التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بينَ وارُن بوفيت .. والذينَ لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقت يمينهُم!


إذنْ لا يزَال وَارن بوفيت متربعاً على عرش التاريخ منذ أعلنَ عام 2006م عن تبرعهِ ب30مليار من ثروتهِ للأعمال الخيريّة وهو أعلى تبرّع على كوكَب الأرض ما دفعَ صحافَة ووسائل إعلام العالم لأسابيع طويلة بعدَ إعلانهِ لإفراد مساحَات واسعَة حول هذا التبرّع الخياليّ وكانَ أبرز التعليقات هوَ تصدِير نيُويورك تايمز صفحَاتها في اليوم التالي من إعلانهِ ذاك : "الأمرُ جنونيّ ، ولكننا بحاجَةٍ إلى مزيدٍ من المجانِين" ! .. نعَم ربّما ظنّ الآخرُون أنّ رجلاً مثل وران بوفيت قد جنّ فعلاً بتبرعه ذاك وفي الوقتِ الذي أزَاح وارن بوفيت آنذاك غريمَه اللدود بيل غيتس عن المركز الأوّل متربعاً لعامين في المركز الأوّل لأثرى أثرياء العالم يليهِ بيل غيتس ثمّ سليم الحلو ، كان من الواضحِ جداً أنّ بوفيت لم يكن مكترثاً كثيراً بترتيبهِ بقدرِ ما كانَ مؤمناً بقضيّة معيّنة هيَ أنّه عندَ نقطةٍ معيّنة فإنّ ازدياد الثروَة لا يجلبُ للانسان الرّاحة النفسيّة . .

بوفيت عملاق العقارات والاستثمار الضّخم الذيْ يمتلك صافي دخل يتجاوز 50مليَار دولار وأصولاً تتخطّى المائة مليَار دولار موزّعةً بين عشرات المجالات الاستثماريّة التي يمتلك فيها 10مليار فقط في أصول شركَة كوكا كولا كمَا يمتلك حصّة تقدّر بثلاثَة مليَار من شركَة جنرال إليكترك العالميّة .. بوفيت لم يجد حرجاً حينَ سئل: لماذا تبرّعت بالثلاثين مليار لمنظّمة بيل غيتس الخيريّة ولم تُنشئ منظمة خيريّة خاصّة بك؟ فأجابَ أنهُ –أي بوفيت- يرى نفسهُ جيّداً في جمع المال ويرى بيل جيتس جيّداً في إنفاقها! في إشَارةٍ منهُ إلى ثقتهِ ببيل جيتس الذيْ تدير مؤسستهُ الخيريّة استثمارات خيريّة مليَاريّة لا تشمل الولاياتِ المتّحدة فحسب بل مئات المنظمات العالميّة في كافّة أقطار العَالم . . لماذا هذهِ المقدّمة القصيرة عن وَارن بوفيت؟! حسناً سوفَ أحكِي ما شاهدتهُ قبلَ أسبوعين. .

*************

قبلَ أسبوعين كنتُ أشاهدُ نشرَة الأخبَار في قنَاة عربيّة ، وبثّت القنَاة تقريراً عن إقامَة مؤتمر خيريّ عالميّ لجمع الأموَال لتوفير لقَاحات مجانيّة للأطفَال الفقرَاء حول العَالم خاصّة مع انتشَار الدرَاسات التي تؤكّد أنّ 3أطفَال يموتون كلّ ثانيَة مصابينَ بأمرَاض كانَ يمكن تجنبها لو منحُوا اللقاحات بشكلٍ منتظم، في هذا المؤتمر الذي أقيم بتنظِيم منظمّة بيل جيتس الخيريّة وبإشرَافٍ من بيل جيتس نفسهُ خرجَ المؤتمر ب3.7مليار دولار ، وحدهُ بيل جيتس تبرّع بمليَار دولار لدعمِ اللقاحات، وتبرعّت حكُومة المملكَة المتحدَة بقرَابة مائة مليُون دولار وشاركت حكومَات ومليونيرات العَالم من كلّ مكان لدعم أهدَاف ذلك المؤتمر ، وفي نهَاية التقرير استضَاف المراسل الذي أعدّ التقرير بيل جيتس طارحاً عليهِ عدّة أسئلة كان آخرها! وأظرفهَا! وأكثرهَا خجلاً! سؤال المراسل لبيل جيتس حول حضُور العرب ومشاركتهم في التبرع فردّ بيل جيتس "بنصف ابتسامَة" قائلاً: أنّ أياً من أثرياء العرب وحكوماتهم لم يشاركُوا في التبرَع سوَى ولي عهد أبوظبي محمّد بن زَايد! في اليَومِ التاليْ .. كنتُ أجري على الانترنت بحثاً لأطوال اليخوت المتعارف عليها بحرياً لإعداد تصميم مرَاسي يخُوت أعكف عليهَا مؤخراً وكم كانت دهشتيْ كبيرَةً حينَ قادني البحثُ لدخُول موقع ويكيبيديا لأشاهد قائمَة أعدّها الموقع بأكبر يخُوت العَالم وأسماءِ ملاّكها وكانَ من الطريف أنّ القائمة امتلأت بأسماء الأثرياء العرب فبين كلّ اسمينِ أو ثلاثَة وردَ اسمُ ثريٍ عربيّ ما بينَ حكامٍ عربٍ ومليارديرات وأمراء فأينَ اختفَى كلّ هؤلاء من قائمَة المتبرعِين قبلَ أسبُوعين؟!

***************************

سأقولُ لكم أن أكثَر ما يثيرُ لديّ الضحكَ حينَ أتحدّث عن المليونيرات والهوَامير لدينا في السلطنة وعن معرفتنا بثرواتهم الضخمَة وجهلنا في الجَانب المقابل عن مشاركتهم الخيريّة في مجتمعهم فإنّ أكثر جوابٍ يثيرُ لديّ الضحك هوَ أن يقولَ أحدهم: لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقتْ يمينهُم!

هذهِ القاعدَة التيْ تنطبق على النّاس العاديين الذين "على قدّ حالهم" ولكنّها لا تنطبق على الشخصيَات العامّة ، القدوَات.. الأمثال العليَا التيْ نتداول أنّهم تبرعُوا بكذا وكذا .. لنفعلَ مثلهم ونسخّر أنفسنا كما سخرّوا أنفسهم للعمل الخيريّ .. ونتداول قصصهم وأخبارهم كما تداولنا قصص الرسول الكريم والصحابة الذين كانُوا يهبُون كلّ ما يملكون للصدقة وتناقلت قصصهمُ الألسن للحثّ على الصدقَة وضربَت بهِمُ الأمثَال .. واتخذناهم قدوَة ً لنَا .. ونحنُ نعرفُ تماماً ما أنفقت يمينهُم!

هذهِ القاعدَة التيْ لا تنطبقُ على هوسِ مليونيراتنا في جمع الريال حتّى ولو تحتَ البحر لكنّها تردُ كثيراً حينَ يأتي الأمرُ في مشاركتهم الخيريّة، أيعقل على ثرَاء هؤلاء واستحواذهم على الأخضر واليابس ألا نسمع عن زكاتهم! دعونا من الصدقَة فقد أصبحتِ اليَوم أمراً اختيَارياً جداً في الزمن الذي توقّف كثيرٌ عن إخراج زكاتهم الواجبَة ولكن لو أنّ هؤلاء الهوامير يخرجُون زكاتهم التيْ تتخطّى مئاتِ الآلاف لكنّا سمعنَا ولو لم نرَ!

أيعقلُ أننا لا نعرفُ عن تبرعَات أيّ مليونير عمانيّ سوَى بهوَان!؟

اليَوم ونحنُ نعيشُ هذهِ الثورة التكنولوجيّة الضخمَة لم يعُد العمَل الخيريّ "عملاً سرياً" .. نغطّي عليه ونحَاولُ إخفاءه بل أصبحَ مسؤوليّة علنيّة جماعيّة نحثّ فيها الآخرين على التبرع والتطوّع وأصبحَ "أمراً إلزامياً" على كبَار رجالات الأعمَال الذين يستثمرون في هذا الوطَن ويستثمرُون في شعبهِ وفي دولَة لا "تأكلهم فيها الضرَائب أكلاً كالولايات المتحدَة" وعليهِم –كما يأخذُون- أن يعطُوا في المقابل وأن يعلنُوا عن ذلك وأن يروّجوا لمشاريعهم الخيريّة وأن يتيحُوها للجميع لا لأقاربهم وأبناء قبيلتهم وأبناء عشائرهم ..

أصبحَ العمَل الخيريّ اليوم جزءاً من الوَاجهة الاجتماعيّة للشركَات الكبرى وأصبحَ جزءاً من تواصلها مع المجتمعِ الذي تستثمرُ فيهِ مواردها.. وأصبحَ جزءاً من المنافسَة في السّوق وجزءاً من كسبِ العمِيل الذي سيتجهُ للشركَة الأكثر انخراطاً في الأعمال الخيريّة إذ سيمثلُ احترامي لجهُود بيل جيتس الخيريّ جزءاً من انجذابي لسوق مايكروسوفت ومنحهِ الأفضليّة كزبُون حينَ تكُون هناك شركَة منافسة تمنح نفس المنتجات المقاربَة لمنتجات مايكرُوسفت في السّعر!

ونحنُ في عُمان لا نزَالُ نعيش هذهِ العقليّة التيْ "يضحكُ" علينَا بها "حيتَاننا" بدعوَى سريّة عطائهم الخيريّ في الوقتِ الذي يشكُو قطاع التعليم لدينَا من توفير الجوّ والمناخ الملائم للطلاب بدءاً من دراستهم في أجواء مرتفعَة الحرارَة ، أنقذهم بهَا بهوَان منذُ وفّر لهم مكيّفاتٍ قبلَ 10سنوَات ولم يأتِ بعدهُ متبرّع آخر ليقدّم التبرّع نفسه .. وفي الوقتِ الذي لا زالَ آلاف الطلابُ من أسَر الضمّان الاجتماعيّ في السلطنَة يستلمُون معونة يوميّة لشراء الطعام وقت الفسحَة من مؤسسة بهوَان الخيريّة فإنّ عشرات المدارس لا تزال تجمع التبرعات من أولياء أمور الطلبَة لتوفير مظلات لهُم أثناء الطابور لم يكلّف أي مليونير من مليونيراتنا العمانيين "بقصّ ظفر" من ثروتهِ والإقدام على التكفل بتظليل كلّ مدارس السلطنة ..

وفي الوقتِ الذيْ يوَاصل هواميرنا العمَل على مضاعفَة أرقام حسَاباتهم فإنّ أياً منهُم لم يخطر في بالهِ حينَ أصدَر صاحب الجلالة توجيهاتهِ برفع مقاعد التعليم العالي ل28ألف و400مقعَد لطلاب الثانويَة العامّة أن يصحُو أحد هواميرنا من سباته ويتبرّع كل واحد منهم بمائة بعثَة استجَابة ً لتوجيهَات السلطان وحرصهِ على توفير أكثر عدد من المقاعد لطلاب السلطنة لإكمال درَاستهم العليا ..

لم يحدث هذا أبداً فهواميرنا الذي نرَى ثرواتهم وقصُورهم وأساطيل سيَاراتهم كانوا مشغولين برفع أسعار منتجاتهم في السوق بعد زيادة روَاتب القطاع الحكومي وبعض القطاعاتِ الخاصّة .. فيمَا لا نزَال حتّى اليَوم نعوّل على الحكُومة والحكُومة فقط في دعم مشاريع البنيَة التحتيّة كرصف الطرق وتطوير الخدمَات الصحيّة .. دونَ أن يكلّف أي هامُور نفسه بالتكفل برصف طرقِ هذه الولايَة أو تلك أو توفير منح علاج طبيّ لمئات العائلاتِ العُمانيّة العاجزَة عن تحمّل تكاليف سفر علاج مرضَاها.. وارتفاع أسعار العلاج الطبيّ الخاصّ المحليّ ناهيكَ عنْ أسعَار السفر للخَارج ..

هوَاميرنَا "الذينَ لا تعرفُ شمالهُم ما أنفقت يمينهُم ولا حتّى شمَالهُم" .. لا يعرفُون قطعاً العمل الخيريّ لدعم التكنُولوجيا ، القطاع الأوسع مستقبلاً وتوفير معاهد لتطوير التكنُولوجيا في السلطنة ورفع مستوَى الوعي التكنولوجي بين الأجيال الجديدَة ..

لا يعرفُون مثلاً -وأبناؤهم يقضُون العطل في الجزرِ الأوروبيّة- عن آلاف الطلبَة الذي يمضُون 3أشهر سنوياً "لا شغلَة ولا عملَة" سوَى التسكع في ملاعب كرَة القدَم دونَ أن يجدُوا مراكز صيفيّة تقدّم لهُم الثقافَة والمعرفَة والعلُوم وتدربهُم "مجاناً" على المهنِ الحرفيّة والأعمَال اليدويّة أو معاهد لغَات تطوعيّة وتقنيّة..

هوَاميرنا لا يعرفُون عن مراكز الدرَاسات التي لا تزَال في بلدنَا حكراً على الدعم الحكُوميّ فحسب .. لا يعرفُون مثلا عن جوَائز تخصص لحلّ المشاكل التيْ يعاني منها المجتمع مثل توفير جوائز لدرَاسات حول تقليل حوادث المرور ، بحُوث عن مرض السكريّ الذي أصبح يصيب الكبير والصغير ، عن انتشار الجلطات القلبيّة والسرطانات في قلب المجتمعِ العُمانيّ ..

هوَاميرنا "مشغُولون بالإنفاق الذي لا تعرفُه شمَالهم" .. في الوقتِ الذي لا يخلُو أسبوعٌ من صورٍ لعائلات محتاجَة وقصص مأساويّة تنشرها الصّحف ومنتديَات الانترنت..

قبلَ أسابيع طالعتنا الصّحف ببيع شقق فاخرَة في مجمّع سكني بمدينَة السلطان قابُوس كلّ شقَة تبدأ ب270ألف ريال .. هذا المجمّع المملوك لأحد وزرَائنا المليارديرَات المخلُوعين .. وحينَها تساءلتُ لو أنّ هذا الرجل تبرّع بسعر شقة واحدَة فقط وأعلنَها لدعم بعثات لعُمانيين كم عمانياً كان ليستفيدَ من 270ألف ريَال! غيرَ أنّ الإجَابة جاءتنيْ سريعَة ً حينَ قيلَ لي: "ما أدراكِ أنهُ لا يتبرّع!" وهكذا إذنْ لا نزالُ نبررُ لهواميرنا بأنّهم ينفقُون ما لا تعرفُ شمالهم ما أنفقتْ يمينهُم.

********

ليستْ مشكلة ً على الإطلاق أن يكبرَ حيتَان السوق .. أن يستثمرُوا في هذا الوطن فهم في النهَاية أبناؤه ، ليسَت مشكلةً أن يسخرَ أخطبوط السوق المكسيكيّ والأثرى عالمياً سلِيم الحلو من بيل غيتس ويقول عن نفسهِ: أنّه ليس بابا نوِيل ليمنحَ الناس هداياً وأموالاً كمَا يفعلُ غيتس لكنّ سليم يعتقد أنّ العمل الخيري يكمُن في تطوير القطاع الصحيّ وتطوير التعليم في المكسيك مستثمراً فيه مئات الملايين .. حسناً! ليست مشكلَة حينَ تختلفُ أشكالُ العمل الخيريّ ولكننا نتفقُ على أنّ العمل الخيريّ بكلّ أشكالهِ هوَ مسؤوليّة أساسيّة .. لكنّها تصبحُ مشكلة ً كبيرَة حينَ يصبح العمل التطوعيّ والخيريّ "خيَاراً"! وحينَ لا يصبح العملُ الخيريّ ثقافَة شعب.. وفيمَا يقالُ أنّ 95%من سكّان كندا منخرطون بشكلٍ أو بآخر في الأعمال الخيريّة بكافَة عرقيَاتهم وأديانهم .. فإنّ من الصَادم أن تغيبَ ثقافة العمَل الخيريّ وهي ثقافَة واسعَة جداً بالمال ، بالجهد العضلي، بالكتَابة ، بالموهبَة ، باللغَة ، بالمعرفَة ، بالتخطيط عن ثقافَة شعُوب وألا يتحرّك العمل الخيريّ فيها بصفَة ثقافَة وإنّما بإلهَام وحثّ وترغيب وترهِيب من دينها الحنيف الذيْ وردتْ كلمَة الصدقَة في قرآنهِ 12 مرّة وكلمَة الزّكاة 32مرّة ونحنُ لا نزَالُ بعدَ قرنٍ ونصف لا نزَال في أولَى مراحل فهمنا لأهميّة الصدقة والزكاَة في المجتمع أثرها ، أشكالها ، مظاهرها ، قدسيّتها! في أولى مرَاحل التأسيس للعمَل الخيريّ الجماعي ونحنُ .. نحنُ أبناءُ هذا الدين الذي يقولُ قرآنهُ: "لنْ تنالُوا البرَّ حتى تنفقُوا مما تحبّون" .. ونحنُ من نحنُ سوَى أمّة محمّد التيْ قالَ لها: "إنّ الصدقَة لتطفئ عن أهلهَا حرّ القبُور" وقَالَ: "كلّ امرئٍ يومَ القيَامة في ظلّ صدقتهِ حتّى يفصلَ بينَ الناس"!

ليستْ مشكلة ً أن يأتي المستثمرون الأجانب والعمانيُون وأن يجتذبهُم السُوق العُمانيّ، أن يضاعفُوا ثروَاتهم ، أن يتنَافسُوا لكنّها تصبحُ مشكلة ً كبيرَة ً حين تصبحُ ثروَات هذا الوطن للجميع ولكنّ تطويره للحكُومة .. وكلّ عملٍ غير ربحيّ فيه هوَ من واجبَات الحكُومة وأعمالها!

وحينَ كتبَ ديفيد كاميرُون رئيس الوزرَاء البريطاني في صحيفَة الأوبزيرفر عن أنّ التبرّع للقاحات هوَ "مسألةً أخلاقيّة" على كلّ الحكومات والأثرياء التعاونَ فيها فإنّ المشكلَة ليستْ في أنّ الأثرياء العمَانيين يتعاملُون معَ العمل الخيريّ بصفتهِ "مسألةً أخلاقيّة" ولكنْ بأن يتجَاهلُوه بصفَتهِ الدينيّة .. في الزّمن الذي أصبح التطوّع مسألةً أخلاقيّة للانسانِ الغربيّ وأصبَح مسألة "هامشيَة" في الثقافَة العربيّة!

وليست مشكلة ً أن تخبرنيْ قريبتيْ التيْ تعمل في إحدَى بنوك نزوَى عن عشرَاتِ المليونيرات والتجّار الذينَ يقيمُون بينَ ظهرانينا في نزوَى المندسين الذينَ لا نعرفُ عنهم شيئاً بينمَا نعدمُ في نزوَى طرقاً داخليّةً مثلَ العَالم والنّاس، ومراكز ترفيهِ مجانيّة للأطفال مثلَ العَالم والنّاس، ونستقبلُ كلّ أسبُوع عشرَات الرسائل لمساعدَة فلان الذي يحتَاج مساعدَة لشرَاء كليَة وفلانة الأرملَة التيْ لا تجدُ مأوَى لأطفالها ، وفلان المعاق الذي في رقبتهِ7أطفال ..... إلخ! هواميرنا في نزوَى الذين نرى "تطاولهم في البنيَان" .. ولا نرَى منهُم شيئاً!

أحلمُ بمؤسسة الزبير الخيريّة لدعم الأطفَال الموهوبين .. أحلم بمؤسسة مقبُول سلطان للدرَاسات التكنُولوجيّة ، أحلم بمؤسسَة الزوَاويّ للمنح الطبيّة وتطوير القطاع الصحيّ ، أحلم بمؤسسة كيمجيز للأبحاث العلميّة ، أحلُم بمؤسسة مكّي لرصف الطرق ، أحلُم بمؤسسَة الشنفري للبعثَات الدرَاسيّة العليَا .. أحلُم بمؤسسَة حيدَر دروِيش لدعمِ المرأةِ العُمانيّة ، أحلُم بمؤسسَة محمّد البروَاني لدعم أصحابِ الاحتيَاجات الخاصّة.. أحلمُ بمؤسسةِ الكميَاني لدعمِ المراكزِ الصيفية ، أحلمُ بمؤسّسة الكيُومي لدعم الثقافَة العمانيّة ، أحلُم بمؤسسَة الوهيبيّ لتطوِير الترجمَة أحلمُ بمؤسّسة الخصيبيّ لمكافحَة المخدّرات أحلمُ بمؤسسةِ المعشني لدعم العمَل التطوعيّ للشباب ، وأحلمُ بمؤسَسة خالد بن حمَد لدعم العمل الإعلاميّ الشبابيّ في السلطنَة ..

أحلمُ بأسماءٍ كثيرَة و"ببوفيتَات وغيتسَات كثر عمُانيين" وإنْ كانَ بوفيت يعيشُ في بيتٍ ذي ثلاثٍ غرفٍ اشتراهُ قبل 50 عَاماً وإنْ كانَ بوفيت يذهبُ للعمل بـ"سيكله" .. وإن كان بوفيت يسافر على متنِ طائراتٍ عامّة رغم أنّه يملكُ أسطُول أكبر شركة طيرَان أميركيّة ، وإن كانَ بوفيت لا يمتلكُ في مكتبهِ حاسباً وإنْ كانَ بوفيت يقُود سيَارة مرسيدس 88 .. فإنني لا أطالبهم بأن يكُونوا مثله .. لا أطالبهم بألا يتمتعُوا بثرواتهم بألا يرفهُوا أنفسهم ، بألا يمتلكُوا القصُور والسيَاراتِ الفخمَة ..بأن يتوقّفوا عن إنفَاق مئات الآلاف في السّفر أثناء عطلهم الصيفيّة في أوروبا مع عائلتهم لا أطالبهم بكلّ ذلك .. ولكنيْ أتمنّى أن يملكوا قليلاً من فهم هذا الرجل لدور العمل الخيريّ ، لأسسه، لمفاهيمهِ، لمردودهِ وأثرهِ .. أحلُم بمليونيراتٍ يفكرُونَ بعقليّاتٍ تفكّرُ كما يفكّر هؤلاء.. أحلُم بأشياءٍ كثيرَةٍ جميلة لهذا الوطَن الجميل ، هذا الوطَن الذيْ مهمَا منحنَاه فلنْ نردّ قليلاً من عطائهِ وخيرهِ علينا .. أحلُمُ كثيراً .. كثيراً إلا أنني أفيقُ لأتذكّرَ أنني في عُمان!!!

تعليقات

  1. صحيح استاذتي
    ليت أن في عماننا الحبيبة من يتبرع بجزء من ماله
    وليتني غني حتى اتبرع بما لدي ..
    وليتنا نلتفت قليلا إلى ديننا الحنيف الذي يحض على التبرع ونحن أولى بأن نتبرع لا هؤلاء
    دمتي بود استاذة

    ردحذف
  2. شكرا أختي الفاضلة على هذا التقرير ، أما أنا أحلم بجمعية خيرية تدعم صندوق الزواج وأحلم بجميعة خيرية لطباعة الكتاب العماني وأحلم بجمعية خيرية لدعم المكتبات الأهلية ، وأحلم بجميعة خيرية تهتم بالشباب الموهوبين وأحلم بجمعية خيرية بدعم المراكز الصيفية .

    ردحذف
  3. رجال اعمال بس همهم تحسب الفلس والفلسين *** وجفن الطفل في غزة لذيذ النوم حارمها

    ردحذف
  4. للأسف ثقافة التبرع والعمل الخيري والتطوعي لدينا في العالم العربي متدنية جداً..ربما بسبب الفراغ الكبير بين تعاليم الاسلام والمسلمين، بين نظام التعليم والثقافة..بين النظريات والتطبيق..بين المعرفه والعادات الاجتماعية الضحلة!!
    المتبرعين/المزكين/المتصدقين .."سميهما ما شئت" في خليجنا النفطي قليلين جداً بالمقارنه مع عدد الاغنياء والمليارديرات.. قليلين هم من نسمع بأن تبرع بثلث ثروته كالسعودي الدكتور عبدالله بن محفوظ..أو غيره من الاثرياء كبهوان رحمة الله عليه ومحمد بن راشد وغيرهم.
    بعد اعصار فيت الاخير..جمعت هيئة الاعمال الخيرية بجهد كبير وجلّه من البنوك والشركات مبلغ 175 الف ريال ، وزعته حسب تقريرها ل 900 حالة أي بما يعادل 192 ريال لكل حالة!!! يعني المبلغ اقل من قيمة الفيلا التي ذكرتها في مثالك!!!
    أنا اراهن لو ان هؤلاء الاغنياء أدو زكاة اموالهم المفروضة فقط لسددت قروض جميع الناس وقروض الدولة ايضاً وربما لتحقق ذلك من زكاة شهر واحد فقط!!
    شكراً لفكر نير كأنتِ.. ولموضوع قيم خطته اناملك ..نرجو نشر مثل هذه المواضيع مراراً وتكراراً والله الموفق.
    جمال العبري

    ردحذف
  5. من المعروف في الإسلام أنه لا مانع من الإعلان عن الصدقة إذا كان الغرض منه التشجيع.

    ردحذف
  6. "من بقك لباب السما" فإنه لهذه الأعمال الإنسان الإنسان
    خالد الشعيلي

    ردحذف
  7. تذكرت أنه في نهاية العام الماضي كان في موقع ويكيبيديا اعلان عن طلب تبرعات لدعم استمرار الموقع الذي التزم منشؤه بمجانيته، وأتذكر أنني كنت أغلق هذا الإعلان بمجرد فتح الموقع، وعندما سألت بعض معارفي إن كان تبرع أو يعرف أحدا قد تبرع فكانت الاجابة ابتسامة حرجة، فهل يعرف أحدكم أحدا تبرع لهذا الموقع الذي نعتبر وجوده ضربة لازب؟
    خالد الشعيلي

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أعجبني المقال وحرك فيني كل الوجدان
    إنما أختلف معك في تفصيلة صغيرة كبيرة
    الأسماء العمانية التي سردتها بالمقال وسأقول غالبيتهم حتى نستثني من يستحق الإستثناء- هذه الأسماء أكلت خيرات عمان واستحوذت على مواردها ولهفت حقوق وخيرات أهلها وحسب ما جاء من كلامك أن مشاريعهم الخيرة لأبناؤهم فقط

    وإلا فهل يعقل أن تكون جيوب وبطون مجموعة تعد بأصابع اليدين فقط متخمة وتكاد أن تتفتق إن لم تكن تفتقت وبقية الشعب العماني يعيش نكدا لم يترك لهم ثقب إبرة يسترزقون منه إلا زاحموهم عليه وظفروا به وإلا سد عليهم بالقوانين والرسوم والمطالب التعجيزية التي إن تغالب معها أحدهم إنكب وتلوى يعتصره ألم الدين والترنح بين محاولة الوقوف على قدميه والفشل في مشروع يحلم منه بسط شبر من بحبوحة عيش
    إني لأعجب أنه حتى الساعة وبعد أن شهدت عماننا الغالية نوع من التطهير من رموز الفساد وبقي منهم أشلاء مازالت وأرجوا أن يطالها التطهير يرغدون فيما نهبوا واستحوذوا من خير عمان كان حكرا عليهم حتى أنني لأشتعل غيظا وأكاد أنفجر غضبا عندما أتذكر ذلك الخائن واسمحوا لي أن أصفه بالبانياني - أحمد مكي - عندما قيل له في جلسات مجلس الشورى بأن هناك أسر فقيرة بعمان الخير بل أسر معدمة وأنا أقول أن هناك أسر سمعت عنها بمسجد حلتي أنهم يبحثون في حاويات القمامة ليقتاتوا لعيالهم.. فيرد عليهم من أين لكم بهذا الكلام إنما أنتم تشهرون ببلدكم، هو وطني بالفعل وقلبه وهمه على عمان الخير ونحن من نخرب سمعة ومكتسبات تراب عمان الكريم وأنا أقول لكم أنه وغيره من الحثالة الذين انبلج الصبح عن حقيقتهم كانوا يرغدون بغير حق في خيرات هذا الوطن الغالي حتى أن خمرهم وفسقهم ودعارتهم كانت على حساب أموال عمان الخير.. حتى أن أحدهم يحكي لي أنه كان يداخل بعضهم بيوتهم ويشرب من بارات أقاموها بمنازلهم.
    وذلك النذل الخسيس الذي نهق كالحمير وعوى كالذئاب عندما كشف أن بعض منتسبي جهاز المرور يحولون المخالفات إلى أناس أبرياء وقال أنني سأضرب بيد من حديد وقد أعطيت الصلاحيات .. خسئت وقطعت يداك ورجلاك من خلاف
    أما ذلك النمس الملعون كبير الخونة الذي دانت له عمان بأقاصيها وجعلت أمانة بيديه فأمسكها بيد فاجره وجعل أعزة أهلها أذله فدس البعوض بين الناس ليخرس الأمين ويعتقل الشريف ويطوي المخلص بين طيات الظلام والظلم ليصفو الجو له ولمخططه النجس ألا وهو علي بن ماجد لا علا ولا تمجد.
    آه وآه أني لأعجب كيف غفلت عنهم العين والأذن في حين أن روائحهم كانت تزكم الأنوف بعفنها فكان رغد العيش لهم وهم عشرات بعدد أصابع اليد وباقي الشعب بالملايين يعيشون النكد والكدح.. ولم نسمع عن أؤلئك الأنجاس غير الإقصاء من وظائفهم وقيل أن لا أدلة تدينهم على فعائلهم حين مثل الشعب 7 آلاف رفعوا دعوى لملاحقتهم وتقصي حقائقهم لماذا يا تاج عمان لماذا ؟ لقد ركنت لهؤلاء القلة وتركت شعبا يحبك وأضاء الكون بنور وضاء يتلألأ في الآفاق نحبك يا قابوس نفديك بالأرواح حين خرج الناس يطلبون الحقوق فدس الأوغاد بينهم شرذمة قليلون ليفسدوا بين الناس ويخربون البلاد.. بينما من لفق بحقهم التهمة الشنعاء وهم براء براءة الذيب من دم ابن يعقوب حوكموا غدرا وظلما وإن شئتم فاقرأوا كتاب - ما لاح لاح وما خفي فاح- فقد تنبأ بهذه الخيانة الكبرى من هؤلاء الخونة دونما إدراك ولا سابق علم كما جاء من الشيخ الشعراوي منذ سالف عهد وهو الآن طي الثرى قد حكى عن ثورة الشعب وثورة الثائر وكأنه يناضر شعب مصر في ثورة 25 يناير 2011
    هذا الكتاب قد استقرأت منه كأن أؤلئك الأوفياء الشرفاء ربما كانوا قاب قوسين أو أدنى من كشف المؤامرة الكبرى لعمان وقائدها أو أنهم ربما سيكونون عقبة كبرى في مسارها الدنيء فألبسوا عباءتها وأدينوا بها قبل وقوعها فكان ما كان والكتاب يحكي وقائع حدث في هذين الشهرين المنصرمين بينما ألف الكتاب في العام 2005 على حسب ظني تبعا لما جرت عليه أحداث الواقعة الدنيئة
    وعندي نسخة إلكترونية منه وهو محظور بيعه
    ناصر الذهلي

    ردحذف
  9. على قدر أهل العزم تأتي العزائم يا أستاذتي يا عائشة
    ألا ليت شعري هذه الشرذمة من البشر أعمى المال بصائرهم وما عاد ينفع الكلام معهم

    ردحذف
  10. أتمنى أن تنشري هذا المقال في أكثر من جهة ، ليحقق الهدف الذي أردتيه حين كتابته
    بالتوفيق

    ردحذف
  11. شكراً على المقال الرائع المفيد, وأوافقكي الرأي في جميع ما ذكرتيه- أتمنى كل هوامير عمان أن يصبحوا مثل المرحوم الشيخ سعود بهوان

    ردحذف
  12. الاخت االعزيزة

    بداية بورك قلمك علي هذه الكلمات الراقيه والوصف الدقيق. فعلا لقد وضعت الاصبع في الجرح.

    أسميحيلي بداية أن أختلف معاك قليلا ومع الاخوان في تعليقاتهم في شخصنة المقال و لكني أرى ان الرسالة كانت ستصل ولقد وصلت فعلا للكل حتي من دون ذكر أسماء الاشخاص لانها قد تكون سلاح ذو حدين. فمنهم ومنا من يكون هذه الكلمات سببا في صحوته وان كانت متأخره ومنهم من قد يتخذ الشخصنه سببا في النفور أكثر وفي النهايه الجميع سيقف بين يدي الله وسيسئل عن ماله من اي اكتسبه وفيما انفقه وأقول للاخ ناصر الذهلي أن كانوا قد نجوا من الحساب والعقاب في هذه الدنيا فوالله لن ينجوا من الحساب يوم القيامه واحذر ان تاثم بسبهم وذكرهم بألفاض نابيه لانك ستسأل عن ما لفظ لسانك يوم القيامة.

    الجانب الاخر كنت اتمني أن تضعي بعض الحروف ما هو واجبنا نحنا كا افراد في غرس وتقوية هذه الخصله الحميده - خصلة المشاركه والتبرع- في اطفالنا وعلي مستوي عائلاتنا الصغيره. صحيح ان ديننا الحنيف قد أمر وقنن حقوف وواجبات الفردتجاه مجتمعه وأوضح اليات التعامل مع المال لكن هل فعلا قدمنا هذا الغرس لآطفالنا طبعا لا؟ اذن ماذا نتوقع منهم غدا الا من رحم ربي. وهل نحنا كأفراد بسطاء ومن عامة هذا الشعب قدمنا ما عليناكل حسب طاقته حتي نطلبه من من اغنيائنا؟

    وختام كلامتي, دعواتي لك وللجميع بالتوقيق في ما من ِشأنه ان برقي بهذا الوطن الي الافضل.



    و تقبلوا مروري..... أخوكم أبو رفيدة

    ردحذف
  13. الاخت االعزيزة

    بداية بورك قلمك علي هذه الكلمات الراقيه والوصف الدقيق. فعلا لقد وضعت الاصبع في الجرح.

    أسميحيلي بداية أن أختلف معاك قليلا ومع الاخوان في تعليقاتهم في شخصنة المقال و لكني أرى ان الرسالة كانت ستصل ولقد وصلت فعلا للكل حتي من دون ذكر أسماء الاشخاص لانها قد تكون سلاح ذو حدين. فمنهم ومنا من يكون هذه الكلمات سببا في صحوته وان كانت متأخره ومنهم من قد يتخذ الشخصنه سببا في النفور أكثر وفي النهايه الجميع سيقف بين يدي الله وسيسئل عن ماله من اي اكتسبه وفيما انفقه وأقول للاخ ناصر الذهلي أن كانوا قد نجوا من الحساب والعقاب في هذه الدنيا فوالله لن ينجوا من الحساب يوم القيامه واحذر ان تاثم بهم بسبهم وذكرهم بألفاض نابيه وانت ما متأكد لما تقول لانك ستسأل عن ما لفظ لسانك يوم القيامة.

    الجانب الاخر كنت اتمني أن تضعي بعض الحروف ما هو واجبنا نحنا كا افراد في غرس وتقوية هذه الخصله الحميده - خصلة المشاركه والتبرع- في اطفالنا وعلي مستوي عائلاتنا الصغيره. صحيح ان ديننا الحنيف قد أمر وقنن حقوف وواجبات الفردتجاه مجتمعه وأوضح اليات التعامل مع المال لكن هل فعلا قدمنا هذا الغرس لآطفالنا طبعا لا؟ اذن ماذا نتوقع منهم غدا الا من رحم ربي. وهل نحنا كأفراد بسطاء ومن عامة هذا الشعب قدمنا ما عليناكل حسب طاقته حتي نطلبه من من اغنيائنا؟

    وختام كلامتي, دعواتي لك وللجميع بالتوقيق في ما من ِشأنه ان برقي بهذا الوطن الي الافضل.



    تقبلوا مروري..... أخوكم أبو رفيدة

    ردحذف
  14. أختي عائشة .. أشكرك على هذا المقال الجميل والثري كما عودتنا دائماً .. وأحب أن أضيف لإخوتنا القراء الأفاضل رأيي .. وهو أنني لا أحبذ أن أسأل هؤلاء عطاءًوبذلاً لوطن أكلوا من خيره وثماره .. بل أفضل أن ينظر كل منا فيما يمكن أن يقدمه بشتى الوسائل ومنها أن نفرض على أمثالهم أن يبذلوا .. فمثلاً "نصدع روسهم" عشان يرعوا الفعاليات الخيرية التي نقيمها وما أكثرها .. ولقد لاحظت أن عدداً من الفعاليات التي تقيمها الجاليةالهندية تحظى بدعم عدد كبير من الشركات العمانية التي لا نكاد حتى نسمع بها .. والسر أن اللوبي شغال صح .. والحكاية تطول .. وعلى كل حال فهناك الأمل الكبير في شباب أشاركهم أحياناً في بعض الأعمال الخيرية .. والله تثلج الصدر .. وبجهود فردية .. دمتم بأمل كبير أيها الأحبة

    ردحذف
  15. عجبني المقال كثيراً وأشد على يديك في كتابة مواضيع من هذا النوع، بارك الله فيك... في رأئي ان المشاركة في الاعمال الخيرية ليست منوطة فقط بمن لديهم سعة من المال في السلطنة ولكن بالجميع؛ كل بقدر... نعم انها ثقافة العمل الخير غير متواجدة لدينا في السلطنة ولعل ما يجعل المشهد أكثر أيلاماً ان من لديه ليتبرع وإن قل فقد حجمه البخل أو مشاريع دنيوية لا يدري ان كان سيعيش لتحقيقها أما لا.....

    ردحذف
  16. التنبيه لأهمية العمل الخيري او المسوؤلية الاجتماعية للشركات والمؤسسات لا ريب انه مهم كما ورد سابقا أحلام عائشه أحلام جميلة علها تتحقق في العلن كما قد تكون محققه في السر
    الإنفاق في عمان الداخل ضعيف جداً اقصد الإنفاق من اجل الخير وهذا ربما مرده الى جهل بأهمية الإنفاق وتدوير الاموال من خاصه الى عامة
     المقال يلوم الأغنياء من القوم هذا اذا كانوا كذلك لأنني استقي من الاخبار ان اقتصاد غني كاقتصاد امريكا هو اقتصاد مديون والخزينة كانت على حافة الإفلاس او عدم القدرة على السداد / سداد الدين لذا قد يكون القوم مديونون وعلينا ان نساعدهم في سداد دينهم فلا تجب الزكاة على المدان قبل ان نطالبه بالصدقه
    والصدقة لها اوجه ولها اشكال ولها طرائق تبدا بابتسامة وتبلغ ثلاثين مليار كما فعل بوفيت صاحب عائشه في مقالها
    بعد الهذر اعلاه اقصد هذري في تعليقي ما وددت قوله " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " صدق الله العظيم المقصود بالجوع هو جوع مثل ما يحصل بالصومال والمقصود بالامان هو ان تستقل مركبتك وتنطلق بها في لحظة تريد الى مكان تريد بدون وجل وبدون خوف
    نحن لسنا جوعى ونحن لسنا خائفيين
    عمان في نعمة علينا ان لا نرتجي الصدقات لا من الداخل ولا من الخارج نحن في خيرا عميم علينا ان نتوجه للبناء بناء العزة فالمسلم عزيز النفس يجب ان لا تستجدي يا عائشة انك لوامه للغير بمقالك وانك تستجدين من أغنياء وطنك وانك ورطت قريبتك في بنوك نزوى لانها اخبرتك عن اسرار حسابات أغنياء نزوى وهذا خطير وما زلت ارى في مداد قلمك الخير الكثير فدعي عنك الاستجداء واتحفينا بالاعتلاء
    حفظ الله عمان والعمانيون

    ردحذف
  17. للعلم,,, االذين يتبروعون وبقوه هم مجموعه بهوان.. والزبير(دار العطاء) فقط..

    إين اغناء الداخليه من التبرع ,, لا نسمع عنهم أبدا.. مثلا مجموعه الخليلي.. الذين استحوذو أو استقطعوا على أراضي مسقط..واصبحوا مليارديريه من هذه الاراضي..

    ردحذف
  18. الحياة أمل من فقد الأمل فقد الحياة .. دائماً تفاؤلوا بالخير ..

    القادم خيراً - بإذن لله -

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي