عائشَة السيفيّ
7 إبريل 2012
لا يعلمُ إلا الله مبلغَ سعادتي البارحَة حينَ علمتُ بالمرسُوم السلطانيّ بتحوِيل صفَة رئيس غرفة تجَارة وصنَاعة عُمان من التعيين الحكوميّ إلى الانتخَاب حالهُ كحال بقيّة أعضاء الغرفة وهوَ ما سيرفعُ الحصَانة التي تمتّعت بها "بعضُ الوجوه" أمداً طويلاً حتّى دخلتِ التاريخَ من أوسعِ أبوَابه ..
نعم .. فقد دخلَ سعَادة خليل الخنجي التاريخَ من أوسعِ أبوابهِ في الشهرِ الماضي حينَ فعلَ ما لم يفعلهُ قبلهُ أحدٌ من العالمينَ من مسؤولي الدولَة .. لم يفعلهَا من قبلهِ لا مكي ولا مقبُول ولا أيّ من الوزرَاء الذينَ ظلّوا لعقودٍ على رأسِ أهمّ وزارات الدولة .. ولكنْ فعلهَا الخنجي!
دخلَ الخنجي التاريخ حينَ هدّدَ في الصحافة وبالبنطِ العريض بمقاضاةِ من يقولُ بوجُود الاحتكَار في عُمان ..
يقاضي من؟ الموَاطن العُمانيّ؟ ولماذا؟ وبأيّ صفة؟ .. لم يسبقْ لمسؤولٍ حكُوميّ على الإطلاق أن أطلقَ هذا التهديدَ على الملأ وفي الصحَافة .. ولأجلِ ذلك فلا غرابَة أنْ أثار تصريحهُ عاصفَة من الانتقادَات والغضب من الموَاطنين سواءً في مجالسهمِ الخاصّة أو في مواقع التواصل الاجتماعيّ .. ودَارت الأحاديثُ والمطالبات حولَ رفع تصريحَات الخنجي إلى صاحبِ الجلالَة الذي هوَ وليّ أمرِ الخنجي ، ووليّ أمرِ من يريدُ الخنجِي "أن يقاضيهِم"! وكانَ من أبرزِ ردُود الفعلِ هوَ تعليقُ أحدِ المحامِين في إذَاعة الوصال حين قالَ أنّ الخنجي بتصريحهِ هذا "إمّا أنهُ لا يعرفُ القَانون أو أنّه يحاولُ تخويف النّاس".
ووالله أنّ كلّ احتمَال هو مصيبَة أكبر من الاحتمال الآخر!
لم نعتَد –حتّى قبل اعتصَامات 2011- حينَ كانَ الخوفُ يكممُ الأفواه .. أن يخرجَ مسؤولٌ على الملأ ويضع هكذا تهديد .. ولأجلِ ذلك فقد فعلَ الخنجي ما لم يفعلهُ أحد..
أتستكثرونَ على الناسِ الكلام؟ تريدُونَ أن تقاضُوا الموَاطن البسيط لأنّه قالَ –لمجرّد القول- أنّ ثمة احتكار في السلطنة .. ما لكم كيفَ تحكمُون؟ ألهذا وضعكُم صاحبُ الجلالَة في السدّة العليا للحكُومة؟
كنتُ قد كتبتُ مقالاً ولمّا يكتملُ أنصحُ فيهِ الخنجي بصفتِي مواطنَة بأنْ ينشغلَ بإعادَة الثقة التيْ فقدهَا المواطن تجَاه الغرفَة وتجّارها بدلَ إصدار تصريحَات تستفزّ مشاعرنَا كموَاطنين .. ولكن يا سبحَان الله كيفَ يقدّر الله أن يخرجَ هذا التصريحُ من وزير التجارة والصنَاعة بعدَ إعلانهِ عن تحويلِ منصب رئيس الغرفَة إلى منصب منتَخَب مبرراً ذلكَ بأنّه خطوَة لتعزيز العلاقة بينَ الحكومَة والقطاع الخاص .. وأضيفُ أنّها بالتأكيد تعززُ ثقتنا كمواطنين بعملِ الغرفة بعد أن تحوّل مجلسُ إدارتها بأكمله إلى مجلس منتخب ..
فقدنَا الثقة بهم ونحنُ نرى الأرزّ المغشوش ، والطحينَ المغشُوش ، والحلويّات المغشُوشة ، والأسمَاك المغشُوشة .. ولمْ تقع أعيننا ونحنُ نتابعُ هذه المآسِي على بيَان إدانة واحد أو استنكار من أعضاءِ مجلس الغرفة الذينَ تملكُ الشركَاتُ المتورطَة عضويّة في الغرفة.
الآن أصبحَ الرهَانُ الحقيقيُ على أصحَاب الشركَات والمؤسساتِ المنتسبَة للغرفَة من أجلِ أن تقفَ وقفة ً حقيقيّة في صعُود الأشخاصِ الأكفاء لإدَارة مجلس الغرفة .. التجَار –الذينَ لا تلهِيهم أموالهم ولا أنفسهُم - عن المسؤوليّة الأخلاقيّة لينتصرُوا للمواطن قبلَ أن ينتصرُوا للمال والسلطَة!
لا أستطيعُ أن أنهِي المقال دونَ أذكّر كلّ موَاطن .. يحملُ لقب معالي أو سعَادة أو أيّ لقبٍ تشريفي آخر أنهُ "موظّف" يخدمُ الشعبَ قبلَ أن يكونَ صاحبَ معالي وصاحبَ سعادة .. نحنُ جميعاً -مهمَا اختلفت مسميَاتنا- مسخرُون لأجلِ هذا الوطن والمواطن وعلينَا ألا ننسى ذلك أبداً أبداً لأننا حينَ ننسى لماذا نحنُ بالضبطِ على رأسِ مناصبنا سوفَ يصبحُ الوطنُ والمواطن مجرّد "موضوع" هامشي نمارسُ من أجلهِ سلطتنَا.
ولا يمكنُ أن أنهِي هذا المقال بدونِ أن أشكرَ سلطَان عُمان .. هذا الرجل الذي يعيدُ إلينَا الأمَل دائماً بعُمان أجمَل ويزرع فينَا الإيمان بأنّ هذا الوطن محرُوسٌ بهِ .. وبكلّ القلوبِ الطيبة التي تحرسُ هذا الوَطن وتبثُ الإيمان في قلوبِ أبنائه .. أشكركم .. أشكركم ..
7 إبريل 2012
لا يعلمُ إلا الله مبلغَ سعادتي البارحَة حينَ علمتُ بالمرسُوم السلطانيّ بتحوِيل صفَة رئيس غرفة تجَارة وصنَاعة عُمان من التعيين الحكوميّ إلى الانتخَاب حالهُ كحال بقيّة أعضاء الغرفة وهوَ ما سيرفعُ الحصَانة التي تمتّعت بها "بعضُ الوجوه" أمداً طويلاً حتّى دخلتِ التاريخَ من أوسعِ أبوَابه ..
نعم .. فقد دخلَ سعَادة خليل الخنجي التاريخَ من أوسعِ أبوابهِ في الشهرِ الماضي حينَ فعلَ ما لم يفعلهُ قبلهُ أحدٌ من العالمينَ من مسؤولي الدولَة .. لم يفعلهَا من قبلهِ لا مكي ولا مقبُول ولا أيّ من الوزرَاء الذينَ ظلّوا لعقودٍ على رأسِ أهمّ وزارات الدولة .. ولكنْ فعلهَا الخنجي!
دخلَ الخنجي التاريخ حينَ هدّدَ في الصحافة وبالبنطِ العريض بمقاضاةِ من يقولُ بوجُود الاحتكَار في عُمان ..
يقاضي من؟ الموَاطن العُمانيّ؟ ولماذا؟ وبأيّ صفة؟ .. لم يسبقْ لمسؤولٍ حكُوميّ على الإطلاق أن أطلقَ هذا التهديدَ على الملأ وفي الصحَافة .. ولأجلِ ذلك فلا غرابَة أنْ أثار تصريحهُ عاصفَة من الانتقادَات والغضب من الموَاطنين سواءً في مجالسهمِ الخاصّة أو في مواقع التواصل الاجتماعيّ .. ودَارت الأحاديثُ والمطالبات حولَ رفع تصريحَات الخنجي إلى صاحبِ الجلالَة الذي هوَ وليّ أمرِ الخنجي ، ووليّ أمرِ من يريدُ الخنجِي "أن يقاضيهِم"! وكانَ من أبرزِ ردُود الفعلِ هوَ تعليقُ أحدِ المحامِين في إذَاعة الوصال حين قالَ أنّ الخنجي بتصريحهِ هذا "إمّا أنهُ لا يعرفُ القَانون أو أنّه يحاولُ تخويف النّاس".
ووالله أنّ كلّ احتمَال هو مصيبَة أكبر من الاحتمال الآخر!
لم نعتَد –حتّى قبل اعتصَامات 2011- حينَ كانَ الخوفُ يكممُ الأفواه .. أن يخرجَ مسؤولٌ على الملأ ويضع هكذا تهديد .. ولأجلِ ذلك فقد فعلَ الخنجي ما لم يفعلهُ أحد..
أتستكثرونَ على الناسِ الكلام؟ تريدُونَ أن تقاضُوا الموَاطن البسيط لأنّه قالَ –لمجرّد القول- أنّ ثمة احتكار في السلطنة .. ما لكم كيفَ تحكمُون؟ ألهذا وضعكُم صاحبُ الجلالَة في السدّة العليا للحكُومة؟
كنتُ قد كتبتُ مقالاً ولمّا يكتملُ أنصحُ فيهِ الخنجي بصفتِي مواطنَة بأنْ ينشغلَ بإعادَة الثقة التيْ فقدهَا المواطن تجَاه الغرفَة وتجّارها بدلَ إصدار تصريحَات تستفزّ مشاعرنَا كموَاطنين .. ولكن يا سبحَان الله كيفَ يقدّر الله أن يخرجَ هذا التصريحُ من وزير التجارة والصنَاعة بعدَ إعلانهِ عن تحويلِ منصب رئيس الغرفَة إلى منصب منتَخَب مبرراً ذلكَ بأنّه خطوَة لتعزيز العلاقة بينَ الحكومَة والقطاع الخاص .. وأضيفُ أنّها بالتأكيد تعززُ ثقتنا كمواطنين بعملِ الغرفة بعد أن تحوّل مجلسُ إدارتها بأكمله إلى مجلس منتخب ..
فقدنَا الثقة بهم ونحنُ نرى الأرزّ المغشوش ، والطحينَ المغشُوش ، والحلويّات المغشُوشة ، والأسمَاك المغشُوشة .. ولمْ تقع أعيننا ونحنُ نتابعُ هذه المآسِي على بيَان إدانة واحد أو استنكار من أعضاءِ مجلس الغرفة الذينَ تملكُ الشركَاتُ المتورطَة عضويّة في الغرفة.
الآن أصبحَ الرهَانُ الحقيقيُ على أصحَاب الشركَات والمؤسساتِ المنتسبَة للغرفَة من أجلِ أن تقفَ وقفة ً حقيقيّة في صعُود الأشخاصِ الأكفاء لإدَارة مجلس الغرفة .. التجَار –الذينَ لا تلهِيهم أموالهم ولا أنفسهُم - عن المسؤوليّة الأخلاقيّة لينتصرُوا للمواطن قبلَ أن ينتصرُوا للمال والسلطَة!
لا أستطيعُ أن أنهِي المقال دونَ أذكّر كلّ موَاطن .. يحملُ لقب معالي أو سعَادة أو أيّ لقبٍ تشريفي آخر أنهُ "موظّف" يخدمُ الشعبَ قبلَ أن يكونَ صاحبَ معالي وصاحبَ سعادة .. نحنُ جميعاً -مهمَا اختلفت مسميَاتنا- مسخرُون لأجلِ هذا الوطن والمواطن وعلينَا ألا ننسى ذلك أبداً أبداً لأننا حينَ ننسى لماذا نحنُ بالضبطِ على رأسِ مناصبنا سوفَ يصبحُ الوطنُ والمواطن مجرّد "موضوع" هامشي نمارسُ من أجلهِ سلطتنَا.
ولا يمكنُ أن أنهِي هذا المقال بدونِ أن أشكرَ سلطَان عُمان .. هذا الرجل الذي يعيدُ إلينَا الأمَل دائماً بعُمان أجمَل ويزرع فينَا الإيمان بأنّ هذا الوطن محرُوسٌ بهِ .. وبكلّ القلوبِ الطيبة التي تحرسُ هذا الوَطن وتبثُ الإيمان في قلوبِ أبنائه .. أشكركم .. أشكركم ..
سلمت أناملك فيما خطت وما ستخط بإذن الله نصرة ومساندة لهذا الوطن الغالي.
ردحذفالحمدلله
ردحذفإن الحق يعلو ولا يعلا عليه
والله والله والله إن الحق لايقرب أجلا ولا يبعد رزقا...
انتم من نحتاج اليهم دائما" الذين تملكون السلاح الأعظم في هذا العالم (القلم).. شكرا يا عائشة..
ردحذفصراحه في قمة الروعه ممتاز
ردحذفصراحه في قمة الروعه ممتاز
ردحذفشكرا من الاعماق
ردحذفادعو الله
ردحذفان ينصر الشعب العماني وقائده المفدى لكل ما يرضاه الله
جميل جدا...
ردحذفوالله لك مني التحيه وتاهيه لما كتبتي....
ردحذفبصراحه اصبتي كبد الحقيقه
ردحذفتمام
ردحذفأجدت واحسنت
ردحذفسلمت يداك يا اختاه..وعسى ربي ينصر كل شخص يسعى لرقي عمان وشباب عمان..ويدمر كل من اراد تدمير عمان وتدمير ناسها ونشر الفساد فيها..الله يحفظ عمان حره أبيه تحت رعاية جلالة السلطان
ردحذفالله يوفقك.. وان شاء الله تعالى كل خاين يلقى جزاءه.. وشكرا لك على هذا الكلام الجميل
ردحذفوربي انك كسبتي قلوب كل من اراد بهذا البلد خيرا .. جعلك الله مفتاح لمواجهة المفسدين في هذا البلد
ردحذفبوركت فقد لامست بحروفك كبد الحق واتمنى لك ولأمثالك من الشرفاء دوام التقدم
ردحذفونحن مسرورون بما يكتب من نقد بناء يعالج قضايا تهم المواطن البسيط
ردحذفرسالتي إلى سعادة خليل الخنجي ريسئ غرفة تجارة وصناعة عمان، أن أقول لك وبالفم المليان أن هناك ألف ألف احتكار في السلطنة، فقاضني أن شئت.
يبدو أن الخنجي لا يزال يعيش في عصر عبد النبي مكي ومقبول والمعمري، ونقول له أن ذلك عصر قد انقضى ونفض العمانيون غباره، وذهب من كان السبب فيه إلى مزبلة التاريخ، فأرجو أن لا تتمادئ فتكون معهم.
عندما يقول الشعب كلمته فعليك أن تسمع وتنفذ، فالموظف والمسؤول وجد لخدمة الشعب لا لإهانته.
شي مفرح حقا اهنيك يالسيفي / اعتقد والله اعلم انه متورط في موضوع لذلك يريد قطع الالسن قبل الاوان
ردحذفالله يحفظ عمان أهنئك بنت عمان
ردحذفالسلام عليكم وبعد .. يعلق البعض بعد قراءة مقالاتك بأنه يشتم رائحة الفئوية والعنصرية وأنك لا تركزين على الفكرة قدر تركيزك على أشخاص محددين.
ردحذفهذه وجهة نظر مجموعة من القراء يشتركون معك في حب عُمان ويرجون أن تكون المواطنة الأساس لدى النخب عندما يتصدون لقضايا وهموم الوطن.
مع خالص الود والاحترام،،،
ملاحظة أردت إرسال ما سبق عبر البريد الداخلي لحسابك على الفيسبوك ولكني فوجئت أن حسابك قد اختفى فعسى خيرا.
قمة الجرائه
ردحذفللاسف يبدو ان البعض يجاري الاحداث للحصول على الاهتمام وتسليط الاضواء..فالمتوقع من اصحاب العقول الواعية القراءة بتمعن في تفاصيل المقال والبعد عن تسليط الضوء على العناوين الرئيسية..
ردحذفإن إعادة نشر المقال وتحليله هو عين الفتنة فيا أخي الفاضل العزيز لا تشعل نارا للحرب أطفأها الله... نحن الآن في برهة التغيير للأفضل بفضل الله وقائد البلاد المفدى وبإمكانك الآن أن تصبح مهندسا إن أحببت فالطريق سهل اسلكه بنفسك لا أن تنبش في أرشيف مقالات الآخرين وتجدها مادة دسمة لتصعد بها إلى منصات الأنظار...
ردحذفإنظر إلى كيف كنا...... وكيف أصبحنا
ولله الحمد واالمنة