التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجنس مقابل الغذاء !




مسكِينة المرأة الأفغانيّة ..ما باستطاعتها أنْ تفعل وقد تحوّل الحامي إلى جلاّد ! والله أستحي أن أدرجَ هذا المقال .. أشعرُ أنه يجرحُني كأنثى ويشعرنيْ كم أنّ العنصريّة الجنسيّة لم تمسّ شعرَةٌ منها وقد بلغنا نهاية أول عقدٍ من الألفية ..




لم اكن أتصور ان يتحول شعار "الجنس مقابل الغذاء" الى تشريع حتى وقع الرئيس الافغاني حامد كرزاي على قانون بهذا المعني يتيح للأزواج الشيعة حرمان زوجاتهم من الطعام في حالة امتناعهن عن العلاقة الجنسية.ويمنح القانون الذي اصبح ساري المفعول في افغانستان هؤلاء الأزواج الحق في اغتصاب زوجاتهم من خلال بنود محددة تجبر الزوجات على أن يكُن في حالة استعداد دائم لارضاء رغبات أزواجهن الجنسية.وطبقا للمادة 132 من القانون فان للزوج الشيعي الحق في ممارسة الجنس مع زوجته مرة كل اربع ليال على الاقل مالم تكن الزوجة مريضة أو في ظروف صحية لا تسمح لها بالمعاشرة الزوجية! كما يعطي القانون الزوج الشيعي الحق في حرمان زوجاته من اي سند مالي بما في ذلك الغذاء وحضانة الاطفال إذا رفضت تلبية مطالبه الجنسية.والأغرب من ذلك أنه يسمح لمرتكبي جريمة الاغتصاب بالافلات من أي ملاحقة قانونية مقابل دفع "دية" للمراة المُغتصبة، ويجعل حضانة الاطفال حقا مطلقا للآباء والأجداد دون الامهات. ورغم الاصوات التي طالبت بتعديل القانون - الذي صدر استجابة لمطالب الأقلية الشيعية – لإعطاء الزوجة الحق في رفض العلاقة الزوجية لمبررات شرعية إلا ان التعديلات التي أجراها البرلمان الافغاني في هذا الصدد كانت شكلية.وفي تطور سريع صدَق الرئيس الافغاني على القانون قبل اجراء الانتخابات الرئاسية في 20 اغسطس الحالي لكسب تأييد الأفغان الشيعة الذين يمثلون 15% من سكان افغانستان البالغ عددهم 30 مليون نسمة.ويواجه كرزاي في هذه الانتخابات، التي يخوضها 41 مرشحا، منافسة عنيفة من جانب عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأسبق وسط مخاوف من اندلاع حرب طائفية كالحرب الاهلية التي وقعت في التسعينيات اذا لم يحقق أي منهما فوزا حاسما.وبسريان قانون الجنس مقابل الغذاء في إطار الزواج يكون الرئيس الافغاني قد ضمن أصوات الشيعة من ابناء قبائل فيروز كوهي وجمشيدي التي تعيش في المناطق الافغانية المتاخمة لإيران، وقبيلة هزارة التي تتركز في غزنة وكابول وهرات وكذلك الشيعة الطاجيك. لكنه في المقابل تعرض لانتقادات عنيفة من جانب حلفائه في الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي وكذلك منظمات حقوق الانسان الدولية بسبب قانون يجيز الاغتصاب عمليا في اطار الزواج ويشكل انتهاكا صارخا لحقوق المراة الأفغانية.وطبقا لاحصائيات الامم المتحدة فإن 60% من النساء الأفغانيات أي عشرة ملايين امرأة يعشن تحت خط الفقر ، ويموت 16 ألف إمرأة منهن سنويا لأسباب متعلقة بالحمل والولادة، ويضطر بعضهن للعمل بالبغاء بسبب الفقر وتدهور الاوضاع الاقتصادية، ولا يزيد متوسط عمر المرأة الأفغانية بشكل عام عن 43 عاما. بصراحة قانون الجنس مقابل الغذاء في إطار الزواج الذي صدق عليه الرئيس كرزاي يعيد أفغانستان خطوة كبيرة الى الوراء نحو عهد طالبان الظلامي!




عن إيلاف

تعليقات

  1. وش معنى الشيعة؟؟؟

    وأنا شعرتُ بالقرف من هذا القانون ومشرعه والمطالبين به ومنفذيه. أحياناً تنتابني فكرة الإبادة الجماعية للأغبياء على وجه الأرض! ليتني كنتُ في السماء أحكم!

    ردحذف
  2. ممتاز جدا
    يعني الواحد يشوف بنت في الشارع ويغتصبها
    ترى الحكومة حاميتنه والقانون ما يقدر يلمس شعرة منه
    وفي النهاية يعق لأهلها كم بيسة ويطلع من بيتها يدور على بنت ثانية يغتصبها ويستمر المسلسل

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق