التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العمّ زهرَان .. حمَل نظارتَيهِ ورحَل/ردُهات

عائشِة السيفي

ufuq4ever@yahoo.com

لا أكادُ أصدّق أنّ عامَين يفصلاننيْ عنْ رحيلهِ. وأنا كلّما أبصرتُ هاتفهُ مسجلاً ضمنَ أرقَاميْ تمتمتُ : لا يَزالُ رحيلكُ ساخناً يا أبَا المنتصِر ! لمْ أظنّ يوماً أنّ رحيلهُ لنْ يبرُدَ . . وأنّ عامينِ سيسيلانِ بينَ أصابعنَا كقطرَة ماء . . إنّها المرّة الـ .... التيْ أحاولُ الكتَابة عنهُ فيمنعنيْ هاجسٌ غرِيب . . هُوَ خوفيْ منْ تأريخِ الأموَات . . رغمَ أننيْ والأموَات على صدَاقة ! إلا أننيْ كلّما كتبتُ عن أحدهِم كانَ يطعننيْ شعورٌ وأنا أضغطُ على زرّ الارسال لأبعثَ المقالَ إلى المحرّرِ أننيْ كنتُ أبعثُ إليهِ قطعة ً منْ رُوحيْ !

وأعبدُ الكتابَة عنِ الأموَات رغمَ كرهيَ الكتابَة عنهُم .. لأنّهُم يمنحُونني حالة ً من الطيرَان . . الشفافيّة في الهوَاء وأنا أتخيّل أرواحهم تعبرُ مخيّلتيْ لأعيدَ سيناريُو وجُودي معهُم حينَ كانُوا يستوطنُونَ الأرضَ مثلَ أيّ شخصٍ آخر . . قبلْ أن تستوطنَ الأرضُ أجسَادهم ..

منعنيْ أبو المنتصر كثيراً من الكتابَة عنهِ .. قلتُ لنفسيْ كثيراً أنني فاشلة ٌ في الكتابَة عن الراحلينَ الذينَ جمعنيْ معهُم الخبزُ والملح . . أو طاولَة الثقافَة أو كرسيَان متجَاوران في أمسيَة ! هؤلاءِ حينَ أكتبُ عنهُم أشعرُ وأنا أضغط على أزرَار لوحَة المفاتيح . . أني أغرزُ أصابعيْ في الشَوك . . وكذا كانَت الكتَابة عن العمّ زهرَان . . كانتْ مشياً احترافياً على الشّوك !

خمسَة أعوَامٍ أحذفهَا من الذاكرَة لأعودَ للمرّة الأولى التيْ التقيتُ فيهَا العمّ زهرَان فيْ دَار الخليل التيْ كانَ يمتلكهَا الشّاعر عبدالله الحارثيّ ! تلكَ الجلسةُ كانتِ الجلسَة الأولَى التيْ أديرُ فيها جلسة ً حواريّة وكانَ هنالكَ بينهُم .. بلحيَته البيضاءِ يتوسّطهم وكعادتهِ –كما عرفتهُ أكثَر لاحقاً- ظلّ صامتاً لا يتحدّثُ.. ينصتُ باهتمامٍ عجيبٍ يلمحهُ الرّائي حتّى من خلفِ نظارتيهِ السميكتَينِ.. بماذا يفكّرُ هذا الرّجل؟

أذكرُ حينَ اقتربَ منيْ نهايَة الجلسَة . . وبنبرةٍ أبويّة سألنيْ .. كيف حَاله الشايب؟ سائلاً عن صحّة والديْ .. ومعرفاً بصلةِ المعرفَة الطويلَة التيْ جمَعتهُ بهِ .. منذ ذلكَ اليَوم وكلّ المراتِ التيْ التقيتهُ فيهَا كانَ هذا السؤالُ هوَ أوّلُ ما يطرحهُ عليّ العمّ زهرَان ومنذُ ذلكَ اليَوم كنتُ حينَ أراهُ وأسارعُ إليهِ أبدَأ بالاجَابة .. الوالد يسلّم عليك عَمّي ..

فيْ الجلساتِ اللاحقَة في دَار الخليل . . لم أحضُر جلسة ً إلا وكانَ العمّ زهران حاضراً .. لم يتغيّر ! ظلّ ذلك الرّجُل الذيْ يستمعُ بإنصَاتٍ حتّى نهايَة الجلسَة .. وكانَ الجميعُ هناكَ يسرعُونَ ملقِينَ التحيّة عليهِ .. ولا أزالُ أذكرُ أنّ أحَد الشباب الذينَ كانُوا يداومُون على حضُور الجلساتِ معنَا كانَ يعلّق قائلاً : لا "تقُوموا" حتّى "يقومَ" راعي الجلسَة منْ كرسيّه مشيراً إلى العمّ زهرَان فيردُ آخَر ممازحاً وهوَ يخاطبُ العمّ زهران: معنَاها عنْ تقُوم عمّي خليهُم ألين بكرَة مكانهُم في كراسِيهم !

كانَ معتاداً على أن يحضرَ بناتهِ الصغيرات فيْ جلسَاتنا وكمْ كنّ يشبهنهُ .. وهنّ يستمعنَ كوالدهنّ إلى الأحاديث والنقاشاتِ الدائرة .. وكانَ ممتعاُ في نهايَة الجلسَة أنْ يمسكَ العمّ زهرَان بيدِ إحداهنّ مشجعاً إيّاها لتلقيَ قصيدةً أمام الحضُور فتخرجَ وتلقيَ قصيدَة ليعلُو التصفيق.. وكنتُ أعلّق دائماً أمامهنّ بأنهنّ يثرنَ غيرتيْ بحرصِ العمّ زهرَان علىْ توفِير هذا الجوّ الثقافيّ لهنّ ..

أعرفُ أبنائهِ وعائلتهُ الجميلة .. الصوت الإذاعيّ الجميل سهَى .. والحقوقيّة ميسَاء وابنهُ المنتصِر الذيْ ظلّ يجمعنيْ بهِ تواصلٌ أخويّ كبير في حيَاة العمّ زهرَان وفي رحيلهِ . .

كانَ أبناؤهُ يشبهونهُ تماماً .. في هدوءِ نبرتهِم .. وفيْ اهتمامهِم بالثقافَة ..

وأذكرُ تعليقَ الشّاعر حسين الجفّال علَى العمّ زهرَان بأنهُ شجرَة مثمرَة وأبنائهُ ثمارهَا !

كأنّها البارحَة .. وأنا أحدّثهُ مطمئنة ً عليهِ بعدَ إصابتهِ بجلطَة دمويّة .. أذكرُ كيفَ كانَ يحدّثنيْ أنّهُ شعرَ بأعرَاضها وقادَ بنفسهِ السيّارة إلى المستشفى حتّى اللحظة التيْ خارتْ فيها قواهُ في مواقف المستشفَى ..

كيفَ لمْ يبرُد صوتهُ مع الأيّام في أذني ! وكيفَ لمْ تقتطعِ الذاكرَةُ كلّ هذهِ الحوَارات ! وكيفَ مرّ عامَان سريعاً ! ولمْ يقطع ذاكَ السكُون صخبيْ وهوَ يسألنيْ : كيف حاله الشّايب؟

لاحقاً التقيتهُ كثيراً بينَ هذهِ الفعاليَّةِ وتلكَ . . جلستُ خلفهُ مبَاشرَة فيْ أمسيَة إعلانِ الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدبَاء وتسجِيلِ الأعضَاءِ المؤسسينَ لها .. وهناكَ أعلنَ أحد إدارييهَا عن أهمّ الخطوَات التيْ يرغبُون في تنفيذهَا .. كانَ من ضمنهَا إيجاد مقرّ للجمعيّة .. كانَ العمّ زهرَان منصتاً منذ البدَاية حتّى اللحظَة التيْ غادرتُ فيهَا الأمسيَة ولمّا تنتهِي .. اقتربتُ منهُ وألقيتُ التحيّة بصوتٍ منخفِض .. فردّ قائلاً : كيف حالك والشعر؟ ومو علُومه الشايب؟

أذكرُ حينَ اتّصلَ يهنئنيْ بإصدَار أوّل كتابِ مقالاتٍ ليْ أجمعُ فيهَا موادّ عمُودي ردُهات وأذكرُ تماماً حينَ كانَ هاتفيْ يرنّ صباحَ كلّ عِيد ليعَايدنيْ بالعِيد .. ويتمنّى ليْ مستقبلاً جميلاً في الشّعر ..

لماذا تتعلّقُ عينَاي بالهاتفِ صبَاح كلّ عِيد ! منتظرة ً أن يخرجَ ذلك الصوتُ الأبويّ سائلاً إيَاي عن الشّعرِ والحيَاة ووَالديْ !

ولماذا عجزَ عَامَان عنْ إقنَاعيْ أنّ ذلكَ الصوتَ توسّد الترَاب وأنّهُ حملَ الصَمتَ بينَ كتفيهِ وغادَر!

كانَ مثقفاً مجهُولاً ! لمْ يعتلِ يوماً منابرَ المايكرُوفونات .. صادقَ الكرَاسي وظلّ صامتاً مثلها ! صديقهُ الصّمت . . لكنّ رحيلهُ كانَ مفاجئاً وَمفجعاً معَ زوجتهِ أمّ المنتصِر ! ثقيلاً جداً كانَ موتُهُ .. وصاخباً على غيرِ عادَةِ صاحبهِ..

رحَلَ العمّ زهرَان بنظَارتَيه السمِيكتين ..تاركاً الثقافة والمثقفين يوَاصلُون نقاشاتهِم .. لمْ يعُد يثيرهُ بعدَ عامَين أيٌ من جدَالاتهِم .. ولمْ تعُد تجذبهُ خطَاباتهم في النَادي الثقافيّ وغيرهِ .. لأنّه استوطَن برفقةِ زوجتهِ أرضاً أخرَى غير أرضنَا .. لا سمَاء فيها .. ولا شمسَ تشرقُ كلّ يومٍ وتغيبُ !

توسّد الثرَى صامتاً كعادتهِ . . وتوقّفَ أخيراً سؤالهُ الذي لطالمَا أحبَبتُ .. مو علُومه الشَايب؟ . . إذن عامَان مرّا ! رقمُ هاتفهِ لا يزَالُ لديّ ! وستظلُ ساخنة ً تماماً تلكَ الرجفَة التيْ تعتلينيْ كلّما مررتُ على اسمهِ وتذكّرتُ ! عامان مرّا يا أبَا المنتصِر ! عَامان. . أما آنَ لرحِيلكَ أن يبرُد ؟

تعليقات

  1. تغمَّدَ الله ُ روحَهُ بواسِعِ رَحمَتهِ ومَغْفِرَته

    أنـَاْسٌ يَرحَلونَ ولكن بصمتهم في قُلوبِنـا لا تَزولُ أبدًا , ولكن هذهِ سُنَّةُ الحياة .
    نَتْبَعُ بعضَنـا بعضًا إلى التُرابِ , حيثُ مكانُنـا الذي نَملُكهُ في هذهِ الدُنـيا ,
    يااه كم تمضي الأيّام , وكم هم الأشخاصُ الذينَ زيَّنوا حَياتنـا بِقُلوبِهم النقيَّةِ الصافيَةِ ورَحلوا في غَمْضَةِ عينٍ ..

    عائِشة , مودَّتي

    ردحذف
  2. عائشة ، سلام للأرواح التي غادرت دنيانا، وسلام لقلبك النقي ،

    قشعريرة سرت بجسدي وأنا أقرأ مقالك ، وهي تصاحبني كُلما عبرتني ذكرى من رحلوا ،

    ثمة دموع تعلقت بجفني ، أجففها بهدوء كي لا يلاحظها من حولي .

    حروفكِ لامست شجني يا عائشة ، لدي نفس الشعور ناحية الموتى .

    رحم الله كُل من توسد الثرى جسده ، وحلقت روحه إلى بارئها ،

    تحية لروحك الرائعة .

    ردحذف
  3. رحمه الله .. المثقفين المجهولين وغيرهم من المجهولين الذين ساهموا في بناء الفكر الإنساني هم معرفين عند الله عز وجل وهذا يكفيهم

    ردحذف
  4. الجميلة عائشة
    الأرواح التي نعشقها
    قد تمنحنا الكثير لنفجره بأقلامنا
    (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته )
    ونجحتِ أيتها الجميلة في الكتابة عنهم
    كتبت نصا حي عن شخص ميت حقيقةً ساكنٌ في الجوار من قلوب من يحبونه كحقيقة أخرى
    لك مني عظيم الوداد.
    مريم العدوي

    ردحذف
  5. مرحبا استاذة عائشة


    بصفتي مُعجبة بما يفيض به قلمك ، تُشرفني دعوتك لهذا الكيان الحُر الذي لا

    زال في طور النمو ، ولا يكتمل بناؤه إلا بمعانقة أرواحكم .

    تعبير ليس هامشٌ في سماء المنتديات ، ولا حبّ لتملك منتدى ،
    تعبير جاء من قلب المعاناة ، منكم أنتم ..جاءَ من متابعتنا لما يحتاجه

    صراع الأفكار من حقوقٌ متساوية في التعبير وردود الفعل المتوازنة تجاه هذا

    التعبير ،
    كل الأطراف ترتقي بحثا ً عن حقيقة الفكرة ، حقيقة المعلومة ..

    تعبير لا تُمليه عناصر .. لا ينتمي إلى منظومة .. لا يميل إلى فرقة .. لا

    يميل إلى طائفة ..
    تعبير لا يميل إلى تيّار .. ليسَ لهُ هويّة

    تعبير الحرة .. باختصار منتدى حر يتقبل كل الاراء

    أنتم أصحاب المكان ، تفضلوا من هذا الرابط

    http://www.t3bir.com/vb/

    ردحذف
  6. كــانَ الْبَـيَــاضُ الذِي فَرَشَ اهْتِمــامَهُ للثَّقَــافَــة ..


    فِعْلاً .. نَفْتَقِدُهُ كَثِيرًا ..


    رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق