التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اسمِي عائشَة .. وهذهِ حكايَتي ! (3)



اسمِي عائشَة .. هذه الفتاة الصغيرة التي في الصُورة .. كانَ من الممكن أن تحملَ اسمَ سارَة .. لكنّ اسمهَا اليَوم عائشَة وهي تكملُ اثنين وعشرينَ عاماً من حياتها..وبطريقةٍ أو بأخرى فإنّ الزمَان والمكَان فرضَا سطوتهُما عليها ..

الكثيرُ من القرّاء أصبحُوا يستهلُون رسائلهُم إليّ منادينني سارَة .. وأنا لا أعرفُ الكائن الذي اسمهُ سارَة .. قد تكُون فتاةً عصبيّة .. مزاجيّة .. تحبّ المَوز! وتتابع التلفزيُون كثيراً! قد تكون امرأةً عانساً تقفُ كلّ يوم على الباب في انتظَار الفارس الذي لن يجيء.. أو قد تكُون أماً تلهثُ كلّ يومٍ وراء دزينَة أطفال .. وزوجٍ بكرشٍ كبير يفوق كرشَ زوجته .. وأنا بطبيعَة الحال لستُ كذلك .. أنا لا أعرفُ سارَة! أكثر مما تعرفُونها .. فقد تكفّل العجُوزان الزّمان والمكان بإقناعي أنّي عائشَة ؟!

وأنا؟! كان من الصعبِ جداً أن أقتنع .. لكنني اقتنعتُ في النهايَة .. كلّ يومٍ أحلمُ أني سارَة .. غير أنّي أكتشفُ نهايَة كلّ يومٍ أني عائشَة ..

أصحُو باسمِ سارة .. وأنتهي باسمِ عائشة .. عائشة وفقط !

***

في صيفِ 1996 حيثُ انتهَت مرحلَة مدرسَة المعلّمة عقّة بالكثير من الدرَاما المأساويّة .. قرر والدي إلحاقنا بجمعيّة المرأة العمانيّة التي كانت تقدّم برامج صيفيّة لموادِ الرياضيات والانجليزي التي يدرسها الطلاب بمختلفِ الصفوف الدراسيّة ..

ورغم أني كنتُ أمرّ بحالة خمُول سلوكي .. إذ كنتُ هادئة ً للغاية .. ليسَ بفعلِ عصا المعلمة عقّة فحسب .. بل لأنني قررتُ أخذ استراحة محاربٍ أفسدتُ فيها ما أفسدتُ من أيّام أمي التي عانتِ الأمرّين مني في سنوَات عمري الأولَى ..

التحاقي بجمعية المرأة العمانيّة شكّل فارقاً حقيقياً في حياتي .. وبدأ في إذابة حاجز الخوف الذي زرعتهُ ردّة فعلِ والدي وهوَ يقرأ قصيدتي الأولى في مدحِ القبيلة .. أذكر أن قافيتها كانت على هذا النحو .. (السيفيينا ، المجاهدينا ، الصالحينا ) .. ومن الواضحِ جداً أني أسبغتُ على أبناء قبيلتي من الصفاتِ ما ليسَ فيهم .. وهو ما أغضب والدي الذي قال لي : ( اكتبي في الرسول وفي الصحابة ، مالكِ ومفاخر القوم؟ )

وفي الأعوام السبع التيْ تلت انضمامي للجمعيّة كلّ صيف .. أصبحَ وجهي ووجه أشقائي مألوفاً جداً إذ كانَ لزاماً علينا أن نلتحق بمجرّد أن تغلق المدارسُ أبوابها بالجمعيّة .. وهنالك بدأت مواهبِي في الإلقاء تبرز .. وانطلقت عائشَة لتلقي في كلّ مناسبَة (بسببٍ أو دون سبب) .. كنتُ كفرسٍ أطلق جماحه بعدَ سنواتِ حبسٍ طويلة .. وهكذا أصبحتُ بقدرِ قادرٍ (ملقيَة الشعر الرسميّة لجمعية المرأة العمانيّة بنزوَى ) ..

دعونيْ أتذكّر قليلاً بعض المناسبات التي ألقيتُ بها .. كنتُ ألقي في يومِ البلديّات قصيدةً عن البيئة ، وفي يوم السكري قصيدةً عن السكريّ ! .. وكنتُ ألقي قصيدَة ختام الأنشطة الصيفيّة بالجمعيّة .. كما كنتُ ألقي في مناسبات الإسراء والمعراج .. وفي يوم النهضَة .. ولكنّ الأكثر إثارةً على الإطلاق اني كنتُ ألقي قصيدةً في يوم المباعدَة بينَ الولادات ..

لا أزالُ أذكرُ قاعَة الجمعيّة وهي تكتظ بالأطباء والممرضين ومندوبي وزارة الصحة .. بينما تصعد الفتاةُ ابنَة الثامنة .. لتلقي قصيدَةً على الحث على المباعدَة بين الولادات .. معدّدة أساليب المباعدة باستخدام القذف الخارجيّ ، اللولب ، حبوب المباعدَة !

نعم يا أصدقائي .. كلّ عامٍ كان ذلك الشاعر النزوانيّ المعروف ينظم قصيدةً بمناسبة المباعدة بين الولادات .. وكنتُ ألقي القصيدة بصوتٍ جهوريٍ عالٍ ..

لم أكن اتوقّع أنه بعد اثني عشرَة عاماً سألتقي ذلك الرجل في إحدى أمسيات الشعر التي أقامتها الجامعة .. وأن يأتي ذلك الرجل ليلقي نفسَ القصيدَة التي ألقيتها وأنا طفلة .. نعم .. في تلك القاعة ! ألقى ذلك الشاعر قصيدته حولَ المباعدَة بينَ الولادات .. وبينما ضجّت القاعة بالضحكِ والتصفير من الطلاب .. واصلَ الشاعرُ إلقاء قصيدَته .. ووحدها عائشَة .. عائشَة فقط كانت واجمَة تماماً وهي تتذكرُ أنها ألقت نفس القصيدة .. وإن اختلف الزمان والمكان .. كنت أشعر بالدهشَة من القصيدَة .. وكنتُ أتساءل .. لم يتغيّر الشاعر الذي لا يزال يكتبُ عن المباعدَة بين الولادات .. ولكن هل تغيّرت عائشَة؟!

وأنا في الثامنة .. في الصورة أعلاه .. بعينينِ نصف مغمضتين كنتُ أستعد لإلقاء قصيدَة عن المباعدَة بين الولادات

ولكنّ السؤال ..هل كنتُ أعي ما ألقي؟ وهل كنتُ ألقي بالاً؟

أبداً ! ولم أتساءل يوماً عن ذلك .. كنتُ مسكونةً بحمّى إلقاء الشعر .. وكنت أستمتع كثيراً بالوقوفِ أمام تلك الجماهير ! أتحوّل من فتاةٍ هادئةٍ للغاية ، إلى فتاةٍ صاخبَة لا تكترثُ لما حولها .. لقد أدركتُ منذ ذلك اليَوم أن انسانة ً أخرى تتقمصني وأنا ألقي .. وكنتُ سرعَان ما أنهي ما ألقيهِ وأعود أدراجي منكمشة ً على نفسي ومتسائلة: من هي تلك التي كانتْ تلقي؟ وما اسمهَا؟

عائشَة؟! سارَة؟

غير أنّ هذا الشعُور لم يخفت يوماً ولاثني عشرَة سنة ً قادمَة ظلّت عائشَة تتساءل دائماً بعد أن تنهي إلقاء قصيدةٍ وتعود إلى كرسيّها: من هي تلك التي كانت تلقي؟!

لماذا ظلّ هذا السؤال ملحاً؟ ولمَ كنتُ أشعرُ بتلك الوخزَة .. ذلك المسّ الذي لا أستطيع وصفه ! من هي تلك التي كانت تمسك المايكرُوفون وتلقي؟ ومن هي تلك كانت تتعرّى عن نفسها وتعود إلى عزلتها؟!

هل هي أنا حقاً؟! هل هي تلك الفتاة التيْ اسمها عائشَة؟!

ظلّ هذا السؤالُ ملحاً .. وكنتُ أتساءل هل أنا وحدي الممسوسَة كلما وقفتُ أمام المايكرُوفون .. غير أنني كنتُ كلّما استمعتُ إلى مغنيتي المفضّلة بيونسيه وهي تعترفُ دائماً أنّها رغم طبيعتها الهادئة تتحوّل لأخرى .. وكانت دائماً تقول .. أنا بيونسيه .. لكنّي في المسرح امرأةٌ اسمها ساشا فيرز ..

كانت بيُونسيه مثلي .. أو أنّني مثل بيُونسيه .. بيُونسيه تتحوّل إلى ساشا على المسرَح .. وأنا أتحوّل إلى .... لا أعرف ..

كائنة أخرى ربّما اسمها سارَة .. لستُ متأكدة .. لكنّ اسمها ليسَ عائشَة بالتأكيد ..

***

اسمي عائشَة .. حدثَ كثيراً أن ناداني الكثيرونَ بأسماءٍ مشابهَة .. عايشة ، عاشَة وفي أسوأ الحالات عيشَة .. إلا أنّ كل تلك الأسماء اتّحدت فيَّ .. ووجدتنيْ بعد أمدٍ طويل أتخلّى عن تبعيّة اسمي ! وحينَ فعلتُ ذلك .. لم أعُد ألقي بالاً لسَارة .. الفتاة التي أحببت.. والفتاة التيْ كرهتُ لاحقاً .. ربّما لإيماني أن قدراً مختلفا كان سيكونُ بانتظاري لو أنّ اسمي كانَ سارَة .. واسمي –كما شاءتِ الأقدار- بعد اثنينِ وعشرين عاماً .. عائشَة !

أذكرُ سَارة .. معلّمة الروضَة التيْ سألتنيْ عن اسميْ في أوّل يومٍ دخلتُ فيهِ الروضَة فأجبتها : اسميْ عائشَة .. ولأني رغبتُ في إبهارها بإجابةٍ تعرفُ من خلالها أني أعرفُ الحروفَ الأبجديّة بينما لا يتعدى عمري الخامسَة فقدْ أكملتُ قائلةً لها: اسمي عائشة .. ولديّ أخٌ اسمهُ يبدأُ بحرفِ الباء .. سُوس !

لمْ يكن لديّ أخٌ اسمهُ سوس .. ولم أكن أعرف هل سُوس هوَ اسمٌ أم فعلٌ؟ ولم يكن لديّ أخٌ يبدأ اسمهُ بحرف الباء ..

لم تعرف تلكَ المعلّمة ذلك اليَوم .. كم كنتُ أرغبُ في البحثِ عن اسمٍ قريبٍ من اسمها .. لأقول لها أنّ ثمّة قرابة ً في الاسمِ بيني وبينها .. كنتُ مستعدَة للنبش عن أيّ قرابةٍ تربطني بسَارَة .. حتّى لو اخترعتُ من الخيَال اسمَ "سُوس" ..

***

اسميْ عائشَة ! لم أعد مضطرةً أن أتساءلَ لماذا عائشَة وليسَ سارَة !؟ ولماذا أحببتُ عائشَة التي بداخلي

ربّما لأنّ عائشَة أصبحت صديقتيْ .. فقد كانتْ بجانبيْ لاثنينِ وعشريَن عاماً .. تغادرنيْ وأنا أغمضُ عينيَّ للنّوم وأصبحَ سارَة وعلياء ومنَى وعشرات الشخصيات التيْ سُحِرتُ بها . غيرَ أنّها تعُود إليّ لتحتضنني بشوقٍ لمجرّد أن أفتحَ عينيَّ ..

اسميْ عائشة .. مضَى وقتٌ طويلٌ إلى أن اقتنعتُ بذلك .. ولكنني أكتبُ اليَوم واسميْ عائشَة .. أليسَ ذلكَ كفيلاً بأن أدينَ للولاءِ لعائشَة .. صديقَة الكتابة؟!

تعليقات

  1. ان تكوني عائشة .. او سارة .. فلن يتختلف الامر لدينا المهم ان نقرأ الحكايـة حتى النهايـة ..

    في الثامنـة وتلقين قصيدة عن المباعدة بين الولادات وتحوي على اساليب المباعدة وغيرها
    الم تخطر ببالك اسئلة عن تلك الكلمات في القصيدة؟ الم تسألي احد عن القذف الخارجي مثلا او اللولب؟

    ردحذف
  2. مضحكة حكاياتك.......

    باقات ود محمولة إليك.........عائشه

    ردحذف
  3. ضحكتيني يا عائشة

    بعدني اتذكر قصيدة المباعدة والي عملته في القاعة هه

    كوني بخير :)

    ردحذف
  4. انت كما أنت ، أيما تكونين

    كل الود

    ردحذف
  5. مرحباً السيفية

    ليس المهم أسمك بل المهم هو روحك الطيبة المليئة بالأدب الرائع .

    شكراً سيدتي

    ردحذف
  6. معرف يقول... لا أدري يا عائشة إلى متى ستظل هذه الأنا في كتاباتك....أرجوك تحرري من الأنا لأنك تمتلكين وسائل الكتابة ...اكتبي للناس وللطبيعة وللعلم وللمجتمع وللقضايا وللحياة وللطفولة وللحقوق ....كفاك نرجسية ... كقراء لا يفيدنا أبدا ماكتبتي ...أبدا يا عائشة أبدا...اكتبي لنا لنقرأ لك...لا تقولي ولماذا قرأتم ...قرأت لأنك كنتي حديثا تهكمياحول هذه السلسة العقيمة التي لا جدوى منها ... عودي عائشة كما كنتي ... أرق تحية

    03 أكتوبر, 2

    ردحذف
  7. كعادتك يا عائشة تبهرينا بحروفك المنظومة باحساسك المرهف واسلوبك المبدع ... انفال (ام مروى)

    ردحذف
  8. لطيف جدا

    ردحذف
  9. ما شاء الله على الغرور ، كتاباتك قوية يا عائشة ولكن لا تخلو من الغرور بنفس (اسأل الله لك العافية)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي