التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نموتُ .. نمُوتُ .. فيمُوت الوطَن!

"في بلادٍ ..

نسجَ الخوفُ

على الأعينِ

ظلّ العنكبوتْ . .

لم نعد نبكي

على مَنْ ماتْ

بل مَنْ سيموتْ"

عبدالرزّاق الربيعيّ


نعُم .. لم نعدْ نبكِي على أمواتنا .. بل على أحيَائنا الذينَ ينتظرُون دورهم في حفلاتِ الموتِ الجماعيّة التيْ تقامُ يومياً على طرقَاتنا ..

نعم لمْ نعد نبكيْ على الأموَات .. لأنّهم أصبحُوا أرقاماً حاضرَة في تاريخ كلّ أسرة عُمانية .. لا نسأل هل فقدتم في حوادث السّير ولكن نقُولُ كم فقدتُم؟!

وإن كانَ عبدالرزّاق الربيعيّ كتبَ عن أبناءِ وطنهِ في العراق الذينَ يقضُون حتفاً في صراعاتهم الطائفيّة وفي التفجيراتِ الإرهابيّة وبرشَاشات المحتلّ، وإنْ كان الشباب في البلدانِ العربيّة يقضُون حتفاً برصاص قنّاصة شرطتهم في مظاهراتهم ضدّ أنظمتهم.. ويقضُون حتفاً في ساحاتِ الجهاد .. يمُوتون في سجُون تعذيب مخابرات حكوماتهم فإنّ أياً من هذا لا يحدثُ في عُمان وإنّما يمُوتُ العُمانيّ في توَابيت حديديّة .. في أكفانٍ من معدن يقُودها فيعُودُ إلى عائلتهِ جثّة ً هامدة ..

أشعرُ بالفجيعَة وأنا أقرأُ كلّ يوم ضحايا حفلاتِ الموت الجماعيّة في عُمان .. أصَابُ بالفجيعَة حين أفكّر أنّ المجتمع بدأ يعتَادُ سبب القتلِ الرئيسيّ في عُمان .. وبدأ يعتَادُ فكرَة الموتِ في الحوادث .. وأنّ أياً من ولايات السلطنة لم ترفع حتّى الآن حالة طوارئ بينَ سكّانها ..لم يشكّلوا لجنَة طوارئ لمداراة المجازر اليوميّة التي تفتكُ بنا .. أنّهم لم يخرجُوا بأطفالهم ونسائهم ومواشيهم مستجدين "يستسقونَ" الرّحمة من الله ليكفّ عنهم "ابتلاء الحوادث" .. ابتلاء الحوادث الذي فتك بهم أكثر من جفاف الأرض التي لم يَتوقفوا عن صَلواتِ الاستسقاء ليحييها بالمطر ولكنّهم لم يخرجُوا كذلك ليستسقوا فيحيي اللهُ الصحوَة في قلوبِ أبنائهم .. أنّهم لم "يعتصمُوا" مطالبين الحكُومة بوضعِ قوانين أكثر صرَامة من مجرّد شعارات معلّقة على جانب الشارع!

يشعرنيْ بالفجيعَة أنّ الشعبَ العُمانيّ لم يستيقظ بعدُ على جديّة "المصيبَة" التيْ هوَ مقدِم عليها .. في الوقتِ الذي تشكلّ فئة الشباب غالبيّة قتلى الحوَادث .. وإنْ كانتِ البنية التحتيّة لقطاع الطرق في عُمان تلعب دوراً كبيراً في القتلى وتتحمّل مسؤوليّتها الدولة فإنّ الأرقام الضوئيّة للقتلى لا تعبّر فقط عن مشكلة في قطاع النقل وإنّما عن وجود ثغرَة خطيرة في عقليّة المجتمع العُمانيّ ..

مجتمعنا الذي يتعدّى المليونين بقليل اعتَاد على يفتحَ الجريدة ويطالع خبر وفاة 20 فرداً هذا الأسبوع في الحوادث .. أربعة قتلى في حادث واحد .. موت عائلة بكاملها في الشرقيّة .. احتراق مركبتين بركابهما في نزوى ..

البارحَة كنتُ أخبر زملائي أنّ عدد قتلى الحوادث للأسبوع الماضي في السلطنة بلغَ 22 قتيلاً .. وكم كانَ الجميعُ صعقاً لسماعِ هذهِ الاحصائيّة .. ففي دولة كالمملكة المتّحدة يمُوت فيها شخصٌ بسبب حادث سير من كلّ 17ألف شخص نسمة .. يبدُو رقماً خيالياً أن يموتَ شخص عُمانيّ من كلّ 2000شخص في عُمان! يا إلهيْ! ألا تلمحُون معي حجمَ خطورَة المسألة؟

وحينَ نتحدّث عن وصولِ أعداد الوفيّات إلى هذا الرّقم فنحنُ يجبُ أن نغطي أيضاً نمط القوانين المؤطّرة للقيادة لدينا في السلطنَة .. إذ لا تزالُ قوانينُ المخالفات تتعامل بليونَة مع المخالفين .. قيمَة مخالفة السّعر المتدنيّة فيما رفعت الإمارات العربيّة المتحدة سعر مخالفة السرعة فوق المسموح إلى قرابة 60ريال عُمانيّ .. تخيّلوا لو أنّ سعر المخالفة لدينا هكذا في عُمان فإنّ تحصّل أي قائد مركبة لمخالفة سرعَة بهذهِ القيمة فستجعله يفكّر ألف مرّة قبل أن يعيد الكرّة وهو يعرفُ أن 60ريالاً تنتظرهُ ليدفع قيمة المخالفة .. في عُمان لا يمرّ يومٌ دون أن نقف عند إشاراتِ المرور ونلمح أمامنا السيّارات تتدافع حتّى حين تتحوّل الإشارة للحمراء لتقطعَ سيّارةٌ بسرعة جنونيّة الإشارةَ الحمراء .. ألا ينبغي التعامل مع هذا الواقع اليوميّ بقانونٍ أكثر صرامة؟

لا يمرّ يومٌ ولا نلمحُ سيّارة تطيرُ بسرعة 140كم/الساعة وما أن تصلَ عند الرادار تضيء مكابحُ السيّارة الحمراء .. ولا يمرّ يومٌ دون أن نلمح عُمانياً يقودُ وهو يتحدّث على الهاتف ..

وليسَ غريباً جداً أن نمرّ على العُمانيّ وبجانبهِ في المقعدِ الأماميّ يقفُ طفلهُ ذو البضعِ أعوام ..

ثقافَة الأحزمة في المقاعد الخلفيّة للأطفال لم تُخلَق بعدُ في عُمان .. في الوقتِ الذي لو فعلها أيّ عُمانيٍ في دولةٍ كالمملكة المتّحدة فإنّ أوّل ما سيحدث هوَ سحب وصايته على طفلهِ منه ومنحها للجهات الاجتماعيّة .. ربّما حتّى ينزلَ اللهُ رحمتهُ على عبادهِ فيصدرَ قانونٌ يمنعُ الآباء من القيادة ما لم يربط أطفالهُم أحزمَة الأمان .. بل إنّ العمانيين لا يستغربُون إطلاقاً رؤية عُمانيّ يضعُ "بينَ رجليه" طفلهُ الرضيع وهو ممسك بمقودِ السيّارة .. هذا الموقف بالذّات تحدّث إليّ عنهُ بدهشَةٍ أكثر من أجنبيّ قاد في شوارعِ السلطنة وصادفَ هذا الموقف .. وقدِ استمعتُ إليهِم دون أن أخبرهم أني أعرفُ نساءً .. يرضعنَ أطفالهنّ وهنّ يقدنَ السيّارة!! تخيّلوا!

أوّل ما يدهشُ الغريب هنا في عُمان .. أنّ الفتيات يقدن السيارات في كثيرٍ من الأحيان بتهورٍ لا يقلّ عن الرجال .. بل إنني بتّ ألمح كثيراً كيف تتخطى فتياتٌ كثر في ذروة الزحام السيارات التي أمامها وتعبر داخل الخط الأصفر الجانبيّ للشارع .. كيف تقف فتيات في مواقف المعاقين .. ربّما لاعتيادهنّ ثقافة: أنتِ فتاة؟! إذن تفضّلي!

لا يمرّ وقتٌ دون أن نلمحَ عُمانياً يقودُ بيدٍ ويشربُ "شاياً ساخناً" في اليد الأخرى ..

لا يمرّ وقتٌ دونَ أن نلمحَ عُمانياً .. "يرجع للخلف" في الشارع العامّ وقد فوّت مدخلاً جانبياً محاولاً الدخولَ لهُ مجدداً..

لا يمرّ يومٌ دونَ أن نقودَ في الخطّ السريع في الشارع فتلتصق خلفنا سيّارة ملحّة تارةً بالضوءِ الأقصى وتارةً بجرس السيّارة على أن نتزحزح من أمامها بينمَا تفصلنا عن مقدّمتها "بضع سنتيمترات"

لا يمرّ موقفٌ دونَ أن يفاجئنا أصحابُ التكَاسي "بمقالبهم" اليوميّة في الشارع ..

لا يمرّ يومٌ دون أن نلمح سيّارة تعبرُ داخل الخطّ الأصفر في الصباح .. متجاهلةً عشرات السيارات التي تتخطاها ..

لا يمرّ وقتٌ دونَ أن نقرأ في الصّحف خبرَ موتِ طفلٍ رضيعٍ في حادثٍ لأنّ "والديه" لم يكلّفا أنفسهما عناء توفير كرسيّ خاصّ له في السيّارة ..

لا يمرّ يومٌ في عُمان دونَ أن نلمحَ "الآسيويين" يتقافزُون أمامنا في مشهدٍ انتحاريّ لعبُور الشّارع ..

ولا يبدُو كلّ ذلك مستغرباً وأغلبنا نتاجُ "تدريبٍ غير واعٍ" .. في مهنَة كمهنة تعليم القيادَة تديرها فئات غير "مؤهلة تعليمياً" لتعليم النشء القيادة ..في الوقتِ الذي يسبقنا فيهِ جيراننا في الإمارات بأشواطٍ ضوئيّة عبر مدارس محترفة لتعليم القيادة نظرياً وتطبيقياً .. هذا بالتأكيدُ بعيدُ المنال في عُمان حتّى ليخيّل إلينا مع كلّ العشوَائيّة التي تشهدها شوارع السلطنة أنّ ثلثي الشعب العُمانيّ يحتاجُ أن يعود إلى مقاعد الدرَاسة لدرَاسة قواعد القيَادة السليمَة ..

نسمعُ منذ سنوَاتٍ عن قوانين تنظّم عملية تعليم القيادة في السلطنة وعدا عن ذلك لم يحدث شيءٌ سوى أن يرفع معلّمو القيادة يوماً بعد يومٍ أسعار تدريبهم إلى أسعارٍ خياليّة .. فعقدُ التعليم يكلّف على الأقلّ 500ريال عُمانيّ للشخص! وإذا كنتَ محظوظاً فلن تجد معلّم قيادة يدرّبك بأقلّ من6ريالات في السّاعة.. وأقصَى ما نفعلهُ من التعليم النظريّ هو حفظ إشارات الطريق .. ولأجلِ ذلك ليسَ غريباً أن يتصرّف الشعبُ بهذهِ العشوائيّة لأنّ نظام التثقيف النظريّ والامتحان النظريّ في قواعد القيادة السليمة لم تصلْ بعدُ إلى عُمان ..

لا نزالُ حتّى اليوم نشهدُ حفلات الموتِ الجماعيّة ونتفرّج عليها دونَ أن نجدَ خطواتٍ أكثر صرامة من الحكومة .. لماذا لا تنشرُ الشرطة أعداداً أكبر من أفرادها في الطرق؟ أينَ ذهب الآلاف الذينَ انضمّوا للشرطة بعد أحدَاث فبراير 2011؟ ألا يجدرُ بنا أن نراهم يملؤون الشّوارع لحمَاية هذا الشّعب من أكفان المعدن التي نراها يومياً؟

على الشرطَة أن ترفعَ من درجَة صرامتها في التعاملِ مع المتجاوزين .. فأيّ خطأٍ يرتكبه قائد المركبة في الشارع يجبُ أن يحَاسب .. لماذا نرى سيّارات الشرطة تقفُ على جانبِ الطريق فيما النّاس لا توليها أيّ اهتمام مواصلةً ارتكَاب أخطائها أمام أفراد الشرطَة دونَ أن يحرّك الشرطيّ ساكناً؟

جيراننا في قطر والامارات والكوَيت وعوا قبلنَا خطُورة المشكلة وشخّصوها عبر تحسين شبكة الطرق وتشديد القوَانين وتركُوا العقليّات لتتآلف معها .. فالعقليّات مهمَا تبلدَت تنيرها القوَانين ومهما جمدَت فإنّ القوانين –مع الزّمن- ستكُون كفيلة ً بإعادة الحياة إليها ..

أرجُوكم .. احمُوا هذا الشّعب من طيش شَبابه .. احمُوا هذا الوطن من فقدَان ربيعِ شعبهِ .. احمُوا أجيالاً تنتظرُ دورها في هذهِ الحياة .. احمُوا أسراً تنتظرُ أن يحملها الشبَابُ على أكتافهم .. واحموا العقليّة العُمانيّة من العشوَائيّة التيْ غزت الطرقَ في عُمان ..

احمُوا هذا الوطن بالقوَانين التيْ خلقت لتعالجَ المشكلة .. وأنشأت لتنظم حياة الشّعوب .. قوانيننا لا تعايشُ المرحَلة .. ويبدُو أنّ المجتمع والحكومَة على السّواء لا يزالُون في نومَةٍ "كهفيّة" لم يوقظها العشرَات الذي يتسَاقطُونُ في الشّوارع كلّ يوم! اجعلُوا هذا الوطنَ ملاذاً آمنا لأطفالنا ومستقبلهم .. لشبابٍ أوشكُوا على أن يبنُوا أسرهم .. أو بدؤوا مع زوجاتهم حياةً جديدَة ً أنهتها آلاتُ الموتِ الحديديّة التي نقُودها كلّ يوم ..

المشكلة ليستْ نتاجَ سببٍ واحد .. وإنّما تراكم أفكَار خاطئة أنتجتها عقليّات لم تدركْ بعدُ حجم الأزمة وعقليّات اعتادت عدم احترام القوانين ، وقوانين عفا عليها الزّمن .. وزمَن تحوّل الموتُ فيهِ إلى زائرٍ يوميٍ في الطرقات .. دعُونا نحتفل بالحيَاة في هذا الوطن .. لأننا لا نريدُ أن نمُوتَ .. نمُوت .. فيمُوت الوطن!

تعليقات

  1. الفاضلة عائشة السيفي
    لك تحيتي و تقديري على هذه المقالة الصرخة الصادمة

    منذ سنين و أنا اشعر ان ماتقوم به الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة لا يلامس الجذور و لا يتعامل مع مسببات المشكلة الاصلية وهنا اعني تماما ان غالبية كبيرة من مستخدمي الطرقات في عمان غير مؤهلين اصلا بالصورة التي تحفظ امن انفسهم و حياة الاخرين و تهيمن عليهم ذهنية شبه انتحارية بمجرد تولي القيادة فضلا على السبب الام وهو اننا ندفع ثمن حرمان عشرات الالاف من طلابنا من التعليم العالي و المحصلة اجيال من هولاء الجهلة المتهورين الذي يقتلون انفسهم و الاخرين بصورة عبثية وفجائعية حد الدمع . لقد جربت شرطة عمان السلطانية مجموعة من الاجراءات و المخالفات لكنها جميعها باءت بالفشل الذريع و تدخل جلالة السلطان حفظه الله نفسه ليرفع المشكلة الى صدارة الاهتماما السامي كعادته في عمان وخصص لهذه الظاهرة ندوة وطنية بعد ان جرب مرارا و تكرارا خذلان مسؤوليه و تطبيقهم المخجل و المزري لرؤاه التقدمية و افكاره التي تتجاوز في استنارتها كما يبدولي ادمغة متخذي القرار . و الان بعد ان فشلت كل هذه الوسائل بما فيها " اجهزة ضبط السرعة " اجزم انه اصبح لزاما ان تكون لدينا معالجة ثورية راديكالية ان شئت لوقف المجازر اليومية في طرقاتنا و اولها في تقديري تتمثل في ابعاد السواق عن سياراتهم من خلال استحداث نظام نقل وطني لائق و على مستوى يحترم العماني و كرامته بعيدا كل البعد عن المستوى الحالي المخجل للنقل الوطني مما حدا بمئات المقاولين التصدي بأنفسهم لنقل الموظفين و الطلاب و العاملين الاجانب دون اي تخطيط او تدريب وهي مشكلة اخرى بحاجةالى وقفة .
    ولا اعتقد مطلقا ان المجازر ستتوقف طالما كان الفكر و العقليات التي تهيمن على مستخدمي الطرق بهذا المستوى من الرغبة العبثية في الانتحار وطالما لا تزال العقلية الرسمية تتعامل مع المسألة بمنطق " مو نسويبهم ما شي فايدة " !!!!
    اتمنى ان تكون لدينا مراجعة شاملة لنمط التدريب على القيادة الامنة و الواعية و إلزام العمانيين باستخدام النقل الوطني الذي نحلم ان يكون مشرفا و لائقا عبر حزمة اغراءات و تسهيلات ومراجعة السلوك النفسي و الاجتماعي والدوافع حول هذه الظاهرة.
    اتمنى ان يعي المسؤولين و على رأسهم معالي الفريق حسن الشريقي و وزير الصحة و وزير النقل ان الكلفة الامنية و الصحية و الاقتصادية التي يدفعها الوطن و الشعب اكبر بكثير جدا واخطر في بقاء هذه الظاهرة بكارثيتها الراهنة و لا اعتقد ان تأسيس بدائل لنقل العمانيين مثل النقل العام المطور وضع حد للارتجالية الحالية في تعليم القيادة ونقل الناس و بث وعي مروري غير مبتذل يراعي فروق الاجيال و تنوعها عبر مادة اعلامية مميزة و الاهم الاعتراف ان القائمين على معالجة هذه الظاهرة في الوقت الراهن سواء في الادارة العامة للمرور او وزارة النقل او غيرها قد وقعوا اسرى مسلماتهم و يقينياتهم حول حل المشكلة و لا يستطيعون الخروج من صندوق تلك الافكار المسبقة و لغاية الان لم نرى حلولا مبتكرة ابداعية و ثورية تعي و تضع في خططها فداحة المصيبة التي نواجهها صباح مساء في شوارعنا .
    بورك قلمك ايتها الفاضلة

    ردحذف
  2. أصبحت طرق مسقط تخيفني ، لدي فوبيا من طرق الموت هذه!
    أحمدُ ربّي ألف مرّة حين أصلُ سليمة للبيت .. !

    العماني لا يتعظ مهما بلغ رقم عدد موتى الحوادث في أسرته !
    نحتاج إلى تطبيق مباشر من المسؤلين في كل شيء ذكرتيه في مقالك .. وشكراً عائشة ! 

    ردحذف
  3. لفته جميله منك يا عائشة

    ردحذف
  4. موضوع ممتاز
    وأكيد صارت شوارعنا تنزف بدماء الأبرياء في كل يوم وكل ساعه.
    والكل عايش معني الحزن من جراء الحوادث والتي راح ضحيتها أسر وأبرياء وأبناء وشباب يعول عليهم الوطن والمجتمع بخدمته وهم الفئه المنتجه .
    وهنا لا بد الوقوف بعين ولحظة تأمل في الأرقام والإحصائيات التي تصدر أسبوعياً وبها عدد الوفيات من الحوادث في بلادنا ونحن مجتمع مسلم ويؤمن بقضاء الله ولكن هنا يجب علينا أن نأخد الحذر قبل وقوع القدر لان التركيز أثناء القياده راح لقلل من وقوع هذه الحوادث وتوجد فئه في المجتمع لا يبالون ولا يدركون معني المسؤوليه تجاه الغير ولا يحترموا الآخرين في الطريق ويأخذوا العصبيه معهم حتي أثناء القياده ولان العصبيه وعدم التفكير يؤثر تأثير سلبي على الفرد وردتت فعله.
    وأختصر الكلام يجب علينا جميعاً المشاركه في الحد من الحوادث المروريه ويجب علينا توعيته من حولنا وأن نلتزم ونحترم الآخرين في الطريق لان الألتزام هو الحل.
    سلمنا الله وياكم من شر ومخاطر الطريق
    http://khalid-alshabibi.blogspot.com

    ردحذف
  5. أرسلت تعليقي الطويل نسبيا ظهر اليوم ويبدو انه لم يعجبك
    لك عموما كل الحق في قبوله او رفضه
    يسعد اماسيك

    ردحذف
  6. مقال اكثر من رائع ..

    من وجهة نظري المسؤولية مشتركه ولكن تتحمل الجهات الرسمية المسؤولية الاكبر ولا اعتقد انها تتعدى ال 70%..
    الثقافه العامه في هذا المجال هي من يحدد كيف نتعامل مع الطريق وكيفية تعاملنا مع المركبات التي نستخدمها ...
    قبل قليل وفي هذا الصباح .. كنت امشي في شارع عام بسرعة 130 وامامي سياره فالبطبع سرعتها على اقل تقدير 140.. ماذا كان يفعل صاحبنا السائق .. بكل بساطه كان (يتمصر)!! .. تتمصر وانت تسوق سياره بهذي السرعه .. من كان يتحكم في مقود السياره اذا وكلتا يديك مشغولتان بالمصر... عندها اضطررت لتخفيف سرعتي لانه وبكل بساطه لو صارله شي انا بكون خلفه مباشره وبشترك معاه في الحادث.

    الامر الاخر بخصوص الثقافه العامه...
    الاخ اللي يتجاوز خارج الخط الاصفر وطبعا مبسوط لانه انتصر وكسب ثواني معدوده مقارنه بالناس الواقفين في الزحمه واللي يعتبرهم هو من غير البشر لذلك لم يقم احتراما لهم.. هذا الاخ لم ينتبه انه ومن خلال تصرفه هذا غرس قيم غير اخلاقيه بداية عند اطفاله لانه قدوتهم وبداخلهم تدور فكرة ان ابانا كل ما يفعله صواب اذا تجاوزه لقوانين المرور صحيحه اذا هذا ما يجب علينا فعله... في الجانب الاخر اطفال اصحاب السيارات الوقفه في الطابور عندما يرون هذا التصرف وان صاحب تلك السياره وصل الى مبتغاه اسرع من والدهم الملتزم.. اذا هذا ما يجب علينا فعله لكي نصل الى وجهتنا في الوقت المناسب،،،
    هذا غيض من فيض من الثقافه اللامسؤوله التي يقوم الكثيرون يوميا في شوراعنا وقد نكون منهم!!

    شكرا على المقال مرة اخرى

    ردحذف
  7. تكلمتي بما في خاطري، موتى، أطفال في الامام،او رؤوسهم خارج النافذة، تجاوزات غريبة، سرعة جنونية، عادات غريبة لسائقي السيارات عندنا، لا احترام للغير...
    القضية اكبر من هذا، والموضوع طارئ جدا

    ردحذف
  8. عزيزتي.. حتى لو مجموع تكلفة مخالفاته واصلة 170 ريـال، يتصل بزميل في شرطة المرور ويمسح عنه جميع مخالفاته
    الأمر معتاد جدا.. جدا.. يمارس كثيرا ممن حولي، ويطبق أمامي!

    ردحذف
  9. مدونه جميله بما تحمل من المواضيع المختلفه
    وإلى الامام دوم

    ردحذف
  10. البليلبي قفق هخهخ ليلا
    يبل يبلي لي سش

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي