التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العُمانيّ ..والإعصَار .. وحبُوب الهلوسَة!

وكالة الأنباء العُمانيّة تقولُ لا توجد احتمَالات لتعرّض السلطنة لأيّ إعصار قريباً

العُمانيّ يقول: عمان ستتعرّض لإعصار ..

الصحف العُمانيّة تقول: الإعصار مجرّد إشاعة ..

العُمانيّ يقول: بكرة بيزخنَا الإعصار ..

الصحف العُمانيّة الناطقة بالانجليزيّة تعيد وتزيد كلّ يوم وفي الصفحة الأولى:

Cyclone Defeated

Clear skies over most of the Sultanate with low clouds along the coastal areas of southeastern

العماني يقولُ: ذير ويل بي سايقلون نكست ويك

تدخلُ الانترنت يومياً .. وتتصفّح أشهر مواقع الرصد الجويّ بدءاً من موقع لندن للرصد الجويّ .. وموقع ميامي للرصد الجويّ وموقع طوكيو للرصد الجويّ ومركز هاواي الوطنيّ للأعاصير .. كلها "تحلف" بالثلاثة .. أنّه لا يوجد "حالياً" على الأقلّ إعصار متوقع سيضرب السواحل العُمانيّة وأقصى ما يمكن أن تتعرض له "نفاف" خفيف ..

ولكنّ صديقك العُماني يتصل بك قائلاً: روح بسرعة اشتري راشن من اللولو .. تراه مصيبة ذا الاعصار بو هيضربنا بعد يومين

تقرأ على البريد أنّ إعصاراً مدارياً اسمهُ "كِيلا" سيضرب السلطنة تاريخ 31 مايُو 2011 ، يصلكَ مكتوباً بالعربيّة ومترجماً بالانجليزيّة حتى لتتساءل: من هوَ هذا "الكذاب" المتفيّق الذي ترجَمه للانجليزيّة؟

لكنّك تفاجئ بعد انقضاء التاريخ المحدّد أنّ نفس الرسالة تصلك ولكن التاريخ قد تغيّر إلى 5/يونيو 2011 .. ثمّ تتلقى رسالة أخرى أن الإعصار سيضرب السلطنة بتاريخ 10 يُونيو 2011م ..

تعُود إلى المنزِل فتفاجئ بعاملة المنزل الهنديّة وقد أضربت عن العَمل والسبب رغبتهَا في النجاة بحياتها ومغادرَة السلطنة قبل أن يضربها الإعصار.. تقول لك أنّ شندرا عاملة الجيران أبلغتها أنّ السفارة الهنديّة تقدم تذاكر مجانية لرعاياها لإجلائهم من الإعصار المزعوم .. تحاول تهدئتها: انتو في انديا اعصار نيهي؟ كل يوم سيم سيم إعصار! ثم تتساءل: كم طائرة ستسيّرها الهند "لتجمع" رعاياها وتعيدهم للهند وتتخيّل سفينة عابرَة محيطات ضخمة وهي تحملُ أطنان الهنود الذين يضجُون برائحة زيت الهند وإن حدث ذلك فإنها ستحتاج شهراً على الأقل لتستطيع تغطية أعداد الهنود المنتشحين في كل بقعَة من عمان .. حتّى أنك ترفع حجراً فلا تجد تحته شاعراً كما يقال .. وإنما " عاملاً هندياً هارباً" ..

العماني يشتري جريدَة كلّ يوم .. يقرؤها من الصفحَة الأولى للأخيرة .. ولكنهُ حين يأتي على الخبر الذي ينفي وجود إعصار يقول: هيه مبونها الحكومة دومها تضحك علينا!

إذنْ لا غروَ أن نرى مراكزنا التجاريّة وهي تكادُ تنفجر يومياً بالمتسوقين .. ما دامتْ إشاعات الأعاصير لم تغادر يوماً العقليّة العمانية .. فالعُماني يشتري راشن سنَة تحسباً للإعصار الذي يغيّر موعده كلّ يومين ..

حتّى مواقع رصد الأعاصير يبدُو أنّها "انبط كبدها" من الأقاويل .. ولذا ليس غريباً أن تضعَ مديريّة الأرصاد الجويّة الهنديّة الرد على جميع الأقاويل بعبَارة يقرؤها الأعمى .. هنَا ..

CYCLONE WARNINGS

اضغط على :

Cyclone Warning For Indian Coast

Cyclone Wind Forecast

Latest Satellite Imagery of Cyclone

NO CYCLONE

إلا أنني كعمانيّة سأنسى أني قرأت إعلان العميَان هذا .. وستصلنيْ بعد دقيقتين رسالة تحذير من إعصار قادم .. وسأضغط على زرّ "فورود" وأظلل قائمة الأصدقاء وأحوّل الرسالة لهم ..

العُماني يقرأ العربيّة والانجليزيّة والبلوشية والسواحليّة والأورديّة ولكنه لا يستطيعُ قراءة ما يدحض إشاعَة الإعصار .. العماني لا يريدُ أن يقتنع بالعربيّة ولا باللغات الأخرى أنّه لا يوجد إعصار قادم

العُماني مسكُون بهوَس اسمهُ ترقّب إعصار .. العُماني مهمَا قرأ بالعربيّة : لا يوجد إعصار وبالانجليزيّة No Cyclone وبالبلوشيّة تُوفان نيه بس خدان هور وخيراتي ان شاء الله .. وبالأوردو: كوي توفان نيهي هيه .. وبالسواحليّ: هاكونا سياكلون! إلا أنّه سيظل مقتنعاً أنّ إعصاراً ينتظرهُ خلفَ باب بيتهِ ..

يخيّل إليّ أحياناً أننا نتعاطى حبُوب الهلوسة التي حدثنَا عنها يوماً صديقنا القذافي .. حبوب هلوسة للأعاصير ولو أنّ هناكَ حالة وسوَاس قهريّ خاص بالأعاصير لخيّل إلينا أن ثلاثَة أرباعنا مصابٌ بهِ ..

وأخيراً .. عزيزي العمانيّ .. وبعد قراءتك لمقالي ففي حالَة لم تقتنعْ بأن الإعصار محضُ إشاعة .. فتفضّل بالاتصال بهذا الرقم للتأكد أكثر: 24877361 (مستشفى ابن سينَا).

تعليقات

  1. هاكونا سياكلونا (حلوه هذه) (مضحك)

    يا ساره لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين

    تعلمنا درس لن ننساه ابدا من جونو

    استحمينا من مياه غير صالحه للشرب ...

    صمنا عن شرب الماء لساعات طويله (تمنينا اننا خالفنا القوانين الوضعيه وحفرنا بئر لنا)

    لا تدري ما كانت حالتنا وقتها

    فلا تلومي القاطنين في مسقط ، منعونا من حفر الابار

    فشربنا تلك المياه غير صالحه للشرب .


    تحياتي

    ردحذف
  2. ظريف جدا هذا المقال :)
    تصدقي عاد.. الأسبوع الجاي عندنا حول حول، أجلوه أسبوع.. عن يفر الفراخ...

    ردحذف
  3. عايشة صدقتي لكن غالبية الشعب (ما تريد تقتنع بهذا الكلام) فشو الحل معهم : يعاقبوا ... طبعا لا،
    يكافؤوا ،،، أكيد بعد لا،، طيب وش الحل،،

    في رأيئ ،، أقول ان يتركوا وشأنهم وخلهم يفضوا اللولو وغيره من الماء والاكل،، حتى تهدأ نفوسهم المتعطشه للخوف والرعب ونقل الاشاعات،،

    و جزى الله حامد البراشدي على ما يقوم به،، يداوم من الصباح الى الليل ،،، يتابع تفاصيل وآخر اخبار ما يسمى بالاعصار علشان خاطر المتخوفين و"......" وبعد ما شي فايده ،،، ،، الله يعينه ويعين اللي يداموا في الارصاد من كلام المنتديات واشاعات الناس ،،

    أقول "تعب الكلام .. من الكلام"،،

    وختاما : رغم كل هذا الجهد الذي تبذله الحكومة الموقره ممثلة بمديرية الارصاد الجوية الا ان قدرة الله فوق كل شي... العلم يبقى علما ولكن الله قادر على أن يغير أي شي وفي أي لحظه،، ولو كان العلم قادر على رصد كل شي ،، لما فعل "التسونامي" ما فعله باليابان "وهم خبر خير"،، ما فاد كل العلم اللي عندهم لأن ربك أراد هذا،،

    المغزى من كلامي الاخير " لو قدر الله وشاء ان ضرب الاعصار سواحل عمان فلا تلوموا حامد البراشدي ولا مديرية الارصاد ،،، فهذا قضاء وقدر"

    طبعا أغلب الشعب ما يعجبهم كلامي ،، و "برايهم"

    salim

    ردحذف
  4. السيفيه من جديد وهذه المره عن الأعصار المعزوم المقال حلو - بدون ريب -
    هذا تعليقي الثاني في مدونتك اذا كان ذا أهمية ان يذكر هذا وقد قرأت مجموعة من مقالاتك الأخيره بعد نشرهافي مدونتك بوقت قصير يوم او يومين شكرا للأصدقاء الذين يرسلون روابط المدونات بالأيميل

    ما يعنيني بعد السطور أعلاه انني أجد صعوبه في الحكم على مواضيعك فهل قلمك هو من أجل الانتصار للمواطن العماني البسيط الكادح وهل هو الانتصار للعداله وهل هو من أجل الانتصار لعقل العماني - ففي مقالك عن ندوة القيم كان قلمك يشيد بأن العماني رائع وان العماني بلا بلا بلا وهاجمت الوزاره لتهميش العماني وكذلك بلا بلا بلا واليوم - تتقسوريين - وتسخريين من العمانيون البسطاء ومن الهنود المشتتيين في بقاع عمان.
    موضوع من أجل الكتابه ماذا تريدين ان تقولي ؟
    سأقول لك ماذا قرأت من مقالك قرأت اننا شعب جاهل قرأت ان العماني أحمق قرأت ان العماني اعمى لا يفقهه شيء قرأت ان العماني عنيد وغبي قرأت ان العماني أبله ينساق وراء Whatever وانهيت المقال برقم أبن سينا ااااااه
    يا سيفيه
    نقلت الاتي من http://akhawat.islamway.com/forum/
    حبيباتي
    اليوم معنا آية عظيمة من سورة النساء
    فسبحان الله الذي أنعم الله علينابالقرآن العظيم وبالسورة الكريمة وتلك الآية المباركة التي تخاطب الرجال والنساء
    وبالأخص النساء لهذا اخترتها اليوم لنحيا معها .
    قال تعالى :
    {‏لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
    أي‏ :‏ لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون، وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح، وإما شر ومضرة محضة كالكلام المحرم بجميع أنواعه‏

    اتمنى ان ارى لك طريقا تمشين فيه ففي قلمك مدادا كثير اثق انه رائع ونظيف فلا تلخبطينابالمداد الرديء
    الا اذا كنتي تعملين بمقولة ان لم أستطع اقناعهم فسأشتت فهمهم ... وهذه ترجمتي العمانيه ل ما قرأت
    “If you can't convince them, confuse them.”
    وهي مقوله لصاحبك
    Harry S Truman
    فعندما نقرأك لا نقرأك في مقال واحد نحن نقرأك في مقالات متعدده ومنها نحكم في أي ضفة انتي وأي علما ترفعين وأي دستورا تنتهجين .. أسمك يصعد ومع كل صعود تزداد القوه ومع ازدياد القوه تزداد المسوؤليه "فأما عذب فرات ,اما ملحا أجاج"
    ويقول Jack Handey

    “Before you criticize someone, you should walk a mile in their shoes. That way when you criticize them, you are a mile away from them and you have their shoes.”

    دمت بعافية وحفظ الله عمان والعمانيين

    ردحذف
  5. عائشة رغم قلمك الجميل إلا أنه يكبو بين حينٍ وحين

    وبدا لي من خلال هذا المقال عدم معرفتكِ التفريق بين المرء الذي لايعي وبين المرء المجنون أو المصاب باضطراب نفسي..
    فيا عائشة شعب عمان يعشق الاشاعات فهذه نعرفها ولكنّه ليس شعبًا مجنونًا..لكي ترشديه لأرضي ابن اسينا!!
    فلو كانت أقلامكم تضع الحلول المجدية لتخلّص هذا الشعب من وحل الجهل لما ازدادت يوما بعد يوم هذه الهوة بين الجهل والعلم والوعي وعدم الوعي..ولما تمسّك الشعب بحبائل الاشاعات!
    فضلا ضعوا الحلول ولا ترهقوا الناس بقراءة مقالات مفلسة إلا من تهكم وسخريّة..
    بالتوفيق لكِ..

    ردحذف
  6. رائع ما كتبتيه
    والله يبعنا عن عمامننا الأعصار
    ويبعد عن الشعب الهلووووسه

    ردحذف
  7. اعذريني اختي عائشه

    ما اصاب هذا الشعب الجلي و القوي ليس بقليل رغم ذلك فلقد صمد و اعطى كل ما عنده حتى يتعدى المحنه

    اعذريني الشعب العماني اشرف من ان ياخذ حبوب هلوسه ان اصح القول فهو خائف من ان يمر بازمه اخرى لا اكثر

    لا اعلم كيف استطعتي ان تكتبي ما كتبتي و حسب اعتقادي كل منا عندما سمع بتلك الاشاعه صدقها ولو لوهله بسيطه

    عودي قليلا الى الوراء سيدتي فما مررنا به ليس بالقليل

    اعذري هذا الشعب لان عانى مما مضى

    ولكن اتمنى ان تعذريه و تعذريني لاننا مررنا بازمه و فقدنا اعزاء والشعب العماني عزيز من ان تذكري انه يستعمل حبوب هلوسه

    ردحذف
  8. أخواني .. سبق هذا الإعصار والمزعم أن يزور السلطنة إعصاران وأنتم أعلم بما أوقعى من خسائر مادية وبشرية وإقتصادية .. ومن المؤكد ان الذي عايش الإعصار بالمناطق التي أصيبت لهو أعلم بلحظة الهلع والخوف التي تصاحب فترة الإعصار !!
    أتعلمون لماذا فعل العمانيين ذلك ؟؟!

    لأن الأرصاد الجوية قبل هذين الإعصارين لم تؤكد إصابة السلطنة بالتحديد ، لذلك هوَّن القاطنون بالمناطق المهددة بالإصابة على أنفسهم ،، وقبيل وقوع الإعصار بفترة وجيزة وعند قرب الإعصار من السواحل ، يهلع الإعلام أجمع إلى المواطنين يوجوبية الإنتقال من بيوتهم إلى أراضي آمنة !!
    هذا كان حال الإعصارين المنصرمين .. أنا لا ألوم الإرصاد بما قالووه ، لأن كل ما قالووه صحيح ، لا توجد أي معلومات مؤكدة لوقوع الإعصار على الأراضي العمانية ، لكن من المحتمل ذلك ، لكن العمانيين لم يفهموا رسالة الإعلام !!

    هنــــــا !!
    يظهر الفهم الآخر الخاطئ من قبلكم أنتم ، فلو أن أحد من أقاربكم قد سار ضحية الإعصارين المنصرمين لما كانت ردة فعلكم كهذه ..
    أتعلمون يا أخوان بأن بنتاً وفي ريعان الشباب قد فقدت """كل""" أهلها أبوها و أمها وإخوانها كذلك بسبب أحد الإعصاران ؟؟!

    هل كان موقاها إزاء سماع الخبر كموقفكم الآن .؟؟؟؟
    لا أعتقد !!
    أعتقد بأنها كللت كل هذه الفترة بالبكاء والحزن على فقد فلذات أكبادها !!

    أتأسف على الإطالة .. لكن كان لا بد لكم وأن تعلموا بأن المواطنون ما عملوا ذلك إلا حرصاً منهم على أن لا يفقد أحداً غيرهم عزيزاً أو غالياً على قلووبهم !!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص