التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وزارَة التربيَة والتعليم وَ"حتاتة الرجُول"

أرفقُ لكم هذا الرابط في مدوّنة الأخ سالم آل تويّة بعنوَان:

المعلمون العُمانيون يضربون عن التدريس ويُطالبون بنقابة وتعديل رواتب وقائمة إصلاحات



لم أر فئة تعمل تحت مظلة ما يسمّى بـ"الحكومة الرشيدة" كفئة الأطباء "وسنأتي على ذكرهم" والمعلمين المسحُوقة تماماً تحت قدم التجاهل الوزاري والعنجهيّة ولن أتفاجأ إطلاقاً أن أسمعَ إنذاراً جماعياً لهم "أعني المعلمين المضربين" أو فصلاً من الوزارة التي تتعامل مع المعلمين كطلبة في مدرسة "ابتدائي" ..
حين قرأت عن نظام التقاعد الجديد فإنّ أول ما تبادر إلى ذهني هي فئة المعلمين فأنا مثلاً لا أتخيّل أن أي معلمٍ أو معلّمة مهما بلغت درجات تحمّله أن يحتمل العمل تحت مظلة التعليم والتربيّة لعشرين عاماً .. هذا انتحار بطيء وقتل "لئيم" وتواطؤ "مذموم" بتوقيع حكُومي وتحته نجمَة تقدير من وزارة التعليم والتربية على إيجاد وسيلة جديدة للقضاء على آخر ضمير يحمله معلّم/ة لتدريس أجيالنا وفلذات أكبادنا بإخلاص ..

لقد تذكّرت حين قرأت مقال سالم قصّة صديقتي المعلمة التي حصلت على منحة دراسيّة للماجستير من جامعة السلطان قابُوس أقولُ منحَة وليس بعثة .. لأنّ الطالبة تلقت المنحة من الجامعة تقديراً من أساتذتها لاجتهادها الدراسي في فترة البكالوريوس التي درستها بالجامعة
في أوّل عامٍ دراسي في دراسة المَاجستير استطاعت الحصُول من الوزارة على إجازة بدون راتب وفي أوّل عامٍ حصلت صديقتي على أعلى العلامات في المواد وفي هذه السنة تقدمت بطلب أيضاً ولكن "بنظام تفريغ مع راتب" مرفقةً رسالة من عمادة التسجيل بالجامعة تشهد أن الطالبة قدمت أداءً دراسياً عالياً في العام الماضي وأنهم يحثون وزارة "التعليم" والتربية على منحها تفريغ مع راتب
مكافأة وزارة التربية والتعليم خرجت بعد "مرمطة" أشهر وهي جواب برفض طلب صديقتي المعلمة بل ونقلها إلى المحافظة الشرقية ..
علماً أن الوزارة مطلعة على ظروف المعلمة فهي من نزوى والجامعة في مسقط وتم نقلها للشرقيّة رغم وجود شواغر في مسقط أو على الأقل في حدود الداخلية.. فنجاء أو بدبد ..
حاولت صديقتي كمحاولة ثانية بتقديم رسالة تفريغ بدون راتب وبعد مرمطة أخرى بالأشهر .. جاءت مكافأة الوزارة لصديقتي ..
عرض نقلها إلى قريّات ورفض تفريغها بدون راتب .. وكأنها عقوبة على نجاحها واجتهادها ورغبتها في إتمام دارستِها .. رفضت صديقتي تماماً الانصياع لإذلال الوزارة وقررت الإضراب عن الذهاب إلى المدرسة وبعد مضي شهر أو يزيدُ بقليلٍ من من إضرابها ذهبت محاولةً استعطاف المدير العام لمديريّة الشرقية حاملةً إليه رسالة بها علاماتها الدراسية في مواد الماجستير ورسالة أخرى تستعطف فيها المديرية .. وما أن دخلت مكتب المدير العام الموقر حتى رد عليها بكلّ عنجهيّة وهي تمد إليه بظرفٍ داخله الرسالة: لا تتعبي نفسك .. لا أريد قراءة ما كتبتهِ وما جئتِ بهِ ، وبعدها بأيّامٍ أبلغت صديقتي أن قراراً بفصلها قد صدر ..
تخيّل أنها لم تتلق حتّى أيّ إنذار رغم أنه لم يمر أكثر من شهرين منذ أضربت عن الذهاب ورغم أنه يحق لها أن تستلم أولاً إنذاراً بذلك ..
وآخر ما استطاعت الفتاة أن تحصل عليه هو تكرم الوزارة بمسامحتها و"قبول استقالتها" وإلغاء قرار الفصل
بعد يومين من استقالة الفتاة من الوزارة صدرت المكرمة الأربعينية في زيادة الرواتب لكلّ موظفي القطاع الحكومي .. وبعدها بأيامٍ أخرى تلقت الفتاة رسالة من الوزارة تعلمها أن المكافأة نزلت في رصيدها البنكي وأن عليها أن تعيدها لوزارة التربية والتعليم لأنّ المكرمة صدرت بعد يومين من استقالتها ولذا فهي لا تحق لها لأنها لم تعد في السلك الحكومي.. تخيّل وزارة التربيَة والتعليم "تجاوح" على 700ريال تزيد أو تقلّ نزلت برصيد تلك "المعلّمة المذنبة بذنب إكمال دراستها العليا" وإن لم تعد الفتاة المكافأة فسوف يتم خصمها من مكافأة نهاية خدمتها " ..
الخلاصة يا سالم.. أن قيمَة المعلم عند الوزارة هي كما تقول الكلمة العمانية "حتاتة الرجول" .. فما قيمة أن تستقيل معلمة من وزارة التعليم؟ صدقني الوزَارة تتعامل مع ذلك وكأنّها هبَة نزلت من السماء وأما أمور تقدير واحترام المعلّم واجتهاده ورغبته في إكمال دراسته فهي أمور غير واردة في قاموس وزارة يحيى السليمي و"أحباره" من مدراء عمُوم مناطق ومحافظات السلطنة.

تعليقات

  1. صار النجاح في وقتنا صعب المنال ..ولكن ليس بالمستحيل , إذا ما أردت الوصول إلى قمة الطموح لابد من ان تتعثر وترى الورود الشائكه أمامك , النجاح ارتبط بالتضحيه هو قانون مستوحى من تلك القلوب الميته التي لا يتربص بها سوا الانانية وردع التفوق لسبيل الحفاظ على الياقوت(كرسي حلاق),ودائما عندما تريد ان تبحث عن خط مسيرك هل هو يسير بإتجاه صائب!! لاتفكر كثيرا ..بل انظر امامك اذا رأيت الابواب مغلقه فاعلم انك في الطريق الصحيح , خلف كل صعوبه وتضحيه شموخ إنسان ونجاح قادم وبقوة هكذا هي اقدار البشر تمضي في وقتنا .الجهد والمثابره لاتطفأها العثرات بل تزيدها قوة , مبارك على كل من تعثر وافاق نفسه ليواصل المسير وينجح من ابواب اخرى ..عندما يغلق باب فأعلم ان الذي فتح لك الرزق قادر على ان يفتح لك أبواب أخرى وربما أفضل بكثير مما توقعت . التذمر ليس منهج الأقويا ولا الحرف السلبي بل هو ضعف للأشقياء ..أبتسم لطريق النجاح مهما كبرت الصعاب فإن لنا رب فوق العباد قادر ولا يقدر عليه .

    كل الطيب مع فوح عود الأخشاب

    عائشه السيفي حرفا جميل .

    النوررس ....استراليا

    ردحذف
  2. لله درك يا عائشة
    لعمري أنك بألف رجل

    ردحذف
  3. أهو مصطلح جديد يجب أن نضيفه إلى قائمة المصادرات يا عائشة .. ( مصادرة النجاح ) بجانب الفكر و القلم و ما سبق من القائمة الطويلة .
    عجبي كيف لضمير هؤلاء أن يعيش بينما يتعايشون مع الواقع بهذا المنطق ، أم أن هذا النهج صادر ضمائرهم كذلك ..
    أعتقد جازما أن ذلك النجاح الذي سجلته تلك المدرسة ستفتح له آفاق أخرى متى ما وجدت العزيمةو الإصرار ..
    " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى و هو مؤمن .. " صدق الله العظيم

    ردحذف
  4. اعتذر استاذتي ... سأتجرأ قليلا والقي بكلمة استحي ان اذكرها ولكن مضطر ..

    لو ادارت ظهرها للشرف وباعته لوجدت مليون باب مفتوح في وزارة التربية (للاسف)

    لا تعليق ... اللهم انصرنا على من ظلمنا.

    الف شكر لحرفك الجميل والراقي

    ردحذف
  5. أختي عملت معلمة في التربية، درست الماجستير وأخذت تفريغ لمدة عامين وبصراحة لا أذكر إن كان براتب أم لا، كان هذا عام 2000. عادت بعدها لوظيفتها كمعلمة في الوزارة دون أي شيء مختلف حتى الراتب لم يزيد ولكن زادت الأعباء. في عام 2005 انتقلت إلى الوزارة ولكن راتبها نقص بسبب خصم علاوة التدريس!!


    شكرا عائشة

    ردحذف
  6. عزيزتي عائشة ...أشكر لك جرأتك ..وأشد على يديك...واضيف...وزارة التربية والتعليم بكل القائمين عليها ...تتحمل جريمة تحويل اجيال بأسرها الى عقول فارغة ...التعليم في السلطنة ""فاشل"" واقولها بالفم الملئان ...ويكفي عبثا بمستقبل ابناء هذا الوطن..

    باسم الضمير..واركن هنا العاطفة جانبا

    وزير التربية المحترم ..رفقا بالعقول أسألك الأفول.

    ردحذف
  7. لم ارغب في نقلي الى مدرسة اخرى ولم اقدم طلبا لذلك فانا احب مدرستي غيرت وظيفتي الى اخصائية توجيه مهني لرغبتي في تعليم طالبات الحلقة الثانية وتم التاكيد علينا بعدم نقل اي معلم من مدرسته وبعد التغيير واعتمادهكشرت الذئاب عن انيابها وبدأوغ مناقضة كل الوعود الكاذبة الاحلام الوردية بدت اشد سوادا من الليل الحالك نقلت الى مدرسة قريبة فرضيت بالامر وبدأت احزم رحلي ولكن فوجئت برساة نقل اخرى الى مدرسة لم اسمع بها لبعدها فقد بدأت لعبة الوساطة والمعرفة والتحايل وفي عام واحد نقلت الى ثلاث مدارس ذهبت اشكو امري لولي الامر المدير العام الذي قابلني بابتسامة صفراء لاتسمن ولاتغني من جوع ولم اخذ منه حقا ولاباطلا ثم ذهبت الى رئيس قسم التخطيط الهي ينتقم من فساده وكأنني عدو لدود وانا التي لم تره عيني في حياتي الا حينها وكان رده محترما ومتفهما جدا فما زلت باقمة عله ولكن باسلوبه المتبجح وعنجهية من هم في مراكز السلطة اظنه الان اصبح مديرا عاما فامثاله يجب ان يبقى ليقطع الارزاق ويخفف اعباء الحكومة وليتصرف برعونته في مطالب المظلومين والمغلوب على امرهم لقد اجابني النذل بدون ان يرفع رأسه عن اوراقه :اذالم ترضي بنقلك اكتبي رسالة استقالتك الان وانا اتكفل بالباقي فهناك الكثير منكم الهي ينتقم منك ومن امثالك الذين يصعدون على اكتاف الاخرين وانا ولله الحمد صبرت وبعد فتره انتقلت الى مدرسة انا فيها من ثلاث سنوات واشعر بالارتياح وكل عام يتصلوا بي يرغبون في نقلي الى مدرسة اخرى و عسى ربي ينجيني منهم فأنا اعيش في رعب من شبح النقل فهم ينتظرون المدة القانونية اللازمة لنقل موظف طبعا اكراما لفلان والله المستعان

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص