التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المُوسيقـا .. للشفاء !




قبلَ أيّام كنتُ أتابعُ برنامجاً حوارياً على قناة BBC وقد استضافَ المقدّم خلال الحلقَة أحد مؤسّسي جمعيّة تدعى Healing by Music
وهيَ جمعيّة تعنَى بتنميَة الجانب الحسيّ لدَى الإنسان عن طريق الموسيقا .. وهيَ - كما يقُول الضيفُ- تتعاملُ مع الموسيقا كأداة فيما يسمّى Fatigue Management .. تحدّث الضيفُ أنّهُ في أثناء دراستهِ الجامعيّة كانَ يستخدمُ أسس ما تعلّمه في هذهِ الجمعيّة في إدارَة إرهاقهِ وأنهُ كانَ يمضي في أحيانٍ كثيرةٍ أياماً متواصلة دون النوم ، غير أنهُ كانَ يقضي نصفَ ساعةٍ مغمضَ العينينِ يستمعُ للموسيقا ..
تحدّثَ الضيفُ أنّهم في كثيرٍ من الأحيانِ يعملُون على تعزيز حسّ الجانب الايجابيّ في الفرد وأنّ من طرقهم في ذلكَ هوَ تحويل أصوَات بشريّة إلى نغمَات تشبهُ الموسيقَا عبر أجهزَة صوتيّة حديثة .. فمثلاً يحضرُون صوتَ عالمٍ روحانيّ في جلسَة لهُ يتحدّث عن الجوانب الإيجابيّة في الحياة ويحوّلونها إلى موسيقا .. ثمّ يقومُون بتشغيلها أمامَ منتسبي الجمعيّة .. الأذنُ البشريّة حينها تكُون غيرُ قادرَة على تمييز أنّ هذهِ الموسيقا في الأساسِ عبارَة عن "كلام إيجابيّ" إلا أنّ جانب اللاوعي فيهم يتلقّى هذا الكلام ويترجمهُ بشكلٍ غير محسُوس في نفسيّة المستمعِ وانفعالاتهِ

ومن ثمّ أجرَى عبرَ عرضٍ حيٍ جلسَة لمقدّم البرنامج ..
شخصياً لا أميلُ لتصديقِ هذهِ الأمور دونَ تجريبها .. وأعرفُ أنّ استماعي لعشرِ ساعاتٍ للموسيقا وأنا "شبه مستيقظة" لن يعوّضني عن نومِ ساعةٍ على سريري الجميل ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إذا تريدوا ملابس العيد، روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية   عائشة السيفي صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين. ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي