التخطي إلى المحتوى الرئيسي




عائشَة السيفيّ

ufuq4ever@yahoo.com

مسقَط/ينَاير/2010


حبّاً طفوليّا أريدُ ..

ودفتراً للرّسم .. كَعباً عالياً للرقصِ .. كيْ يبدُو الغناء على طريقتهِ

وَلا أحتَاجُ من لغَة الغرَام سوَى بساطَةِ لثغتيْ في الرّاءِ

لا أحتَاجُ أكثَر من بكاءِ رضيعةٍ حيرَى تحَاولُ أنْ تدرّب نفسهَا لتصِير أنثَى

أشتهيْ رجلاً بطعمِ الملحِ يحملنيْ إلى جسديْ البعيدِ الغارقِ المنثُورِ في شطآنِ مسقطَ

أشتهيْ رجلاً يعلّمنيْ غنَاء النخلَة البدويّة الأمّ الحنونَة

أشتهيْ حباً طفولياً يعيدُ إليّ أسمائيْ القديمَة .. كلمَا أسقطتُ من عمري ربيعاً .. غادرَ اسمٌ سحنتيْ السّمراء ..

لا .. لا أشتهيْ شيئاً سوَى حبٍ طفوليٍ .. وفارسِ مهرةٍ بيضَاء يحملنيْ لنزَوى فوقَ مهرتهِ
ويقسمُ بيْ.. بأسمائيْ الجديدَة والقديمَة ..

كم أحبّ الرقصَ فيْ أضلاعهِ

وأحبّ أنْ أتقمّصَ الأشيَاءَ بينَ دميْ ولحميْ ..

كمْ يعذّبنيْ الغناءُ وفيْ دميْ حاناتُ رقصٍ لا تنامُ .. وكمْ أنا الحضريّة ُ الأولَى اشتهيتُ جبينَ شيخٍ فيْ الصّباحِ يعلّم الأطفَال تجويدَ الكتابِ وفيْ المسَاء يعلّم الأنثَى الجميلَة كيفَ تجعلُ من معالمها الخفيّة جنة ً دنيا .. وكيف تجيد تجويد الغناءِ الطفلِ فيْ النهدِ البريءِ/

مشيتُ من قِفرِ العِبارةِ للعبَارة ؛ كيْ يعُود الشّيخ من أكفانِ ذاكرتيْ وكيْ أسترجِع الضّحكات من بطنِ القمامة

كيْ اقول: دميْ بكاملهِ حلالٌ للطفولةِ .. سوفَ أنذره لحبّي الطفل وهو يلملم الألوَان من حوليْ ويقذفها .. يعيدُ صياغَة الألوان كيْ يرضي حبيبته ُ يقولُ : بلونِ عينكِ سوفَ تكتملُ الصيَاغة في مخيّلتي أنا المنذورَ .. كيفَ أجيزُ ليْ جسدَ الحبيبة ِ كيْ أدثّرها بملحيْ وهيَ لمْ تتعلّم الأشعَار إلا كيْ تقولَ بصوتِ قلبيْ .. "كم أحبّك َ .."

كمْ أحبّكَ..

فاحتملنيْ طفلة ً تتسلّق الأشجَار كيْ تمشيْ بإصبعها لدغدعةِ الرّياح

وكيْ تصَافح وجهها المرسُوم فيْ جسدِ الغمامِ وكيْ تحنّيها النجُومُ بلونها الذهبيّ

كيْ تبتَاع من قمرٍ سريرا عالياً للنومِ والرّقصِ النبيْ

حباً طفولياً أريدُ .. عصاً يجيدُ السّحر كيْ يتحوّل الرجلُ الذيْ أشتاقُ .. دفترَ طفلةٍ تتعلّم الأشعَار

تكتب فيْ الغلافِ الغضّ .. حرفَ العينِ .. ثمّ تضيفُ :

"لا .. لا أشتهيْ شيئاً سوَى حبٍ طفوليٍ"

وتغلق دفترَ الأشعارِ بحثاً عن حبيبٍ لا يحبّ الشّعر غيرَ عبارة الحبّ الطفوليّ الذيْ كتبتهُ أنثَاهُ الجدِيدَة ْ ..

"حبّاً طفوليّاً أريدُ .. ولا أريدُ سوَاهُ كيْ ألِدَ القصِيدَةْ " !

تعليقات

  1. أهذا شعر يا عائشة ؟!!!

    غاب زمن الشعر الجميل .. عودي إليه فقد اشتقنا لك به !!!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...

السيّد نائب رَئيسِ مجلسِ الوزراء ... الخُبز أم الكَعك؟

السيّد نائبُ رئيس الوزراء ... الخُبز أم الكعك؟ نسخَة من الرّسالة إلى وزيرَي التجارَة والصنّاعة والمَكتبِ السّلطاني. صاحب السموّ السيّد فهد بن محمُود نائبَ رئيسِ الوزراء.. تحيّة طيبة وبعد: دعني قبلَ أن أبدَأ رسالتيْ أن أحكي لكَ قصّة ماري انطوانيت .. آخر ملوك فرنسَا .. ففيمَا كانت الثورَة الفرنسية تشتعلُ والجماهيرُ الفرنسيّة الغاضبَة تحيط بقصر فرسَاي لتخترقه كانَت الجماهيرُ تصرخُ: نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز! شاهدَت ماري انطوَانيت الجماهير يصرخُون من شرفَة قصرهَا وسألتْ كبيرَ خدمها: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً لماذا لا يشترونَ الكعك"! .. لقد كانتْ ماري انطوانيت تجهَلُ أنّ الكَعك أغلى من الخُبز فإن كانُوا عدمُوا الخبز فقد عدمُوا الكعكَ قبلهُ.. ظلّت هذه القصّة لأكثر من ثلاث قرونٍ من الزّمان حتّى اليوم مدارَ ضرب الأمثال في انفصَال المسؤُول عن واقعِ النّاس ومعيشتهم.. لأنّها كانت تتكررُ في أزمنة وأمكنة مختلفة. أتساءَل فقط سيّدي الكريم إن كنتَ تعرفُ كيفَ يعيشُ المواط...

الدرس المستخلَص .. احترَام عقُول النّاس

. إلَى صنّاعِ القرار .. هذهِ كلمَة .. خذُوها إن شِئتم أو دعُوها .. في صَلاة العيد اليَوم حضرَ من حضرَ بنيّة صلاة العيد أو صلاة الضّحى ومنهم من غابَ وفي نيتهِ أن يصليهَا في بيته غداً اخوَة اجتمعُوا على "عجل" واحد وتفرقوا على يومِ ذبحه فذاكَ يريد الثلاثاء وذاكَ يريدُ الأربعاء .. أناسٌ أحجمُوا عن التبرع لجمعيّات خيريّة بقيمة الأضاحي خوفاً من ألا يقبلَ الله تضحيتهم بذبحِ تلك الجمعيّات الأضاحي للفقراء بالثلاثاء .. النتيجة أنّ بسطاء القوم وفقراءهم دفعُوا ثمَن هذهِ البلبلة من قوتِ يومهم .. أناسٌ صامَت يوم عرفَة بالاثنين وآخرون أصبحُوا صياماً اليوم الثلاثَاء فيما الناس يبدؤون صباحهم بالعرسيّة والهريس .. وجاء صفٌ ثالثٌ أقل حذراً فلا صامَ الأمس ولا اليومَ  بحجّة أنّ اليومين مشكوكٌ فيهما... خطباء الجمعَة انقسموا صفين فهناك من يدعُو إلى أن يعيّد الناس بالثلاثاء "طاعةً لولي الأمر" وباعتبار أنه من سيحمل وزر النّاس وآخرون دعوا لصيام الثلاثاء و"التعييد" بالأربعاء.. شيوخٌ التزموا الصّمت درءاً للفتنة ومزيدٍ من البلبلة وآخرون كانُوا أكثر ...