التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ظلّ جدّيْ ، وظلّ أبيْ .. للغناءِ وللرّقص !

ظلّ جدّيْ ، وظلّ أبيْ .. للغناءِ وللرّقص !

.

عائشَة السيفيّ

/

\

/



وليْ ظلّ جديْ

وظلّ أبيْ

وهْوَ يُمطرنيْ بربيعٍ قديمٍ كحُزنِ إلهَاتيَ البدويَّةِ/

أعزفنيْ نوتةً صعبَةَ اللحنِ

أغرِقُنيْ في دميْ ، فأصير شهيداً يعمّدهُ الضوءُ

تختارهُ الريحُ مهراً على شاطئِ الغيمِ يعدُو

وأختارنيْ ظلّ أنثَى تريدُ حبيباً يلقّنها وخزَةَ الحبّ

أختارنيْ كرنفالاً من الرّملِ

لا يشتهيْ غيرَ بحرٍ جميلٍ يقبّلهُ

فيصيرُ ابنهُ الموجُ.. والسفنُ العابراتُ صديقاتهِ

ويصير عصيّاً على الموتِ ، مستسلماً لنعاسِ الحياةِ

"سدنتُ النجومَ كما تشتهيْ

وعبدتُ البِلادَ كما تشتهيْ

لا أريدُ سوَاي ليكتملَ العبثُ الجدليُّ بروحيْ

ولا.. لا أريدُ من المدنِ السافراتِ سوَى نجمةٍ لتضيءَ الطريقَ إلى جسديْ

وتجهّزَ ليْ في السّماءِ ضريحاً يقيني الفناءَ

أريدُ نسيماً أنيقاً ليعزفَ جُوقَةَ موتيْ البسِيطِ

أريدُ وداعاً يليقُ بسيِّدةٍ أخطأتْها النبوَّةُ

فاستَسلَمتْ للغناءْ"

***

الطوافُ إلى جسدينِ قريبينِ أطوَل مما تخيّلهُ حارسُ الطيفِ فيَّ/

الطّوافُ إلى جسدينِ بعيدَينِ مثلَ الكمانِ يعمّدهُ اللحنُ بينَ يديَّ/

الطوافُ أنايْ التيْ ودّعتنيْ إلى لا غيابٍ ولا عودةٍ

كيفَ أودَعتُها القدرَ الأخروِيَّ ولمّا أعِدَّ صلاتيْ لتتلَى بحفلِ القيَامةِ بينَ الخلائِقِ

قلبيْ عصيٌ على الموتِ

واللحنُ لم يستَلِمْ بعْد نوتاتهِ منْ ضلُوعيْ

لماذَا صعدتُ إلى الوطنِ الحلمِ ، والحُلمُ فيَّ جنينٌ غرسْتُ جبينيْ بهِ ووأدتُ بهِ الزّمنَ الغرّ

مثلَ النبيذِ احتسيتُ دميْ فسكرتُ بقيلُولةِ القَدَرِ الطِفْلِ

ها ظلّ قلبيْ خرَاءٌ

وها ظلّ ذاكرتيْ مستمرٌ على بطْشِهِ

لنْ تواسيْ دمي الذّكرياتُ

ولنْ أستظلّ بدمعِ الكمنجَاتِ

ظلِّيْ استقالَ

وليسَ لديَّ سوَى ظلّ جديْ ، وظلّ أبيْ كيْ يبلّلنيْ الموتُ بالرّقصِ

والبَحر بالأغنيَاتْ !

تعليقات

  1. هُنـا ..
    أُسجِّلُ حُضوري ..
    أمّا التّعليقً على القصيدةِ .. فلا أجِدُ حُروفـاً تفي حقّهـا ..

    أسْتاذتي ..
    لكي منِّي مودّة

    ردحذف
  2. جميله هي الصور التي نسجتيها بكلمات حالمات
    ومترادفات حملت المعنى الثوري للظلال
    فانت كنت ظل لهما ولكن في استخدامك للعقل اصبحت مختلفه رغم قهرهما الذي يلاحقك
    انت مختلفه طالما تكتبينا عنهما وتفضحين سرهما الدفين في صوره غناء مختلف

    لقد ورثنا كل شي في تتابع منذ الجاهليه فالنظره للبنت والولد نظره جاهليه والقبيله والعيب والنظر لما عند الغير صعلكه ما بعدها صعلكه ربما هي البيئه تسند جفاف ما نورث حتى منعنا صوت البلابل وحرمنا على أذاننا وعيوننا كل ما هو جميل ورثنا التحريم بدون عقل ولا نقاش حوله وبه ومعه وكاننا جئنا لنعيش الكفاف ونقطن البيوت الحجري بلا جمال داخلي فما زلنا فيما ورثناه جاهليه فوق جاهليه

    ردحذف
  3. لـ عائشة السيفي
    كل الصلاحيات في تشكيل الابداع الخاص بها
    لن أقول "أعجبتُ بالقصيدة"
    لأن كل قصائدكِ و مقالاتكِ تعرفُ طريقها إلى روحي
    و بابيَ مفتوحٌ لها ..

    و لكنني تأملت كثيراً في "حفل القيامة"
    بُعدٌ روحيٌّ أقربُ من كلِّ الأبعاد الأخرى
    رؤى نقيّة ..

    ردحذف
  4. لا أجد للتعليق إلا أن أسجل حضوري وأنسحب بهدوء

    ردحذف
  5. و لازلت منذ السادس من يناير اترقب و انتظر ابداعاتكم .
    عسى أن يكون شبب الكسل خير

    ردحذف
  6. كلما أقرأ لك في المدونة في الجريدة في أي كان أشعر بالغبطة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي