التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الصبيّ الذي اسمهُ "سو"

وفقاُ لموسوعَة الويكيبيديا فإنّ هذه الأغنيَة هي الأغنية الضاربَة على الإطلاق من مُجملِ رصِيد "جُوني كاش" الفنيّ .. وقد خرجَت إلى النّور عام 1969م في حفلَة غنائيّة أحياها كاش في سجن "سان كوِنتين" .. السّجن الأكبر على الإطلاق في تاريخِ الولايات المتّحدة آنذاك .. في ذلكَ الحفلِ أطلقَ كاش أغنيتهُ الشهيرة هذه وهوَ بين حيرةٍ وترقّب لرصدِ ردّ فعلِ الجمهُور الذي كَان مجملهُ من السّجناء وحرّاس السّجن وذلكَ لأنّها المرَة الأولى التي يُطلق فيها هذه الأغنية .. غير أنّ ردّة الفعل الرائعَة التي تلقّى الجمهُور بها الأغنيَة دفعتْ بكاش إلى إصدار الأغنيَة في ألبُومه الذيْ ضمّنه ما غنّاه في السّجن .. ولم يكد كاش يطرحُ الأغنية في الأسواق حتّى كانتْ أغنيتهُ تتصدّر قوائم البيبلبُورد الخاصّة بالأغاني حيثُ تصدّرت لأسبوعين المركَز الثاني كمَا عدّت من أعلَى أغاني موسيقا الكونتري الريفيّة التي حصدَت كلّ تلك الجماهيريّة ..
يعزُو كثيرُون نجاح أغنية كاش إلى أنّها تلامس واقعَ كثيرٍ من المواطنين الأميركان فهيَ تتناولُ قضيّة نشُوء كثيرٍ من الأطفال في بيئة بلا أبٍ مع أمٍ عزباء يفتقدُون معها الأمان ويتعرضُون إلى مشاكلَ كثيرَة خلّفها غيابُ الأبِ عنهُم ..
الأغنيَة سرديّة في مُجملها .. كتبتْ بنمَط القصيدة السرديّة الغنائيّة وكتبَها أحدُ أصدقاءِ جوني كَاش اسمهُ .. شيل سيلفرستِين، وقيلَ الكثير حولَ الشخص الحقيقيّ الذيْ استوحَى منه سيلفرستين بطلَ قصيدتهِ الذيْ أسمَاهُ "سُو"
تدُور أحداثُ كلمَات الأغنيَة حولَ صبيّ هجرَ والدُهُ أمَّهُ حينَ كان في الثالثَة من العُمر .. غيرَ أنّ الأبَ قبلَ أن يغادرَ قرّر تسميَة ابنهِ باسمٍ أنثويّ لا يطلقَ على الذّكور عادةً في الولايات المتّحدة وإنّما الإناث .. وهوَ اسم "سُو"
وظلّ الطفل منذ طفولتهِ يعاني من سخريَة الجميع من اسمهِ وتعرّض للكثير من المشاكل بسببِ اسمهِ ما جعلهُ يصمّم على البحثِ عن والدهِ لينتقمَ منهُ محمِّلاً إيّاه مسؤوليّة دمارِ حياتهِ التيْ جعلتْ منهُ رجلاً صاحبَ مشاكل لا تنتهي مع الجميع وفي نهايَة القصيدة يلتقيْ الابنُ بأبيهِ في إحدَى الحانات وتتصاعَد حمّى القصيدَة بطريقَة كوميديّة ودراميّة تنتهيْ بنهايَة غير متوقّعة ..
البعضُ قالَ أن سيلفرستين استوحَى هذه الأغنيَة من أحدِ أصدقائهِ الذي كانَ اسمهُ "جِين" وهوَ اسمٌ أنثويّ ظلّ يلاحقهُ طوال حياتهِ .. وآخرُون قالوا أن سيلفرستين استوحَى الأغنيَة من محامٍ شهيرٍ آنذاك اسمهُ "سو هيكس" كانَ يثيرُ الخوفَ بينَ العامّة وذلكَ للقضايا الشّهيرة التيْ أدارهَا ولما كانَ يملكُهُ من آراءٍ مثيرَة للجدلِ جعلتهُ مدَار تندّر لحملهِ اسمَ أنثَى ..
وهنالكَ من قالَ أيضاً أنّ اسم "سو" مستوحَىً من روائيّ شهير كانَ جوني كاش يحبّه ويحملُ كذلكَ اسمَاً أنثويّا ، وبعيداً عن كلّ ذلكَ فإنّ هذهِ الأغنيَة بلحنها البسيط وكلماتها البسيطَة كذلك لامست قلُوب الملايين الذينَ شغفُوا بها ، ربّما لأنهمْ كانوا يشعرُون أنها تحكي عنهُم بطريقة أو بأخرى..
لاحقاً غنّيت الأغنية بأكثر من 15 لغة بأصواتِ مغنين مختلفين .. وترجمَت للغاتٍ كثيرَة واختلفَ اسمُ "سو" لتحلّ مكانهُ أسمَاء إناثٍ أخريات باللّغات المختلفَة ..
فمثلاً ترجمَت الأغنية للفرنسيّة.. وتمّ غناؤها بعنوان ( الصبي الذي اسمهُ سوزيْ) وترجمَت للعبريّة وغنّيت بعنوان ( الصبي الذيْ اسمهُ زيلاته ) .. وغنّيت بالألمانيّة بعنوان ( الصبيّ الذي اسمهُ سوس ) وترجمتْ كذلك لليونانيّة بعنوان ( الصبيّ الذي اسمهُ ماريَان ) .. إضافة ً إلى لغاتٍ أخرَى ..

الأغنيَة مسليّة ومضحكة .. تستطيعُون تحميلها من المرفقات أو من هذا الرابط
http://www.sefone.com/upload/index.php/files/get/WtW7JIVtq1/sue.ram


وإن أردتُم متابعة الأغنية كفيديو من اليُوتيوب فاضغطُوا على هذا الرّابط ..
http://www.youtube.com/watch?v=M89c3hWx3RQ
أضعُ بين أيديكم ترجمَة القصيدة باللهجة العمانيّة أولاً .. تليها الترجمة باللغة العربية ;)
A Boy Named Sue


When my daddy left home when I was three
And he didn't leave much to ma and me
Just this old guitar and an empty bottle of booze.
Now, I don't blame him cause he run and hid
But the meanest thing that he ever did
Was before he left, he went and named me "Sue."
Well, he must o' thought that is quite a joke
And it got a lot of laughs from a' lots of folk,
It seems I had to fight my whole life through.
Some gal would giggle and I'd get red
And some guy'd laugh and I'd bust his head,
I tell ya, life ain't easy for a boy named "Sue."
Well, I grew up quick and I grew up mean,
My fist got hard and my wits got keen,
I'd roam from town to town to hide my shame.
But I made a vow to the moon and stars
That I'd search the honky-tonks and bars
And kill that man who gave me that awful name.
Well, it was Gatlinburg in mid-July
And I just hit town and my throat was dry,
I thought I'd stop and have myself a brew.
At an old saloon on a street of mud,
There at a table, dealing stud,
Sat the dirty, mangy dog that named me "Sue."
Well, I knew that snake was my own sweet dad
From a worn-out picture that my mother'd had,
And I knew that scar on his cheek and his evil eye.
He was big and bent and gray and old,
And I looked at him and my blood ran cold
And I said: "My name is 'Sue!' How do you do!
Now your gonna die!!"
Well, I hit him hard right between the eyes
And he went down, but to my surprise,
He come up with a knife and cut off a piece of my ear.
But I busted a chair right across his teeth
And we crashed through the wall and into the street
Kicking and a' gouging in the mud and the blood and the beer.
I tell ya, I've fought tougher men
But I really can't remember when,
He kicked like a mule and he bit like a crocodile.
I heard him laugh and then I heard him cuss,
He went for his gun and I pulled mine first,
He stood there lookin' at me and I saw him smile.
And he said:
"Son, this world is rough And if a man's gonna make it,
he's gotta be tough And I knew I wouldn't be there to help ya along.
So I give ya that name and I said goodbye
I knew you'd have to get tough or die
And it's the name that helped to make you strong.
" He said: "Now you just fought one hell of a fight
And I know you hate me, and you got the right To kill me now,
and I wouldn't blame you if you do.
But ya ought to thank me, before I die,
For the gravel in ya guts and the spit in ya eye
Cause I'm the son-of-a-bitch that named you "Sue.'"
I got all choked up and I threw down my gun
And I called him my pa, and he called me his son,
And I came away with a different point of view.
And I think about him, now and then,
Every time I try and every time I win, And if I ever have a son,
I think I'm gonna name him Bill or George! Anything but Sue!
I still hate that name
الترجمة العمانية

الولد بو اسمه "سُوووو"


يوم أبوي خرج من البيت وراح عنا كنت ود ثلاث سنين
راح قرعة تقرعه وما ترك لنا شي لا أنا ولا امّي

ما ترك –الله يصرفه- أي شي غير غرشة باربيكان فاضية وجيتار تارس غبار
تو أنا ما ألومه لأنه راح عنا وخلانا مساكين وحدنا
بس ألومه أنه قبل لا يروح سماني "سُووو"
عجب بالله عليكم حد يسمي ولده "سووو"؟؟


أظني مفكر هذي حاجة تضحك ولا نكتة يروح يسمي ولده بهذا الاسم
وبسبب هذا الاسم الشين ظليت أعاني وأكافح طول عمري
ما بقت بنت إلا وضحكت علي وأنا لما أشوف بنت تضحك على اسمي كان وجهي يحمر ويصفّر ويخضر
أما الشباب لما كان أي واحد منهم يضحك على اسمي ما يلقى عمره إلا ومعطنه بكس قوي على وجهه عشان يتأدب
خلوني أقولكم حاجة وسمعوها مني .. تراها الحياة ما سهلة أبدا على شخص اسمه "سوووو"


المهم الله يسلمكم كبرت وصرت رجال .. بس رجال راسه يابس وكل يوم ضرابة مع حد
ما بقيت حد من أولاد الحارة إلا وكافخنه وصرت معضّل ماحد يغلبني
وصرت أطوف من بلاد لبلاد مخجل من نفسي وأحاول أغطي فضيحة اسمي
وقطعت وعد على نفسي قدام القمر والنجوم أني أقضي طول عمري ما أبقي حانة خمر ولا سبلة ولا عريش
إلا وأدور على هذا الرجال اللي سماني هالاسم الشين وأقتله


وف يوم من الايام تقريبا نص شهر يوليو .. ف بلدة اسمها الخوض عند دوار البلوش
كنت عطشان كثير وريقي ناشف وقلت أبله بغرشة ديو
إلا وأدخل دكان وألقى هذاك الرجال جالس على طاولة
على ذك الطاولة حصلته ذاك الكلب الأجرب بو سماني "سو"

من أول نظرة عرفت مباشرة أنه ذاك الحية بو جرس هو أبوي الحبوب
من صورة له على سلسلة كانت أمي تلبسها
نفس عيونه الشريرة وذاك الشرخ اللي على خده
أبوي كان جهامة مثل الديناصور طول على عرض
وجلده متكرمش وشعر راسه أبيض
شفته بدم بارد .. قلت .. هيه الطيب ! أنا اسمي "سو" عن تكون ما عرفتني؟ مووو الأخبار مو العلوم من صوبكم؟
وتو باقتلك وأشفي غليلي منك
ودوووك هذا البوكس على خشمك
وضربته ضربة بين عيونه ارتج المكان منها
وطاح على الأرض
إلا وما دريت به وهو قايم بسرعة يهجّ عليي بسكين ويقص جزء من أذني
لكني ضربته بكرسي على ضروسه
واستوى الضرب والكفخ
هذا ضارب وهذا مضروب
وقمنا نضرب بعضنا لين تجحدلنا ألين الشارع
واحد فوق وواحد تحت وتغطينا كلنا بالدم والتربان والديو
الحين خلوني أخبركم حاجة واجد مهمة
أنا ضربت وكسرت رجال واجد أقوى منه ف حياتي
وين ومتى ما أعرف ..
بس هذا الأبو بو استبليت به .. رفسني كما البغل وعضني كنّه تمساح
سمعته يطن ويلعن
وركض على مسدسه بس أنا بحركة ذكية سحبت مسدسي قبله
وذيك اللحظة قام يشوفني وابتسم وقال .. يا ولدي تراها الحياة صعبة
والرجال عشان يعيش ف ذي الدنيا لازم يكون شديد
وأنا كنت عارف أني ما بكون معاك عشان أحميك وأوقفك على رجولك
عشان كذاك سميتك بهذا الاسم وتركتك لأني أعرف إما تكون قوي ولا بتموت
وتراك ما استويت كذاك معضل بسبب أي شي إلا بسبة اسمك


المهم كمل الرجال .. وقال والحين وبعد ما شفت أنك راعي مشاكل مطير بالانس والجن وأنك مال ضرابات ومحد يقدر يضحك عليك
أعرف أنك تكرهني وباغي تقتلني وأنا ما ألومك لو سويتها وقتلتني
بس لازم تشكرني على هذي القوة والعضلات بو انته فيها وعليها
لأنه هذي العضلات ما قدرت تحصلها إلا بفضل ولد اللذينا .. اللي سماك "سو"

لحظتها ما حسيت بعمري إلا ودموعي ينزلن عشر عشر ورميت مسدسي ورحت أحضنه
أقوله .. يوووووه باه تعال .. وهو يقولي .. يووووو ولدي تعال !
ومن يومها وأنا أفكر فيه وما خاز عن بالي
وعشان كذاك قررت أنه إذا زاد لي مولود ف يوم من الأيام أسميه
أسميه
.

.
.
.
.
.
أسميه


























خميس ولا جمعة ولا سعدون ولا أي اسم خسف ثاني .. بس المهم ما أسميه "سُوووووووو"

الترجمَة العربية
الصبيّ الذي اسمهُ "سو"

عندما غادرَ والدي البيت كنتُ في الثالثة من عُمري
وقتها لم يتركِ الكثير .. لي ولأميْ
ليس أكثَر من جيتار قدِيم وزجاجة عرق فارغَة
الآن .. أنا لا ألومهُ لأنهُ هرب واختفى تاركاً إيانا وحِيدَين
ولكنّ أكثر ما فعلهُ لؤماً على الإطلاق هوَ أنه قبل أن يغادر .. أسمانيْ "سُو"

حسناً .. ربّما ظنّ أن هذا أمرٌ من قبيل الدعابة
وأنّ اسميْ سيثير الكَثير من الضّحك والبهجة لكثيرٍ من النَاس حوليْ
ويبدُو أنني سأظلّ أكافح طول حياتيْ بسبب هذا الاسم
بعض الفتيات سوف يقهقهنَ أمامي ولنْ يكونَ أمامي سوَى أن أحمرّ خجلاً
وبعض الشباب سيضحكُون كذلك ولن أفعل أكثر من منحهِم علقة محترمة على وجُوههم
دعونيْ أقولُ لكم شيئاً .. صدقُوني الحياة ليستْ سهلَة لشخصٍ اسمهُ "سُو"


كبرتُ سريعاً .. وحينَ نضجتُ كنتُ قد تحوّلتُ إلى شخصٍ لئيم
قبضَة يدي أصبحَت صلبَة ودهائي أصبحَ متوقداً
وأصبحتُ أجولُ المدينة تلو الأخرى أحاولُ إخفاء عاري
وقد قطعتُ وعداً للنجُوم والقمر ..
بأنني سأمضِي حياتيْ باحثاً في كلّ الحانات والمواخير القذرة التيْ تعجّ بالرجال البيض
لكيْ أقتل هذا الرجلَ الذي أسمانيْ هذا الاسم البغيض


وفي يومٍ من أيّام منتصف يُوليو .. في مقاطعَة جاتلينبرج
حيث وطأت قدمايْ تلك المدينة الصغيرة .. وقدْ جفّ ريقي
فكرتُ أنه من الجيّد أن أتوقّف وأبلّ ريقي بزجاجَة خمر
وفيْ صالونٍ قديمٍ يطلّ على شارعٍ مغطى بالطين
رأيتهُ .. كان جالساً على طاولة عتيقَة تباعُ عليها المسامير
هنالكَ جلسَ ذلك الكلب القذر الأجرب الذي أسمانيْ "سُو"

عرفتُ أن ذلك الحيّة هوَ أبي اللطيف من صُورة موجُودة بقلادة لأمّي وهوَ معها في الصّورة
عرفتُ مباشرةً أنهُ هوَ من عينيهِ الشريرتينِ وتلك الندبة التيْ على خدّه
بدا ضخمَ الجثّة .. وأشيب ، متجعّد .. ورماديّ الشعر

نظرتُ إليهِ بدمٍ بارد ..
وقلتُ له .. اسميْ "سُو" .. كيفَ حالك؟
والآن سوفَ أقتلك وأنتقم منكَ

بادرتهُ بضربَة عنيفَة مباشرة ً بينَ عينيهِ
فسقطَ أرضاً .. ولكنْ ولدهشتيْ الشّديدة فإنّي فوجئتِ بهِ وهو يقفُ ممسكاً سكّين
وبسرعَة شديدة لم أدرِ إلا وقد قطعَ جزءاً من شحمَة أذني
لكننيْ ضربتهُ بكرسيّ على أسنانهِ
وهكذا التحمنا في العراكِ وتدحرجنا حتّى الشارع
نركلُ ونرفسُ مغطّين بالطين والدّم والبيرة


الآن دعوني أقولُ شيئاً .. لقد قاتلتُ رجالاً كثر أقوَى منهُ في حياتيْ
ولكنيْ لا أتذكر بالتحديد متَى
لقد رفسنيْ كالبغل .. وعضنيْ كالتمساح
سمعتهُ يضحكْ ويلعن
واتجهَ إلى مسدّسه ولكنني سحَبتُ مسدّسي قبلهُ وصوّبتهُ إليهِ
وهنالك جلسَ يحدّق بي فرأيتهُ يبتسم
ثمّ قال .. يا بنيّ الحياة صعبَة .. وهذا العالمُ قاسٍ
ولأجلِ أنْ يعيش أيّ رجلٍ وسطَ هذا العالم فعليهِ أن يكونَ صلباً
لقد علمتُ أنني لن أكونَ بجانبك في هذه الحياة لأساعدك كيْ تقف على قدميكَ
ولذلك منحتُك اسماً وغادرتُ ..
لقد عرفتُ أنّ عليك أنكَ أمام خيارينِ في هذهِ الحياة لا ثالثَ لهما
إمّا أن تصبحَ قوياً أو أن تموتْ !
وإنّه هوَ هذا الاسم الذيْ جعلَ منكَ رجلاً !


وأكملَ .. الآن وقدْ خرجتَ من هذا العراك المضنيْ
أعرفُ أنّك تكرهنيْ .. وأنتَ على حقّ بأن تقتلنيْ ولنْ ألومكَ على إذا ما فعلتَ
ولكنّ عليك قبل ذلكَ أن تشكرنيْ قبل أن أموتَ
على هذهِ الصلابَة التيْ امتلكتهَا وما أودعتهُ بهاتين العينين المضرمتين بالنّار
ليسَ بفضلِ أيّ أحدٍ إلا بفضلِ ابن الحرام الذيْ أسماكَ "سُو"

حينها فاضَت بي العبرَات .. ورميتُ بندقيتيْ
قلتُ لهُ –لا شعورياً- .. والدي! .. وهوَ أجاب .. ولديْ !
حينها اتجهتُ إليهِ وقد تغيّرت قناعاتيْ
لقدْ فكّرت بهِ كثيراً لحظتها .. ولاحقا!
وفيْ كلّ مرّة أتعثّر فيها وفيْ كلّ عقبة أتخطّاها
لقد قرّرت أنهُ فيما لو رزقتُ بطفلٍ بعد ذلكَ اليَوم فإنني سأسمّيه
..
سأسمّيه
بيل أو جُورج أو أيّ اسم لعِين آخر إلا اسمَ "سُو"
يا إلهيْ .. لا زلتُ أمقت هذا الاسم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص