التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماركِيز نفسهُ لا يعرِف من فعلهَا !/ ردُهـَات

ماركِيز نفسهُ لا يعرِف من فعلهَا !

عائشَة السيفيّ

ufuq4ever@yahoo.com

لطَالما شعرتُ أنني بشكلٍ خارج عن إرادتي متعصّبة لكتابات جابرييل جارسيَا ماركيز .. فأنا لم أقرأ لهُ أياً من رواياتهِ إلا شعرتُ أنها أجملُ كتابٍ أقرؤه على الإطلاق .. هذا العَام ، لم أقرأ إطلاقاً إلا لجابرييل جارسيا ماركيز من النتاج الروائيّ ولطالما تساءلتُ لو أنّي أنهيتُ كلّ رواياته فما بإمكاني فعلهُ؟

حدثَ كلّ ذلك ربّما لأنّي تعرفتُ إليهِ عن طريق المترجِم الفذّ صالح علمَاني الذي لولاهُ لظلّ جابرييل ماركِيز مجهولاً لدَى القارئ العربيّ ..

يطلّ معرضُ الكتابِ دونَ أنْ أبيّت نية ً لزيارتهِ بالنظرِ إلى أنّي حملتُ دستَة كتبٍ من معرضِ العامِ الماضي ولم أتمّ قراءة نصفهَا .. وبما أنني لستُ من هوَاة عرض الكتبِ كتحف فقد قررتُ ألا أزُور المعرض فلديّ مؤونة كتب كافيَة أعيشُ عليها حتّى معرضِ العام المقبل.. غير أنني قبل لحظاتٍ وبالنظرِ إلى مراجعة ما اشتريتهُ من كتبٍ العام الماضي فقد اكتشفتُ أنه لم يبق سوَى كتابٌ واحد لماركيز مما اشتريتهُ لم أقرأه وهي روَايته ساعة شؤم وقد شرعت في قراءتها قبل ساعاتٍ من الآن .. ربّما أزور المعرض لأتزوّد من ماركيز ولأتجوّل بينَ حصاد نشر الزملاء الكتّاب العمانيين هذا العام ..

رغمَ كوني متعصبَة جداً لماركِيز إلا أنني من الغريب أنّي لم أفرد لهُ يوماً أيّ مقالٍ .. ربّما لأنّ رواياتهِ في الأغلب من الصنفِ الطويل الذي يشعرُ الكاتبُ أنّه تائهٌ وعاجزٌ عن تلخيصهِ أمام القارئ غيرَ أنني قررتُ أن أشارك أصدقائي القرّاء متعَة آخر كتابٍ قرأتهُ له وهوَ بعنوان (قصّة موت معلن) .. كتابٌ عبقريّ للغاية ذكّرني بمقولة قديمَة للغايَة حولَ مقدرَة الروائي الناجح على خلق رواية من لا شيء حينَ قال أحدهم أنّ القاصّ أو الروائي هوَ من يستطيع أن يصف ببراعة سرديّة لحظة واحدة يسقطُ فيها قلمٌ من الطاولة ويصطدمَ بالأرض ..

ورواية جابرييل هذه ليست ببعيدَة عن سابقهَا .. فهي ببساطة معنيّة بلحظة واحدة فقط .. رجلان يقتلان شخصاً أمام منزلهِ وعلى مرأى من الناس ..

هكذا وببسَاطة شديدَة تتلخّص الروَاية بأكملها حول هذه اللحظة التي يقتلُ فيها هذا الرجلُ .. ثمّ يبدأ جابرييل بأسلوبٍ لا هوَ بوليسيّ ولا هوَ تقريريّ ولا هو روائيّ بل هو مزيجٌ من الثلاثَة فيْ اللعبِ بالأحداث .. ويجهلُ القارئ منذ بدَاية الرواية حتّى نهايتها من يكُون السارد .. هل الروَاية حقيقيّة كما أشيعَ وأنها حدثَت في قريَة جارسيا ومسقطِ رأسهِ وأنه عاد ليتتبع الأسباب الحقيقيّة خلف الجريمَة؟ أم أنّها رويت بلسان صحفيٍ جاءَ ليحقق بأسلوبٍ صحفيٍ بوليسي حول جريمَة القتل هذه؟

ما يعرفهُ القارئ فقط أنّ سارد الرواية جاء ليتتبع الجريمَة ويكشف خيوطها بعدَ 27عاماً من وقوعهَا ..

وببرَاعة لا يجيدهَا سوَى جابرييل يبدأ في مدّ الخيوط منذ اللحظَة التيْ وقعت فيها الجريمَة متلاعباً بعجلة الزمن فتارةً يرجعُ للوراء وتارةً للخلف ..

يظنّ القارئ أنّه فهم دوافع الجريمَة التي أقدَم عليها التوأمين فيكاريُو بعد أن أعيدت أختهمَا أنخيلا إلى البيت على يد زوجها سان رومَان وذلك لاكتشافهِ أن أختهما ليست عذراء وأنها فقدت عذريتها قبل أن يكتشف ذلك ليلة الزفاف .. وفي الوهلة الأولَى التي يتوجّه التوأمان بسؤال أختهما عمّن فعلها؟ تجيبهمَا ببساطة: سانتياغو نصّار .. وهو نجلُ أحد الأثرياء العرب الذين استوطنوا كولومبيَا وتوفي والده وهو صغير ليعيش مع أمّه في ثراء مع أبناء الطبقة الراقية في القريَة ..

ويركّز جابرييل ماركيز في روايتهِ هذهِ علَى ردة فعل المجتمعِ الكولومبيّ الصغير مع قضايا الشّرف .. وطريقة تعاطيهم معهَا .. ولثلاثِ مراتٍ أقرأ لجابرييل جارسيا سردهُ لحوادث الشرف وطريقة معالجتها بنفس الطريقة التي توضح فهم المجتمع الكولومبيّ لقضية الشرف .. ففي الثلاث روايات المختلفة التي أورد فيها ماركيز قضيّة شرف تكشف فيها امرأة أنها تنام مع رجلٍ آخر وتعلم عائلتها فإن العائلة لا تفعل شيئاً مع الفتاة وإنما يتم معاقبة الرجل الذي نامت معه بقتله ..

في مجتمعٍ كمجتمعنا العربيّ فإنّ أغلب ما يحدث هوَ أن الفتاة هيَ من تُقتل ويفلت الرجل بفعلتهِ ويبدُو أن المجتمع الكولومبيّ يتعاطى مع الأمر بطريقَة عكسيّة فالأخوان فيكاريُو هبّا لقتلِ سانتياغو نصّار لأنه وفقَ وصفِ ماركيز "اعتدى على شرف العائلة بإفقادهِ عذريّة إحدى بنات العائلة" .. وكلّما توغل القارئ في الروايَة أكثر برزَ سؤالٌ ملحٌ .. هل سانتياغو نصّار فعلاً هو من أفقد أنخيلا فيكاريُو عذريتها؟ ويبدأ جابرييل في استعراض أحداث تدحض ذلك .. فنصّار طالما سخر من الفتاة أمام أقربائها وأصدقائها بأنّها شبحٌ وأنها ليست فتاة .. وحضر نصّار زفاف أنخيلا الأسطوريّ من سان رومان وظلّ ملازماً لسان رومان طوال الزفاف دونَ أن يبدُو عليه إطلاقا أنه له علاقة لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بأنخيلا ولم يشهد أيّ من سكان القريَة أنّ نصّار وأنخيلا شوهدَا معاً أو شكّ أحدٌ بعلاقةٍ بينهمَا..

في هذه الروايَة تبرز براعة ماركِيز الروائيّة في تحويلهِ الأحداث بطريقة دراماتيكيّة للغاية .. فالقريَة بعد ساعتين فقط من إعادة أنخيلا فيكاريو لعائلتها عرفت أنّ التوأمين سيقتلان سانتياغو نصّار .. وخلال هاتين الساعتين تجري عدّة محاولات لإخبار سانتياجو نصّار بأنه سيُقتل إلا أنّ الحدثَ بطريقة أو بأخرى ينتهي بأنّ ذلك الشخص يفشلُ في إخباره بأنّ هناك من ينتظرهُ ليقتله .. يلعبُ ماركيز في هذهِ الرواية لعب القدَر .. فالقدر يشاءُ ألا يعرفَ نصّار بأنهُ سيُقتلُ .. بالرّغم من أنّه حتّى الخادمَة التي تعملُ في منزلهِ تعرفُ أنه سيُقتل.. ويعرفُ أعزّ أصدقائهِ أنه سيقتل وبطريقة وبأخرَى يفشلُ كلّ من يودّ إخباره بأنه سيقتلُ بذلك .. وحتّى محاولات العمدَة في إثناء التوأمين بقتلهِ تبوء بالفشل فرغمَ أنه انتزَع منهما سكاكينهما وأمرهما بالمغادرة من أمام منزل نصّار إلا أنهمَا يعودان بعد نصفِ ساعة من مغادرة العمدَة لنفس مكانهما وبسكاكين أخرى جديدة كانا يستخدمَانها لذبح الخنازير التيْ يربيَانها..

وأمّا آخر محاولات القدر في إدخال يدهِ في إنقاذ سانتياجو نصّار من القتل هو بهربهِ من الأخوين ومحاولته دخولَ البيت وإغلاق بابهِ قبل أن يصلهُ الأخوين لكن في اللحظة التي يصلُ فيها نصّار بيتهُ ، يخيّل لأمه أن ابنها دخل البيت وفي محاولة لإنقاذهِ تغلق البَابَ ظناً منها أن ابنها دخل البيت وأنّ التوأمين سيدخلان البيت وحينَ تركّز في الصرخَات تكتشفُ أنها أغلقتِ البابَ على ابنهَا في الخارج فيما تتصاعد صرخاته وهو يضرب البابَ بكلتا يديهِ وخلفهُ تصاعد صوتُ الطعنات وهي تخترقُ جسدهُ..

كمَا بدأت الروَاية تنتهي الرواية بنفس المشهد.. الأخوان وهما ينقضّان على سانتياجو نصّار وينهالان عليه بالطعن لينتهي المشهد وسانتياجو نصّار يحملُ أحشاءهُ بين يديهِ ويواصل المشي نحوَ الباب الخلفيّ للبيت وهوَ يردّد لقد قتلُوني.. ليصلَ إلى مطبخَ بيتهِ وينهَار هناك ويلفظ أنفَاسه ..

هلْ سانتياجو نصّار هوَ من أفقد أنخيلا فيكاريُو عذريّتها؟

يظلّ القارئ يسأل السؤال ذاتهُ .. ويظلّ الراوي كذلك يطرحُ السؤال ذاتهُ؟ وتظلّ أنخيلا فيكاريُو تردّ في كلّ مرةٍ يسألها الساردُ حتّى آخر مرّة وقد تخطّت الخمسين .. من فعلها؟ فتجيب: سانتياجو نصّار.. رافضة ً أن تدلي أيّ تفاصيل أخرى..

هل سانتياجُو نصّار فعلاً من أفقد أنخيلا فيكاريُو عذريّتها؟

يبدُو أن ماركيز نفسهُ لا يعلَم !

تعليقات

  1. شَدَّتنـي الرِّوايَةُ عنِدمـا أزورُ مدِّنـتك في الأيامِ الماضية في أيقونـةِ " جارٍ قِرآءتُـه " لكنَّنـي أصدُقكِ الرأي لم أتحمَّس إليهـا كَثيرُا ..

    " رُبمـا لأنّ ذوقي غريبٌ في الروايات والمَزاجُ كذلك"

    لَكنَّنـي إن ظَفرتُ بِهـا سأقْتَربُ منها أكثر وكذلكَ من ماركيز

    ولكن ليسَ هذا العام فمَعْرِضُ الكِـتابِ أظنُني لن أزورهُ بسبب هذهِ الإختباراتِ النُقطية التي تَزامَن موعِدُها معَ موعِد المَعْرض

    سرْدٌ جمـيلٌ أُخْتـي
    تحيّةُ ودٍّ لكِ

    ردحذف
  2. المرصد
    لما قلت أن كتاباتك لابد أن تمر
    بالجنس و و و
    هب الجميع ضدي
    لايوجد عندي تفسير
    سوى . . .

    ردحذف
  3. أتفق معك... لاحظت أن كتاباتها موءخرا لابد ان تحمل فيها مادة جنسية, وأحيانا تحمل تفاصيل ليس لها داع سوى الحديث عن الجنس !! ولا أرى ذلك في كتابات الأخرين.وكأن الموضوع لن تتم قرأته إلا إذا احتوى على مادة من هذا النوع. وهذا يطرح التساوءل إذا ماكانت اهتمامات الكاتب منحصرة على هذه المواضيع... أو أنها تعبر عن مرحلة في حياة الكاتبة تبدو انها تنجذب فيها لهذا النوع من المواضيع!
    الله المعين---------

    ردحذف
  4. صباحَاتكم ..

    سلطان .. شكراً لك ! ستروقكَ بالتأكيدِ الرواية ..

    الأخوان اللذان أدرجا تعليقهما بالأسفل ..

    تحيّاتي لكمَا . .

    وحّدا الدعاء لي بالهدَاية أيّها الشيخان الفاضلان

    مودّتي

    ردحذف
  5. الشيوخ هنا!!
    نعم عائشة مررت على هذا الموت المعلن..
    توثيق لقصة شرف حقيقية
    وتظهر فيها الموروثات الثقافية والدينية
    و المجتمع الرجولي

    الجميل أنه تطرق لشيء من واقع الجاليات العربية التي هاجرت من زمن وانصهرت في المجتمع الكولومبي.
    الغريب أن نصار الشاب العربي الوسيم لم يعرف عنه انه كان على علاقة بتلك الفتاة!!
    والغريب أيضا أن التوأمين أقدما على ذبح نصّار على مرأى من جميع أهل الحي في وضح النهار,ليس كما يذبحان الخنازير حيث كانا يمارسان الذبح ليلا!


    شكرا عائشة على هذه القراءة الجميلة..

    لك ياسمين.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق