السكانيّ الضوئي وتصاعد كميّات البشر الذينَ يشغلون مساحَات الأرض إضافة ً إلى ارتفاع نسب الأدخنة والملوثات الكيماويّة والصناعيّة التي يملأ بها البشر الأرض بالإضافة إلى ارتفاع مستوَى حياة الفرد فإنّه ينبغيْ تقنين كلّ عائلة لتمتلك طفلين فقط .. وذلك حفاظاً على سلامة الحياة وديمومتها على سطحِ هذا الكوكب؟

فيما لو اختلّت هذه المعادلة واستمرّ البشر خاصّة دول العالم الثالث ومن ضمنهَا سلطنتنَا عمَان .. في إنجاب كلّ عائلة عدد أفرادٍ لا يقلّون عن 6 أطفَال فمَا البديل الذي يمكن الحصُول عليهِ لضمان الاستمراريّة بسلام في الأرض؟

بالتأكيد فإنّ خيار البحث عن كوكب احتياطي خيار وارد وإن كانَ بعيداً .. ويحضرني في ذلكَ مقال للكاتب الجميل فهد الأحمديّ يتحدث فيه عمّا لاحظهُ عالم المجهريّات أنتوني لوفنهوك حينمَا قام بأولى تجاربه في مراقبة البكتيريا والفطريّات في عيّنات العفن .. يقولُ أنتوني لوفنهوك أنّ ما لاحظَهُ كالتّالي: أنّ البكتيريا كانتْ تتكاثر وتتكاثر للحد الأقصى الذي تمتلئ فيه مساحة العفن وحين تجد أنّ العينة لم تعد قادرةً على تزويدها بالحيَاة فإنّها تتوقّف ..

ولوحظ هذا على عددٍ من ممالكِ الحيوانات مثلَ الطيُور .. والأفاعي التيْ تتكاثر في جحر لحدّ معيّن ثم تتوقّف .. بعدَ ملاحظَة أنّ مقوّمات الحياة في مساحة التكاثر لم تعد كافيَة .. فهل هذا ينطبق على عالم البشر؟

العكس طبعاً هو ما يحدث فكلّما كانت الظروف أكثر سوءاً والمعيشة أكثر تعقيداً والدخل أقلّ كلما ازداد الإنجاب والحَمل .. والبشر لا يملكُون تلكَ القدرَة على ضبط الإنجاب بملاحظة أنّ الظروف لم تعد مواتيَة بل إنّ العكس هو ما يحدث ..

يكمل الكاتب القولَ أنّ تلك البكتيريا نفسهَا تستعيد تكاثرها مرةً أخرى .. بمجرّد نقلها لعيّنة أوسع ..

تماما مثل تكاثر فقمة البحر التيْ يقلّ تكاثرها بشكل تلقائي حين يقلّ توفّر السمك قريباً من الشطّ فلا يمكن أن تكونَ هنالك سمكة واحدة لخمس فقمَات .. بينما يختلف التكاثر إذا كانت كل فقمَة تحظى بسمكتينِ كلّ يوم ..

الفرق بيننا وبينَ الحيوانات أنه لا يوجَد مكان بديل أوسَع ننتقل إليهِ فيما لو بلغ استيعاب هذه الكرَة الأرضيّة حدودها ..

ثمّ علينا ألا نقيس تكاثرنا بها بالنظر إلى أنّ ما تحتاجه هذه الحيوانات هو طعام وبيئة للعيش بينما نحتاجُ نحنُ مكاناً نسكنُ بهِ .. تعليماً .. ضماناً صحيّاً .. إلى آخره من متطلّبات عيش الفرد ..

ولا يمكن قياس مساحة الأرض بعدد ما يشغلهَا من سكّان .. فعمَان مثلاً يشغلُ 9 أفراد منهَا مساحة كيلومتر مربّع واحد لكنّ دخل العائلة فيها طبقاً لإحصائيات البنك الدوليّ عام 2006 يبلغ 280 ريَال عمانيّ ..

الآن نقيسها بدولَة مثل الدنمارك يبلغ عدد الأفراد الذين يشغلون مساحة كيلومتر مربّع بها 125 فرداً .. لكنّ الدخلَ

يبلغ 1280 ريَال عمانيّ

فإذن معدّل الإنجاب لدى الدنماركيين ينبغي أن يكون أربعة أضعاف ونصف عدد الإنجاب لدينا إذا قسناه بمستوى الدخل .. رغم أنّ عدد السكان الدنمَاركيين في كل كيلومتر مربّع واحد يعدّ أكثر منّا في عُمان ..

مرةً سُئلَ أحدُ الصحفيين ما هي المقوّمات التيْ تحدّد عدد أفراد كل عائلة فأجاب .. شهادة الأبَوين .. مشيراً بذلكَ إلى حقيقة أنّه كلما كان الأبوين أقلّ تعليما وفقرا كلّما كان وعيهما بالإنجاب أقل..

قبلَ أيّام .. كان أخي يحدّثني عن قريبنَا طالب الجامعَة الذي يدفعُ من مصروفهِ الذي يستلمهُ من الجامعة لمساعدَة والدهِ في إعالةِ أسرتهِ بالنظرِ إلى أنّ عدد من اخوتهِ فاشلون دراسياً للحد الذي يضطرّ أخاهم طالب الجامعة للمساعدة في المصرُوف.. وتذكّرت والدَة ذلك الطالب التي لم تزَل تنجب حتّى بعد بلوغ كبرى بناتهَا الخامسة والعشرين عاما وبعدَ أن نصحتها الممرضّات بعدم الإنجاب لكثرَة ولاداتها فردّت عليهنّ قائلة: ما تصرفن عليهم من جيبكن!

ما الفائدَة في أن تملأ كل عائلَة، الحارَة بأطفالها .. فيما ينشأ هؤلاء الأطفال وهم يعانون من قلّة الاهتمام الدراسيّ والتشتت الأسريّ وقلة المصروف الماليّ عليهم وعدم حصولهم على فرص تدريس خاصّ نظراً لتشتت إعالة والديهم الماديّة على بقيّة اخوانهم !

في زمنِ الغلاءِ هذا .. ما الذي يمكنُ أنْ تفعلهُ 280ريالاً لكلّ عائلة؟ وكم طفلاً يمكنُ أن يعيشُوا وفق مقوّمات الحياة الكريمة اعتماداً على هذا المبلغ؟ فيْ وقتٍ بدأنا نعيش فيه اتساع الفجوة الماليّة بين الأغنياء والفقراء وانتشار ثقافة احتكار الثروات على عيّنة من المجتمع بينما يعيش بقيّة المجتمع على المستوَى الماديّ الذي يقولُ "ادفشني وأطيح" !

تعليقات

  1. صباح الامل , مقال رائع كعادتك استاذه عائشة , بس في نقطه ما فهمتها او يمكن يكون خطأ مطبعي في هذه الفقره ( عدد سكان العالم تضاعفَ ستّ مرات منذ ما كانَ عليه في بدايات القرن العشرين حيثُ قفز من مليون ونصف إلى 6.8 مليُون نسمَة يعيشون على وجهِ هذه البسيطَة .. ) مليون ولا قصدج مليار ؟؟

    ردحذف
  2. السلام عليكم و رحمة الله

    صدقتي أخيتي، و لكن نحن في بلد مساحتها أكبر من عدد سكانها، إلا أن التكاثر قد يسبب عراقيل أخرى . . كدولة شقيقة مجاورة نجد أن عدد سكانها الملايين . . و لكن مئات الألوف من خريجيها الجامعيين عاطلين عن العمل . .!!

    جدا رائعة مقالتك . . دمتي بود

    ردحذف
  3. مرحباً يا أصدقاء ..

    لا ينبغي أن نقيسَ كل دولة بدولة أخرى لأن كلّ دولة لها معطياتها
    نحن لدينا جامعة واحدة لكنّ خريجين كثر من من الجامعة ينتهي بهم الحال عاطلين ..
    خاصةً الإناث
    مثلا كليّات كالآداب والزراعة وجزء من كليّة العلوم ..

    الذي يحدث أنّ ثمة عبء كبير على الدولة إضافة إلى أن سوق العمل ممتلئ

    عبء التكاثر السكاني دفع مثلاً وزارة كوزارة التربية والتعليم إلى تحديد عدد 5 ولادات للمعلمات وذلك إلى حجم المصاريف الباهظة جداً التي تدفعها الوزارة لتعويض غياب المعلمات لانصرافهن إلى إجازات الوضع فضلاً عن طلبات كثيرات منهن أن يمددن إجازاتهن بدون راتب ..

    ناهيك عن عبء وزارة الصحّة على هذا التسارع السكاني الهائل ..

    بشأن المليون ونصف .. نعم ثمة خطأ وقمت بتعديله
    الصحيح مليار ونصف إلى 6.8 مليار نسمة

    أشكر تصحيحكم يا أصدقاء

    محبتي

    ردحذف
  4. صباحُكِ جمال كأنتِ يا عائشة .
    كالعادة أنتِ رائعة جدا ،

    اعتقد أن الوعي في طريقه للأسر العُمانية ،
    بالفعل ، يجب النظر بجدية للامر ، والتخطيط من أجل بناء جيل أكثر نضجا أكثر رعاية اكثر صحة ، بإعتقادي أهم من أي تخطيط آخر .


    ملاحظة :عائشة ، لا يزال الخطأ قائما بشأن عدد السكان الذي ذكرتيه في مقالك !
    لا زال المليون بدلا من المليار.

    دمتِ بحب يا أنيقة

    ردحذف
  5. الأُستاذة العزيزة عائشة السيفي ..

    مسـاؤكِ سُكَّر

    بالفِعْل هذهِ المُشْكِلة تفاقَمَت في الكثير من الدول ولكـن ما يُهمُّنـا أنَّ هذهِ المُشْكِلـة تفاقَمـت في عُمان في العُقودِ الأخيـرة ..

    والمُلاحظ ُهُنـا أنَّ نسْبَة الوِلادة زادت بعْدَ عصْرِ النّهضة وَطبْعـًا هذهِ الفئة هي الفئة الجاهِلة في المُجْتمع

    الفئة التي غرّها المَـال الزائد نتيجةَ عَمَلِهم في دولٍ مُجـاوِرَة وبعدها ضاقَ بهِم الحال بعد أن " فُنِّشوا" وتركوا خلفـهم " قيطع" عيال ..

    لكِنْ أظنّها الآن بدأت تقلِّ بِسببِ زِيادةِ الوعي لدى الشباب الآن والظُّرُوْف التي جبرتها الحياةُ على سُكّانِها

    مَقالٌ رائع .. وأظنّهُ مُهمٌّ للمُقْبِلينَ على الزّواج ;)

    دُمـتي بودّ
    * ولا تطوِّلي الغيبة علينا في رُدُهـات

    أخوكِ

    ردحذف
  6. أحمد .. لو لم تخني الذاكره27 يناير 2010 في 9:12 م

    ما شاء الله ... ايه الإبداع ده ؟ .. اسلوب راقي و متميز ما شاء الله

    اول مره ازور المدونه بس ان شاء الله نتابع دايما مع حضرتك

    كل المدونين بقو بيكتبو باحترافيه و انا اللي وقعت من قعر الأفه يعني ؟

    ههههههههه

    يا ريت اتشرف بحضرتك في مدونتي المتواضعه

    http://ra7alaat.blogspot.com/

    شكرا لوقتك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق