التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حَزينُونَ يا وَطنِي . .


إلى المعتصمِين في سَاحاتِ الاصلاح ..

عائشَة السيفيّ

مارس 2011


.

.



حَزينُونَ يا وَطني

طَعمُ أحزَاننَا انقسَمَ اليومَ مرٌ ، وَمرٌ

وأحلاهما المُرُّ

لونُكَ ॥ كالنفطِ .. أسوَد لكننَا سنضيءُ بشمسِك غيبُوبة القادمِينْ

حزينُون يا وطنيْ/

البحرُ قرّرَ أن يُدمِنَ المِلحَ حتّى يعزِّيْ الرِمال بدمِ الشهِيدِ ..

الرمَالُ استحَالتْ بلونِ الدَمِ البِكْرِ ..

ماذا نقُولُ لنكتبَ مرثيَة ً؟

هلْ نقُولُ:

الدّم البِكرُ بالدَمِ

ماذا نقولُ لكيْ نتذكّر أنا وقفنَا سوياً على ساحَة الاعتصَام لنرثِيْ البنفسجْ ..

ونحرِجَ من قتلُوهُ ॥ "بعطرٍ منَ الياسَمِينْ"

سنكتُبُ يوماً: على شمسِ مسقط أن تتغيّرَ .. مسقط ُ ليستْ كما كانتِ الأمسُ

مسقط ُ أجمَلُ .. فالبحرٌ مختلفٌ .. والسماءُ استحالت بحُمرَةِ أحزَاننا

فنلقلْ مثلاً:

سنغنيْ كثيراً ، لنحيَا كثيراً

ولنقلْ مثلاً:

أحرجُوا "الظالمين" .. بنايَاتكم ..

ولنقُل:

سنصّلي عليهِ هنَا .. وسنبكِي هُنا .. ولنغنّ سوياً هنَا ..

وسنرثيهِ باليافطاتِ .. وبالدمعِ .. والدَمِ ..

حتّى وإن كمّموا الصمْتَ فينَا ॥ سنرسُم "طفلاً" .. ونكتُب: "حينَ سيكبُرُ .. سوفَ نعلّمهُ : "لا تسَاومْ" ولو منحُوكَ "الثَمِينْ""

حزينُونَ يا وطَنيْ .. كمّم "الفاسدُونَ" عيُونك ..

لكنْ سترشدُ أعينُنا النُورَ نحوكَ

إنْ ألبسُوكَ السَوَاد .. سنُلبِسك الخضرَة الأبديّة في جنّة الخُلدِ

إنْ أغلقُوا أذنيكَ عن الأغنيَاتِ ॥ سنزرعُ ناياً بصدركَ .. حتَى تغنّيْ: "سلاماً علَى الصبرِ والصابرِينْ"

حَزينُونَ .. نعرِفُ حُزنكَ أكثَر مِنّا

وَلكنْ بمَاذَا سَنطفِئهُ وَالذئابُ استبَاحتْ قَميصَكَ

كيفَ سَنطفِئهُ حِينَ قدّوا قَمِيصَكَ عنْ دُبرٍ وَاستبَاحُوكَ

يَا وطنِيْ كلنَا اليَوم "يوسفْ" ॥ فلا تجزع الآن .. صبراً جميلاً .. وصبراً جميلاً على "الظالمينْ"

حزينُونَ يا وَطنِيْ منْ تبقّى ليَحكِيْ لنَا قِصَة الذئْبِ وَالكلّ كشرَ عَنْ نابِه

منْ تبقّى لنَا ليقولَ الحَقيقَة

نَدرِي بِأنّ الحَقيقة عميَاءُ

لكنْ سَنستَعمِلُ القلبَ حَتى تضيءَ الحقيقَة فيْ عَيننَا وَنقُولَ "ادخلُوا أرضكُمْ ها هنَا آمنِينْ"

حَزينونَ يَا وطنِيْ فَاكتبِ الآنَ فيْ أولِ السطرِ

إنّا حزينونَ يا وطنيْ غيرَ أنا سنردِمُ احزاننا بترَابكَ يَا وطنِي

وَاكتُب الآنَ فيْ أولِ السَطرِ

إنّا حَزينونَ لكننا سَنقاوِمُ أحزَاننا بِسهَامِ البنفسَج والياسَمِينْ

حزينُون يا وطَنيْ ..

أنتَ أجمَل منهُم لأنّكَ حينَ أشارُوا بإصبعهم نحوَنا: خائنُون ..

وقفتَ احتراماً لأبنائكَ "الخائنينْ" !

تعليقات

  1. أحببت أن يكون لي الشرف كأول من يعانق هذه المرثية ..
    كبيرة يا عائشة كبر حرفك ..
    كبيرة بتفاعلك مع الحدث و الواقع بشفافية ..
    ..
    .
    رحم الله .....

    ردحذف
  2. تفائلي يا اخت عائشة بما قالته السيدة ام كلثوم أنا الشعب أنا الشعب لا اعرف المستحيل ولا ارتضي للخلودي بديلا.
    اللهم الهم هذا القائد والاب الرحوم الكريم ذو الافق الواسع بطانة غيورة صادقة عادلة للوطن والقائد الذي بنا منجزات هذا الوطن ..ان يخرجوا هذه الدرة عمان في اجمل حللها. إن شاء الله. أحمد الزجالي

    ردحذف
  3. آآه ياوطن ,,, كم نحن نحبك

    أقلامنا تبوح حزنا لحزنك

    دمتي بود

    ردحذف
  4. لا حزن بعد اليوم فهناك ما يلوح بالأفق ليقول: لكِ يا عمان اجمل غد

    ردحذف
  5. محمد امين عبدالله ١٩١٥ - ١٩٨٢


    الزمان ١٩٥٠
    المكان مدينة كراتشي  مقهى شيزان 

    الثلاثة العمانيون محمد امين وحسين حيدر درويش وأحمد محمد الجمالي  حديث حول الوطن إلى مستقبل أفضل لعمان ويحمل آمالا جسيمة لا حدود لها من الطموحات والأمنيات الوطنية 
    كان الحديث عن عمان كا سفتج مظلم لا أول له ولاآخر ، تائة في أوساطه، يكاد يختنق في ظلماتة ، كان الحديث عن أشباح الجهل والفقر والمرض والعبودية والبطش والاستبداد والسجون والاضطهاد والموت . في أوائل عام ١٩٥٢ يأتي  قرار الثلاثة بتشكيل حزب الاتحاد العماني من مقهى شيزان  في مدينة كراتشي ، كانت السماء صدفية الون تحمل كل الأحلام والحديث عن عمان لم يعد ذك الحديث بل تحول لحناً جميلاً
    وحددت اهداف الحزب  اهمها كانت فسح المجال للطلاب الذين أكملوا دراساتهم في المدرسة الابتدائية الوحيدة في القطر العماني كله ، السعدية ، وترحليهم إلى خارج عمان كي يواصلو الدراسة في المدارس غير المتوفرة في القطر كله وتأتي القائمة 

    ١- سالم حسن مكي
    ٢- سالم حميد الغساني 
    ٣- محمود عبدالنبي مكي 
    ٤- عبدالعزيز حيدر درويش 
    ٥- حميد أحمد الموسوي 
    ٦- محمد الزبير 
    ٧- حبيب عبدالنبي مكي
    ٨- محمود سنجور
    ٩- عبدالنبي مكي 
    الخ ،،،،،،،، ًًً

    وقع جميع الطالب ميثاق الحزب وتعهدو بان سيكون لعمان مستقبل افضل  وبداء السعي لتحقيق  حلم محمد امين لعمان جميلة حرة وأعده واعتقدا محمد امين انه يعلم ماذا يفعل و  بتاريخ ١٩٥٨/١/٢٣ تم إقرار صحيفة صوت عمان وقد انتخب محمد أمين مديراً لتحريرها والسيد فيصل بن علي بن فيصل السعيد مساعد للمدير حيث يعتبر فيصل بن علي من مثقفي العائلة الحاكمة وهو ابن عم السلطان سعيد بن تيمو ر ، وقد تشكل الحراك الذي خطط له محمد امين ورفاقه واعتقد انه قاب قوسين من تحقيق الحلم.

    المشهد ،،،،،
    مصر تقود حركات التحرر 
    حزب الاتحاد العماني يفتح مكتبين سياسين في الكويت ومصر 
    عمان  في صراع مرير بين ثورة الإمامة  وثورة ظفار ونهاية حقبة سعيد بن تيمور 

    ويأتي الخبر الفصل قابوس بن سعيد سلطان عمان  ليعاهد الشعب العماني انه سوف يعمل بأسرع وقت لكي ينعم العماني بحياة افضل .
    وعاد الثور او أحرار عمان ليشغل احدهم وزيراً وآخر وكيلاً وآخر رجل اعمال والقائمة اعلاه أليست هية من ينادي لا مكي ولا مقبول هيه أليست نفس الاسماء الم يكون الأمس يحمل اصواتهم ماذا حدث  الى الحلم  وربما يبقى حلم بسماء صدفية 
    ١٩٨٢ فارق محمد امين ارض الأحلام ضحى بحياته من اجل وفي سبيل حريتكم وكرامتكم فانظروا ، ماذا انتم  فاعلون ؟؟؟؟؟؟؟؟
    عائشة  الايام الحالية في عمان تحمل ذات الأحلام  ولكن  عندما ينتهي كل هذا ستجدين من يتسلق على حساب أحلامكم كما فعل مكي ومقبول وغيرهم  ولن تجدي من الامر شياً سوا حلم جميل .
    الوضع القادم اذا صح ما يعتصمون اليه سوف يكون كارثي  

    انا أومن ان اي تغير له هامش زمن ومناخ للتغير وادوات التغير وقابلية التغير وقابلية استمر التغير وكل من هذا لا اره كل  هذا وانما الفوضي سيترتب عليها الفوضي

    ولا ارى من  يدعون العقلانية سبيل توجيه هذا الاعتصام الى جادة الصواب  الله يسهل من القادم 
     

     

      

     
     
      

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هلْ أنفقَ "قابُوس بن سعِيد" 64 مليُون دولار على منظمَاتٍ بريطانيّة؟

"قابُوس بن سعِيد يكرّم هيئة حقوق الانسان البريطاني 21 مليون دولار ومساعدَة للمنظمة المالية البريطانية 43 مليون دولار" هكذا وصلتنيْ رسالة تناقلهَا الناسُ مؤخراً عبر أجهزة البلاك بيري وبرنامج الوتسأب ومواقع التواصل الاجتماعي .. تناقلَ الناسُ الخبر "المُصَاغ بركاكة لغويّة" بحالة من الغليان حول تبرع السلطان قابوس لمنظمات بريطانية بـ64 مليون دولار. وصلتنيْ الرسالة من أشخاصٍ مختلفين ولم يستطع أيٌ منهم أن يجيبني على سؤالي حولَ مصدر الخبر .. كان جميعهم يتناقل الخبر دون أن يكلّف نفسه بالعودة إلى المصدر .. بحثتُ عبر الانترنت عن أيّ موقع أو تقرير يتحدث عن الهبةِ السلطانيّة "السخيّة" ولم أستطع الوصول إلى أيّ موقع إخباري أو رسميّ يتحدث عن التبرع. وحينَ حاولتُ البحث عن المؤسستين البريطانيتين المذكورتين أعلاهُ لم أجد لهما ذكراً على أخبار الانترنت إطلاقاً سوى مواضيع طرحها أعضاء منتديات وضعوا الخبر هذا في منتدياتهم وأشاروا إلى المؤسستين بهذا الاسم. حينهَا قرّرتُ أن أصلَ بنفسي إلى مصادر تؤكدُ لي –على الأقل- صحّة المعلومة من عدمها. حاولتُ البحثَ باللغتين عن مواقع ل...

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من و...

السيّد نائب رَئيسِ مجلسِ الوزراء ... الخُبز أم الكَعك؟

السيّد نائبُ رئيس الوزراء ... الخُبز أم الكعك؟ نسخَة من الرّسالة إلى وزيرَي التجارَة والصنّاعة والمَكتبِ السّلطاني. صاحب السموّ السيّد فهد بن محمُود نائبَ رئيسِ الوزراء.. تحيّة طيبة وبعد: دعني قبلَ أن أبدَأ رسالتيْ أن أحكي لكَ قصّة ماري انطوانيت .. آخر ملوك فرنسَا .. ففيمَا كانت الثورَة الفرنسية تشتعلُ والجماهيرُ الفرنسيّة الغاضبَة تحيط بقصر فرسَاي لتخترقه كانَت الجماهيرُ تصرخُ: نريدُ الخبز ، نريدُ الخبز! شاهدَت ماري انطوَانيت الجماهير يصرخُون من شرفَة قصرهَا وسألتْ كبيرَ خدمها: لماذا يريدُ الناسُ خبزاً؟ فأجابها: لأنهم لا يستطيعُون شراءه أيها الملكة! فردّت عليه بقمّة اللامبالاة والجهل: "إذا لم يجدوا خبزاً لماذا لا يشترونَ الكعك"! .. لقد كانتْ ماري انطوانيت تجهَلُ أنّ الكَعك أغلى من الخُبز فإن كانُوا عدمُوا الخبز فقد عدمُوا الكعكَ قبلهُ.. ظلّت هذه القصّة لأكثر من ثلاث قرونٍ من الزّمان حتّى اليوم مدارَ ضرب الأمثال في انفصَال المسؤُول عن واقعِ النّاس ومعيشتهم.. لأنّها كانت تتكررُ في أزمنة وأمكنة مختلفة. أتساءَل فقط سيّدي الكريم إن كنتَ تعرفُ كيفَ يعيشُ المواط...