التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حريّة بثمَن الخُبز .. لا آلهَة .. لا أرباب !

أصدقَائي ..

سأشارككمُ اليَوم ، قطعَة صغيرَة في حيَاتيْ .. لعلّها لا تعنيْ شيئاً .. لكنْ لربّما هي من صنعَتْ داخليْ حبّي للانسان والوطَن .. وللحريّة ..

يسألنيْ كثيرون لماذا أطلقتُ على مدوّنتي "حريّة بثمن الخبز" .. وهل معنَى الحريّة أن أكتب كلّ يومٍ ضد الحكُومة فإن أخطأت لعنتُها وإن أصابتْ لعنتُها كذلك كما يفعلُ المدوّنون عادةً ..

يقولُون: لا تعبّر مدوّنتك عن الحريّة فأنت تكتبين عن طفولتك .. وتارةً عن القمر ، وأخرى عن صحُون أمّك الكثيرة ..

وأنا .. سأخبركُم أوّل آيةٍ حفظتها من القرآن .. أوّل آيةٍ لم تكنْ "الحمدلله رب العالمِين" من سُورة الفانحَة .. ولا "قلْ هوَ الله أحَد" آوّل آيةٍ من أقصرَ سورةٍ في القرآن كما كلّ طفلٍ ..

كانتْ أوّل آيةٍ حفظتها وأنا في سنوَات طفولتي الأولَى .. هي الآيَة التي كنتُ كلما اقتربتُ من والدي سمعتهُ يقرؤها ..

" لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا"

كانَ والدي كلّما احتضنَ أحد أشقائي .. وكلّما اقتربَ من مائدَة الطعام وكلما رأيتهُ داخلاً أو خارجاً .. يردّد هذه الآية ..

وقد استغرقتُ وقتاً طويلاً لأدركَ تماماً لماذا كانَت هذهِ الآية لا تفارقه ..

لقدْ علّمتني هذهِ الآية ُ الحريَّة بمعناها الحقيقيّ ..

علّمتنيْ ألا أعبدَ ما حوليْ، ومنْ حوليْ .. وعلمتنيْ أن أدركَ تماما القيمَة الحقيقيّة للحياة ..

علّمتني أن أتعاملَ مع الأشياء حولي بعقلانيّة .. وأن أحبّها بعقلانيّة .. وأن أعيشها بعقلانيّة

لأننا يا أصدقائي مستعبدُون بأشكالٍ مختلفةٍ كلّ يوم ..

مستعبدُون منذ الطفولة ، حينَ نرَى آباءنا يخطؤون ولا نصوّبهم لأنّا نخاف العصا.. مستعبدُون بقطعَة شوكولا قد نرتكبُ الخطأ من أجلِ أن نحصلَ عليها .. مستعبدَاتٌ بجمالهنّ لأنّهن على استعدادٍ ليظهرنَ ما خفيَ مقابلَ أن يلاحقهنّ الشباب ويهتفُون لهنّ بأنّهن جميلات ..

مستعبدون من قبلِ المُدير الذي نراهُ يرتشي أمامنا ونسكت .. لأننا نخافُ أن نفقد الترقيَة ..

مستعبدُون من قبل العاملة الآسيويّة التي سيغرق المنزل في القذارَة بدونها ولأجلِ ذلك نغضّ الطرف عن أخطائها التي لا تعدّ حتى نكتشف أنّ بطنها "مليان" أو نكتشفها ذات يومٍ مع البوي فريند داخل غرفتها .. فنجلبَ عاملَة أخرى جديدة ندخلُ معها في نفسِ الدائرة

لكنّ العبُوديّة يا أصدقائي بدرجَات .. أسوؤها أن تنتزعَ العبُوديَّة الانسان داخليْ ..

قالَ لي أحدُ المعلقينَ على مقالي "نحنُ والأحلام وعنترة" أني مصابة بالغيرَة الشديدة والحقد غير المبرر علَى الأثرياء وعلَى من يحصلُون على المكافآت والتكريم الحكوميّ .. وتذكرتً حينها ذلك اليوم الذي كنتُ فيه برفقة زوجي في السيارَة مساءً في طريقنا من مسقط لنزوَى ومررنا ببيتِ أحد الأثرياء .. كانَ قصراً كبيراً زيّنه ذلك الرجل بالأضواء فازدادَ القصرُ جمالاً وهيبَة وهوَ يضيءُ وسطَ عتمَة الليلِ .. قلتُ له: الله ما أجمله ! سألنيْ زوجي: تريدينَ أن تملكي مثله؟ فكّرت قليلاً ثم رفعتُ حاجبيّ: لم لا؟

فردّ قائلاً: أنا لا أريد .. أخافُ أن يستعبدنيْ المال .. أخافُ أن أتحوّل مثل عشراتِ الأثرياء في بلادي .. لهاث وهوَس لزيَادة ثروتهم .. ألا تخافينَ عبُوديّة الثراءِ والسلطَة؟!

تصدّقون؟ لساعَة ونصف طوالَ الطريق إلى نزوَى لم أكنْ أفكّر بأيّ شيءٍ سوَى بفكرَة عبُوديّة المال والسلطَة ..

وقد أرعبتنيْ فكرَة أن يحبنيْ الناس لأني صاحبَة سلطَة ومال .. أرعبتنيْ فكرَة أن أخرج للتسوق والتنزّه مع صديقاتي اللاتي لا يحببنني سوَى لأنّي ثريّة ووالدِي ذا سلطَة ..

أرعبتنيْ فكرَة أني سأفقدُ حريّة اللحظَة حين أقرر وزوجي "فجأةً" .. أن نذهب للمشي عند كورنيش السيب ... أو أقرر أن نذهب للتسوق في السيتي سنتر ..

أرعبتنيْ فكرة خوفي الدائم من أن أفقدَ مالي ومنصبيْ وأفقد حياة الـ VIP التيْ اعتدتُ أن أعيشها .. أرعبتنيْ فكرَة أن أفقدَ مكانتيْ الاجتماعيّة أمام المجتمع ..

أرعبتنيْ فكرَة لهاثي الدائم لأكون الأجمل وأمتلك الحقيبة الأجمل .. والعباءة الأكثر أناقة ..

وللحظَة ما .. شعرتُ بالاختناق وأنا أفكّر .. كم أننا نحسدُ الأثرياء على ثرواتهم ، ولا ندركُ ما تخبّئ جدران قصورهُم ، وهياكل حديدِ سياراتهم الفارهَة .. بحقّ أرعبني ذلك للغاية .. وشعرتُ بكميّة كبيرةٍ من الشفقةِ عليهم

أصدقائي ..

الحريّة أن نحلّق كالعصافير في عوالمنا .. دون أن نعيش عبوديّة الخوف الساكن في دواخلنا كلّ لحظة ..

أن نفتقد "داخلنا" سلطَة العصا الذي يلاحقنا في كلّ مكان ..

فيْ هذهِ المدوّنة .. لا أريدُ على أن أفهمَ كمصلحَة للمجتمع .. ويعاملنيْ القارئ كمصلحة للمجتمع .. ويسخرَ أحدهم من كوني أرغب أن "أكون مصلحَة للعالَم غصباً عنّه" ..

رغمَ أني بالمناسبَة لستُ ضدّ فريردك هايك الذي كتبَ في كتابه "أصنّفه كأعظم كتُبِ القرن" " الطريق إلى الرق" : كتبَ أنّ على المثقفِ أن يكونَ مصلحاً للمجتمع لأنّ جمِيع من غيّروا التاريخ سياسيين كانُوا أو فلاسفَة استقوا أفكارهم بطريقةٍ أو بأخرى من مثقفين .. وليسَ من سياسيين فقط أو فلاسفة .. ولأنّ المثقف وحدهُ هوَ الأقرب لجميع طبقات المجتمع دوناً عن البقيّة ..

هذهِ المدوّنة هي مساحتي التيْ أقولُ فيها ما تفكّر فيهِ فتاةٌ في سنّي تعيشُ مع مجتمعها كلّ تفاصيله .. ليس بالضرورة اجتماعياً وإنما بكلّ قوالب المجتمع ، السياسيّة والثقافيّة وحتى مشاركَة القارئ قواسم من طفولتها التيْ تراها جديرَة بالقراءَة .. لم لا .. أليسَ هذا حقي في مساحة هذه المدوّنة ؟!

الحريّة يا أصدقائي أن نقدّر أوطاننا .. بكلّ الأشكال ..وأن يعتبرَ كلّ مواطن أنّ بإمكانهِ تغيير الخطأ فيهَا: بيدهِ ، بلسَانهِ ، وبقلبهِ وذلك أضعف الإيمان ..

سأحكِي لكم قصّة قرأتها في مقالٍ للدكتُور علاء الاسوانِي يقولُ فيها

عندما اندلعت الثورةُ الفرنسيّة فى عام 1789 وحاصرَت الجَمَاهيرُ الغاضِبة الجَائعَة قصرَ فرسَاي. سألتْ ملكَة فرَنسا ماريْ انطوَانيت عن سببِ هذه المظاهَرَاتِ فقال أحدُ مُعاونيها:
ـ إنّهمْ غاضِبونَ لأنّهم لا يجِدُون الخبزَ يَا صاحَبةَ الجَلالة

.

بدُون الحريّة يا أصدقائي .. لن نمَارسَ أدنَى مستوَيات التفكِير السليم الذي يكفلُ لنا وعياً حقيقياً بمجتمعنا وقضاياه ..

الحريّة بثمن الخبز الذي دونهُ نحنُ لسنَا بشراً ذوي حقوق ..

التفكير السليم نفسهُ الذي تكفلهُ لنا أدنَى مستويَات المعيشة الكريمَة وهوَ أن نمتلك المال لشراء الخبز .. وإلا فإن هبطنا عن مستوَى هذه المعيشة فنحنُ سنفقد التفكير في قضايانا الجوهريّة لأنا غارقُون في الجوع .. في البحث عمّا نأكله .. أليسَ ثمّة مثلاً يقول: جوّع كلبك يتبعك؟


على كلٍ منكم أن يمتلك حريّته في التعبير عن كونه فرداً ضمن هذه المنظومة المسمّاة مجتمع .. وإلا فحينها نحنُ "روبوتات" تذهبُ كلّ يومٍ للدوام صباحاً وتعود مساءً لتمارس روتين رقمِي ..

والدِي علّمني وأنا طفلَة أنّ الله ربّي ولا أشرك بربّي أحدا..

ولذا فسأفكّر بصوتٍ عالٍ .. وسأقولُ ما يروقني في وطنِي .. فإن أعجبني صفّقت وهتفت وكتبتُ وسأنتقد ما لا يروقنيْ بأزرار الكيبُورد التي أضغط عليها الآن .. أو بقلبيْ ..

فمن أرَاد أن يتّخذ الأرباب والآلهَة .. فليفعلها في مساحاتهِ .. أمّا مدوّنتي .. فلا ربّ فيها ولا إله إلا الله ..

تعليقات

  1. نعم يا عائشـة تخنقنا العبودية التي حاصرنا أنفسنا بها قبل أن يفرضها علينا أحد..
    نخاف عصا الأب ؛ وتقرير المدير ؛ وقرار الوكيل..
    نخاف القيام بفعل لنتجنب رد الفعل..
    كم هي الحرية متاحة طالما سعينا لتكون في صميم تفاصيل حياتنا اليومية.. الحرية تفرض ولا تطلب من الآخرين.. مثلما هو الاحترام..
    كل التقدير لك

    ردحذف
  2. عفارم عليك اختي
    صدقت في كل ماقلت

    تحياتي

    ردحذف
  3. لله درك ياسيفيه ابدعتي والله الحرية هو ان نتحرر من العبودية التى تجعلنا نشرك ان مع الله شيئ اخر والتحرر من عبودية العنصرية عبودية القبيلة هي كل شيئ عبودية افكارا العتيقه التى سببت شقاق بين بناء البلد

    ردحذف
  4. ا أدري كلما قرأت مقالك هذا يسبقني قلبي قرائتها قبل عيني، واعتقد السر هو الصدق و(الانسانية) وكفاءة كاتبها. أشكرك جزيل الشكر. بالفعل العبودية والحرية التي احسنت وصفها هي في مكنوناتنا التي جبلنا انفسنا عليها وباتت من المسلمات للتصرفات اليومية في حياتنا (بدون الوقوف عليها) لمراجعتها.
    موضوعك ومدونتك الرائعه لها أثراء كبير في تصحيح فلسفة الحرية (الاخلاقية) ومرجعيتها الى ديننا الحنيف السمح. وفقك الله وعائلتك الكريمة لحياة سعيدة ملؤها الانسجام والسلام بحفظ الله ورعايته.

    ردحذف
  5. جميل جدا يا عائشة..
    يخليني أفكر أكثر في معنى الحرية
    نفكر أكثر معنى أن تحب وطنك وأهلك ومجتمعك فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في سبيل الإصلاح دون دون خوف إلا منه عز وجل
    دمت بخير...

    ردحذف
  6. أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دم الشاعر كعب بن زهير. فهل الرسول الكريم قيد حُرية الشعراء؟!. الحُرية يا عائشة ليست كما تزعمين، وأنتي بحاجة إلى سنوات طويلة لتفهمي ما تكتبين، وهذه الزوبعة التي تثيرينها بين الحين والأخر حول الحُرية؛ ما هي إلا نتاج طبيعي لمرحلة عمرية كنتي فيها أشبه بعصفورة وضِعت في قفص صغير، ومن ثمَ طارت العصفورة إلى السماء.

    سؤال طبيعي ...
    أما زال منزلكم بلا شاشة تلفاز يا عائشة؟!!، أم أن والدكِ سمح لهذه التقنية أن تدخل منزلكم؟!. تذكري عائشة أن الفتيات في عُمان، بل أن الشعب في السلطنة، لم يعيشوا جميعًا طفولتهم مثلما عاشتها عائشة، لهذا هم يشعرون بالحرية منذ أن ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ومازالوا يشعرون بالحرية أغنياءً كانوا، أو فقراء .

    أحمد البوسعيدي
    نزوى

    ردحذف
  7. حميد الحجري10 يناير 2011 في 8:39 ص

    من تصور أنه حر فهو واهم،
    كلنا مستعبدون وبالدرجة نفسها،
    كلنا نعيش أدوارا مكتوبة علينا سلفا وليس في مقدورنا التخلص منها،
    حتى حريتي التي أعيشها يوميا: قراري أن أذهب للعمل اليوم أو لا أذهب، قراري أن أخرج للتنزه مع زملائي أو أبقى لمشاهدة التلفاز، وغيرها، كل هذه القرارات ليس فيها من الحرية شيء،
    كل قرار اتخذته لم يكن في وسعي أن أتخذ سواه،
    حتما ستتعجبون من كلامي هذا، بل ستستنكرونه، ولربما رماني أحدكم بأني من (الجبرية) الذين ينسبون كل أفعال البشر إلى الله،،
    دعوني أوضح لكم موقفي:
    كل منا يمتلك قدرات فطرية فرضت عليه فرضا مع نشأته الأولى، ثم بعد ذلك يمر بظروف كثيرة تفرض عليه فرضا، ومن التفاعل بين القدرات الفطرية والظروف المعيشة تنشأ قراراته، ويستحيل لأي قرار يتخذه أي ينفك من ربقة هذين القيدين الكبيرين، حتى عندما يسعى لتطوير قدراته فهو لا يمارس حريته، بقدر ما يمارس استجابته لداع من دواعي الظروف نبهه أن لديه مشكلة ما وعليه تخطيها،
    هكذا هي حياتنا، مثيرات واستجابات، مثيرات من البيئة التي نعيش فيها، واستجابات محكومة بقدراتنا الفطرية الأولى وقدراتنا المطورة لاحقا،
    نسخر من التاجر الذي يركض وراء المال، ولو عشنا ظروفه في ضوء قدراته لفعلنا فعله نفسه، ونسخر من الحاكم المتسلط، ولو عشنا ظروفه في ضوء قدراته لتسلطنا تسلطه نفسه، ونكبر الشاعر المبدع، ولو عشنا ظروفه في ضوء قدراته لامتلكنا شاعريته ذاتها، ونبجل المصلحين، ولو عشنا ظروفهم في ضوء قدراتهم لكنا مصلحين بالدرجة نفسها، وهلم جرا،،،
    لا حرية أبدا فيما نقوم به، نحن آلات زودت بطاقات معنية وأطلقت في مساحة معينة، وكل ما ينتج عنا (أو عن هذه الآلات)محكوم سلفا بما أودع فينا من طاقات، وبما يصادفنا في المساحة التي أطلقنا فيها من عوائق أو تسهيلات،،،
    الحرية هي الوهم الأكبر،
    سيقول لي أحدهم: ما الحل إذن؟ أنرضى بالعبودية ونتنازل عن حقوقنا؟
    وسأجيب: لو سخطت وثرت، فليس في وسعك أن تفعل غير ذلك، ولو رضيت وخنعت فليس في طاقتك أن تفعل غير ذلك، ولو اقتنعت بكلامي فليس في مقدورك أن تنكره، ولو أنكرته فليس بإمكانك أن تقتنع به، ولو بقيت مترددا فليس لك مناص من التردد والاضطراب والحيرة، فكل استجابة تصدر عنك محكومة بنوع المثير،وبنوع القدرة التي تمتلكها،
    حتى تعليقي هذا محتم علي، لو لم أقرأ مقال عائشة، ولو لم أكن أحمل هذه الفكرة، لما حصل هذا التفاعل، ولما كتبت ما كتبت، ولكن بما أني قرأت، وبما أني أحمل هذه القناعة، وبما أن التفاعل حصل، فلم يكن من مناص سوى الاستجابة على هذا النحو، حتى التردد الذي أستشعره الآن، في اعتماد هذا التعليق أو إلغائه، لا شك له سبب يعود إلى شخصيتي في جانب من جوانبها،
    هكذا نحن، دمى في مسرح العرائس، إلا أن الدمى لا تعي ما هي فيه، أما نحن فنعي جانبا، ونغفل عن جوانب أخرى كثيرة.

    ردحذف
  8. لأنني لم أعي ما يقوله حميد الحجري فمن الضروري أن أقول كلامك صحيح..
    ذلك ما يدعى حشو غير مرتب لفكرة مبهمة..
    شكرا حميد لقد اطلعنا على قصة أخرى او طريقة جديدة للتعبير عن معنى الحرية

    ردحذف
  9. كنتُ بصدد كتابة تعليق، ولكن بعد إطلاعي على ما كتبهُ الأستاذ حمد الحجري، أقتنعت بما كتبهُ ...وأشكرهُ جداً على هذه الكلمات التي شعرت بأنها تُعبر عن مفهوم الحُرية بشكل منطقي وصحيح.

    شكرا حمد، وشكرا عائشة أيضا على المقال.


    ناصر الهاشمي
    مدرس مادة التاريخ للمرحلة الثانوية
    الشرقية ـ جنوب

    ردحذف
  10. كنت أنتظر رد يروي الظمأ من الاخت عائشة، ولطول انتظاري أسمحوا لي بالمداخلة مجددا.
    من قرائتي للتعليقات من الاخوة والاخوات أجد هناك خلط في مفهوم معنى الحرية. والحرية بمعناها البسيط تعنى التحرر من القيود وهي نقيض أو عكس العبودية. وعلى مر العصور تنوعت الحرية في تعريفها وتصنيفها كالحرية الفردية والجماعية والشخصية والسياسية وغيرها ...
    الفيلسوف ايمانويل كانت قسّم الحرية الى حرية سالبة وحرية موجبة . فأما السالبة فهي قدرة الشخص على اتخاذ القرار وأما الموجبة فهي قدرته على العمل بالقرار.
    الحرية ليست استعباد الشخص في فترات دوامه أو عمله فهناك عقد عمل وافق عليه الشخص اختياريا وبأمكانه رفضه اذا لم يناسبه. الحرية معناها سامي وكبير . وليس تبرج المرأه حرية وانما هو انقياد وعبودية للشهوات والملذات. ليس الأكل في نهار رمضان علنا وعلى الملا حرية وانما هو انتهاك للاخلاق والدين وأوامر الله عزوجل
    الحرية هي التحرر من الجهل، الحرية تنهض بالنفس وتقويها وتحفظ النظام عن الاعوجاج وليس عكسه .
    اما ما يخل بالنظام فتلك الغوغاء والهمجيه
    ما اعجبني هو ما بدأت به عائشة من تفكرها في الاية الكريمة التي اول ما حفظت من كتاب الله والبناء عليه بفكر نيّر. بالفعل فالحر لا يتبع فرعون وهامان والاباطره وغيرهم بل يتبع الله الواحد الاحد.
    جزاكم الله خيرا ودمتم بصحة وسلام

    ردحذف
  11. الأكيد أنه لا حرية مطلقة البتّة.. و كما يقال تنتهي حرياتنا حيثما تبدأ حريات الآخرين ..
    عودة إلى موضوع المقال، اجدني هنا أوافق الكاتبة فيما جاءت به فالصور التي أتت بها صور حقيقية و واقع نعيشه في مجتمعاتنا كل يوم و كل ساعة ..
    بقي أن نقول أن التغيير يجب أن ينبع من دواخلنا و من ذات أنفسنا فمن وجهة نظري أن القضية سياسية أكثر مما هي فلفسة تتبع .. و أن المشي على ملّات الآخرين على علّاتها سيودي بنا لا شك في الحضيض ..

    ماجد العيسائي

    ردحذف
  12. جميل ما قرأته هنا وسوف أقف هنا طويلا 1
    فردّ قائلاً: أنا لا أريد .. أخافُ أن يستعبدنيْ المال .. أخافُ أن أتحوّل مثل عشراتِ الأثرياء في بلادي .. لهاث وهوَس لزيَادة ثروتهم .. ألا تخافينَ عبُوديّة الثراءِ والسلطَة؟!

    ردحذف
  13. وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص