التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ارحمُوا الدينَ والعُرفَ منـّا/ردهات



عائشَة السيفيّ
http://www.alwatan.com/dailyhtml/culture.html#6



أنَاولُ صديقَتي الكاميرَا وأطلبُ منهَا تصويريْ حينَ أصعدُ المسرحَ للتكرِيم .. تجهّز الكاميرا .. وأستعدُ أنا .. وما أنْ يبدَأ المقدّم بمنادَاة أسمَاءِ المكرّمات تتحوّل الأنظَار تجاهَنا في انتظَار خرُوج أيّ فتاةٍ للتكرِيم فلا تخرجُ ..
تمّ منادَاة 13 اسماً قبلَ اسميْ لتكريمهنّ ولم تخرُج أيّ فتاة .. بدأ ذلكَ بمجرّد رفضِ خرُوج أوّل فتاةٍ للمسرَح ليتمّ تكريمها.. وتبعتهَا الأخريَات ، ربّما على مضضٍ وربّما لأنهن فعلاً لا يرغبنَ بخرُوجهنّ للتكريم .. حينَ كانتْ أسمَاؤهن تتمّ مناداتها .. كنت أسألهنّ بحنقٍ ودهشَة: ليش ما تطلعُوا يكرمُوكم؟ .. ما حلوَة ! ما فينا يجلسوا يشوفونا كلهم .. أستحِي إلخ ..
وَأنا .. وفيمَا كانتْ صديقتيْ تستعدّ لتصويريْ .. وبعدَ منادَاة 13 فتاة قبليْ .. قرّرتُ ألا أصعدَ المنبرَ أيضاً .. وأنا في داخليْ أسخرُ منْ نفسي وأفكّر .. يا ترَى لو صعدتُ هلْ سأبدُو بمنظرِ الفتاة "الفلتَانة" ؟

غيرَ أنني كنتُ أكثَر جبناً من أن أخرُج .. وفعلتهَا فتَاة بعديْ .. بعبَاءتها المحتشمَة وبشيلتها السّوداء وبوقَارها خرجتْ للتكرِيم .. وتبعتهَا صديقاتٌ أخرَى محجباتٌ وغيرُ محجّبات .. حينهَا كنتُ أشعرُ بالسّوء من نفسيْ وأكادُ أبكيْ تفويتي اللحظَة التيْ لا تتكرّر إلا كلّ عام .. أن أنالَ التكريمَ من كليّتي الجميلَة .. وقسميَ الجميل ..
تمنيتُ حينها أنْ يعودُوا لمنَاداة اسميْ فأصعَد وأرفعُ رأسيْ مبتسمَة وأفكّر .. ( سحقاً لكلّ مبدأ ٍ يجعلُني أخجلُ من تكريمي ، يجعلنيْ أعتبرُ تناوليْ "ورقَة" من المكرّم "حاجَة ما حلوة" .. )
مفاهِيم غريبَة من فتيَات متعلّمات بدأت تطفُو على السّطح .. مفاهِيم غريبَة لم تقرّها عاداتنَا ولا ديننا .. ولم تكنْ سائدَة ً في الزّمن القديم ، زمنِ أمّهاتنا وآبائنا .. بدأت الشفافيّة تختفيْ ، وبدأنا ننحشرُ في سلسلَة تعقيدَات ننسبهَا للمجتمعِ والعُرف .. دونَ أنْ نملكَ تبريراتٍ مقنعة ً لذلك ..

أنتظرُ المصعدَ برفقَةِ صديقتين ِ .. ثمّ يأتيْ شابٌ ثالث .. تدخلُ ثلاثتنا المصعَد وينتظرُ الشابُ في الخارجِ .. أقولُ لهُ : تفضّل أخيْ ، فتشدّني صديقَتي من كتفيْ وتقولُ لا .. ما نريد واحد معنَا في المصعَد .. تقولُ ذلكَ هامسَة لكنّ الشابَ يسمعها فيتراجعُ بحرَج .. وأحدّقُ إليهَا مصدُومَة.. أيّ تخلّف هذا ! هلْ أصبح المصعَد شُبهَة ؟ وهلْ صعُودنا في نفسِ الصندُوق المعدنيّ لثانيتين للطابقِ الأوّل وثانيتين أخريين للطابقِ الثاني .. عَيب؟

فيْ الوقتِ الذيْ لا تمانعُ فتياتٌ كثيراتٌ صعُود أسَاتذة أجَانب وعمّال هُنود معهنّ في المصعَد .. بحقّ أنا غير قادرَة على فهمِ بأيّ منطِق نمَارسُ هذهِ التصرّفات؟ وأيّ عرفٍ هوَ المسؤُول عن إجازةِ أو منعِ مواقفَ كهذهِ؟

أتذكّر أنّي مرة ً كنتُ أنتظرُ المصعدَ .. وفتحَ لتخرجُ منهُ شابٌ وفتاة .. كانَت ثمّة مجمُوعة شباب بجانبيْ تقفُ فعلّقوا ضاحكين على ذلكَ .. "يا سلام وش عليك انت"
أفكّر مثلاً في سينَاريُو ذلك الفتَاة والشاب .. لو أنّني غيرُ قادرَة على صعُود الطابقِ الثالث بالسلّم .. ولديّ محاضرَة مهمّة .. وآتي للمصعَد فأجدُ شابا قبلي ينتظرهُ .. يفتح المصعَد ويدخلُ .. ويقُول لي .. تفضّلي .. فأدخل .. وخلال ثانيتين أكُون وصلتُ للطابق الثالث .. فهل الأمرُ شاذٌ إلى هذا الحدّ؟ وهلْ نتعَاملُ معَ ذلكَ كخلوَة غير شرعيّة؟ لا أعرفُ لماذا نجعلُ من أنفسنَا "رقبَاء اجتماعيين" باسمِ الدّين والعُرف .. ونحنُ لا نمتّ لا للدين ولا للعرفِ بصلَة ..
هؤلاءِ الشباب الذينَ علّقوا .. أعرفُ بعضهُم .. ممّن درسَ معيْ .. محترفُون فيْ الغشّ ، والنّقل ، والتخميس بسيّاراتهم والتدخين ..
هذهِ يعتبرُونها محللات .. لكنّ صعُود شاب وفتَاة في نفسِ المصعَد يعتبرُ دخيلاً وحراماً؟
أيّ نفاقٍ اجتماعيّ نعيشهُ؟

تحكيْ لي قريبتي وهيَ تسكنُ في مدينةٍ تغطّي فيها النسَاءُ وجوههنّ .. دخلتْ هيَ وزوجها إلى محلّ للتفصِيل فيما انشغلتْ فتاة زبُونة بالشّرح للآسيويّ عن الموديل الذيْ تطلبهُ ..وفيمَا دخلت قريبتيْ المحلّ برفقَة زوجها حتّى هبّت تلك الفتاة لتغطيَة وجهها .. فضحكتْ قريبتيْ وعلّقت .. "يا سلام! ترَى الهندي ما رجّال تغطيْ وجهها قدّامه" !
هلِ العُرف يصنّف الرجَال لعيّنات حسب جنسيّاتهم؟ وعلَى ذلك الأساس نمَارسُ أعرافنا الاجتماعيّة معهُم .. فإذا كانَ عمانياً غطّينا وجهنا وإن كان من جنسيّة أخرى فنحنُ وَباسم المجتمعِ نحلّ لأنفسنا أنْ نكشفَ وجهنا !
ما هوَ مبرّر هذا التناقض؟

قبلَ مدّة كنتُ أناقشُ صديقة ً في هذا الموضُوع وأبديْ استغرابيْ من مواقفَ على شاكلَة ما ذكرتُ أعلاهُ فحكتْ لي ما قصّتهُ أمّها لها .. أنّها حينَ كانتْ في الخامسَة عشرة حينَ تزوّجت والدَ صديقتيْ .. كانَ يبعثهَا مع أخيهِ لزيَارة أهلها على "حمَار" .. ضحكتْ صديقتيْ المتزوّجة وقالتْ .. تخيّلي الآن أن يبعثنيْ زوجيْ لأهليْ برفقَة أخيهِ .. كنتْ صرتْ خبز بلا ملح !

أصبحنَا نخافُ منْ كلّ شيءٍ ونرَاقبُ يميناً وشمالاً ردُود أفعال الآخرين دونَ أن نمنحَ أنفسنَا الفرصَة لنقرّر إن كنا في الداخلِ مقتنعينَ تماماُ بأنّ ما نفعلهُ صوابٌ أو خطَأ .. أصبحنَا غارقين في دوّامَة سوءِ ظنّ .. وأصبحنَا مهوّسين بتفسير تصرّفات الغير على أنّها تقُود دائماً لنهَاية سيئَة وقذرَة ..
فوجُودُ اثنين وحيدين يؤدّي لنتيجَة حتميّة هيَ وجودهما لاحقاً فيْ سريرٍ واحد !!

كلّ يومٍ تزدادُ الممنوعَات كردّةِ فعلٍ على التحدّر الاخلاقيْ الذيْ يشهدهُ المجتمع والسّبب القصص الكثيرَة والمخيفَة التيْ نسمعهَا هنا وهناك .. وخوفنَا من سقُوط القيم والفساد الذيْ أصبَحَ يُصدَّرُ لنا من كلّ صوب .. من الإعلانات ، منَ التلفزيُون والقنوات الفضائيّة ، من المراكزِ التجاريّة ..
أصبحَتْ لدَينا "فُوبيا مجتمع" وأصبحَ ما أحلّهُ الأمسُ مرفوضاً اليَوم .. ونحنُ نناقضُ أنفسنا بأنفسنا ..

فالفتياتُ اللاتيْ رفضنَ صعُود المسرحِ للتكرِيم .. كانَ بعضٌ منهنّ يرتديْ ملابس متحرّرة جداً غير متعارف عليها بينَ المجتمع ، بعضهنّ "نصفُ محجّب" وبعضهنّ ترتديْ "شبهَ عباءة" ولم يعتبرنَ أنّ ذلكَ "حاجة ما حلوة" بينمَا اعتبرنَ صعودهنّ للمنبر "حاجة ما حلوة" !

أصبحنَا بطريقةٍ وبأخرَى نفصّلُ العيبَ واللاعيبَ بمقاساتنا .. وفيمَا ندرسُ في جوّ مختلط ونعملُ في جوّ مختلط وأصبحتْ دوائرنا الحكوميّة مختلطَة وأصبحتْ مستشفياتنا مختلطَة ، ونذهبُ للسّوق في جوّ مختلط .. ورغمَ ذلكَ نستحيْ من صعُود المسرحِ لاستلام شهادَة تكريم لا للغنَاء والرّقص ، ونعتبرُ وجُود شاب وفتاة صاعدين في مصعدٍ واحِد ، شُبهَة نجرّمهم ونحاسبهُم عليها باسمِ الدّين والمجتمع؟

لا يا أصدقَاء .. ديننا وعاداتنا بريئة ٌ من كلّ سبق .. والعيبُ في عقُولُ أهلِ العيب .. والخطأ نحنُ فقط من نعتبرهُ كذلكَ لأننا لا نجيدُ سوَى إلصاق الأخطاءِ بالآخرين باسمِ الدين والعُرف .. ارحمُوا الدينَ والعُرف يا جمَاعة ..
فالدينُ خلقَ ليكُون جميلاً ومنطقياً ، يفسّر كلّ ما يحلّله ويحرّمه .. وخلقَ العُرف كذلكَ ليضعنَا في منظُومة منظّمة لا نعيشُ فيها هواجسَ من سوءِ الظنّ وتخطيءِ كلّ شيءٍ ..
ارحمُوا الدينَ والعُرف .. وارحمُوا أنفسكُم قبلَ كلّ شيءٍ !

تعليقات

  1. "أوين يجولو الهندي ما يخبر إذا شاف شي بس العماني عيونه زايغه ومرررة يخبر"!!

    أليست هي الاعراف من كرست كل هذه الأفعال؟!
    ما أكبر الدين ما أصغر العادةوالعرف.. ما يحدث نتيجة طبيعية لتهميش دور العقل في فهم النصوص الدينية الصحيحة

    هي أيضا نتاج الشخصية النمطية للعمانيين.. تراكم سلوكيات وتصرفات عدة افراد في ازمنة مختلفة ..
    من يأتي بعده يضيف عليها شيئا من روحه حتى وإن كانت الجانب المظلم منها .
    إنها سلسلة طويلة لا تنتهي..
    منذ صغري وأنا أحمل عن العمانيين كل العمانيين -وللأسف فأنا أعمم كنتيجة لما حدث لي وقتها في زمن الطفولة والفتوة- أحمل عنه انه يميل القسوة-المفرطة منها- والعنف والتسلط ضد من هم أقل وأضعف اضافة إلى استعلاء الأنا..
    استغرب حقا من عدم التصدي إلى معالجة بعض القيم السلبية التي حملتها الشخصية العمانية منذ زمن بعيد سوى بعض المحاولات الخجولة على صفحات الأنترنت وبعض الأعمدة المهجورة في صحف مقربة من جهات لا تسمح بتداول مثل هذه المواضيع بحجة أنها حساسة وتجلب لهاالصداع المزمن!

    واستغرب من التمسك بهكذا قيم والتأكيد عليها جيلا بعد جيل في حين أن مجتمعنا يحتاج إلى قيم أخرى تبعد عنه شبح التفكك الأسري والاجتماعي..
    نعم عائشة هو نفاق وازدواجية كرستها عوامل عدة..

    نعم عندما كنا صغارا كان الكبار ينهروننا على اتفه الأشياء حتى شبعت خدودنا لطما وظهورنا سياطا..
    المرأة:
    المرأة كانت الضحية الكبرى لكل هذا..
    لهذا لا يجب أن نلوم المرأة وهي تنتظر تائهة لاهثة فرح بسيسو وفوزية سلامة حتى تبكيا على الحال التي وصلت إليها المرأة في عموم عالمنا العربي..
    ولا نلومها وهي تتبع مريم نور ونوال السعدواي دون تحفظ..
    المجتمع يعالج كل ما يقوم به الرجل من علاقات خارج اطار الشرعية وشرب للخمور وتعاطي للمخدرات بالاكتفاء بالقول أنها نتائج للكبت والفقر والغلاء الفاحش والبطالة والراوتب الضئيلة مرورا بالعولمة والانترنت وثورةاعلام آل ابراهيم والراشد والحريري والعبدول و و و و. لكنه لا يعذر للمرأةينتظر هفوة من المرأة حتى ينهشها وهذا متاصل في الشخصية العمانية شأنها شأن إرث الاجداد من قلاع وحصون وأفلاج..
    اسمعي عائشة:
    حدود ما يحدث محصور بين اثنين وثالث يتوسطهما:
    بديهية موت القديم
    وتعسر ميلاد الجديد..
    وبين هذا وذاك تحدث كثير من الاشياء-ما يحصل الآن-

    تدوينة راقية

    هي تدوينة فانا لم ألتقط صحيفة من صحف الوطن منذ اسبوع لإن مديري في العمل منعني اي شيء له علاقة بالورق فالعمل المكلف به الكتروني ولا يتحمل أي نسبة للخطأ قد ينتج عن الخلط بين هذا وذاك..
    و طاعة ولي الأمر واجبة فالهدف هنا الاتقان في العمل..
    ودمتم سالمين..

    ردحذف
  2. مرحبا عائشة،
    لا أزيد على ما تفضلتِ به عزيزتي،
    والآن أجدني أتذكر لحظات مشابهه، وداخلي ضحك مكتوم،

    صدقا لا ندري أين المشكلة؟!
    تجد إحداهن ترتدي ما إشتهت من الملابس، مما لا يقرها مجتمع ولا دين ولا عرف، فلا تنكر على نفسها ذلك،
    ولكن إن رأت أُخرى تُناقش زميل لها في مكان عام، فتهمس وتلمز وتهمز!!!

    لا نقول إلا ، العقول فارغة ، والمبادئ باتت تُشكل على هوى البعض !

    عموما عائشة ، قد أسمعتِ لو ناديتِ حيا عزيزتي،
    ولكنهم في سبات !!

    لكِ خالص الود

    ردحذف
  3. إبراهيم الهناائي7 أكتوبر 2009 في 1:22 م

    أختي عائشة ... حقيقة أصبتي في كل كلمة كتبتها في النص ,,, فإذا ما نظرنا إلى الشباب وأقصد الشباب الجنسين طبعا لنجد انهم وكما ذكرتي يصنفون الأشياء على حسب اهوائهم ويعزون ذلك إلى الدين والأعراف ,, وفي الوااقع لا .. سأتطرق إلى مثال من أمثلتك وهناك الكثير الكثير , بالنسبة للتكريم حنما لم يخرجن ما المشكلة في ذلك ؟؟ إذا كنت ذو احتشام ووقار واحتراام فالجميع سيحترمك بالطبع ... فمن المفترض عند التكريم ,, يشعر الشخص بالفخر ,, فكم جميل ان تظهر الشابة بوقارها واحتشامها لتستلم جائزتها او شهادتها نعم انه لفخر ,, وليس العكس على نظرهن ,, أخيراا : ربما تكون هذه نقطة من عدة نقاط المجتمع بحاجة لتفهما وإصلاحها والشباب هم الركيزة والتغير للأفضل يبدأ من عندهم .

    ردحذف
  4. اعتب عليك انك نسبت الخطا مننا نحن, ذكورا او اناثا

    اعتقد ان مصدر الخطأ هو طفولتنا التي نشأنا عليها

    طبعا بالنسبة لي, كان كل شيء عيب حتى الكلام بيني و

    و بين بنت الجيران, و ايضا كنت اخجل و هي ايضا, كلام

    فقط, عبارة عن سوال و جواب

    كيف لا تريدين ان ينشأ شباب يعتبرون كل شيء عيب مع

    الآخر حتى و ان كان في حدود الادب؟

    العيب ليس فينا يا آنسة عائشة, العيب مصدره قديم

    و لا دخل لنا فيه

    ردحذف
  5. اختي عائشـة ..

    بارككِ الرّحمـنُ
    في الحقيقـةِ مقـالُك مهم خاصّة بعد أن رأينـا أُنـاس يُطبِّقونَ بِجهالةٍ للأسف بعض العاداتِ وينسبـونهـا للدّين أو أعرافِ المـجتمـع وهـو في الأصل لا يمدُّ لأيّ صلةٍ بالإثنين ..
    للأسف اصبح بعضُ النّاسِ ينْسـاقونَ وراء ما يُرَدّد ويُقال بحجّةِ أنّه من الدين ولكنّـه ليس من الدين في شئ
    بـل ويُبالِغونَ في تطبيقـه .. فوقَ هذا يعتبِرونَ من لا يُطبِّقـه منـحازاً لفكرِ الغرب وينعتونهُ بعدّةِ صفـاتٍ غريبـة لمجرّدِ أنّه خالفهـم ..
    ما هكذا هو دينُنـا الحنيف .. ولا أخلاقُنـا السّمحـة .. ولا أعرافُ مجتمعـنـا وعاداتـه ..

    عمـومـاً أختي .. أتمنّى لكِ التوفيق
    وكـتاباتُكِ جميـلة وأصفهـا بأنّها في الصميم
    استمرّي وكلّنـا مُتابِعون

    ودّي / سلطان الغافري

    ردحذف
  6. this is a real issue in our countries and the girls need to have self confident and this need to be build up starting from home moving to school and then to colledges and unvercities . if the girl sure what she is doing is not right , she should not look behind and see what others will think . no one is perfect and be sure the one who is talking about others him/her self actually having a black spot in thier life which make them seeing others with thier own mistakes reflecting thier opinion on others based in past atitude

    i hope you learned from what had happened and in the future you are not going to miss any other chance to get what you really deserve

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص