التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أحاديثُ عمانيّة جداً (2) / ردُهـات


عائشَة السيفيّ

ufuq4ever@yahoo.com

** لا تزَالُ إيزابيل ليندي تحضُرُ مخيّلتيْ كلّما تلفّتُ يميناً أو شمالاً فرأيتُ عمَارات "ترس قفِير" تتطاوَل في سمَاء مسقط ..

كنتُ أتساءلُ ما المختلفُ لدينا في عُمان كلّما زرتُ دولة ً خليجيّة ً في الجوار ورأيتُ عماراتهَا الشاهقَة والجميلة ..

زرتُ أغلب دولِ الخليج .. ورأيتُ بناياتها الشاهقَة تعانقُ السّماء .. وكما لدينَا يبدُو التضخمُ العمرانيّ واضحاً هنالك .. مع فرق بسيط .. حداثَة ورقيّ التصميم .. تجذبكَ مشاهدة عماراتهم بتصاميمها الخارجيّة الأنيقة .. وبتشكيلاتها الجذّابة .. تشعرُ أنّ العمارة لم تبنَ فقط لتحتوي على شقق ومستأجرين .. وإنما بنيت بتصميم أنيق لا يتنافَى مع كونها بنيتْ لغرضٍ تجاريّ ..

في مسقط تمرّ على العمارة تلو الأخرى .. فلا تجدُ فرقاً .. تصاميم خارجيّة تقليديّة للغاية .. أغلب مناظر العمارات "بشِع" يخبركَ أن صاحبَ العمارة بناها فقط ليستقبلَ 500 ريال نهايَة كلّ شهر من جيب ساكِن كلّ شقة

المهمّ أن تكونَ هنالك جدران .. وفتحات تهويَة ونوافذ للإضاءَة .. لا أعرفُ لماذا لا يوجدُ لدى أصحاب العمارات حسّ الاهتمام بالتميّز الخارجيّ لبناياتهِم ..

عمارات شاهقَة .. خاليَة من الرّوح والحسّ التصميم الأنيق .. عبارة عن مبنَى رأسي يضم عشر أو عشرين شقّة .. لا همّ لصاحب العمارَة سوى أن يحشرها بأكبر قدرٍ من الجدران الاسمنتيّة .. وحجز كلّ شبر من الممكنِ استغلاله .. فإذا وجدَ مساحَة 50 أو 60 مِتر شغلها بغرفَة وحمام ومطبخ .. وضربَ عليها 200ريَال .. ويحشرهَا إن شَاء الله لو حتى بموقف سيّارات أو بسطح العمَارة !

همسَ ليْ أحدهُم بأنّ البلدية هي التيْ تشترطُ تصاميم معيّنة للعمَارات والمباني.. فقلتُ ليسَ شرطاً أن تكونَ أناقَة التصميم في بهرجتهِ فما رأيتهُ بدول أخرى وراقني لا يمتّ للبهرجَة بصلة .. إنّما كلّما تلفتُ وأنا في الطريق السريع وأشرعتُ نظري تجاه العمارات "خاليَة الرُوح" ، سألتُ نفسي هلْ يوجد بندٌ ضمنَ ترخيص البناء يشترط قبلَ أن تتم إجازة البنَاء أن تكونَ العمَارة "بشعَة" أو لا يُجاز الترخيص؟



** يصبّ أغلب مشرُوع تخرّجي كمهندسَة مدنيّة على تصميم الطرق بمختلف الأنظمَة التابعَة لهَا .. كلّما نزلَت "نفّة مطر" ومشيتُ في شوارع مسقط وتحديداً شوارع الغبرة .. سألتُ نفسيْ: أيعقلُ أنّ مهندسين مدنيين قامُوا بتصميم هذه الشوَارع؟

رغمَ أنّ من أولويّات تصميم الطرق والبدء في تحدِيد ميلان الطريق من الخطّ الوسطي مروراً بذراع الطرق وانتهاءً بممر المشاة ينبغي أنْ يضع في الاعتبَار خطّة لتصريف الميَاه بعيداً عن الطريق وملاحقَاته !

أشفقُ على السّكان وهمْ يعبرونَ يومياً بركَ الماء التيْ تتجمّع كلّ مترين أو ثلاثَة كلّما هطل المطر! وأتساءل: أيّ مهندسٍ هذا الذي صمم الشّارع دونَ وضع اعتبارات لتصرِيف المياه وقتَ الأمطار؟



** قبلَ أيام حضرتُ محاضرَة لبروفسُور أميركيّ زارَ السلطنة .. متخصّص في الهندسَة المدنيّة وتحديداً ما يخصّ الإنشاءات والطرق .. حينَ بدأ المحاضرة أخبرنا وابتسامَة تعلو وجههُ أنه حينَ قرر أن يأتي لعُمان براً من دبيّ وقاد سيارتهُ كانَ يظنّ أنه سيجد شوارع أقلّ زحاماً وأكثر تنظيماً لكن أول مفاجأة صادفها هوَ أنهُ توقّف تماماً لساعَة ونصف في طريق الباطنة بينمَا أمامهُ وخلفه آلاف السيارات .. واتضح بعدها أن سبب التأخير هوَ انقلاب شاحنة على الطريق .. ثمّ تساءل البروفسور: أيعقلُ أن طريقاً رئيسيا يتعطل بالكامل ولساعة كاملة إذا وقعَ حادثٌ بهِ؟ ألم يتمّ وضع خطط بديلة لهكذا حوادث حينَ صمّمت منذ البدَاية؟

لم يمضِ هذا البروفسُور أكثر من يومٍ في السلطنة وغادرها .. وحينَ كانَ يلقي بتساؤلاتهِ السابقة كانَ بودي أن أطلبَ منه أن يمكث ليومين إضافيين فقط ليلمح بنفسهِ حجم الكارثَة التي نعيشها بشكلٍ يوميّ!

تقرير الحوادث الذي أصدرتهُ شرطة عمان السلطانية يشيرُ أنهُ في الفترة من 12 إلى 18 ديسمبر وقع 16 حادث دهس .. أقلّ من أسبُوع .. ويحدث 16 حالة دهس وبالنظر إلى أنّ 48 أسبوعاً كلّ عام فعن كم حادث دهس سوفَ نقرأ؟

في شوارعنَا يعاملُ المشَاة وكأنّهم معاقبُون .. فمن النادر جداً أن تجد جسر عبُور لهم .. وإذا حصل ذلك في خط الشارع الرئيسيّ بمسقط فعليهم أن يمارسُوا الرياضة ويمشُوا كيلو أو اثنين أو ثلاثة كيلومترات تفصل بينَ كلّ جسر عبُور وآخر..

سامحَ الله من خطط ليكون الشارعُ الرئيسي في وسطِ العاصمَة تماماً ، حيثُ يصبحُ أي تعديلٍ مستحيلاً به وسط القفزة العمرانيّة والاقتصاديّة التيْ تقُوم على جوانب الشارع الرئيسيّ .. فإذا تعطل الشارع .. تعطلت العاصمَة بأكملها ..

يدرسُ أيّ مهندسٍ مدنيّ كيفَ نقوم بتحويل خسَائر الوقت أثناء الطريق إلى مبالغ ماليّة .. ولو حسبنا خسائر الوقت التيْ يتعرّض لها سائقو السيارات الذين يعبرُون الشارع الرئيسي بمسقط كلّ يومٍ لوصلنا إلى مبالغ تملأ البرّ والبحر .. والمرّيخ أيضاً !

حادثٌ واحد في الطريق الرئيسي .. وصول شخصيّة مهمّة تغادرُ المطار .. أي عرقلة بسيطة في الشارع الرئيسي بمسقط وتصَاب العاصمَة بأكملهَا بالشلل .. لا حركَة مروريّة ولا شوارع تعويضيّة أخرى غير الشارع الرئيسيّ فقط ..

ليتَ شعري متى نغمضُ عيوننا ونجدُ شبكَات شوارع أخرى تحملُ جزءاً من العبء الواقع على الشارع الرئيسيّ؟

ليتَ شوارعنَا تتكَاثر كمَا أصبحَت العمَارات تتكَاثر في مسقط !

أما في طريق نزوَى السريع فحدّث ولا حرج .. أصبح طبيعيا جداً أن نسمع كلّ يومين أو ثلاثَة عن مصرع عامل آسيويّ أو مواطن فيْ حادث دهس أثناءَ عبوره الطريق .. لا جسور للمشاة ولا إشارات لعبُور المشاة .. سيّارات مسرعة تنقضّ على أجساد العابرين .. وأجزمُ أنّ هذا واقعُ بقيّة ولايات السّلطنة..



** منذ زمنٍ كنّا نسمعُ في دولٍ عربيّة أخرى .. كيفَ يستغلّ أصحاب التكاسي جهلَ السائحين بأسعار التوصيل .. يقعُ ذلك الاستغلال في دولٍ رخيصَة المعيشة وعملتها منخفضَة .. بمعنَى أنّه حتّى حينَ يغشّ أصحابُ التكاسي السائحين فإنّ المبلغ لا يكُون صادماً بالنظر إلى انخفاض أسعار المعيشَة بتلك الدول .. .. أما اليَوم فقد أصبحَ هذا السيناريُو مألوفاً لدينا في عُمان ..

همستْ لي تلكَ السائحة : يا إلهيْ .. عُمان غالية جداً ! سألتها: كيف؟ قالتْ لي: أيعقلُ أن توصيلَة منْ المطَار للقرم .. يكلّف 50 ريَالا؟

قلتُ لها : مسكينَة ! من ضحكَ عليك؟ قالتْ لي : هذا ما طلبهُ صاحب التاكسيْ الأول الذي أقلنيْ .. قلتُ لها: وهل هنالكَ آخر؟ فقالتْ نعم .. الآخر طلبَ مني بنفس المسافَة 18 ريال !

قلتُ لها : ضحكُوا عليك اثنيناتهم .. بس الأوّل كان أشطر !

أخبرتنيْ أخرَى .. تعرّضت لنفس الموقف أنها وأثناء التوصيلَة سألتْ سائق التاكسيْ عن السعر وحينَ أخبرها صدمت .. وقالتْ له أنها لن تدفع هذا المبلغ .. وفي منتصف الطريق.. أوقفها وطلبَ منها صارخاً أن تخرج من السيارَة .. وتدبّر نفسها !

من الطبيعيّ أن يتكرر هذا السيناريُو لآلاف السوّاح .. ما دام لا يوجد قانونٌ حتى اليوم يحدد الدفع وفقَ المسافَة المقطوعة .. ولا تجبر الحكُومة سائق التكاسي على تركيب تلك العدّادات التيْ تحمي السائحين من الخداع والاحتيال ..

وإذا تحدّثنا عن الشركات التيْ يتم الاتصال بهَا لتوفير سياراتِ الأجرة فهيَ لا تقلُ غلاءً .. وأسعارها "نار حمرَاء" !

نظنُ أن السياحة فقط .. هي توفير أماكن سياحيّة للزيَارة وفنادق جميلة ومنتجعَات لكنْ أليستْ حمايَة السائح من النصبِ جزءٌ منَ التشجيعِ على السياحَة؟

متى تصبحُ أمُور كهذهِ في البال في بلدِنا الذي تعدُ شبكَة مواصلات الأجرَة لديهِ ضعيفَة جداً إذا ما قورنتْ بدولٍ أخرى في المنطقَة ، أم أنّ سيناريُوهات الاحتيال هذهِ ستجدُ وقتاً طويلاً لتخصبَ وتتناسلَ إلى أن نجدَ حلاً لها!

تعليقات

  1. أختي عائشة مسـاؤكِ سُكّر ..

    بالرُّغْمِ مـن أنَّ المَقالَ جميـلٌ جدّاً وبهِ حقائقٌ ووقائع , لكـن ما لَمستُهُ بأنَّ هذا المَقال تحدّث مشكلةٍ متحجِّرةٍ أصْبح الشّخصُ يملُّ الحدِيثَ فيهـا ..

    فهذهِ المُشْكِلة أصْلُها قصر نظر المُخطّطين .. يعني المُشْكِلة ترْجع إلى ما قبل الألفيّة الثانية أو حتّى قبل ذلك بسنوات ..
    لِذلك أظنُّ أنَّ هذهِ المُشْكِلة - وأنا أتحدّث عن زحمة الطّرُق - تشكِّل تحدِّيـاً لرئيسِ البلديّةِ الحالي الذي يصْعبُ عليه إصلاح أخطاء أسلافُهُ .

    أمّـا مسألةُ العِمـارات فهُنـاكَ كما ذكرتي بأنَّ هم المُلّاك هو المال فقط ..
    وأيضـاً لو بَحَثْتي عن هذا المـالك لوجدتيه بأنّه لا يقرأ ولا يكْتُب أو من خرِّجي الإعْداديّة العامّة - أتكلّم عن كِبار السّن - فمـا أدْراهُ صاحبنـا هذهِ التّصاميم المنمَّقة. ومـا همُّه في الشّكل العام
    أيضـاً للبلدية والقوانين دور في ذلك .
    أمّا التّكاسي فهذي جديدة عليّ ..

    مودّتي أخْتي

    ردحذف
  2. نشوف المهندسة يوم تتخرج مو أتسوي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق