التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن أربعَة أعوامٍ من الكتَابَة في ردُهات !


عائشَة السيفي
ufuq4ever@yahoo.com


أفتحُ بريديَ الالكترُونيّ ، فتقفزُ بي رغبَة ٌ شديدة ٌ للذهَاب لصفحَات بريديَ الأولى ، حيثُ خرجَ إلى النُور مع خرُوج عمودي .. أتصفّح تعليقاتِ القرّاء يومها وأتساءلُ أينَ أصبحُوا اليوم؟ فلمْ يعُد أيٌ منهُم حاضراً في بريدي بعدَ 4 أعوَامٍ من الكتَابة .. بعدَ 4 أعوامٍ من ردهَات .. تبدُو أسماءهُم غريبَة عليّ .. فقد غسلتْ 4 أعوَام من المقالاتِ الأسبُوعيّة ذاكرتيْ ، ولم يتبقَ منْ حضورهم سوَى ذاكرَة بريدٍ ممتلئ بالرسائل .. أتساءلُ لحظتها إنْ كنتُ فكرتُ قبلَ 4 أعوَام وأنا أخرجُ من مكتبِ رئيس التحرير الذيْ اعتمدَ عمُودي لينشرَ أسبوعياً .. إن كنتُ لحظتها فكرتُ أنني سأستمرُ ولأربعة أعوَام وإن كانَ قد ارتكَب حماقة ً بضمّي لكتّاب صحيفتهِ؟
يسألنيْ كثيرُون ما الذيْ اختلفَ من قرّاءِ عائشَة قبلَ 4 أعوَام وبعدها؟ فيحلُو لي الإجابَة .. أمّا القراء فلم يتغيّروا! لا يزالون نفسهم بمزاجيّتهم تارة وبعاطفيّتهم تارَة وبموضوعيّتهم تارة ً أخرى .. أمّا عائشَة القديمَة فربّما لم يتبقَ منها شيء .. لقد ربّاها قرّائهَا مقالاً تلوَ مقال ..
ما الذيْ اختلفَ فيَّ بعدَ أربعَة أعوامٍ من الكتَابة؟ ولماذا لا أزَالُ أجاهدُ لأستمر رغمَ آلاف الأفكَار التيْ تعصفُ بي دائماً لأتوقّف .. تلك الفكرَة الملحّة التي تقولُ لي : آنَ أن تستريحيْ..
حينَ بدأتُ كتَابَة الأعمدَة .. بدأتهَا وأنَا أحلمُ أن أكونَ منْ قرأتُ لهم .. حلمتُ أن أكونَ أنيس منصُور ، فهد الأحمديّ أو الرطيَان .. وكتبتُ بأسلُوبهم .. غير أنني لاحقاً اكتشفتُ أنّ هؤلاءِ شكّلهم قرّائهم وأنني لن أخرجَ من المنظُومة فسأصبحُ يوماً ما، مرآة َ قارئي المجهُول .. قارئي نفسهُ الذي يقرأُ له ويحتفظُ بقصاصَة المقال .. أو قارئي الذي يقرأ ليْ ويأكلُ على مقاليْ ويرميهِ في القمَامة ..
السنَة الأولَى من كتَابتي في عمُودي ردهات .. كانتِ الأصعَب ، وربّما أعترفُ أنها المرّة الأولى التيْ أعترفُ فيها أنني كنتُ أبكي كلّ يومِ أربعاء وأنا أجدُ قرّائي يوبخُونني .. كنتُ أكتبُ بلغةٍ عنيفَة .. لغَة ابنَة السابعَة عشرَة التيْ خاطرَ رئيسُ التحريرِ باعتمَاد عمودٍ لها .. ولأنني كنتُ أظنّ أن فهد الأحمدي الذي أعشقُ ما يكتبُ والذي لا يكادُ مقالٌ من مقالاتهِ يخلُو من حديثهِ عن نفسهِ / طفُولتهِ / أطفالهِ / أسفَاره/ مدرستهِ الابتدائيّة / صديقهِ الفلاني .. ظننتُ أنّ الأمرَ سيكون كذلكَ لدى القارئ العُماني .. ولذا كانَ عليّ أن أتلقّى أسبوعياً دستَة تعليقاتٍ ساخرَة تارة وموبّخة لفتاة تشَاركُ القارئ حديثهَا عن "فلاشها" الذيْ أصابته الفايرُوسات .. أو سلحفاتها التيْ تربّيها في المنزل .. كلّ مرّة كنتُ أبكيْ وأقسمُ ألا أعُود لذكرِ شيءٍ عن نفسيْ ، غيرَ أنّ المنظُومة تتكرّر وفي كثيرٍ من الأحيان كنتُ أبكي وأنا ألمحُ انزعاج عائلتي من إشراكي وإشراكهم في تفاصيل ما أكتبُ .. كنتُ أقعُ في حيرَة من انقسَامات القرّاء .. فهنالكَ قرّاء يطالبُونني بأن أكونَ حاضرَة في مقالي وأنْ أكونَ مثالاً حياً لما أكتبُ عنه .. أن أتحدّث عن أحلامي التيْ أراها في النومِ حينَ أفردُ مقالاً عن الأحلام ، وأنْ أتحدّث عنْ أثر "فلاشي المعطّل" على حيَاتيْ ..حينَ أتحدّث عن سيطرَة التكنُولوجيا عن حياة الفرد ، وأنْ أذكرَ عاداتٍ غريبَة رافقتنيْ في حياتيْ حين أتحدّث عن عاداتٍ غريبَة جداً لشخصياتٍ عالميّة .. كنتُ أفعلُ ذلك من قبيلِ إدخالِ القارئ إلى جوّ النصّ وكنتُ أصطدمُ بقرّاءٍ يطالبُونني بالتوقفِ عن حشرِ نفسي وآخرين يطلبُون منّي ذلك .. وبينَ ذلك كنتُ أغرقُ في حيرَةٍ شديدة ..
أذكرُ يومها أني اتصلتُ بصديقتي سعديّة مفرح .. وسألتها: ماذا أفعل؟
قالتْ لي: اكتبيْ بقلبك .. ودعكِ من القارئ فهوَ لن يرضَى يوماً عن كاتبهِ ..
وكنتُ أجهلُ حينها ما تعنيْ .. كيفَ يكتبُ الكاتبُ بقلبهِ؟ وهوَ لا يكتبُ لنفسهِ إنّما لقارئهِ المجهُول؟
بعدَ أربعَة أعوامٍ من الكتَابة .. عرفتُ كيفَ يكتبُ الكاتبُ بقلبهِ .. لأنّ قلبهُ يصبحُ جسداً من المجتمع .. يطُوف بأفكَار الآخرين فيلتقطها .. أن يحسّ بالآخرين فيكتبهُم .. وأن يحيلَ حياتهُم المجهُولة إلى مادّة جيّدة للكتَابة ..
علّمتني تلكَ الأعوَام أن أجيدَ كنسَ الأفكَار .. أن أكونَ "زبّالة" مُحترِفة ، تشمّ الأفكَار من على بعدِ أميال فتهرولَ نحوها لتكتبَ عنها ..
علمتنيْ أن أكونَ ابنَة الشّارع وأن تكتبَ لهُ وباسمهِ .. ألا يكونَ ثمّة مكان للنخبَة فالكتَابة للجمِيع وعنِ الجميع ..
هذهِ الكتَابة أكسبتنيْ أصدقاء كثر من القرّاء ، أتابعُ ما يكتبُون .. جعلتنيْ أتعلّم أن أستمعَ للآخر وأنْ أمنحهُ أذناً ليتكلّم .. ومساحة ً بريديّة لينتقد ..
أصدقَاء مجهُولين .. وأسمَاء تتجدد .. بعضهَا يبقَى على تواصلٍ لأسبوع أو شهر وبعضها لأعوام وبعضها يختفيْ بعدَ أول بريدٍ يبعثُ بهِ إلى بريدي ..
حينَ بدأتُ الكتَابة ، لم أكنْ أدركُ أنّ نسيجَ مجتمعيْ سيشكّل لاحقاً ما أكتبهُ .. واكتشفتُ بعدها أنّ القارئ العمانيّ صعبٌ جداً .. متحفظ ٌ .. من الصّعبِ إقناعهُ وإرضَاءهُ بالفكرة ..
أدركتُ ذلكَ حينَ بدأتُ في الكتَابة في صحفٍ أخرى خليجيّة وعربيّة ، كانتْ ردُود أفعال القرّاء من الصحفِ غير العُمانيّة تختلفُ تماماً عن ردُود أفعال القرّاء العُمانيين.. وعلمتُ حينها كمْ أن المجتمع العمانيّ خصوصيّ جداً
علّمني هؤلاء القرّاء الهدُوء .. وفيمَا كنتُ قبل ذلكَ أكتبُ بانفعال للحدّ الذي دفعَ قارئاً أن يعلّق : أشعر أنك حينَ تكتبين تكادينَ تكسرينَ لوحَة "الكيبُورد" ..
غيرَ أنّ ما علمنيْ إيّاهُ هو أنْ أصمتَ حينَ يوبّخني ذلك القارئ الذي لا أعرفُ .. وأن آخذ ما يروقنيْ .. وألا أبكيْ بعدَ اليَوم .. وأنْ أتقبّل فكرَة أنّ الكتَابة طريقَة لجلبِ الأصدقَاء والأعدَاء معاً ..
بعد 4 أعوَام من الكتَابة .. تعلّمت أن عُمان "قريَة صغيرة جداً" إذ لم أكن أذكرُ الاسمَ الأول لشخصٍ ما في موضوعٍ بمقالي حتّى أصحُو الساعة التاسعَة من يومِ الأربعاء لأجد أحداً بهاتفيْ يشيرُ إلى ذلك الشخص الذي عُرِفتْ هُويّته ..
في عُمان يكفيْ أن تحكي موقفاً وتذكر الاسم الأوّل للشخص ليعرفَ من حولكَ من يكُون .. ولذا خسرت أصدقَاء كثر .. واصطدمتُ بآخرين ، لأنني أعيشُ في مجتمعٍ مكشُوف يعرفُ كلّ شخصٍ من يجَاوره .. من يدرسُ معه .. مَن زميلهُ بالعَمل ..
كانَ ذلكَ ولا يزَال يثيرُ إزعاجي لأنّ ذلك يقيّدني .. فلم أعد أستطيعُ الإشارَة لهذا أو ذاك بسببِ مجتمعي الصّغير الذيْ لا تفُوتهُ "شاردَة ولا واردَة" ..
أنضجنيْ القارئُ بعدَ 4 أعوَام من الكتَابة .. بالعصَا وباللين .. أنضجَ مراهقة ً كتبتْ أوّل ما كتبت وهيَ في السابعَة عشر للكبَار ، لذا طالبها القارئَ أن تلتزمَ بكتاباتها للكبَار وأن تتعلّم منهجيّة الكتَابة لهُم .. بأعمَارهم المختلفَة ..
ولاحقاً اكتشفتْ أنّ هؤلاء الكبار قد يكُونونَ طلاباً في نهاية الابتدائيّة تماماً كأناسٍ في خمسينيّاتهم .. وأنّ الكتَابة للشّارع تعنيْ أن ترميَ سنوَات عمركَ خلف ظهرك .. وأن ترميَ نخبوّيتك خلف ظهرك فالقارئُ ليسَ معنياً سوَى بالعمُود المنشُور أمامه .. "يهزّقه" كيفمَا يشَاء .. فهوَ الوليّ هنالك .. وهوَ يمَارسُ أبوّيته على الكَاتِب ونصّهِ ليقرّر إن كانَ جيداً أو سيئاً ..
انفرطتْ 4 أعوَامٍ من عمرِ ردهَات .. وانفرطت معهَا مفاهيمُ كثيرَة .. حضرتْ أسمَاء وغابت أسمَاء .. سقطَت مبادئ وحضرتْ مبادئ .. وظلّ القارئ كمَا هوَ يقرأ بصمتٍ فإمّا يفتحُ الايميل ليبعثَ لي بريداً أو يكوّر ورق المقالِ بينَ يديهِ ويرميهِ بقبضةٍ سريعةٍ على أقربِ قمامة ..

تعليقات

  1. عبدالله البلوشي21 أكتوبر 2009 في 1:13 ص

    وكأننا في بلادى خلقنا للنقد والنقد فقط,لا أطالع في منتدياتنا او جلسات الرجال منا الا النقد لمصلحة عملى أو عمله او أداء الحكومة أو أخفاقات القطاع الخاص وضعف الجانب الاجتماعى وتدنى مستوى المعيشة او او او او خط لا ينتهى,أتوقع توجد علامة مسجلة في عقل كل عمانى يستخدمها فقط للنقد..
    مقالاتك الأجتماعية أحسبها توصف بشكل كبير تفاصيل القرية الكبيرة التى تُختزل في عقولنا وكأنها تعنينا خاصة , ومن شمال عمان لجنوبها, أقارن كل ذلك بكاتبي المفضل سياسيا فؤاد الهاشم, ما ينقصلك سيدتى فقط رحلة لعشر بلدان أو أكثر أولها فرنسا حسب ترشيحى لنهرب قليلا عن واقعنا مستمتعين بأسلوبك الساحر في سرد مواقف وتفاصيل رحلاتك..

    ردحذف
  2. إبراهيم الهنائي21 أكتوبر 2009 في 10:04 ص

    بعد أربعة أعواام من ردهااات ,, في واقع الأمر لم اتابع كتاباتك إلا في الأشهر القليلة الماضية لكي أفرق ,, ولكن من خلال ما قرأت لك من كتابات أعتقد بأن اللغة الأجتماعية اهم ما يميزك ,, وفي عماننا نحتاج إلى أحد ليتحدث عن ما يحدث في المجتمع يكون قريباً من الناس يشاركهم مشاكلهم ... ولكن مشاركة مبهمة بدون أسماء ومعرفات هكذا هو مجتمعنا ...
    شكرا لك أخيتي وكل عااام وردهاات بألف نضج .....

    ردحذف
  3. أربعـةُ أعـوامٍ مـنذُ أوّل مقـالٍ لكِ ..
    مـا شاءَ الله تبـاركَ الرّحمـن ..
    كنـتي في نفسِ سنّي الآن ..

    بالـرّغم أنّي بدأتُ بمـتابعـةِ مقـالاتكِ رُدهـات منـذُ زمـنٍ قصيرٍ إلّا أنّي وجدتُ فيـه دافعيّةً للقارئ ليستـمرَّ في القراءة ..
    سيِّدتي عـائشـة .. قلمُكِ هذا هو سلاحُكِ في وجْـهِ كلِّ مذمـومٍ في المُجـتمـع ..
    لاحـظتُ مـا ذكرتي بأنّكِ تقوميـنَ بالتلميـحِ إلى الأشخاصِ الذينَ تقوميـنَ بالكِتـابةِ عنـهم وأتسـآلُ حينـها ألا تواجِهُ هذهِ الكاتِبـة مشـاكل في ذلك ..؟!
    والآن وجدتُ إجابـةَ "نعم" في هذا المقال ..

    عـزيزتي .. دائمـاً الحيـاة ما تعلِّمـنا شيـئاً جديداً كلّ يوم تقريبـاً فمـا بـالُكِ بـتجرُبـة أربع سنـواتٍ من الكتابـةِ .. فـأكيدٌ أنّ هُنـاكَ أمورٌ تغيّرت وتبدّلت مُنـذُ ذلكَ الوقت
    أمـورٌ تغيّرت في أسلوبك ربّمـا وأيضـاً في مُفرداتُكِ اللغـويـة ...إلخ .
    عـمـومـاً.. أودُّ أن أقولَ لكِ أستمرّي في الكِتـابـَةِ فـهُنـاكَ متابِعـونَ كُثر لعـائشـة ولِمـقالاتِهـا ..

    وفي الخِتـام .. كلُّ عـامٍ وأنتِ لرُدهـاتٍ مُبدِعـة .. وأنتِ للقـلم سيِّدةً.. ونـحنُ لكِ مُتـابِعونَ
    وفّقكِ الرّبُ إلى طريقِ الخير والسّدادِ وسدّدكِ إلى الطريق النّيِّر ..

    سُلطـان

    ردحذف
  4. الكتابة بحد ذاتها ترتقي بفكر الإنسان وخصوصاً إذا كانت نابعة من القلب ولها مصداقية، فقد تكون عائشة اليوم اختلف .. لكن للأفضل إن شاء الله

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق