التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحبّ .. في معجم كاتي ميلوا !





حسناً .. شئنا الاعتراف أم أبينا بهذهِ الحقيقة ..
لكنّ مستوى كلمات الأغاني العربيّة الآن مخيف .. وهوَ يتحدّر بطريقَة تسارعيّة عجيبَة ..
ومطربَة الحنبولي .. استنسخت لتظهَر بأشكال مختلفَة مع فارق كميّة السليكُون المعبّأة في الشفاه ودرجَة البوتوكس في الصّدر .. سواء A .. B أو C
ولم تعدِ البرتقالة وأغنية أحبك يا حمار نموذجاً لمستوى التحدر لأنّ الكثير من الأغاني المشابهَة أصبحت رائجة .. وأصبحَ رجلُ الشارع يدفعُ النقود لشرائها بكلّ حب ..
بعيداً عن كلّ ذلك فإنّ تاريخ الأغنيَة العربيّة لا يحملُ الكثير منَ "waw" في مستوَاها الكلماتيّ !
وزمن الكلمَة الطربيّة التي يهلّل لها جمهورها "الله الله" ! قررت أخذ نقاهَة طويلة جداً
اليوم لا تختلف تركيبة الأغنية وكلماتها .. فكرتها عما كانت عنه قبل 10 سنوات أو 20 ..
ما الجديد في أغنية تتحدّث عن الحب؟
خيانة الحبيب .. انتظار الحبيب .. الاشتياق للحبيب ، كلّها تقود لنفس النقطة ! الحبّ !
الصيغُ استهلكت.. والمفردات تعبت .. والكلمات أصبحت مكررة مع اختلاف ترتيبها !
في الجانب الآخر أصبحتُ أكثر إنصاتاً للأغنية الأجنبية التي في كثيرٍ من الأحيان لم يرقني لحنها بقدر اندهاشي لكلماتها.. وأصبحتُ أستمتعُ بأغانٍ كثيرة ليسَ لشيءٍ سوى لغرابة كلماتها وتصاويرها ولغرابة الفكرة .. فكرة النصّ
بعضُ النصُوص تتحدث عن الحبّ أيضاً .. لكن بطريقة عبقريّة ، خلاقَة .. تطرق منافذ الحبّ بأشكال غير متوقعة وتباغتُكَ بالتصاوير الغريبة التيْ تضعها أمامكَ !
منَ المطربين الأجانب الذين يدهشني انتقاؤهم لأغاني ، مغنيّة بريطانيّة مغمورَة –تقريباً- .. اسمهَا كاتي ميلوا .. صوتها رقيق جداً كوجهها الطفوليّ ..
كانَ غريباً بالنسبة لي أن أستمع لأغنية تتحدّث عن الحبّ وتفرد معلومات علميّة ضمنَ الأغنيّة .. احصائيّات !
تخيلُوا .. أغنية تتحدّث عن الحب وتضمّن الأغنية احصائيّات عالميّة؟
هذا ما فعلتهُ كاتي ميلوا .. الفتاة الرقيقة العشرينيّة التيْ كتبت نصّاً مشتركاً مع شاعر آخر .. وأسمتهُ ( Nine Million Bicycles) .. 9 ملايين درّاجة هوائيّة .. وتقولُ عن النصّ بأن فكرتهُ خرجت حينَ كانت في زيارة للصين وكان معها أحد أصدقائها من المخرجين .. وفي منظر جميل ببكين كان عشرات الناس أمامهم يقودون الدراجات الهوائية في طريقهم للعمل .. وفي كتيّب صغير بحوزتهم قرأت كاتي بأنّ هنالك 9 ملايين دراجة هوائية تستخدَم يومياً في بكين .. ومن هنا خرجت فكرة العمل ..
وجاءَت فكرة الفيديو كليب بسيطة للغاية ورائعة ومبتكرة ومتميزة إلخ ..
بحقّ مضى زمنٌ طويل لم أعشق فيديو كليب كما فعلتُ مع كاتي .. الفيديو كليب بسيط جداً لكنهُ رائع جداً !
الكلمات والفيديُو كليب وحتّى اللحن مستوحَى من الثقافة الصينيّة الضاربة في جسدِ الزمن
سأضعُ الكليب لاحقاً لكم مع ترجمة النصّ للعربيّة ..

الآن نأتي للأغنية الأخرى لكاتي ميلوا .. عجيبة فعلاً هذه الأغنية ، ومجنونة !
التصاوير التي بها تجعلك تضحك .. ولكنها ضاربة في العمق .. تصاوير غرائبية غير معقولة ولا مألوفة .. لكنها مبتكرة وهي أيضاً تتحدث عن الحبّ .. لكنهُ ببصمة كاتي ميلوا .. الحبّ مجدداً لكن ليسَ بالطريقة المقرفة والفاترة التيْ كلما سمعتها من الأغاني العربيّة التي تبثّ يومياً في الإذاعات "زُعت قدّامي" بنفس اللحظة !
والفيديُو .. آه من الفيديُو كليب ! بسيط وطفوليّ ولهُ لمسات أنثويّة ساحرة .. يُوه كم أحببتهُ وكم أحببتُ بساطتهُ وأناقته بنفس الوقت !
أشعرُ أن ميلوا الطفلَة ظهرت بهِ .. بأحلامها الصغيرة وبيتها الصغير .. وبدمى الدلافين خلفها .. والبومة ! يا إلهي كم أحببتها !
بالمناسبَة .. قمتُ بترجمة هذين النصّ قبل عامٍ بنيّة تقديمهم لشرفَات وكانت التراجم جاهزَة في حاسبي القَديم قبلَ أن يصَاب بنكبتهِ الكبرَى ويدخل في غيبوبتهِ الطويلة الممتدة لليَوم ..




http://www.youtube.com/watch?v=DTy3WA0Pq8M&feature=related


ثمّة 9 ملايين درّاجة هوائية في بكين
هذه حقيقة علميّة لا نستطيعُ إنكارها ..
كحقيقة أنني سأظلّ أحبّك حتى أموت

في هذا الكَون .. الكون الشاسع أقصى ما استطعنا الوصولَ إليهِ هوَ 12 مليار سنة ضوئيّة تفصلنا عن أبعد مجرّة
هذا تخمِين .. لا يستطيعُ أيّ أحدٍ الجزمَ بصحتهِ
ولكننيْ أستطيع الجزم بحبي لك .. هذا ما أنا أكيدَة منهُ !

كلّ يوم .. أشعرُ بالدفءِ الذي يغمرنيْ بهِ حبّك
ولذا لا تنعتنيْ بالكاذبة .. فقط آمن بكلّ شيءٍ .. بكلّ كلمةٍ أقولها

في هذهِ الكرَة الأرضيّة يعيشُ 6 بلايين فرد على سطحها .. أقلّ أو أكثر
وهذا يشعرنيْ بضآلتي ضمنَ هذهِ الأعداد الشاسعة
غيرَ أنهُ من بينِ كلّ هؤلاء البلايين .. فإنّك أنت أكثر من أحبّ بينهم .. أنت فقط
ها نحن .. كلانا على خيطٍ رفيع .. نحدّق إلى العالم الواقع على مرمَى بصائرنا
وأنا لن أشعر بالملل إطلاقاً .. من الحبّ الذي تمنحني إيّاهُ كلّ ليلة





"Nine Million Bicycles"




There are nine million bicycles in Beijing


That's a fact,


It's a thing we can't deny Like the fact that I will love you till I die.


We are twelve billion light years from the edge,


That's a guess, No-one can ever say it's true


But I know that I will always be with you.


I'm warmed by the fire of your love everyday


So don't call me a liar,


Just believe everything that I say


There are six BILLION people in the world


More or less


and it makes me feel quite small


But you're the one I love the most of all


[INTERLUDE]


We're high on the wire


With the world in our sight And I'll never tire,


Of the love that you give me every night


There are nine million bicycles in Beijing


That's a Fact,


it's a thing we can't deny


Like the fact that I will love you till I die


And there are nine million bicycles in Beijing


And you know that I will love you till I die!










http://www.youtube.com/watch?v=x25F3-sR2Yo&feature=related


فيما لوْ كنتَ قاربَ إبحار

لو كنتَ كاوبوي .. كنتُ تعقّبت آثارك
ولو كنتَ قطعة خشب .. كنتُ ثبّتك على الأرضيّة بمسمار ..
لو كنتَ قاربَ إبحار .. كنتُ أبحرتُ بكَ إلى الشطّ
ولو كنتَ نهراً لسبحتُ فيك ..
ولو كنتَ بيتاً لعشتُ فيكَ أيّامي كلّها
ولو كنتَ كاهناً .. كنتُ بدأتُ في تغيير حياتي إلى طرقٍ أكثر استقامة

أحياناً أؤمن بالقدر.. أنهُ قادرٌ على التحكم بمصائرنا
لكنّ الفرص التيْ نخلقها للعيش .. تبدُو أكثر واقعيّة للتحقق
أنت أخذتَ فرصَة أن تحبنيْ .. وأنا اقتنصتُ فرصَة أن أحبّك ..

لوْ كنتُ في السجن .. أعلمُ أنّك ستطلق سراحي
ولوْ كنتُ هاتفاً أعلمُ أنّك لن تتوقف عن الرنين ليْ طوال الوقت
ولوْ كنتُ متألمة ً .. فإنني على يقينٍ بأنك ستغنيْ لي الأغاني التيْ تخفف منْ وطأةِ ألميْ

لوْ كنتُ جائعة لأطعمتنيْ
ولوْ كنتُ في ظلمة فإنّك ستقودنيْ إلى الضّوء
ولو كنتُ كتاباً فأعلم أنّك ستظلّ تقرأنيْ كلّ ليلة ..

"If You Were A Sailboat






"If you're a cowboy I would trail you,



If you're a piece of wood I'd nail you to the floor.



If you're a sailboat I would sail you to the shore.



If you're a river I would swim you,



If you're a house I would live in you all my days



.If you're a preacher I'd begin to change my ways.



Sometimes I believe in fate,But the chances we create,



Always seem to ring more true.



You took a chance on loving me,I took a chance on loving you.






If I was in jail I know you'd spring me



If I was a telephone you'd ring me all day long



If was in pain I know you'd sing me soothing songs.



Sometimes I believe in fate,But the chances we create,



Always seem to ring more true.



You took a chance on loving me,I took a chance on loving you.



If I was hungry you would feed me



If I was in darkness you would lead me to the light



If I was a book I know you'd read me every night



If you're a cowboy I would trail you,



If you're a piece of wood I'd nail you to the floor.



If you're a sailboat I would sail you to the shore.



If you're a sailboat I would sail you to the shore

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي