التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ما بعد قراءة مقال " لوْ لم أكُن مسلماً لمَا أسلَمتُ" !

في نفسِ اليومِ الذي طرحتُ فيهِ مقاليْ "لو لمْ أكن مسلماً لما أسلمت" وصلتنيْ هذه الرسالة من أحدِ القرّاءِ باسمِ

Knowledge Seeker


تقرؤونَ المقالَ هنا

http://portal.s-oman.net/articles/201005/4668.htm

دعُونيْ أقولُ لكُم أولاً: أنّه رغم أنّ الكثير من الاخوَة الذينَ يوافقونني الرأيَ فيمَا كتبتُ –ومنهُم الشخصُ الذي كانَ محورَ المقالِ- تشاءمُوا من ردودِ الفعلِ وشعرُوا أنّ ثمّة وقتاً طويلاً يحتاجهُ المجتمعُ لتقبّل النقد . .

أعودُ لأؤكّد على مقولَة الأخ الكاتبِ العمانيّ عبدالله حبيب على أنّ مجتمعنَا جديدٌ جداً على النقدِ خاصة ً حينَ يأتي النقدُ من أفرادهِ أنفسهم . .

أنا سعيدة ٌ للغاية بردود الفعلِ لأنّ كثيراً منهَا أشعرتنيْ أنّ هنالكَ من يرَى فعلاً أنّ ثمّة خطأ ما في التعاطي مع تعاليم الاسلام وتطبيقها بشكلٍ يوميّ في حياتنا . .

وأنّ النظامَ ينبغيْ أن يكونَ في الفردِ نفسهِ انبثاقاً من الدين . .

لماذا حينَ نخرجُ عيوبنا إلى السّطحِ نعدّ انهزاميين؟ وهل من المفترضِ أن نخفيها بالماكياج؟

وإذا كانَ الغرب لديهِم ما لديهم من مساوئهم الكثيرة فهل هذا يعني أن نقول:

"أوووه يللا ، ع الأقل نحن أحسن في كذا وكذا"

أم أنّ من الجيد أن نتظاهر أنّه لا توجد مشكلة بينما هنالك مشكلة ومشكلَة حقيقيّة. .

الحديثُ يطول ! وعموماً أحببتُ مشاركتكم برسالة الأخ الذي كتبَ لي هذه الرسالة وحقيقة ً مضَى زمنٌ بعيد لم أقرأ قدراً من التشويق كما وردَ في الرسالة . .

لكُم أن تقرؤوها وتشاركونني آراءكُم ..

محبّتي

.

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي الفاضلة عائشة السيفي



قرأت مقالا لك في سبلة عمان بعنوان " " لوْ لم أكُن مسلماً لمَا أسلَمت" وقد حدث لي موقف هنا في غربتي يثبت بعض الأمور التي ذكرتيها في مقالك

فوجدت نفسي أكتب سطور مبعثرة مرتبطة بما حدث معي، وبعد ذلك قررت أن أرسل ما كتبته لك "الملف المرفق"

فآمل أن أكون ما كتبته ليس مضيعة لوقتك


بارك الله فيك

وتقبلي خالص تحياتي

في إحدى الدول الأروبية تعودت قبل غروب الشمس أن أمشي من سكن الجامعة إلى المدينة؛ لتناول العشاء بعد يوم طويل من الدراسة والقراءة والتحليل والكتابة، وهو موعد أيضا مع لمسات الهواء الباردة، والسير وأنا مستمعا لبعض البرامج الجادة للإذاعة البريطانية المعروفة- بي بي سي- وهي أيضا لحظات لرؤية اناس آخرين بمختلف المشارب والألوان، فأبتسم في وجه هذا وذاك، أو يستوقفني منظر طفل جميل يحلق في وجهي، فأحيانا أشير إليه بيداي ملقيا التحية وغالبا ما ترد أمه أو أبوه بدلا منه بإبتسامة الإنسان لأخيه الإنسان.

حدث مساء أمس (الأربعاء 26-5-2010م) أني كنت أسير قاطعا أحد الجسور التي يمر تحتها نهر محاطة جوانبه بمناظر غاية في الروعة والجمال، وإذا بشابين صغيرين- تقربيا هما في نفس مرحلتي العمرية- يقتربان مني بإبتسامة وتحية المساء، وبدأ حديثهما عن نبي الله عيسى عليه السلام(في تصورهما هو إله)، ويتحدثان عن حاجتي لمعرفة المسيحية وأعتناقها لأكون من أصحاب الجنة، وبقيت منصتا حتي أنتهيا من حديثهما؛ وذلك إكراما وتأدبا لهما، وبعدها شكرتهما على الإخلاص والحماس لتبليغ عقيدتهما واستأذنت بأحترام أن أطرح عليهما أسئلتي لتحليل الكلام الذي سمعته منهما:

1- من أين أنتما؟ (لهجتما تبدو أنجليزية أمريكية)

2- هل تعرفان أني أؤمن بنبي الله عيسى؟ هل تعرفان أني أحب عيسى؟ هل تعرفان أن أثنين من عائلتي يحملان اسم عيسى؟ هل تعلمان أن امرأتين من أقربائي يحملان اسم مريم؟

3- هل أحد من أقربائكم يحمل اسم مريم أو عيسى؟ (كان جوابهم لا)

4- هل تعرفان أن المسلم لا يمكن ان يكون مسلما إلا إذا آمن بنبي الله عيسى؟

5- هل تريدون مني أن أؤمن بإله غير عادل وظالم وذلك بإختيار عيسى (ابنه كما يدعون) ليموت من أجل ذنوب الخلق؟

6- هل تريدون مني أن أصدق بيقين تام أن هناك 3 آلهة تدير الكون؟ هل هناك 3 رؤساء لأمريكا؟

7- هل يمكن أن يكون عيسى إلها وقد تم قتله؟ أي إله هذا الذي يموت؟

8- لما أحس بشئ من الغموض في عقيدتكم، وأجد عقلي لا يستوعبها؟ (الذي أعرفه أن الحقيقة يمكن التعبير عنها بوضوح وبساطة فلما أجد صعوبة في فهمي لمعتقدات المسيحية؟)

9- لماذا علي أن أهتم بذنوبي إن كان عيسى مات من أجلها؟

10- أليس بإعتقاد أن عيسى مات من أجل ذنوبنا تشجيع على الفساد في الأرض؟

11- لو أردت أن اقرأ عن المسيحية فاي أنجيل ترشحان لاقرأه- فانتم لديكم أناجيل عديدة؟

12- إن كان الإلهة كامل فمعنى ذلك أن كتابه الإنجيل يجب أن يكون كاملا ايضا وخاليا من الأخطاء والتناقضات مع الواقع العلمي والتاريخي وغيره؟ فلما أناجيلكم ليست كذلك؟

الشابان عملهما متخصص في التنصير، وقد تم تدريبهم على ذلك، ولكن لحسن الحظ أني قد تعودت كثيرا على مثل هذه الحوارات والمناقشات مع النصارى، وهذا العام الأكاديمي فقط (2009-2010م)، ألتقيت خمس مرات بأشخاص يشرحون لي المسيحية.

ما حدث أن الشابين قد قررا زيارتي حيث مكان سكني للإجابة على أسئلتي- ربما أحسا بصعوبتها وحاجتها للتفكير والمنطق المقبول- وطلبا رقم هاتفي والعنوان، وأيضا كانا يودان لقائي غدا الخميس (27-5-2010م) في الساعة 6مساء، ولكن اعتذرت وأجلت الموعد ليوم الجمعة في نفس الموعد. وأنا في أنتظارهما بعون الله.

ولم استطع رؤيتهما يوم الخميس بسبب أن في ذلك الوقت ألتقي كل أسبوع بطلبة من الجامعة من عدة جنسيات(من بريطانيا والسويد وأمريكا وألمانيا والصين وغانا والمغرب ولبنان وبلدي الغالي عمان) ونجلس نتحاور فيما بيننا لما يقارب ساعة ونصف في مواضيع مختلفة ومتفرقة.

وطلبا مني ملخصا لما أعتقده ليكونا على بينة بالكيفية التي سيتم الإجابة بها عن أسئلتي.

فكان جوابي: أنا أرى أن الدين يجب أن يحسن من حياة البشر، ويجب أن يكون واضحا ويتقبله المنطق السليم، وأردفت أني أؤمن بالإله الذي خلقني وخلقكم وخلق السموات والأرض، وهو موجود في كل مكان، والدليل عليه في كل مكان، وهذا الإله يتصف بكل صفات الكمال الذي لا يمكن تصوره العقل البشري بسبب عدم كماله، فعقلنا مثل العين يملك طاقة محدودة، فالعين المجردة لا تبصر ما خلف الجدار، وكذلك العقل لا يمكن أن يتعدى حدود طاقته، والخالق عادل وليس بحاجة لأحد؛ ولذا لا يمكن ان يكون له أبن كعيسى، فالابن معناه وجود نقص في الآله ذاته لإدارة منظومة الكون، ولا يمكن أن يكون عادلا وهو أختار عيسى البرئ ليموت من أجل ذنوب الخلق، فأنا لا أثق بإله يضحي بأبرياء، وأنا لست بحاجة لوسيط بيني وبين خالقي، فهو خلقني ويعلم بحالي، وإذا أذنبت فعلي بالتوبة الإيجابية البناءة الملموسة، فمثلا لو سرقت منك أنت شيئا فعلي إعادته بطريقة ما إليك قبل توبتي إلى ربي، واما إن كان ذنبي مع خالقي فعلي فقط طلب العفو منه، ولذا فأنا لست بحاجة لمخلوق آخر يقف بيني وبين إلهي، وأؤمن أني مسئول مسئولية كاملة عن أعمالي وعيسى كان نبيا عظيما جاء مثل غيره لنقل رسالة نقلها بقية الأنبياء، وليس إلها أبدا، وأرى من واجبي أن أكون شخصا جيدا في كل مكان وفي كل زمان ومع كل شخص بغض النظر عن عقيدته وتصوراته، واؤمن أن خالقنا سيجمعنا في يوم هو يعلمه ليحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة، وهنا تكمن العدالة الإلهية وهو أن الظالم ولو فرَ من عدالة قوانين الدنيا فسيجد عدالة كاملة مع خالقه.

وقلت: عموما أنا مسلم وأؤمن بالإسلام ولكن إن أردتم أن تعرفوا المزيد عن الإسلام فاقرأوا عنه ولا تنظروا لحال المسلمين فهو لا يسر أبدا وللاسف الشديد، وتراجع-من يسمون أنفسهم مسلمون- من الناحية الحضارية ليس بسبب الإسلام ولكن بسبب ضعفهم عن إدراك مقاصد الإسلام، فتخيل لو كانت لديك سيارة من نوع (بي أم دبليو) وانت لا تجيد قيادتها، فهل المشكلة من سيارة (بي أم دبليو) أم من الشخص الذي لا يجيد قيادتها؟؟ هكذا هم المسلمون وللأسف لا يجيدون تطبيق دين الله ليصبح واقعا ويصبح له اثر إيجابي على أنفسهم أولا ومن ثم على العالم.

وبعدها قالا: "نحن من الولايات المتحدة الأمريكية" أحدهم من ولاية أريزونا والآخر من ولاية يوتا، فقلت لهم: كنت هناك في بلدكم لعام كامل للدراسة، وأمريكا شعبها رائع، وهي دولة كبيرة بها أشياء مميزة جدا كالمكتبات والمتاحف والجامعات والكنائس وغيره.

أبتسم الشابان وقالا: " سعدنا بلقائك وسنراك الجمعة للمزيد من الحوار والنقاش" وودعتهما مواصلا طريقي إلى مكان تناول العشاء، وأعدت السماعة لمواصلة أستماعي لقناة بي بي سي التي أجدها دوما تحترم عقل مستمعيها بطرحها أشياء جادة ونقاشات هادفة بعيدا عن الترهات والخزعبلات التي تملأ فضاءتنا هناك...وآسفاه.

سبحان الله...بعد رجوعي من تناول العشاء فتحت الأنترنت ودخلت سبلة عمان وقرأت موضوعك "لوْ لم أكُن مسلماً لمَا أسلَمتُ !"، والذي شد أنتباهي وربط ذهني بالموقف الذي حصل قبل ساعات من ذلك الشابين. فقررت كتابة هذه الخاطرة التي وجدتها تدور في ذاتي لأخبرك أني اتفق معك في الكثير مما طرحتيه في المقال يا أختي الفاضلة عائشة، فنحن المسلمون – للأسف الشديد- ينقصنا تجسيد الإسلام ليقتنع به العالم، وأنني اقرأ وأستمع دوما شكوى المسلمين السلبية من سيطرة الآخر عليهم، وأني مقتنع أن الخلل في المسلمين فهم من صنعوا الظروف المواتية لجعل الآخر يقودهم، ويملي عليهم إرادته، وأصبح الإسلام هناك مخلوط بثقافة المجتمع، بل والأدهى من ذلك تأطير الإسلام بالثقافة وليس العكس (تأطير الثقافة بالإسلام)، فنجد أشياء لم يحرمها الإسلام ولكن ثقافيا وأجتماعيا غير مقبولة فتم إعطائها صبغة دينية ليصبح الأمر أكثر قبولا في نسيج المجتمع.

وأعذريني على هذه السطور المبعثرة التي تدل على أن صاحبها ضعيف في فنيات الكتابة، وأنه متعثر في نقل أفكاره بصورة ترقى بالمقام، فأنا لست متعودا على الكتابة باللغة العربية، ونشأت في بيئة غير متعلمة، فأبي وأمي يعانيان من ظلام الأمية، وأذكر أني لما كنت طالبا في جامعة السلطان قابوس أوفر مصروفا من أجل شراء كتابين كل شهر لقراءتهما فبيتنا المتواضع كان خاليا تماما من أي كتاب إلا كتب المدرسة في حقائب أخوتي، وقدر الله سبحانه وتعالى أن أحصل على منح دراسية متتالية لأمريكا ودول أروبية، فكانت بالنسبة لي نقلة نوعية، من شاب نشأ وتربى في قرية صغيرة، ودرس في جامعة السلطان ومن ثم وجد نفسه يعيش في دول الغرب بكل ما فيها، ورأى بعض أرقى جامعتها (مثل براون وبرينستون وجورج تاون وأميري ودوك) وألتقى باغلب شعوب الأرض، وبدأ يرى العالم والبشر من زوايا أوسع وهذا من فضل الله العليم الحكيم.

يوم الجمعَة جاءوا إلى مقر سكني (لم يحضرا وحدهما فحسب بل كانوا أربعة!)ودام الحوار لساعة ونصف

كان نقاشا شيقا جدا، فأشكر الله وأحمده وهبني القدرة أولا الحوار بلغة إنجليزية مفهومة وعلى طرح نقاط عقلية واضحة تجعلهم يودون هم معرفة ما لدي وليس
تعليمي ما لديهم، وأشكر الله أن وهبني القدرة على بقائي هادئا ورزينا أثناء النقاش، ورأيت فعلا أننا أستفدنا من الحوار وهذا بتوفيق الله

ولكن هناك نقطتان ظهرت أثناء الحوارات وعلقتا في ذهني وهما: قضية إن الله على كل شئ قدير ولذا بقدرته جعل عيسى إله على صورة بشر
والنقطة الأخرى هي عقيدة وطمع المسلمين بقيادة العالم

وأذكر أن جوابي وبكل وضوح: الله الخالق قادر على كل شئ ولكن هذا "الشئ" لابد أن يكون في إيطار الحكمة بحيث أن القدرة لا تتنافى مع الحكمة
فمثلا: لا أعتقد أن الإله الحق يأمرنا بالصدق والعدل ومن ثم هو ذاته يكذب ويظلم بحجة أنه على كل شئ قدير فهذا يتنافى مع الحكمة والمنطق

وجوابي للنقطة الأخرى: القرآن يطالب المسلم أن يكون رحمة للعالمين وليس مسيطرا على العالمين، فالذين يسخرون دين الله لأهداف سياسية فهؤلاء يلعبون بعاطفة العامة ويجردوهم من الهدف الأسمى لدينهم فقد قال الله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وليس "مسيطرا على العالمين" فالمسلم الحقيقي هو دواء للعالم من أمراض الضياع والتشتت وغياب الهدف ويجب أن يكون مثالا للإنسان الضابط لشهواته، والساعي لإصلاح ذاته الداخلية قبل إصلاح غيره، وإعادة نبض العدل والسلام والطمأنينة وبناء عالم قائم على الأخوة الإنسانية، والمصالح المتبادلة.....

وقلت لهم بعدها، بعد أن رأيت تفاعلا جدا رائع منهم: " رغم ذلك اعذروني فأنا لا أمثل الإسلام كما ينبغي، فلا زلت جاهلا للكثير من جوانبه، ولكن أعلم أن الله وهبني القدرة على التفكير، ولذا أخبركم بقناعاتي وما وصلت إليه حتى هذه اللحظة، وأعلم أني بحاجة لعامل الزمن لفهم أكثر، فأني ما زلت فتى صغيرا مثلكم لم ير الكثير، وأظن أني لم أر الصورة الكاملة لأسرار وجودنا، ولكني دوما اسأل الخالق أن يهديني للطريق المستقيم"

وأيضا حدث حوار عن الإعلام العالمي والأقتصاد وغيره

بعدها تم إكرامهم كضيوف بالقهوة والفاكهة والمكسرات وغيره...!!!!!


وغادروا بعد ذلك والعلم عند الله أنهم سمعوا أشياء أستفادوا منها

دمت في رعاية الله وتوفيقه وحفظه

تعليقات

  1. Knowledge Seeker

    أو هذا الشاب الرائع ، فخورون بك
    زادك الله علماً وهدى .. وفتح طريقك لنصرة دينك القويم !

    شكراً عائشة ، يبدو أن فكرة مقالكِ وصلت أكثر بأسلوبٍ مختلف !

    ردحذف
  2. ما شاء الله لا قوة إلا بالله..مثلك و هذا الشاب يجعلني أتفاءل بمستقبل أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

    تشرفت بزيارة هذه المدونة.

    تحياتي الأخوية.

    ردحذف
  3. السلامُ عليكثم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ !


    باركَ الله فيكما - عائِشتنا + حبيبنا Knowledge Seeker -


    ما أجملَ عقلية Knowledge Seeker !!
    ما أجلاها وما أحلاها !

    أنظرُ الآنَ إلى أطرافِ سريرتي .. أجدني مناقِضا نفسي !!
    العبادة صارت عادة لا يتخلخلها خشوع ولا نية خالصة !


    عليَّ بأن أحملَ ثقافتي على إناءِ ديني .. لا ديني على إناءِ ثقافتي !


    إنني لا أتقدّمُ إلا إذا قمتُ بتفعيلِ ما تعطَّل من قيم غسلامية كريمة ممحوضة رئَميّة الباطن والظاهر .


    بيضتي .. يجب أن أغليها .. كي أصبح في سلامٍ نفسي
    ويتهيئ لي جو الطاعة وحمل رسالة صافية في قلبٍ صافي !



    عائِشتنا + Knowledge Seeker

    حبي لكما .. كبير


    شكراً كسيماكم

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


    قوة الدين الاسلامي في بساطته ... ولكما كان المسلمون متمسكون بالبساطة التي بدأ بها الاسلام كان الاسلام اظهر ...

    ولم يكنهناك من اساء الى الاسلام اكثر من المطبقين له باهوائهم و المتأرجحين بين حبهم للدنيا و تربيتهم على انهم مسلمون ...

    هناك الكثيرون ممن يرددون .. الحمد لله انني اسلمت قبل ان ارى المسلمين ... و ذاك اسلم عن قناعة ولم يرث الاسلام وراثة ...

    ما يحدث بيننا اليوم هو اعتقاد ساد في الغرب في ان الدين لنفسك وانه في الكنيسة ...
    وقد اصبح الكثيرون يطبقون الدين فقط في المسجد و اذا ما خرج من المسجد .. فلا بأس في الربا و القروض و الغش و النميمة و الخداع و الكذب ... فنحن لسنا في الجامع ...

    و هذا الامر يعطي ذات الانطباع لمن هو غير مسلم ؟؟؟؟؟

    ام انه يؤدي الى عكس ما ادى اليه تأثير تجارة المسلمين مع جنوب شرق اسيا في تلك العهود؟


    ما شاء الله ... تبارك الله على اخينا القائم بواجبه زاده الله ثباتا و علما ...

    و بارك الله فيك ...

    شكرا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص