التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حكَايَة تبنّي إرهابي .. آخر كُوميديَا عنصريّة التكنُولوجيا !

البَارحَة عصراً .. دخلتُ كعادتي إلى اليُوتيوب ، لتطالعنيْ واجهتهُ بفيديُو ظهرَ على أيقُونتهِ صورَة رجل متنكّر بزيّ أشبه ما يكُون بالعربيّ ، كانَ ذلكَ الفيديُو في أعلَى واجهَة الصفحَة الرئيسيّة لليُوتيُوب، لأنهُ احتلّ أعلَى نسبَة تعليِق لهذَا الأسبُوع في تصنيفِ الفيديُوهات الكوميديّة ، واحتلّ أعلَى نسبَة مشَاهدَة في الولاياتِ المتّحدة وإسرائيل والهِند والمكسيك وآيرلندَا وكندا وعشر دُول أخرى ..
جذبتنيْ أيقونة الفيديُو لأضغط عليهِ .. كانَ عنوَانهُ "تبنّي إرهابيّ" وفيهِ استفتحَ صنّاع الفيديُو بعبَارة "تبنّي مسلِم متطرّف"
أحدَاثُ الفيديُو كانت تتحدّث عن راندي وجانيت واغنر اللذينِ قرّرا تبنّي طفلٍ إرهابيّ وفي الفيديُو يظهرُ رجل .. عشرينيّ وهوَ يلعب دور الطفل الإرهابيّ الذي تمّ تبنيهِ ، ينشغلُ الزوجان بشرحِ عمليّة التبنّي إلى آخرهِ فيمَا يظهر في خلفيّة حديثهما الطفل الإرهابيّ متمثلاً في ذلك الرجل وهوَ يضعُ لحيَة سودَاء كثيفَة تصلُ لصدرهِ ، مرتدياً عقالاً وغترَة عربيّة معَ لباسٍ أبيض ذي نقُوش عربيّة ..
يظهرُ الإرهابيّ الذي تمّ تبنيهِ وهوَ يلعبُ مع طفلِ الزوجين .. وفيما ينشغلُ الطفلُ ذو العَامين باللعبِ البريء وهوَ على "جلاّستهِ" ، يظهرُ الإرهابيّ وهوَ يلعبُ برشّاش ، وفي صورَة أخرى وهوَ يشعلُ النار بطائرَة من ورقٍ صنعها وأمامهُ مجسّما برجين صغيرين يجعلُ الطائرَة تصطدمُ بهما فيسقطَان ..
وفي نهايَة الفيديُو يتمّ توسيع أبعَاد الكاميرَا عن الزوجين ليتّضح أن يديهمَا مقيّدتان وخلفها يظهرُ الإرهابيّ وهوَ يسنّ سيفهُ ثمّ يغطي رأسَ كلٍ منهمَا بحاويَة قماشيّة سودَاء استعداداً لقطعِ رأسيهمَا ..
لا أودّ عرض الفيديُو هنا أو رابطهِ لكي لا أساهمَ في الترويجِ لهُ أكثر ..
كانَ الفيديُو وقحاً للغايَة ، ساخراً بطريقةٍ فجّة ، غيرَ مثيرٍ لأيّ شيءٍ سوَى للقرف ..
أقولُ ذلكَ باعتبَار أنّي شاهدتُ فيديُوهات أخرى ، لكنّ مدَى تصلّب هذا الفيديُو ووقاحَة صنّاعهِ كانتْ أبعد من أن تظهر كغطاء للضّحك والفكاهة وهيَ تغذّي فكرَة ما يسمّى "بالإسلام الإرهابيّ" ، "الإسلام المتطرّف" ، "الإسلام الأصوليّ" ..
وبإشاراتها الجلفَة عبرَ اللحيَة الطويلَة التي تشيرُ في دلالَة لا مرَاء فيها إلى المسلمِ المتطرّف ، وبالغترَة العربيّة التيْ اعتدنَا مشاهدَتها وهيَ تحشر في كلّ فيلم يُخاض فيهِ عن قضَايا الإرهاب ليقرأ المشاهد الغربيّ مباشرةً ارتبَاطهُ بالإرهاب والعرب تحديداً ..

الحقيقَة كنتُ أنوي أن أغادرَ ذلك الفيديُو إلى غير رجعَة حينَ طرأ في رأسي قرَاءة التعليقات التيْ كانت حينها قد بلغت 7آلاف تعلِيق .. لأجدَ أنّ الكثِير مما يدعُو للقراءَة مضمنٌ أسفلَ الفيديُو ..
تتبعتُ الحوَار لأجِدَ أغلبَ المعلقين في حيادٍ حول الموضوع معلقِين بأنّ الفيديُو Funny وأنهُ رغمَ ذلك لا يخلُو من عنصريّة وأنهُم في حياتهم صادفُوا مسلمِين كانوا في قمّة الـ cool
احتدّ النقاش لاحقاً معَ ثورَة عددٍ من المعلقين المسلمِين تجاه الفيديُو .. بعضهُم وصلَ بهِ الحدّ إلى ألفاظ سيّئة جداً ، شوَارعيّة ، معبّرين عن رفضهم لذلك الفيديُو بطريقةٍ متهوّرةٍ كتلكَ ..
تدخلتُ أنا في نقاشٍ قصير حين رأيتُ معلومات مغلُوطة يطرحها المهاجمُون لكنّي سرعان ما غادرتُ إذ أنّ 70% من النقاش الذي دَارَ اختفَى بعدَ سَاعة تقريباً لتبقَى "طراطيش" كلام معلّقة ..
غيرَ أنّ ما لفتني هوَ أن عدداً من المعلقين السلبيين كانُوا يمتلكُون خلفيّة كبيرَة عن الإسلام سخّروها في حوَارهم مع المعلقِين المسلمين ..
أحدهُم .. ظلّ يقتبسُ آياتٍ قرآنيّة مترجمَة للانجليزيّة وتحديداً تلكَ التي تدعُو المسلمين للنّيل من الكافرين وقتالهم .. اقتبسُوا الآية التي يأمرُ فيها اللهُ النبيّ بقتلِ جميعِ الأسرَى وعدمِ إبقاءِ أحدٍ منهم حياً .. واقتبسُوا مقاطعَ من آياتٍ قرآنيّة تتوعدّ اللواطيينَ والشواذّ جنسياً ..
أقولُ لكم لقد أدهشتنيْ خلفيّة هؤلاء عن ديننا للحدّ الذي استطَاعُوا فيهِ التركِيز على نقَاط الاختلاف والاستفهام الكبيرَة المثارَة تجاه الإسلام .. كانُوا يحَاورُون ومعهُم "دزّينة" من الآياتِ القرآنيّة التيْ تظهرُ الإسلامَ باعتبَارهِ دينَ عنف ، وتسلّط الضّوء على القرآن باعتبَارهِ "كتاباً داعياً إلى الإرهاب" ، "ومهمّشاً للأديَان الأخرى" ..
وما أدهشنيْ حقاً هوَ طرحهُم لأسئلَة جوهريّة جداً ، جعلتنيْ أفكّر لو أنني لم أكن مسلمةً وقرأتُ ذلك الحوَار لخرجتُ مندهشةً من دينٍ يتزوّجُ نبيّهُ وهوَ في الخمسين من فتاةٍ عمرهَا 6 سنوَات ..
مهلاً .. أنقلُ لكم بعضَ الأسئلة والتعليقات التي طرحُوها .. والتيْ كانت كفيلَة بإربَاك الطرف الآخر من المسلمين الذينَ أحزنني أنهُم انشغلُوا بإفراد الشتَائم وأربكتهُم تلك الأسئلة .. لأنها كانت ضاربَة في العُمقِ ولأنهُم لم يكُونوا يملكُون تلك الخلفيّة الكبيرَة التي تمنحهُم قدرَة إقناع القارئ الذي يجهلُ الإسلام .. كدِين .. يجهلهُ تماماً ..
أحدُ المهاجمينَ الشرسينَ للإسلامِ قالَ
" نبيّهم محمّد تزوّج وهوَ في الرابعَة والخمسين من فتاةٍ عمرها 6 سنوَات"
دخلتُ أنا وصحّحتُ له المعلومَة قائلةً .. "رجاءً ، لا تطرح معلوماتٍ غير دقيقَة .. خطبها في السادسَة وانتظرها حتّى تبلغ التاسعة وتزوّجها حيثُ كانتْ بالغَة كأيّ امرأةٍ في الجزيرَة كانتْ تنضجُ في ذلك السنّ ، ثمّ أضفتُ ..
قبلَ شهرٍ شاهدتُ فيلماً هوليوودياً جديداً طرحتهُ السينمَا الأميركيّة بعنوَان "الدُوقة" وفيهِ يتزوّج دوقٌ وهو في أربعينيّاتهِ من فتَاة (لعبَت دورها كيرا نايتليْ) من عائلَة أرستقراطيّة وهي في عمر الرابعَة عشرة .. تبَارك البلادُ كلّها زواجهما ولا يعدّ ذلك خروجاً على أعراف المجتمع ، لأنّ الفتياتِ كنّ يتزوجن بهذا السنّ ، كانَ هذا قبلَ قرنين ، بينما لو فعلهَا رجلٌ أربعينيّ الآن وفتاة عمرهَا 14 سنَة لزجّ به في السجن .. السبب أن الظرُوف اختلفت وما كانَ مقبولاً أمس أصبح مرفوضاً اليوم .. نحنُ نتحدّث عن قرنين سبقَا فما بالك بزمنٍ قبلَ 15 قرناً ! لم يكنْ ذلك شاذاً وكانَ أمراً اعتيادياً جداً وفعلهَا قبله اليُونانُ والرّومان"

فردّ عليّ ساخراً .. "نعَم ، سأكُون حينها مرتاحاً بوجودِ 4 زوجَات"
فرددتُ عليهِ "نعَم ، سيكُون ذلك أفضل من وجودِ زوجَة واحدَة و100 عشيقَة كما نشاهدُ في برنامج د.فيل"
ردّ .. "ما الذي يدفعُ رجلاً للزواجِ من فتاةٍ عمرها 9 سنوَات"
وحينها كنتُ أفكّر في أنّ أغلبَ زيجَات النبيّ كانتْ عن أمرٍ إلهيّ إلى أنْ جاء الأمر الإلهيّ بأن يتوقّف النبيّ عن الزّواج وامتثلَ النبيّ لذلك، وفي حالةِ زواجِ النبيّ بعائشَة فقد كان ذلكَ مكافأةً لأبي بكر على وقوفهِ بجانبهِ وكسباً له وتوطيداً لعلاقتهِ معهُ ..
كنتُ أفكّر كيفَ أشرحُ أنّ زواجَ النبيّ الخمسينيّ بفتاةٍ عمرها 9 سنوات يعدّ مكافأةً لأبيها .. كانَ المعلقُون سيعتبرونني مريضَة نفسيّة .. لأنّ من لا يعرفُ النبيّ سيعتبرُ ذلك سخريةً .. كيفَ يكُون زوَاج الخمسينيّ بابنَة التسع أعوام ، مكافأة لها! ألا يبدُو أن العكسَ هو الحادث؟ وكيفَ أقولُ له أن زيجَات النبيّ التسع كانتْ بأمرٍ من ربهِ؟
.
لقد أربكَت الكثير من الأسئلة المطرُوحَةِ ، المسلمينَ المحاورين ، وأحزنني أنّ أحداً منهم لم يكنْ مستعداً للإجابَة على أسئلةٍ جوهريّة جداً ، محرجةً جداً ، وعدم فهمنَا لها ستضعُ أمام القارئِ المحايدِ مساحَةَ استغرابٍ ضخمَة من دينٍ مثيرٍ للجدلِ كالإسلام ..
كانتْ أهمّ الأسئلة .. لماذا الإسلام يدعُو لقتلِ الشواذّ جنسياً؟ لماذا الإسلام يدعُو المرأة للحجاب ويعتبرهَا سافرةً إذا خلعتهُ؟ لماذَا لا يدافعُ ربّكم عن نفسهِ ،ولو كانَ دينكُم حقيقياً لما احتاجَ ربكّم إليكُم لتدافعُوا عنهُ؟
كيفَ يستطيعُ المسلم الزّواج من فتاةٍ لم يعش معها؟ ولماذا يرفضُ إقَامة علاقَة معَ الفتاة المرَاد الزواج بها قبلَ إتمام مراسمِ زواجهما؟ ولماذا يعاقبُ الإسلامُ من يفعلُ ذلك بالجلدِ أو الرّجم؟
هذهِ الأسئلَة ظلّت معلّقة لم يستطعْ عشراتُ المسلمينَ ممن علّقوا إجاباتها ، وحينها كنتُ أفكِّرُ .. كيفَ أنّ جميعنَا مرّ بطريقةٍ أو بأخرى بموقفٍ طُرِحَتْ عليهِ هذه الأسئلة الجوهريّة التي نكُون في الأغلبِ غير مستعدين لإجابتها ..
هنا في الصّحراء .. قبلَ شهرٍ ونصف .. حيثُ كانت درجَة الحرارَة تتعدّى الستين درجَة .. تجرّأ مهندسٌ كولومبيٌ على سؤالي قائلاً .. "أستغربُ كيفَ تستطيعينَ ارتداء الحجَابِ مغطيةً بهِ كلّ رأسك عدا وجهك بينمَا نحنُ نكادُ نذوبُ من الحرارَة داخل ملابسنَا !"
رددتُ عليهِ بابتسَامة: "صدّقني أشعرُ بالرَاحة ، وأتعرّق أكثر في الأماكن المكشوفَة من جسديْ كوجهي ويديّ" ..
قبلَ هذا المهندس سألتنيْ مهندسَة ماليزيّة مسيحيّة بينما كنتُ في غرفتي وخلعتُ أمامها الحجَاب فعلّقت .. أنت أجمل كثيراً دون الحجاب ، لماذا ترتدينه؟ ولماذا تخلعينهُ تحديداً أمام النساء؟ ولماذا وأنتِ تصلينَ تغطينَ كامل جسدكِ عدا وجهكِ ويديك؟ هل تحتاجينَ لتحتشميْ بالكامل وأنتِ تقفين أمام ربّك؟ هل يعدّ ربّك غريباً إن كنتِ تبررين أنّ ارتداءكِ الحجاب يكونُ أمام الرّجال الغرباء؟

لقد صعقتني تلكَ الأسئلة ، وصدقُوني لم أكنْ مستعدّةً لها .. كنتُ أفكِّرُ كيفَ أنني أمضيتُ حياتيْ كلّها دونَ أن أكونَ مستعدةً للحظَة التيْ أسأل فيها هكذا أسئلَة
لقدْ صدمتنيْ خلفيّتهم المعلوماتيّة الضّخمة عن الإسلام ، والتيْ سخّروها في ليّ عنق القرّاء عن الفيديو المقيت أعلاه وإثارَة تركيزهم أكثر على ردّة فعل الجانب المسلم تجاهَ أسئلَة جوهريّة كتلك عجز الطرفُ الآخر سوَى بالرّد بجُنون ، بسوقيّة لا تمتّ للحوَار الإسلاميّ بالصلَة ..
"سأفعلهَا بأمّك ، بأختك ، بزوجتك ، بـ...
اذهَب واستمنِ ..
أيها الزاني بأمّك .."
تخيّلوا .. كانَتْ هذهِ ردُود أفعال المعلقينَ المسلمين .. فيمَا ضحكَ الذي طرحَ كل تلك الأسئلة أعلاه بالقول .. "أيها الأوغاد المسلمُون ، ظللتمْ طوال هذا الأسبوع تبعثُون بالتقارير لمسؤولي اليُوتيوب لإزالة هذا الفيديو لكنّه سيبقى رغماً عن أنفكم وستجدُ عشرات الفيديوهات طريقها للنشرِ بعد هذا الفيديُو"

استمرّ الحوار ، وتعبتُ منهُ وغادرتُ .. والآن وأنا أكتبُ هذه التدوينَة أقرأ عدد التعليقات التيْ تعدّت التسعَة آلاف بمعدّل زيادَة ألفَي تعليق خلال 24 ساعَة فقط ..
.
.
ما حدثَ من تعليقاتٍ حولَ الفيديُو المشار إليهِ في الأعلى .. جعلنيْ أشعرُ بالحزن لأنّنا كأمّة يتعدّى تعدادها المليار شخص .. تجهلُ أساسيّات دينها ، وتجهلُ نمط الحوَار الذي نخاطبُ بهِ الآخر الذي لا يعرفُ الإسلام!
كيفَ أشرحُ حدُود الفتنَة؟ ما هيَ المعايير التيْ تجعلُ منّي فتاةً محتشمةً أو لا .. ما هيَ الأسسُ التيْ أصنّفُ فيها امرأةً أراها في الشّارع بأنها مثيرَة للفتنَة أو لا .. وكيفَ أشرحُ لرجلِ الشّارع الغربيّ الذي لم يرَ في حياتهِ مسلماً سوَى بتلكَ الصورَة التي رآها في الفيديُو أو مسلساتِ هوليُوود وأفلامها المؤدلجَة إعلامياً تجاهَ الإسلام ..
هذهِ البروباجندَا التيْ تشنّ تجاهنَا تحتَ غطاء الكوميديّة وإثارَة الضّحك هيَ التيْ يدخلُ منهَا هؤلاءِ إلى الآخر باعتبَار الإسلام دينَ تطرّف .. لا يجيدُ سوَى قطعِ الرّقاب بحدّ السّيف
نحنُ بحاجةٍ لإيجاد صيغَة حوار جديدَة .. لأنّ جميعنا .. ونحنُ نستخدمُ هذه الشّبكة الصغيرَة سنوضع في مواقفَ نحاورُ فيها الآخر ، ليسَ بطريقَة شرحِ وجهَة النظر الإسلاميّة لمسلمٍ آخر .. بلْ من مسلمٍ لآخر غربيّ ..
فتحَ عيونهُ متقبلاً فكرَة زواج المثليين ، ومعتبراً أن محمّد متحرّش بالأطفال .. وأنّ الإسلام يدعُو لقتلِ الأسرَى .. وأنّ الإسلام دين مضطهِد للمرأة ..
سنجدُ في عشراتِ مواقع الانترنت ، رجال الدين المسلمينَ يشرحُون لنا حكمَ كل ما وردَ أعلاه .. لكنْ من وجهَة نظرٍ إسلاميّة موجّهة للمسلمين .. لا لتقرأ من قبل الغَرب الذي لا يعرفُ عن الإسلام أكثر من طالبَان ، والمُلا عُمر وأبي مصعَب الزرقاويّ !
.
قبلَ يومينِ قرأتُ تعرّض مسلمين في جنوبِ لندن لهجومٍ من قبل عصابَة مراهقين تبلغُ 20 فرداً تتراوحُ أعمارهم بينَ 12لـ15 عاماً .. هاجمُوا المصلين وهم يغادرُون المسجد بعدَ أن أنهوا صلاةَ المغرب .. هاجموهم وضربُوهم بشدّة وهربُوا ..
هؤلاء الأطفال ربّما لم يقابلُوا يوماً مسلمين .. لكنّهم ولدُوا ونشئوا على أفكارٍ معلّبة خلقها الإعلام الموجّه ضدّ الإسلام .. باعتبَارهِ دينَ تطرّف .. ونحنُ نعرف أنّ الدينَ لا يمكنُ أن يكُون ديناً ومتطرّفاً في نفس الوقت ، فالتطرّف صنَاعة بعيدَة عن الدين ، يظهرُ الدينُ فيها فقط .. كجدار ثبّت عليهِ علاّق يتمسّك المتطرفُون بهِ للالتصاق بذلكَ الجدار .. هؤلاءِ الأطفال ، رضعُوا هذه الأفكار ، لأنهُ بكلّ بساطة لم يكنْ هنالك وجُود للإعلام المضادّ من قبَلِنَا، الذي يستوعبُ هكذا اتّهامات ويردُ عليها بلغَة مطابقَة للغة المتلقي الأجنبيّ الذي يرقبُ ما يبثّ تجاههُ منْ معلُومات مغلُوطة عن الدين عبرَ ثغراتٍ كهذهِ التي وردتْ في الأعلَى ..
.
.
ما نستطيعُ فعلهُ اليَوم ليسَ أكثر من توزيع هذهِ الفيديُوهات داعينَ مستخدمي الشّبكة للتصوِيت ضدّ هذا الفيديُو أو ذاك أو إنشَاء شبكاتٍ ومجموعات نوزّع عنها آلاف الايميلات داعينَ إلى الانضمام لهذه المجموعة لإيقاف فيديُو يبثّ مقاطع حرق آيات قرآنيّة أو تدنيسهَا بالبراز .. أو ندعُو الفيس بوك لإزالَة مجمُوعة مناهضَة للنبيّ محمّد .. نحنُ نوزّع ونجمّع ونجمّع أعضاء آخرين دونَ أن نقرّر تعليمَ أحدٍ كيف يحاور؟ ولا كيفَ نفنّد حججهُم بنفسِ الطريقَة التيْ يهاجمُوننا بها ..
نحنُ فقط نجيد تجميع أكبَر عددٍ من الأعضاء دونَ أن نعرفَ ما نقُول وما نفعل!
أصدقائي ..
جميعنَا سيمرّ بطريقةٍ أو بأخرى بهكذا أسئلة .. سيصادفها على الانترنت أو خلال عملهِ أو في المطارِ أو خلال دورَة عملٍ خارج بلادهِ ..
سيصادفهَا المتديّن منكم وغير المتديّن ..
هذهِ دعوةٌ مني للجميعِ ليشاركُوني رؤاهُم الشخصيّة في نمطِ حواراتهم حول الأسئلة الجوهريّة المطرُوحة أعلاه مع الآخر الذي يجهلُ الاسلام ..
وتجاربهم الشبيهَة بما وردَ في الأعلى ..

معَ الحبّ

عائشَة السيفيّ

تعليقات

  1. كلامك جميل و مقالك رائع يا عائشة

    بالفعل لا بد لنا نحن كمسلمين من أن نفهم فكر و عقائد الديانات الأخرى ( كالمسيحية و اليهودية و البوذية ... الخ) و نسمع لكلامهم و نحاجهم من منطلقهم لكي نستميلهم للإسلام لا أن نشتم و نسابب
    لا بد أن نعكس أخلاقنا بقولنا و لا نكون مسلمين بالقول فقط بل فعلا و قولا و أخلاقا و أن نعرف كيف نحاور الآخرين بالأسلوب الراقي الذي يمثلنا نحن و حتى أن عاملونا هم بالسيئة لا نعاماهم نحن بغير الحسنى لكى لا يرو منا إلا الحسن
    كلنا نعرف قصة اليهودي ( جار النبي ) صلى الله الذي كان يؤذي النبي و يأخذ الشوك و القاذورات و يرمي بها عند باب النبي و لم يتوقف اليهودي عن فعلته هذه
    حتى جاءته حمي فجلس في الفراش و زاره الرسول في مرضه هذاو دعا له بالشفاء فأسلم اليهودي ...

    فأين نحن من أخلاق الرسول

    ردحذف
  2. حاولت أن أبحث عن الفيديو ولكني لم أوفق ، بحثت كثيرا ولكن لم يظهر لي :) ، على العموم معظم الأسئلة التي سألها ذلك الشخص مبني على كتب إسلامية تراثية ، لم يراعي فيها الدقة و التمحيص ، بمعنى أن الخطأ من الكتاب السابقين لعدم تحميصهم للوقائع ، بل عندما كانت فورة الأحاديث قبل تدوينها ظهرت الآلاف من الأحاديث التي دست في دواوين الأحاديث والتاريخ وهي كلها من ابتداع من عقول بعض المختلين.
    القضية الكبرى في الفكر الأسلامي أنه لا يعترف بأخطاءه بل يحاول قدر استطاعته تبريرها و إلقاء اللوم على الغير. لو نظرت إلى صحيح البخاري مثلا لوجدتي العجائب التي لن تصدقيها إن فعلها مسلم اليوم سأقتطف لك بعضها :

    أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سك، قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلي أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجعل في حنوطه.


    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوماً فأطعمته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة). يشك إسحق. فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة). فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.

    فقط تأملي الحديثين السابقين وستعرفين كيف تتكون الصورة الخاطئة عند الآخرين حول الرسول (صلى الله عليه وسلم ).

    ==============
    شخصيا لا أحب أن أتناقش مع هذه النوعية من الناس لأن النقاش لا يجدي نفعا معهم مهما حاولت ، لذى أفضل أن أتجاهلهم فالتجاهل أفضل طريقة لإسكاتهم، أما الفئات الأخرى فمنهم يقتنع بالإسلام فقط من السلوك من دون أي شيء آخر ، فإذا رأى منك السلوك الحسن و القويم والمعتدل فإنه يقتنع بك وبفكرك من دون حتى أن تكلمه !

    بالمناسبة قرأت بحثا أن عائشة أم المؤمنين تزوجت بالنبي وعمرها 15 سنة وقد أقام الباحث أدلة جيدة على ما ذهب إليه، وفي الحقيقة هذا أقرب للتصديق من القول أنها تزوجت بنت تسع سنوات.

    بالنسبة للتعدد فهو ليس فرضا على كل شخص بل شرع لأسباب تتعلق بالقدرات الشخصية و الظروف الاجتماعية والاقتصادية ، والواقع يثبت ذلك ، كم هي النسبة من يعدد في مجتمعنا ؟؟ توجد نعم ولكن ليست كثيرة وكانت شائعة في السابق بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة مع التقلبات السياسية آنذاك.

    ولا نستطيع أن نمنعه لأنه توجد حالات كثيرة لدى الجنسين يتحتم فيها أن يعدد الشخص وخاصة عند عجز الزوجة الأولى جنسيا أو إصابتها بمرض أو عدم قدرتها على تلبية المتطلبات الزوج. ففي الواقع سيكون الطلاق هو الحل عند من لا يقول بالتعدد أو نشر الفساد والرذيلة في المجتمع عن طريق الخليلات و العاهرات.
    أذكر أحد الأشخاص غير الدينين من كوبا عندما التقينا معا في الهند المرة الأخيرة و أخبرناه أن الإسلام يجيز التعدد فصرخ بنا أنا مسلم من الآن ! وبعد السؤال أخبرنا أنه عنده ثلاث نساء واحدة زوجته واثنتان عشيقتاه ، وبما أنه لا يستطيع أن يعلن الزواج بهما هناك ، فهو مرتبط بها وقد بنى لك واحدة منهن بيتا.

    ومرة أخرى تفاجأ زميل لي من الأمريكا الوسطى عندما كنت أخبره عن سنن الفطرة ، فقال لي أنتم تطيلون اللحية و تحلقون شعر الإبط ، قلت له نعم ، أليس ترك الشعر تحت الإبط مدعاة للقذارة والروائح غير الطيبة ، قال لي نعم ولكن يؤلم ، قلت له نحن نحافظ على النظافة والإسلام يدعو إلى الطهارة والنظافة و الألم سيزول بعد أن تتعود عليه.

    جاء لي مرة أخرى يسألني بعد منتصف الليل عندما لم يبق أحد مستيقط إلا أنا و هو قائلا لي : ما رأيك بالشذوذ الجنسي بصراحة؟؟ قلت له اسمعني أنا لن أتكلم عن رأي الدين هنا ، ولكن سأقول لك أن هذه العملية غير طبيعية ومقززة و صاحبها منحرف في تفكيره ، العملية الطبيعية معروفة وهذه بخلافها ، فلا غرو أن الأديان تحرمها لما لها من أخطار كبيرة.
    كنت مقتنع بشيء واحد هو أن أخلاقك هي الأهم من كل شيء ، المناقشات الجدلية لا تخرج منها بفائدة مهما بذلت من جهد ، بينما السلوك هو الذي يأسر قلوب الآخرين ، فكن قدوة وتمسك بدينك و أخلاقه و كن لطيفا في التعامل مع الأخرين أفضل ألف مرة من الصخب و الجدال.

    ردحذف
  3. الأخُ مالك الجَابريّ
    الممارسَة الأخلاقيّة النابعَة من الدّين نفسهِ هي نقطَة مهمّة فيما سبقَ لكنّ تركيزي الحاليّ علَى فكرَة صياغَة حوَار بدعائم قويّة مع الآخر الجاهل بالإسلام .
    سأكُون ممتنّة لمشاركتيْ رؤاكَ حولَ النقاط المثَارة أعلاه في الجدليّة الأزليّة حولَ ما يعدّه البعض ثغرات في الإسلامِ كدِين أو أسئلَة أخرى صادفتهَا بشأنِ دينك وحيَّرتك ..

    مودّة

    ردحذف
  4. الأخ فهَد
    تفقدتُ الفيديُو الآن ولا يزَال موجوداً في اليوتيُوب بارتفاع في عددِ التعليقات إلى قرَابة 11 ألف تعليق .. و400ألف مشاهدَة ، مع الاعتذار لعدمِ إدراجي له ، لا أريد تكبير رأس صنّاع الفيديُو بالترويج لهُم..
    عموماً .. أوافقكَ الرأي في عدم تحبيذي الدخُول في نقاشات معَ هؤلاء لأنهُم في الغالبِ لن يقتنعُوا ويأتُون محمّلين بالكراهيَة ومترصدِين بعتاد من الاسقاطات الخاطئة التي يجترحُونها تجاه الدِين ..
    أياً يكن ..
    مشاركتيْ تلك جاءت لتصحيح تعليقات البعضِ التي كانَ بها تجنٍ على الإسلام كدين وعلى محمّد كنبي وافتراء في الوقائع .. إضافةً إلى رغبتي في التصحيحِ لقارئ التعليقات الأجنبيّ أكثر من الدخول في حوارات معَ هؤلاء..
    ندمتُ لاحقاً نظراً لحذف أجزاء مهمّة جداً من نقاشي منهَا تصحيح بشأن محمّد وعائشة دون أن يبرّروا أسباب حذفهم ..


    بخصُوص الشواذّ جنسياً ..أذكر أنّي منذ زمنٍ كنت أدخل غرفَ محادثَة أميركيّة من بابِ تطوير اللغَة وأذكر أنّ أحدهم سألني هل صحِيح أنه في الدول العربيّة يتم حرق الشواذ جنسياً؟
    قلت لهُ لا.. أنظمتنا لا تعتقل الشواذ إلا في بعض الدول والشذوذ كممارسَة أصبح حاصلاً تحتَ أنظار الأنظمةوتحاولُ غضّ الطرفِ عنها وإنْ لم يسمحْ بها بشكلٍ علنيّ
    لكنّها عموماً مرفوضة جملةً وتفصيلاً دينياً
    وحينَ سألني لماذا ؟ قلتُ لها .. برأيك .. لماذا لا يستطيعُ الشاذ جنسياً الإنجاب من شريكه؟
    أليسَ لأنّ التنوع هوَ أساس التكاثر البشريّ؟ ألا يعني هذا أنّ فكرة التنوع في المشاركَة الجنسيّة يعني أنهُ هو منبع الفطرَة البشريّة الصحيحة وأن ما عداها خلل؟

    ولماذا ترفض جميع الأديان بما فيها المسيحيّة الشذوذ الجنسيّ باعتباره خارج الممارسَة الطبيعيّة البشريّة؟ إلا ما استحدثَ من كهنتكم في العشرين سنَة الماضية بضغطٍ من الأنظمَة السياسيّة لديكم؟

    حولَ موضوع تعدّد الزواج .. جرت مؤخراً وقائع محاكمَة رجل تزوّج امرأتين في نفس الوقتِ في الولايات المتحدة والغريب أن امرأته الاولى هي من رشحت صديقتها لزوجها وهي من باركت هذا الزواج وقد برّرت الزوجَة الأولى بأنّ ذلك بسبب أنها منشغلةً تماماً بعملها للحدّ الذي لم تعد قادرَة على الاعتناء بأطفالها وإيفاء زوجها حقوقه وأنّها مع السنوَات فقدت الرغبَة في الشرَاكة الجنسيّة مع محافظتهَا على أصر علاقة المودّة بزوجها ،رغمَ ذلك فهي تحبّه ولا يعني انشغالها برغبتها في الانفصال عنه ، لذا قررت أن يتزوّج أخرى ..
    قالت : لا أريدُ أن يحضرَ زوجي إلى سريرِي كلّ ليلةٍ امرأةً جديدة أو يمتهن زيارَة المواخير الليليّة
    هذه صديقتي .. تحبّ الأطفال وتعتني بهم .. مستعدة للإقامة في البيت ومنح زوجي حقوقه .. أنا أحبّها وهي تحبني ونحنُ متوافقتان تماماً ولا نجد أي إشكاليّة..

    الحكم طبعاً جاء بإرغام الزوج على تطليقِ إحداهما أو الزجّ به في السجن !
    أليسَ هذا من أبرز ما يدعُو الغرب لمراجعَة موقفهم من تعدد الزوجات؟

    ردحذف
  5. كما توقعت ذلك ، النقاش لا يجدي نفعا معهم ، بل الواقع يخبرنا أن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه.
    مثل هؤلاء الناس لا ينفعهم غير ردة فعل من جنس عملهم ، صدقيني هذه احسن طريقة ، أما أنك تتعب نفسك في الحوار فلا طائل منه.
    لغة القوة في بعض الأحيان تنفع طالما أن لغة الحوار لم تجد !!

    هل تعرفي ما هي طريقة للتأثير عليهم ؟؟
    إنها طريقة الطريق الأدب والروايات التراجيدية ، وخاصة إذا تحولت إلى فلم ، للأسف لا يوجد معنا من يحاول سلوك هذا الطريق لأنه يحتاج إلى أفكار إبداعية.
    فلو قام شخص بكتابة رواية مؤثرة حول تعدد الزوجات لأقنعت هذه الرواية الالاف الناس وغيرت أفكارهم من دون أي ضجة أو صخب :)

    ربما تقومي أنتي بذلك في يوم من الأيام ، مع أطيب تحية

    ردحذف
  6. كلامك منطقي اختي عائشة .. نحن نهمل جوانب القناعات كثيرا لأننا في الارجح لا نتوقع اسئلة في مسلمات آمنا بها ولكن ليكن كل واحد منها مستعد ان يناقش في القضايا التي تعتبر من النقاط التي يناقش فيها اعداء الاسلام المسلمين

    ردحذف
  7. أما في ما يخص زواج النبي من عائشه وهي في سن التاسعه , فلا دليل على ذلك
    وقد ظهرت بحوث لكثير من الباحثين في الدراسات الإسلامية على أن النبي لم يتزوج عائشه وهي في سن التاسه بل كانت أكبر بكثير من ذلك

    تحياتي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي