التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اعتذِر يا معاليْ الوَزير .. أرجُوك اعتذِر ..

الشيخ معَالي وزير القوى العَاملة ..

استمعتُ إليكَ كمئاتِ الآلاف من العُمانيين الذينَ تحلّقوا حول شاشَة التلفزيُون العُمانِي ليستمعُوا إلى جلستك المتلفزَة مع أعضاء مجلسِ الشُورى الموقّر .. وصدّقنيْ لقد أسعدنِيْ للغايَة أنْ تمتلك حكُومتنا الرشيدَة وزرَاء يتقنُون الحديثَ بذكاءٍ ودبلوماسيّة كمَا فعلتَ أنتَ في دولةٍ يفتقرُ أغلبُ وزرائها إلى ذكاء المرَاس في الحديث.. المتلفَز وغيره ..كم منَ الجَميل أن نرَى وزرَاء شباباً يمتلكُون الحنكَة في الردّ مثلك ..

سعدتُ بذلك كثيراً ودهشتُ لأنّك كنتَ حقاً مثالاً على الوزير الذي يستطيعُ أن يحوّل دفّة الحديثِ –أيّاً كانت- لصالحِ صورَة وزارتهِ .. أضفْ إلى ذلك أنّك لم تكن "تركض" في الحديث كمَا فعل وزراء سبقُوك ولحقُوك في جلسَات الشّورى الأخيرة حيث اتّضح الارتباك في صوتهم ..

كنتَ يا معالي الوزير هادئاً ، تزنُ جيّداً ما تقُولهُ قبل أن تخرجهُ أمام أعضاء الشورى وقبلَ أن تتلقفهُ أجهزة التلفاز التي ستنقلُ حديثك لمسامعنا ..

معالي الوَزير .. ولأجل ذلك كلّه فقد انتهت جلسَاتك مع مجلس الشورَى بسلامٍ .. وخرجتَ آمناً مطمئناً .. للحدّ الذي لم يستطِع أيٌ منا يا معالي الوزير أن "يمسكَ منكَ حقاً ولا باطلاً" من كلّ ما قلته ..

في وزَارةٍ هيَ "من" إن لم تكُن أكثر الوزارات حساسيَةً لدينا على الإطلاق .. فهيَ تمثّل القوّة البشريّة العاملة لدينا في السلطنَة .. القوّة التي لولاها لما التفتنا يميناً وشمالاً لنرَى الشّعب يصنعُ عُمان اليَوم ..

لا أحبّ أن أسهبَ في الكلام المنمّق والبهرج وإلا لتوجّهت لأقرأه في أيّ صحيفة عمَانيّة .. الخاصّة أو الحكوميّة فكلّها في مرتبة التنميق وبهرجة "كلام الحكُومة" سواء ..

والآن يا معالي الوَزير .. سأدخلكَ إلى النقطة التيْ أثارتْ لديّ كلّ حالات الأمزجَة الغريبَة ورفعت نسبَة الأدرينَالين لديّ إلى أقصَاها.. تلك الأمزجة التي تشَابه إلى حدٍ كبير مزَاج المواطن العُماني والمقيم وهوَ يعبر بسيّارته صباحاً وسط الانفجَار المروريّ من إشارات الموَالح حتّى المطار ..

لقد طعَنتنيْ يا معالي الوزير .. وطعنتَ كلّ عُماني حينَ قرّرتَ أن تبرّر لعضوِ مجلسِ الشُورى الذي قالَ لك: "وصححونيْ أيّها القراء إن كنتُ غيّرت في الصيغَة": أنّه من المصيبَة أنّ الاحصائيّات تقُولُ أنّ 40% من العُمانيين العَاملين في القطاع الخاصّ روَاتبهم تقلُ عن 140ريَال ..

فمَا كانَ ردّك تبريراً على "هذهِ المصيبَة" (وأعتذر إن خلطتُ في النسبِ الجزئيّة) إلا أن قلتَ: أنّ 10% منهُم مسجّل في القوى العاملة بهذا الرَاتب ولكنّه لا يزَال على مقاعدِ الدرَاسة ، و20% منهُم يعمَلُ في مهنٍ حرّة غير مسجّلة بالوزَارة .. و10% منهُم تخطّى الخمسِين .. المهمّ أن 40% في المجمل لا يشكونَ ضرراً ولا فاقَة ..

فإذن يا معالي الوزير الموقّر .. لا يوَجد فقرٌ لدينا في عُمان .. لأنّ كل العمانيين العاملين في القطاع الخاصّ لديهم مصادر دخل أخرى غير الـ140ريَال أو أنّ الـ140ريَال هذه هي مجرّد مصرَف جانبي يجنيهِ المواطن أثناء انشغاله بالدرَاسة .. والحمدلله .. عُمان في خير ونعمَة .. لماذا يا أيّها الشَعب تتذمّر من الفقر وغلاء المعيشة؟ لماذا أيّها المدوّنون طويلُو اللسان تصرخُون كلّ صباحٍ ومساء بأنّ عُمان تنحدرُ إلى بحُورٍ مظلمَةٍ في اللاعدالَة الاجتماعيّة والفقر والمحسوبيّة؟

هل تريدُ أن تقنعنا وتقنع الشّعب يا معالي الوزير ..أنّ كلّ من يعبّئون البترول لسيّارتنا وكلّ من يعملُون في توصيل طلبات المطاعم وكلّ سائقي الشاحنَات وكلّ البائعين في المحلاّت التجَاريةّ وكلّ وكلّ وكلّ .. لديهم مصادر دخل أخرَى يعملُون بها؟

أرجُوك يا معالي الوزير .. ليتك وصفتَ لنا على أيّ أساسٍ بنيت إحصائيّاتك؟

يا معالي الوزِير .. إنْ كنتَ تعرفُ أنّ 40% من العمّال العمانيين لا يعتمدُون على أيّ دخلٍ سوَى 140ريَال فهذهِ مصيبَة فعلاً .. وإن كنتَ لا تعرفُ فالمصيبَة أعظَم ..

ولا ألومك يا معالي الوزير ألا تصدِق أنّ هنالك أناسا لا تعيش إلا على 140ريَال في سلطَنة عُمان .. فأنا نفسي لا أصدّق كيفَ بإمكان شخص يستلم 140ريَال في الشهر أن يعيشَ ويسكن ويلبس ويأكل ويدفع فاتورة التلفون ويشترك في جمعيّة للزواج ويدفع مصرُوف الجيب والتاكسي أو البترول .. كلّ هذا على مبلغ 140ريَال؟ يا إلهِي ! هذا كثيرٌ جداً !

الشّيخ معالي الوَزير ..

تمنيتُ –في سينَاريُو آخر لم يحدث- حينَ سألكَ عضوُ مجلس الشّورى كيف تفسّر أنّ 40% من شبابِنا العاملين في القطاع الخاصّ تقلّ رواتبهم عن 140ريَال .. أن "تعتذر" لكلّ هؤلاء الـ 40% لأنّ وزارتك لم تتدخّل حتى اليَوم في رفع الأجر الأدنَى من الروَاتب لهم .. (هل هوَ 120ريَالاً كما أعرف؟)

تمنّيتُ يا معالي الوَزير أن تقولَ ذلك وتقدّم خطّة الوزَارة في وسائل رفع أجُور هؤلاء الـ40% !

تمنيتُ يا معالي الوَزير حتّى حينَ ألقيتَ علينا إحصائيّتك التي نزَلت علينا كمرجل ماء ساخِن.. أن تعتذر لهؤلاء الـ10% الذينَ قلتَ لنا أنّهم تخطّوا الخمسين..هل هذا تبريرٌ يا معالي الوَزير؟ ألا يستحقّ هؤلاء الخمسينيّون أن تكافئهم الحكُومة وقد جاوزُوا الكهُولة أن تعفيهم من كدح العيش وهم على أعتاب الكِبَر؟ أليسَ هؤلاء الخمسينيّون أرباب أسرٍ وآباءً يتساءلُ المرءُ كيفَ كانَ راتبهم وهم في العشرين إن كانَ راتبهم هكذا وهم في الخمسين؟هل من العَادي جداً أن رجلاً تخطى الخمسين يستلم أقل من 140ريَال؟

تمنّيتُ يا معالي الوَزير أن تعتذرَ حينَ تنتهِي جلسَتك لكلّ العُمانيين الذينَ استمعُوا إليكَ لأنّك قدّمت لنَا واقعاً وأرقاماً وإحصائيّات .. ولم تقدّم لنا خطوَاتٍ عمليّة مستقبليّة!

تمنيتُ يا معالي الوَزير أن تعتذر لأنّك لم تعطنَا حلولاً .. وإنّما أعطيتنا "حدثاً" ..

تمنيتَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ لكلّ شابٍ وشابةٍ من الـ40% استمَع –مثلي- إلى إجابتكَ متأملاً أن تقدّم الوزارَة وعوداً بخطوَاتٍ جادّة لرفعِ مستوَى الأجور الدنيَا لهم ..

نعَم يا معالي الوَزير اعتذِر .. لأنّ الصحف تطالعنَا كلّ يومٍ بأخبَار مئات المشَاريع الضخمَة التيْ يرَاها المرء رؤية العينِ إذا قلب عينيهِ شمالاً وجنُوباً .. ولكنّ هذه المشاريع الضخمَة لم تستطع أن ترفع مستوَى أجر 40% من قوّة هذا المجتمع عن 140ريَال ..

اعتذرْ يا معالي الوزير لأنّه كان عليك أوّل ما بدأت الجلسة أن تقدّم ملخصاً عن دراسة "نفترضُ سلفاً أنه يتوجّب على وزارتك رفعها" حولَ رفع كفاءة العمانيين العاملين في القطاع الخاصّ من مهن "السيّاق" و"عمّال المطاعم" و"المراسل" إلى وظائف ترفع من مستوى الخبرة العلميّة للعُماني لا وظائف "مهنيّة" أكثر منها تقنيّة ..

اعتذِر يا معَالي الوَزير عن هذهِ المصيبَة لأنّها مشكلتك .. ولا تصدّق من يقُول لكَ أنّ أبواب الرزق كثيرَة وعلى المرء أن يفكّر ويتعب ويشقَى كي تنفتح لهُ .. وأنّ انخفاض روَاتب هؤلاء الـ40% عائدٌ إلى أنّهم لا يطرقون أبواب الرزق ولا يستغلُون ذكاءهم وعقولهم ليرفعُوه .. وأنّ هذه ليست مشكلَة الحكومَة .. فإذا حدث وأن أقنعك أحدهُم بذلك يا معالي الوَزير فأقولُ لكَ أنّ أحداً لم يقلْ لكَ أنّ من حقّ الوطن علينا أن يمنحنا الحدّ الأدنى من المعيشة الكريمَة .. وصدّقني 140ريَالا لا تكفلها .. وإن ظننت أنّ هذهِ ليستْ مشكلَة وزارتك فسأذكركَ يا معالي الوَزير أنّ تُونس لم تصل إلى ما وصلت إليهِ اليَوم لولا تبرّؤ الحكُومة من مشاكل الشّعب ..

كانَ عليكَ يا معالي الوَزير أن تعتذر لما يزيد عن 30ألف عُماني عاطل عن العَمل .. وإن كنتَ أيضاً لا تظن أنّ هؤلاء "العواطليّة" لا يبحثُون بجدٍ عن الرزق ومصادرهِ وأنّ هذهِ هي مشكلةٌ بهِم لا مشكلَة حكوميّة فلأخبرتك مجدداً أنّ البطالة مشكلَة يجبُ على الحكُومة حلّها.. ولكنتُ ذكرتكَ بثورَة العاطلين والياسمين في تونس ومصر .. أليسَ الجُوع كافياً للانسان أن يثُور على كلّ ما حوله؟

كانَ عليكَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ عن 32 مهندساً من زملائي في دفعَة الهندسة المدنيّة لعام 2010 الذينَ أنهَوا دراستهم منذ 7أشهر .. 9 مهندسين يا معالي الوَزير من أصل 41مهندساً استطاعُوا الحصول على وظيفَة .. واثنين وثلاثين لا يزالُون باحثين عن العمل .. أرجوك لا تقنعني أنّ الـ32مهندساً هؤلاء يأنفون عن العمل في الوظائف الشاقَة برواتب منخفضَة لأنّ 32لن يمتلكُوا نفس العقليّة هذهِ .. ولا تقنعني أنّهم يفضلُون جميعاً أن يطلبُوا مصروفهم من آبائهم بدلَ استلام راتب ضئيل ولكنْ من عرقِ أيديهم ..

فإن كانوا المهندسون الخرّيجون من جامعة السلطان قابوس لا يجدونَ العَمل .. فما بالك ببقيّة الكليّات الأقلّ حظاً في التوظيف .. وما بالك بخريجي المؤسسات التعليميّة الأخرى يا معالي الوَزير .. الحكُوميّة والخاصّة؟

كانَ عليكَ يا معالي الوَزير .. أن تعتذرَ لكلّ شابٍ لا يزال يستلم مصرُوفه من والدهِ رغم أنّ لديه شهادَة "يقرؤها الأعمَى" .. على الأقلّ ، الشبَاب "الباحثين فعلاً عن العمل" ولم يجدُوا .. وكانَ عليكَ أن تعتذرَ لـ "آبائهم" أيضاً

وكانَ عليكَ أن تعتذرَ لكلّ شابٍ توقّع أن يخرجَ منكَ بالمفيد حينَ خرَجَ في ذاتِ نهارٍ في "مسيرةٍ خضرَاء" مطالباً بأن تمنحُوا هؤلاء الشباب فرصة ً واحدة ً ليثبتُوا أنفسهم في قطاعاتِ العَمل .. لكنّ ردّك جاءَ هلامياً .. نحاولُ أن نقبضَ منهُ شيئاً بأيدينا فنخرج منهُ بلا شيءٍ .. كَان ردّك غريباً .. لا نشتم لهُ رائحة ً لنميّز منهُ شيئاً ولا طعماً لنتذوّق منهُ نكهة ً جديدَة نفهمها ولا ملوّناً لنبصرَه ..

كانَ عليك يا معالي الوَزير أن تعتذر للمرَاسل الذي يعملُ في شركتنا .. لأنّه يحمل بكالوريوس زرَاعة من جامعَة السلطَان قابُوس .. لأنّ وزارتك الموقّرة لم توفّر لأمثالهِ بيئة العمل الحقيقيّة التي تليق بـ5سنوَات درَاسة في أرقى مؤسساتِ التعليم العالي بالسلطنَة ..

كانَ عليكَ أن تعتذرَ لهُ ولكلّ الذين نافسُوه على الوظيفَة .. هل تعرفُ يا معالي الوَزير أنّ وظيفَة المراسل هذهِ تنافس عليها 23 عُمانياً وعمانيّة أقلّهم يحمل شهادة دبلُوم .. منهُم مهندس المعلُومات ومنهُم حامل شهادة دبلُوم أحياء ومنهُم يحملُ شهادة آداب في المسرَح..

كانَ عليكَ يا معالي الوَزير أن تعتذر لعُمان .. التيْ لمّا تتخطّ سنوَات عمرها الأربعين وتعيش أزهى سنوَات الازدهار والتضخم العُمراني والاقتصادي ، ولكنّها شاخَت بسببِ "السيَاسات الكسُولة" من قبلِ الحكُومة لرفع مستوَى معيشَة الجَوهر الذي تقوم عليها أيّ حضَارة.. "الانسَان" .. السيّاسات الكسولة التي لا غروَ أن تتعلمها وزارتك من قدوَات سابقة كوزارة مكّي ومقبول وغيره ممن فشلوا في 40عاماً في رفع كفاءة ومستوى دخل الفرد العماني قياساً للتطور الذي شهدته السلطنة وأنتم على نهجهم سائرون.. فهل نتوقع أن يتطوّر الفرد العمانيّ على أيديهم للأربعين سنَة القادمة؟

كانَ عليكَ أن تعتذرَ للسلطَان قابوس الذيْ أمّن وزَارتك ووزارات أخرَى خيّبت آمالنا كوزارتك لأنّكم خذلتُم مواطنِي شعبِهِ فخذلتمُوه ..

كانَ عليكَ أن تعتذرَ يا معالي الوَزير لي ولزوجِي ولمئات الآلاف من العُمانيين الذينَ استمعُوا إليكَ بصمتٍ مطبق علّك تأتي لنا بالخلاصِ أو أمرٍ من بعدهِ .. انتظرنَاك يا معالي الوَزير لتتحدث .. وتحدّثت وتحدّثت .. وكنتَ رائعاً في طريقَة كلامك وذكياً في إجاباتك .. ولكنّ ما قلتهَ يا معالي الوَزير "دخل من هذهِ الأذن،وخرجَ من الأذن الأخرى" ..

تمنيتُ قبلَ أن تختمَ الجلسَة وتغادرهَا أن تأخذ نفساً عميقاً وتعتذرَ لنا .. وحينَها لكنتَ تحوّلت أمامنا إلى بطلٍ عُمانيٍ على الملأ ولرفعنَا لك المصارّ والكميم .. لأنّه ليسَ أجمل من أن يعتذرَ الانسانَ بصدقٍ حينَ يُخطِئ ..

أو أنّك حينَ أنهيتَ الجلسَة اعتذرتَ لنا علَى "السّاعة" التي أضعناهَا ونحنُ نتابعُ ما تقولُ علنا نخرجُ بشيءٍ مفيد ..

نعَم كانَ عليكَ أن تعتذر يا معالي الوَزير لكنّك لم تفعل .. ربّما لأنّنا في أوطاننا العربيّة لم نعتد يوماً على ثقافة الاعتذار خاصّة من السّاسة الكبَار الذينَ يديرُون مصائر الشعُوب ..

نعَم يا معالي الوَزير .. اعتذِر لنا ولا تخجل .. فالاعتذَار يا سيّدي من شيَم الرّجال..

تعليقات

  1. مهند الكيومي6 فبراير 2011 في 10:44 ص

    مُتابع شبه دائم لمقالاتك بفضل الله والرسائل التي تصلني عبر الايميل فأقرأها سريعا وأحيانا في العمل!!
    مقالٌ سيفي يا اخت عائشة
    حقيقةً لم يتسنى لي الاستماع لأي جلسة شورى منذ أمد ليس ببعيد ولكن ما أذكره من آخر جلسة أن الخطاب تغير قليلاً جداً من بداية متابعتي للمجلس في أواخر التسعينات
    وهذا التغير لا يحفزني للمتابعة حقيقةً
    ذكرلي أحد الأخوة ممن تابعوا الساعة البرلمانية لوزير قوة عملنا هذه النقطة وعبَّر عن أسفه مثلك لما سمعه
    شخصياً لا اطلب منه الاعتذار لأنه لن يفيدني ولن يفيد غيري
    وزير القوة العاملة عليه ان يكثف خططه للتعمين لا في السُواق والعمال البسطاء ولكن في خريجي الدبلوم على الأقل الذين يتخرج معظمهم من كليات تُشرف عليها وزارته
    عليه أن يوضح بالأرقام والشواهد بيانات تفصيلية للمشاريع العملاقة اللتي تمتل~ بها جرائدنا وقهوة الصباح ومساء الخير وهنا عمان
    بيانات القوى العاملة التي تُعرض للعامة لهذه المشاريع هي كالتالي:
    مشاريع بقيمة مئات أو آلالاف الملايين وتوفر المئات من الفرص العمل
    ولكن الواقع الذي نعيشه أن الأجانب يحتلون النصيب الأكبر وخريجي جامعاتنا وكلياتنا يعملون مندوبي قوى عاملة وهجرة وجوازات وعمال شاي وسواق!!
    حديثكَ ذو شجون واستوقفني لأعلق عليه على غير عادتي ولكنني أستغرب من عدم وجود أي تعليقات مع ادراكي ان مدونتك يتابعها الكثيرون مثل زميلي الذي يحرص على أن يرسل المقالات المُجيدة للمدونين
    دُمتي بود

    ردحذف
  2. حروفك رائعة يا عائشة ... استمري

    مريم

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. ما شاء الله عليكي،،،
    كلماتك وطنية أكثر من مجلس الشورى أبو 4 دقايق لكل عضو...

    متابعين لك بش مهندسه

    ردحذف
  5. الى الامام يا عائشة

    الغيث قد حل علينا من مقالاتك

    ويفصح الوزير عن زيادة في اجور العاملين بالقطاع الخاص

    ردحذف
  6. رائعة يا عائشة.. لا عدمنا نبضك الصارخ بالحرية والإباء.. جرأة استنهضت واقع أفسده الركود !

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص