التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أنْ أكونَ متديّنة وصورتيْ على الفيس بُوك !

عائشَة السيفيّ
ufuq4ever@yahoo.com



أتلقَى عادة ً بين الحين والآخر تعقيباً على مقالاتي رسائلَ غاضبَة من أشخاص مجهولين يتهمونني تارةً بالعلمانيّة وتارةً بالليبراليّة وتارةً بأنني متحرّرة وقد يأتي أحدهُم للقولِ أنّ أفكاري تشكلُ خطراً على "فِكر المرأة العُمانيّة المحافظَة" إلى آخرهِ من رسائل قد يتعرّض إليها أيّّ كاتبِ صحيفَة فما بالكُم بكاتبة قادمَة من بيئَة محافظَة جداً كبيئتي؟
ويهاجمنيْ آخرون لوضعِي صورتي في مدوّنتي وأنّ ذلكَ يخالف الدين رغم أني أضع صورتي بحجابي الكامل دونَ أن أخرج عن الذوق العام في الحشمَة كأيّ صورة أخرى منشورة في الصحفِ أو كصورة أيّ فتاة محجّبة تمشي في الشارع !
وتصبّ أغلبُ هذهِ الرسائل على دعوتيْ إلى "التديّن" أو كمَا قال أحدهم (العودَة الحقيقيّة للدين) وإعادة النظر في منهج الكتابَة التي أنهجُها من بَاب قولهِم أنّ الدين يكرّس ارتبَاط مفهومين همَا المرأة والستر .. والكتابَة تتنافى معَ هكذا مبادئ ..
خلاصَة القول أنّ أغلبَ هؤلاء يُقدّمون في رسائلهم بطريقَة أو بأخرى مفاهيمهم الخاصّة في فهم التديّن كأسلُوب حيَاة وكفكر .. وهوَ ما يدفعني للتساؤل: ما هي فكرتنَا عن التدين؟

مؤخراً نشرت قناةُ البي بي سي درَاسة نقلتهَا عن معهدٍ ألمانيّ أقام دراستهُ عن التدين على شريحَة واسعة من الألمان ومن المعروف أنّ ألمانيا من أكثر الدول التي تشهدُ التنوع الدينيّ وحريّة ممارسة العبادة كما أنّها تفتح المجال واسعاً للملحدين والطوائف الأخرى بإعلان أفكارها ومعايشتها جنباً مع جنبٍ مع بقيّة الأديان .. الدراسة شملت كافّة الأديان .. المسلمين اليهود والمسيحيين بطوائفهم المختلفَة وخلصت الدرَاسة إلى أنّ جميع الشرائح تشتركُ في مفهُوم واحد .. أنّ أغلب المتدينينَ يحتكرُون التدين في فكرَة ممارسَة الشعائر الدينيّة أكثر من مسألة عكسها بشكل واقعيّ على حياتهم الحقيقيّة وأنّهم بطريقة أو بأخرى في أسلوب حياتهم يخالفُون ما تنصّ عليه شعائرهم الدينيّة وأنهم إن طبقُوا تعاليم تلك الشعائر الدينيّة فإنهم يخالفونهَا في ممارسَات أخرى إن تعارضتْ مع غاياتهِم..

بالمعنَى البسيط أنّ أغلب من شملتهم الدرَاسة يأخذُون من أديانهم ما يروقهم ولا يطبقُون جزءاً منها في جوانبَ أخرى سواءً بعمدٍ أو دون عمد ..

ذكرتنيْ الدراسة بمقال جميلٍ جداً للروائيّ علاء الأسواني يتحدث فيه عن دراسَة مماثلة صنّفت بلدهُ "مصر" كأكثر البلدان تديّنا في العالم .. وتساءل علاء الأسوانيّ أنه بالرغم أنّ مصر تسجل نسب عاليَة من التحرش الجنسي مثلاً وتنشط فيها السوق السوداء أكثر من دول مجاورة وترتفع بها نسبة الجريمة فإنّ هذا لا يتنافى مع حقيقَة أنّ شعبه هوَ أكثر الشعوب تديناً؟

لتفهموني أكثَر سأحكي لكم قصّة حدثت لي مع إحدى زميلاتي التي تربطنيْ بها علاقَة سطحيّة والتيْ يحلُو لها كثيراً تبرير تصرفاتها باسمِ الدين .. حيثُ كنا سوياً في استراحة الطالبات بالكليّة وبتلقائية شديدة سألتها إن كان لديها عطر لأني نسيتُ عطري ولم أضعهُ بالحقيبة ..

فردّت علي بصورة عنيفة ومتجهّمة قائلةً : عفوا نحن ما نتعامل مع هالأشياء ولا الدين يرضاها ..
طبعاً أنا لم أكن أتوقع ردة فعلها تلكَ وتناسيتهَا مع الزمن.. لكنني عدتُ وتذكرتها في إحدى الأيام ونحن متعسرُون في حلّ مسألة بإحدى الواجبات الدراسية بمقررٍ ندرسه سوياً .. وحينها مرّ أمامنا طالب من زملائنا ووضعَ واجبه في صندوق البريد الخاصّ بدكتور المادة وهذا الصندوق يكون مفتوحاً عادةً لأي أحد .. وحين غادرَ قالت لي الفتاة : (ما رأيك أن نذهبَ ونأخذ واجب الطالب من صندوق بريد الدكتور وننقله ثمّ نعيده وكأنّ شيئا لم يحدث؟)
الحقيقة أنني أمضيتُ لحظات أحدّق إليها ثم ضحكتُ كثيرا وأنا أقولُ لها ( لا يا ابنتيْ ، "عفوا نحن ما نتعامل مع هالأشياء ولا الدين يرضاها" !

رغم أنّ موضوع العطر لو قسناه من مبدأ الحريات فهوَ حريّة شخصيّة بينما سرقة واجب دراسي ومجهود طالب آخر هو تعدٍ صريح على حريته فأيّهما أكثر ارتباطا بالدين؟

مثلُ هذه المواقف كثيرَة .. فنحنُ نأخذ من الدين ما يحلُو لنا ونتركهُ بمنطقِ الغايَة تبرّر الوسيلة .. وشخصياً تعرضت لها وزميلاتي بشكلٍ كبير .. ومن أمثلتها صديقتي غير المحجّبة التي كانَ ثمة طالب يبعث لزميلتها رسائل يدعوها لنصحها بارتداء الحجاب والاحتشام وترك السفُور .. فما كانَ من هذا الطالب سوَى أن يقوم بسرقة بريدها الالكترونيّ الذي استحوذ عليه إلى يومكُم هذا .. هذا الطالب نفسهُ أصبح يلاحقني في ردودهِ مؤخراً بمدوّنتي ناعتاً إيّاي بالمتحرّرة ومدعيَة الحريّة ومهدداً بسرقة بريدي الالكترونيّ ..

الطالب هذا تذكّر الدينَ حينَ رغب في دعوة الفتاة إلى ترك السفُور لكنهُ نسي الدينَ حينَ قام بسرقة خصوصيتها وسرقة أكثر ممتلكاتها سريّة من مبدأ أنّ الدينَ يبرر له ما فعلَ !

في الساحةِ الثقافيّة كذلك يتم إساءَة استخدام الدين أيضاً ولعلّ أبرز ما يحضرني حول ذلكَ هوَ أنّ شاعراً عمانياً عرف أخ شاعرَة عمانيّة وحين علم أنها شقيقتهُ بدأ في الحديث عنها بشكلٍ سيء قائلاً لأخيها: "ليش مفلتين أختكم بهالطريقة؟ ، وليش مخلينها ما شي شاعر إلا وتعرفه؟ ، يا أخي أين الدين؟ أين الغيرَة؟" رغم أنّ تلك الشاعرة منعزلَة جداً ونادرَة التواصل مع الوسط الثقافيّ .. لكنّ أفكاره المريضة دفعتهُ لاختلاق كلّ ذلك ما أدى لمنع أخِ تلك الفتاة منْ مشاركتها في أيّ فعاليات ثقافيّة بعد تلك المحادثة رغم توسطيْ بشكل شخصي لمشاركتها ورفض عائلتها..


الشاعر نفسهُ أعلاهُ .. كانَ يؤمّ في كثير من الملتقيات الثقافيّة المصلّين ويفعل ذلك أيضا في المسجد المجاورِ لسكنهِ .. لكنّ هذا الشاعر نفسهُ أوقع بإحدى الفتيات اللاتي أعرفهنّ بل وظلّ يهددها بالرسائل إن لم تستجِب لطلباتهِ ووصلَ الحدّ إلى تدخّل عائلتها في الموضوع بعدَ أن تجاوزَ هوسُهُ الحدّ المسموح .. نفس هذا الشاعر سمعتهُ بعد إحدى الأمسيات الشعريّة التي جمعتنا يشتمُ في شاعرٍ عمانيّ كبير بطريقَة سيئة للغاية فسألتهُ : هل سبقَ والتقيتَ به؟ فقال لي: لا .. قلتُ له: طيب لماذا تشتمهُ؟ فأجاب: لأنهُ مترفّّع ولا يخالط بقيّة الشعراء!
وبهذهِ الطريقة ظلّ هذا الشاعر يستخدم الدين ليبرّر ما يفعلهُ وينبذهُ حينَ يشعرُ بتعارضِ الدين في ذلكَ الموقف ..


الأصنافُ التي ذكرتها أعلاهُ تظنّ في قرارَة نفسها أنها متديّنة .. تمارس الشعائر الدينيّة على أكملِ وجهٍ وتزيدُ عليها .. بالإمكانِ أن يكونوا مصلّين قوامين ، صائمين لكنهُم في نقطةٍ ما ، يحضرونَ الدين وقتما يشاؤون ويغيّبونه وقتما أرادُوا ..
ولعلّ أبرز ذلك هو الفيلم المصريّ الذي طرحَ قبل عامٍ تقريباً "كباريه" ويسلّط الضوء على صاحب الكباريه ذي اللحية الطويلة التي لا تفارق المسبحَة يدهُ وَالذي يضع مكتبهُ في أعلى الكباريه ويعزل جدران مكتبهِ عن الصوت حتى لا تصلَ إليهِ أغاني الكباريه ولكنهُ يدير الكباريه ويردّ نقوده ويتصدّق بها وقبل تفجير الكباريه بيوم واحد كانَ قد حجز للذهابِ للعمرة..

كاتبُ سيناريُو الفيلم قدّم بعبقريّة مدهشَة نمط صاحبُ الكباريه هذا .. الذي هوَ نسخَة مكررة من ملايين حولنَا .. يعتبرونَ أنهُم "متدينين" بطريقتهم الخاصّة في فهم الدين والتديّن .. تماماً كتلك الراقصَة التي تعمل في الكباريه من أجلِ أن تؤمّن النقود لوالدتها لتذهبَ للحجّ !

ثمّة حديث شريف يحضرنيْ ولا أتذكر تفاصيلهُ لكننيْ أذكر فيهُ أنّ صحابيا مرّ على النبي صلى الله عليه وسلّم فقالَ النبي لأصحابه أنّ هذا من أهل الجنّة! فعجب الصحابة عن السبب وأرادَ أحدهم أن يعرف ما هوَ المميز في هذا الصحابيّ ليكون من أهل الجنّة لذا ذهب للمبيت في بيتهِ يوماً كضيف .. ليرى ما المميز في هذا الصحابي .. ومرت الليلة والصحابي الأوّل لم يلمح أيّ شيء مختلف في شعائر عبادَة المبشّر بالجنة .. وحين جاءَ النهار ذهب الصحابي للمبشر بالجنّة وأخبرهُ عن سبب مبيته وقالَ له والله ما رأيتكَ أكثر صلاةً مني ولا أكثر قياماً مني .. فما الذي حمل الرسولَ على أن يبشّرك بالجنة؟ فقال له المبشّر بالجنة : أنه لا يصوم ولا يصلي ولا يقوم الليل أكثر من بقيّة الناس ولكنّه لا يحمل نية سيئة تجاهَ أحد ولا يحمل غلاً وكرهاً تجاه أيٍ من الناس .. هذا الحديث يحاول أن يصحّح للناس فكرَة أنهُ لا يشترط لتكونَ صالحا أن تكونَ من العابدين القائمين الصائمين .. وإنما التزامك بالشعائر الدينيّة وتطبيقها بشكل عملي في حياتك هوَ السرّ في صلاح الدينِ والدنيا ..

وهوَ ما يقوله النبيّ في حديثه (ربّ صائمٍ ليسَ له من صيامهِ إلا الجوع وربّ قائم ليسَ له من قيامهِ إلا السّهر) فممارستنا للدين لا تعني بالضرورة أننا حينها أصبحنا متدينين !

وهوَ ليسَ في بلداننا العربيّة فقط ففي كتابٍ قرأتهُ ، ذكرَ مؤلّفهُ أنّّ دراسة ً شملت تجّار المخدّرات المسجونين في ولاية شيكاغُو أبرزت أنّ هؤلاء التجار ورجالات المافيَا يذهبُون بشكل دوريّ للكنيسة وللاعتراف ولقدّاس الأحد رغمَ أنّهم قد يقتلونَ في نفس اليوم أحدَ العملاء أو رجال عصابات أخرى ويوزعُون المخدرات لكنهُم في حياتهم كأيّ متدين يمارسُون الشعائر الدينيّة ولا يتخلفون عنَ جلسات الوعظ والإرشاد التي تقيمها الكنيسَة ..

خلاصَة القولِ أنّ أكثرنا يجهلُ ما معنى كلمَة التدين؟ رغم أنّنا نتكئ على الدين في تبرير أغلبِ تصرفاتنا .. وأغلبُنا انتقائيّ في ممارسَة الدين .. نحضرهُ وقتما نريد ونبعدهُ وقتما نشعرُ أنّه يتعارض مع ما نريدُ فعلهُ .. قد نصلّي ونصوم ونقرأ القرآن .. ولكننا نغشّ في عملنا .. ونرتشيْ في تمرير معاملاتنا إلخ ..

يا أصدقائي الذينَ يدعوننيْ للتديّن .. قد أكونُ "متحرّرة" وقد أضع صورتي في مدوّنتي وأنشر وأشارك في الأمسيات وقد ترفضُون أنتم ذلك لكن ليسَ بالضرورة أن تكونُوا أكثر تديّناً مني .. أو من الآخرين الذين يفعلُون ما أفعل .. نعم ، ما التعارضُ في أنْ أضعُ صورتيْ على الفيس بوك وأصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأكتبَ عنكم وعن العمل الخيريّ والحياة الجميلَة والثقافة والفنون والشّعر والمرأة وميشيل فوكُو ومحمود دروِيش والآخرين؟ وربّما أكونُ حينهَا أكثر تديّناً منكُم ! من يدريْ؟

تعليقات

  1. رحمه ال خليفين10 نوفمبر 2009 في 11:45 م

    اتفق معك تماماعزيزتي

    فمعظم الذين يدعون الدين ف بلادنا لا يطبقونه الا جزئيا متناسيا اهم جوانبه في اغلب الاحيان...

    ان تتحدث الفتيات ف الكليه عن الشباب من وراء ظهورهم حلال اما ان رات اخرى تناقشه ف امر دراسي فذاك حرام

    هذا هو التناقض بعينه و لا يعكس سوى عقليات لا تعي من الدين شيئا
    اشكرك ع الطرح

    ردحذف
  2. أفكار استلقت في عقول البعض منذ زمن.. واستعصى عليهم نزعها ..
    الطير ينتفش بعد أن يبتلّ الماء!!
    بالنسبة له هي لحظة انتشاء!
    لكن أجنحتهم معطلّة..
    اسمعي:
    حدث لي في أحد الصباحات أن عاتبني أحد الاصدقاء ذلك لإنه شاهد اسمي في مدونتك!
    يحمل ذات الفكرة-من عادته أن يرمي نصائحه الكثيرة ثم يذهب مسرعا دون أن يمنح الآخرين مساحة للمناقشة أو حتى الرد !
    لإنه لا يؤمن بالجدال مع العلمانيين والليبراليين وحتى الاسلاميين المعتدلين!- مع الآخر بشكل عام!!!
    قال لي عنك:
    "هذه كاتبة تدعو إلى التحرر!
    رغم أنها من نزوى!!
    في جوفها كثبان من القراءات التي تزعزع عقيدة الفتاة المسلمة!
    احذر يا موسى!".(انتهى ثم فرّ)
    أعوذ بالله..
    حتى اليوم عندما اشاهد ظله وقد سبقه :اتذكر نصيحته واضحك..

    اخيرا:
    سنحاول تصحيح هذه النظرة ونحن نحاول أصلا-لكن ربما سنضطر إلى استدعاء فوكو:
    فوكو يا فوكو..أين أنت؟
    تعال لتسجل هذا الجنون!
    ***********************

    شكرا عائشة.

    ردحذف
  3. يا عائشة ، قد أسمعتِ لو ناديتِ حيا


    مقال في غاية الروعة والواقعية عزيزتي .
    دوما مميزة في طرحك وإسلوبك وإنتقائك للمواضيع .

    تعجبني جدا ثقتكِ في نفسك .

    إحترامي الشديد لشخصك .

    ردحذف
  4. صباحَات الورد أصدقائي الطيبين

    رحمَة .. موسَى وعلا ..

    ظلّوا بخير وجمَال وحريّة :)

    .
    .

    عائشَة

    ردحذف
  5. شكلي ما وحدي عدو المطاوعة الجدد ...

    ردحذف
  6. صديقتك غير المجهولة11 نوفمبر 2009 في 11:13 ص

    من الأفْضَلِ أَنْ لاَ أُفَكِّرَ كَثِيرًا فِي هَذَا الأَمْر لأنه يخنقني ..

    ردحذف
  7. أختي عائشة

    أنفضمي كل هذه الأقاويل من أكتافك ولا تلتفتي إلى الخلف لتخشى من تتطايرها بل أتركيها تتطاير بلا نهاية ..... دائما اصوات الناس تتعالي للأعلى لكي تتلاشي بين جزئيات الهواء ولكن ما أخشاه ان يسبب في ثقب طبقة الأوزون لأن مثل هذه الأقاويل ممرضة وتمرض أي شخص يحملها محمل الجد.

    أشكرك أختى

    ردحذف
  8. سبحان الله هم يزعمون وأنتم تزعمون وكل الخطأ في قصور عقولنا ونظرتنا غير العقلانية فلو نظرنا لهؤلاء على أنهم أناس مثلنا (حاولوا) التدين ويحاولون ويخطؤون لكففنا من انتقادهم من على منبرنا العاجي ونزلنا معهم كمصلحين ومرشدين ففي الأخير لم يكتب أحد منهم على جبينه بأنه "مطوع" أو "متدين" خصوصا في مجتمعنا العماني حيث التواضع ولم يعجبني أبدا مقارنة المتدينين في مجتمعنا بالاخرين في المجتمعات الأخرى

    ردحذف
  9. البداية هي نفس الشيء تدرك من أن الخطوة السابقة انتهت..

    رغم أن النهايات لا يمكن وقف ساديتها المفرطة بمد الفراغ الممتلئ في الفراغ الأجوف.. لذلك الود أو الاعتيادية على وطن تعتبر فجيعة أن تتحول إلى منفى فجأة..
    ندرك فيه أننا وحدنا

    الفقد..أن نؤمن أن الأشياء الأخرى مستمرة ، ووحده شعورنا المسرف ضاع هباءا في قصة دنيا.. لهذا نبدأ في أسئلة نهدرها بلا جواب!

    وحين تبدأ حياتنا في إستيعاب اننا فقدنا ما أسرفنا فيه شعورنا.. تبدوا الأشياء الرفيقة هي خلاصنا الأول والأسوأ والأحمق
    كالبحر|كالسماء بجنتها ونارها|كالجوع بلاأكل|كالعزلة المميتة| لأن حياتنا السلسلة فقدت حلقتها ، وحلقتها فقدت أختها الأولى والتي بعدها فتضيع..وينكسر إحساسنا بالإستمرار
    "نحتاج إلى إيمان تام بأن حياتنا لا تتكئ على أحد بعينه"
    لا تفعل..حيتنا لا تفعل..لأن باقيها أوهام..
    ما تدركه حياتنا أن ما نصنعه..لاما نقوله..لا ما نشعره..لا ما نموت لأجله هو إتكائنا الوحيد ، لذلك حين يبدو أن ما نستطيع صنعه مرآة..تنبني حلقة أمتن تمتزج نفسها بأخواتها المفتقدات..
    ويستمر الإستمرار..

    إن من يرى/يتصور أن الذكرى المتروكة بين الفراغات هي وسيلة إستمرار

    لا فقد أبدا..سيدرك أن جمالية أن تكون لنا ذكرى .. تجعلنا نستمر
    "القدر وحدُ هو القادر على معرفة العمر الإفتراضي لكل الأشياء التي ترافقنا بسلسلة حياتنا"
    وهنا أبكي .. وأبكي .. وأبكي
    لماذا لا يمضي البشر بلا خوف وكفى ، دام أننا لا ندرك عمر اللحظة .. عمر السطر .. عمر الشعور .. عمر الشيء .. عمر الموت .. عمر الطريق .. عمر النفس .. عمر النسيان!
    حينما تنكسر الروابط/حلقات حيتنا في لقطة أحادية الحزن

    لا تموت المشاهد
    وحده المنظر الأخير يتركها شاهدة الخلاص بهيئة خسارة

    فتبدو مراجيح المشاعر التي عاشتها روح مع روح صدئة قابلة للتطهير والنفي في حد سواء
    ربما نبحث في آخر حديثنا عن طريق مبسوط
    أو إنزلاق بلا عواقب
    بلا صراخ أو ملامة..
    لكننا في أكثر المصائر لا نجدها

    الوعرة وحدها هي بداية الشيء..
    القسوة هي ككل شيء..
    الموت للحياة أبدأ من شيء..
    لهذا يبدوا كثيرا الذنب أسهل الإنتماء
    وخلاصه صعب الإشتهاء..
    لكنه في الأخير نجاة

    ستبقى الثقة بالنفس ظلا لا نخسره مهما خسرنا الأمر



    نحن رابحون دوما، ولا نتكرر

    ردحذف
  10. الفهم الخاطىء للدين والأنتقائية (Selectivity) في تطبيق الممارسات الدينية... كل هذا يقود الى الأفكار المريضة وإزدواجية المعايير(Duble Standards)... الأنتقائية مثل حمل الفتاة للعطر حرام وعيب... أما سرقة واجب زميل فشىء عادي...
    إزدواجية المعيير مثل: شيء طبيعي أن تكون صوري في الفيس بوك لأنني رجل بينما يعتبر عيبا و عارا أن تضع عائشةالسيفي صورتها المحتشمة في مدونتها...
    أيضا هناك مسافة هائلة بين ما نؤمن به وبين ما نطبقة في حياتنا اليومية... هذا يؤدي الى التعارض
    (Contraduction)... مثل ألغيبة والنميمة حرام... لكن شاعرنا-في المقال- لا يتورع عن اغتياب زميلته وتلويث سمعتها... وأراهن لو سألناه لقال أنه لن يغتاب أحدا أبدا...لأان الغيبة حرام...
    نجد هذا التعارض في المجتمعات التي تتميز بالبعد الجمعي
    (Collectivism) بينما تختفي في المجتمعات التي تتميز بالبعد الفردي أو الفردانية (Individualism)...
    بالمناسبة مجتمعنا العماني يتميز بالفردانية...
    أشكرك عائشة على الموضوع...

    ردحذف
  11. هذا نوع من تعليق على التعليق...
    أود أن أصحح هنا... فمجتمعنا العماني يتميز بالبعد الجمعي وليس الفردانية....

    ردحذف
  12. علوووووووووووووووه

    كل الشلة هنا.. أقول سلام عليكم

    أولا .. أحيي الأخت عائشة.. والحمد لله أن الله من عليك بإسم كانت تحملة أحب نساء العالمين إلى رسول الله. والتي لولاها لما عرفنا كيف نتطهر من نجاستنا.. فهي مربية المسلمين..

    ثانيا.. أشكرك على هذا الطرح الجميل كمثيلاتك من الأخوات في العالم الإفتراضي..

    ثالثا.. تحملي طولة اللسان.. فهي تأتي مع الـ Package ( مو ريك في اللغة)

    رابعا.. علو يو زملاني

    تحياتي:
    saalook.blogspot.com

    ردحذف
  13. أخت عائشة مقالك رائع وكأنك تتكلمين عن أناس نعرفهم ونقابلهم كل يوم فهذه مشاهد مكررة في بلادنا العربية والمشرق بشكل عام..
    لا تكاد تخلو بقة من وجود أمثال هؤلاء من مختلف المذاهب والملل..أناس لديهم تفسير واحد وليس لديهم مشكلة في التعدي على حرمات الآخرين في مواضع أخرى لأنهم وحدهم من يفهم الدين...أو هكذا يبدو لهم.....شكراً لك على حماسك ومنطقيتك

    ردحذف
  14. أحييك أختي عائشة على هذه المقالة .. من الجميل أن نذكر بعضنا بأمور نغفل عنها حتى نرقى في مستوى تديننا .. ولكن المزعج أن يفرض البعض فكره على غيره و يصر أنه على صواب والأخر على خطأ.. واجهت ذلك عندما بدأت حملة المقاطعة حيث أعتبر البعض عدم إقناعي بالفكرة بأني محاربة لها وأنني إشتريت منتجاً يقاطعةنه فإنني ارتكبت ذنباً عظيماً!

    تحياتي

    ردحذف
  15. إن الدين إذا فسد العمل به صار آلة ضعف وإنحطاط


    دمتم بخير ،،،

    عادل عبدالله

    ردحذف
  16. مرحبا بأختي عائشة ..

    نعم قد أخطيء انا في شيء وقد أنصحُ في شيء آخر ..
    وخطئي في الأول لا يعني بالضرورة أنني مخطيء بالنصح في الشيء الآخر ..

    إلا أن التناقض أمر مذموم فعلا [ وهذا صلب موضوعك ] ..

    وأما من لا يملك أسلوب النصح فعليه أن يتركه لأصحابه وليصمت :) ..

    أما مقياس التدين فلا اراهُ إلا أنه معلوم من رب العالمين وحده ..

    ردحذف
  17. يسعدني ان اجد من شباب هذا الوطن من هم بمستوى تفكيركم .. واستبشر خيرا بان هناك رياحا قادمة للتغيير ...
    اقول: نعم للنقد البناء .. ومن لا يتفكر في احواله ولا ينتقد بعقلانية لايتطور..
    دمتم في رعاية الله

    ردحذف
  18. مـسـاءُ الخير عائشـة
    شخصيّـاً أُطْلِقُ على هذهِ العادةِ إسم "النفاق في الدّين" وكثيـراً ما بدأت تتفشّى في المجتمـع .. فهناكَ أشخاصٌ كثيرون حوّلوا مـن أنفُسِهم شخصيّاتٍ دينيّـةٍ ادّعـوا التِزامـهم بالدّين وبدأوا في التحريم والتحليل والنصحِ والإرشـاد ..
    ولكـن عندمـا يأتي الدّورُ عليهم في مسـألةٍ مـا ينسـوا أو يتعمّدوا نيسيـان مـا أمر بـهِ الدّين ..

    أنُـاسٌ تمسّكـوا بالدينِ في موضعٍ معيّنٍ يُنـاسبهم واتّخذوهُ ذريعـةً في أمـورهم وتركـوه عندمـا لم يرق لهم ..!!
    أمـا عن ما ذكرتهِ في مقـالكِ - أختي - فهـو شئٌ أصبح متفشِّيـاً في المجتمـع .. فكثيراً جدّاً ما نرى هذا المتديّن ونراهُ ينصحُ وينصحُ ويأمرُ ويـنهى بحجّة الدين .. ونسمـع عنه لاحقـاً بمصيبـة " الحميـر " - أعزّكم الله - لا تجرؤ على فِعلهـا .

    هُنـاكَ أشخاصٌ من وجـهة نظري " مريضـين " خاصّةً كمثل ذلك الذي هدّدكِ بسرقـة بريدكِ الإلكتروني وسرق بريدَ الأخرى بحجّة الديـن !!
    فمـا دخله هو ببريدِ الآخرين .. ولو فكّر قليلاً لعرفَ أنّه بتصّرفاتهِ هذهِ يسـيئُ للإسلام.
    عقليّاتٌ ساذجـة غـالِبـاً ما تكونُ عاراً على الدينِ الذي تعتنِقـه ومـشوِّهـةً لسمـعتهِ ..
    أصبح النّاسُ للأسف لا يفهـون الدين حقّ فهمـهِ ويفسّرونه على هواهـم كصاحبـنا الآخر الذي وجدتُ ردّه في هذهِ المدوّنـة والذ جرّدني من ديني وقال بأنّي مسيحي لأنّي قلتُ فقط " حفظكِ الرّب "
    أومـن قالَ هذهِ الجمـلةَ مسيحيّ ..؟!
    سبحـانَ ربّي ..!!

    عمـومـاً هُنـاكَ أنُاسٌ تصرُّفاهم غريبـة وعجيـبة .. وأيضـاً هُنـاك مثل عمـاني نتداوله هُنـا أنصحُكِ باستخدامـه وهـو " عطيهم الأذن الصمـخا"

    دمـتي بودّ

    ردحذف
  19. شكرا لك عائشة على مقالك
    دائما مايحدث خلط شنيع بين المتدينين و المتظاهرين بالتدين فأرجو عدم التعميم الذي يحاول البعض من خلاله الانتقاص من قيمة الدين و الالتزام
    الاحكام لاتؤخذ من اي شخص و لذا لايبنبغى ان نعمم

    ردحذف
  20. موضوع رائع
    اجد كثر من المتدينين حولي ينتقون من الدين ما يوافق اهوائهم، من القصص المضحكة ان منهم من يشرب الخمر، لكن يرفض ان يأكل من أي مطعم غير حلال!
    بشكل عام لي موقف مضاد للدين، لكن اتمنى ان اشاهد متدينين ذو فهم اوسع للآخر، وتسامح اكبر، واعطاء المرأة حقها.
    تحياتي

    ردحذف
  21. قلت لك في خطاب سابق
    أني أعرف كل التفاصيل
    وأدق التفاصيل
    هى متناقضه ترى العطر حرام
    وسرقة مجهود طالب حلال
    وأنتِ يامن تدعي ....
    متناقضة أيضا تري أن سرقة مجهود طالب حرام
    والتعطر أمام الطلاب حلال
    وتضربي حديث المصطفى عرض الحائط

    والخاتمة كلُ يرى بمنظوره الضيق

    ردحذف
  22. أختي عائشة.....
    وضعت يدك على جرح أعيشه يوميا....
    أنا ملتزم وأعيش حياتي بشكل طبيعي ، ولكن تبقى فئة من الناس ممن حولي تحرم الحلال علي ، وتضيق الخناق على في بعض التصرفات بحجة أنني مطوع ولا يحق لي أن أفعل شيئا هما يفعلونه ، وقد يكون شيئا عاديا لا حرمة فيه ، ولكن يحرم علي القيام به لأنني مطوع على قولتهم، لكنني لا أهتم بهم ، فأنا أستمتع بأيامي وما تحويه من أكشن ومفاجآت ، ,استمتع بالحلال الذي رزقني به ربي ، والحياة حلوة بس نستمتع فيها...

    تحياتي لك وموفقة دايما
    mastertrade99@gmail.com

    ردحذف
  23. تابعت التّعليقات على الموضوع في الحارّة العُمانيّة وسبلة عُمان..

    عائِشة لا عليكِ من كلِّ ما أُثير .. ثمّة من يُخوِّل نفسه وصيّا ولا ينظُر إلى التّناقض الّذي يحياه...

    بأمانة خرجتُ من الرُّدود الّتي قرأتها "وارم فوادي" ...

    مُتابعة دائِمة لكِ... بوركتِ...

    ردحذف
  24. مرحبا يا عائشة. بصراحة لا أجد نفسي أوافقك في كثير من أفكارك واتجاهاتك، ولكن أود شكرك على هذه المشاركة الملهمة: أريد أن أتحدث عن درجة تديني أيضاً في مدونتي!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص