التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشعرَة التي جعلت من معاويَة "عدوّ المطاوعة اللدود" !

حاولتُ طرح هذا الردّ في مدوّنة معاوية لكنّها أطول من المسموح في التعليقات ..
لذا أدرجها هنَا .. كحلّ وسط !
مودّة
هذا ردّي على حديث معَاوية الرواحيّ المنشُور في مدوّنتهِ :
السلامُ عليكُم ..
تابعتُ البارحة بشكلٍ سريع ما دارَ في الموضوع المعنون بـ "فقاعات معاوية إلخ"
صفحَة صفحتان .. أربع .. خمس .. ثمّ تعبت ! كان كلّ الذي دار مُعَاداً وبامتياز !
وأنا أقرأ الموضوعُ كانَ هنالكَ اثنان غيريْ يقرآنه معي من الاخوة ..
وكانَ ثمّة تساؤل يجمعُ ثلاثتنا .. الجيُوش البشريّة من الأعضاء الذينَ كانوا يصفقُون لمعاويَة في كلّ موضوعٍ أينَ ابتلعتهم الأرض؟ ومعاويَة لماذا يفتح على نفسهِ هكذا جبهة؟

مقولَة جميلَة كانت أمّي تقولها ليْ دائماً وحينَ أرى الحاصلَ الآن أتذكّرها .. "بو يكثر كلامه ، يكثر الغلط عليه" وفي روَاية أخرى "يكثر اللغط عليه"

يا أخيْ ..
أنتَ من أشهَر المدوّنين العمانيينَ حالياً وخلال هذهِ الأعوام التي أمضيتها كانَ عليكَ أن تتعلّم درساً مهماً .. لا تعلّمك إيّاه "مدوّنة مفعوصَة مستجدّة كأنا "
التدوين مختلفٌ عن المنتديات ! ولأجل ذلك خُلِقَ التدوين .. ليسَ كلّ ما تكتبهُ في مدونتك قابلٌ ليناقش في سبلة عُمان أو س
وص من المنتديَات ..
لماذَا يا معاوية تعرّض نفسك لكلّ هذا القدح في شخصك؟
أفكارنَا هيَ عيُوننا التي نبصرُ بها .. فمنا الذي نتحدّث به .. أصابعنا التي تضغطُ على أزرار الكيبورد ..
لماذا نمنح الآخر المجالَ ليطأها بكلّ هذه العنجهية؟
ليسَ كلّ ما يكتب في المدونة يُناقش في المنتديات ..

دعني أوضحها لكَ .. أنا لا أتّفق معك في موضُوع تسويق الخَمر وتسهيل الحكومَة لتوزيعه .. لكنني لا أمانع أن تطرحهُ في مدوّنتك وأقرأ وأستمتعُ به ..
لكنْ بالله عليك يا معاوية .. أن تحملَ موضوعك لمنتدى عامٍ وتطرحه .. هل ستتوقع أن يصفّق لك الجميع؟
يا أخي .. أن تتحدّث عن الإعلام ، الفساد في الدولة ، الوصوليّة الحادثة في الوزارات .. هذه أمور نحبّها وسيصفّق لك الجميع .. تستطيعُ حملها إلى أي منتدى وعرضه وستجد آلاف المشاركات .. لكنْ مواضيع شائكة تحملها للنقاش العام .. عليكَ حينها أن تتحمّل النتيجة حتّى النهاية ..

قرأتُ ما كتبتَ حول تصنيفك "المطاوعة" رغمَ اعتراضي على هذه اللفظة أساساً وردّ الجانب الآخر المعارض لما تكتب .. وصدقني ، وجدتُ أنكم جميعاً متفقون ! لكنّكم تائهون في الفكرة ! ضائعُون وسط النقاش المليء بالغضب والاحتقان والكيل بمكيالين ..
جميعكم يحاول تطعيم نقاشه بالهدوء لكن أين الهدوء؟ كانَ غائباً تماماً !
كلّ شيءٍ كان حاضراً في ذلك الموضوع .. إلا النقاش الهادئ .. كان خارج المنظومة تماماً

أنتم متفقُون على لبّ الفكرة ومختلفون في السطح .. ولكنكُم منشغلون بتصيّد عبارات الآخر وتلوينها باللون الأحمر .. أنتم تخرجُون عيونكم عن آخرها للبحثِ عن أي كلمة يكيل بها الآخر لكم والابتعاد عن لبّ الموضوع وشحنهِ تجاهَ تراشقكم هذا ..

أخي معاوية ..
أنتَ كاتبٌ جميل .. نجحت في عمليّتك التدوينية .. ونجحت في استقطاب الكثيرين لقراءتك ولكنّك تحرق بيتكَ بيدك..
أنت جعلت الجميع ينظر إليك ككائن "مليء بالعقد من المطاوعة" .. وأنتَ لستَ كذلك ، ربّما تحبهم في داخلك .. لكنّك تكتب بعاطفية وبشكلٍ يجعل الآخر يظنّ أن عقدكَ تخرج بالدرازن حينَ تظهر أمامك كلمة "مطوّع" أو دين !
يا أخي .. لا أحد يمنعكَ من الكتابة .. لا أحدَ يكمّم فمك .. لكن اكتب في حدود ما تستطيعُ عليه .. وحَاور من يملكُ أسس الحوَار الحقيقيّ .. أما أن تضع مواضيعك للنقاش العامّ وتفتح المجال للجميع كائناً من يكون وبكلّ خلفياتهم "البدائيّة" في الحوار وتتلقى كيل التجريح ثمّ تغضب؟ أنتَ فتحت لنفسك هذه الجبهة !!

تقولُ ..
لا تفهموني خطأ. لا أنادي بقمع الدينيين أو بإخراسِهم. حاشا لله، وإنما أنادي أن يتركوا الناس في حالِهم سواء الذي يحلق لحيتَه، أو يسبل دشداشته أو الذي يشرب الخمر.

ومنْ منعَ الناس من حلق لحاهم وإسبال دشاديشهم وشرب الخمر؟
لا يا أخي .. لا المتدينون فعلوا ولا غيرهم ! .. الجميع يحلق لحيته "بكيفه" ويسبل دشداشته بكيفه .. ومن يشرب الخمر لا أحد يجرهُ من عرقوبه ويمنعُه عن ذلك ..

قد يتلقى من يفعل ذلك بعض اللمز هنا وهناك ولكنْ لا أحد يمنعهُ .. فقط ثمّة أمراً عليك أن تفهمه جيدا يا معاوية .. وأنتَ أخبر مني بشأن هذا الشعب وبشأن بلدنا الصغير ..
اشرب الخمر واحلق لحيتك وأسبل دشداشتك .. "وَاصمت !"

بالإمكان أن تتحدث عن هذا مع أصدقائك في جلسة بمقهى .. مع عائلتك في المنزل .. لكن أن تخرج للعامة وتتحدث بأعلى صوتك فسيهاجمك الجميع ..
الأمور في عمان هنا تحدث بالهدوء .. الجميع يرى ويسمع ولكنهُ لا يتكلم .. وإن تكلّم فلخاصتهِ ..
وحتى إن أردت أن تتكلم يا معاوية فافعلها في مدونتك .. لا في منتدى يدخله الآلاف .. فتعرّض نفسك للهجوم هكذا والتجريح ..
لماذا يا معاوية؟ لماذا تضع نفسك في مواقف أنت في غنَى عنها !
هل تظنّ أن هؤلاء الآلاف الذين أمضوا أكثر من عشرين سنة من حياتهم على عالم غير قائم على الحوار الموضوعي .. سيقتنعون بفكرتك؟ ويحاورونك بالأسلوب الذي تريد أن يحاورونك به؟ أن يتبعوا سبل الحوار الحقيقي؟ مخطئ إن ظننت ذلك .. إن وافقكَ 10 من 100 فأنتَ حققت نجاحاً كبيراً

الكتابة أمرٌ جميلٌ .. وكشف المستور في كلّ بلد أمرٌ جميل كذلك .. لكن باختيار الزمان والمكان وليس هكذا خبط عشواء ..

انظر .. هؤلاء المصفقون المبجلون الذين كانوا يصفقون لما تكتب بالأمس .. اختفوا اليَوم !

لأنّ هنالك طرفاً يتمسك بالدين في حواره .. والدين خطّ أحمر لجميعنا .. نحنُ نصمت حينَ يأتي الآخر بصفة دينية لأنّ سيماء "التقوى والإيمان" ستنزل على الجميع .. شاربهم للخمر حالق لحيته ومسبل دشداشته .. الجميعُ سيقفُ ضدّك حينها لأنّ الطرف الآخر هو الأقوى لأنهُ قادمٌ وهوَ ممسك بحقيبة الدين للدفاع ..
هل هنالك ندّ للدين؟ لا .. لا أظن !
ولستَ يا معاوية بحاجة لتبرر لأحد إن كنتَ مسلماً تؤمن بالله واليوم الآخر وملائكته وكتبه ورسلهِ واليوم الآخر والقدر خيرهِ وشرّه !

جميعنَا نفعل .. لكنْ يصبح الكلام المكرر غير ذي فائدة .. هم أساساً يعرفُون أنك تفعل ولا يهمهم ذلك .. هم لديهم فكرة ويودون إقناع الآخر بها وإظهارك بمظهر معين دون أن يكترثوا إلا لما يدعّم موقفهم ..

المتدين يا أخي سيظل متديّن .. لن تغيّره حوارات الانترنت العشوائيّة هذه .. وغير المتدين لن تقنعهُ هذه الحوارات وتعدل موقفه ..

اجلب لي موضوعاً واحداً .. من بين المليون موضوع المطروح في سبلة عمان وغيرها اقتنع طرفٌ بوجهة نظر الطرف الآخر؟ موضوع واحد فقط !!

يا أخي معاوية .. الأمور لا تتغير بعد نقاشٍ واحد أو موضوع أو حتى عشرة مواضيع .. أنت تتحدث عن مجتمع لهُ أسسهُ ومعالمه .. لن تغير أنتَ منهُ ما ربيَ عليه طوال 30 أو 40 عاماً !

ألمحُ كم أنتَ متكدّر ومتضايق وبالفعل .. ما قيلَ في حقّك الكثير مما يُحزن أيّ شخص .. لكن يا معاوية عليك أن تتحمل جريرة فتحك الباب لذلك ..

الجدال الأزلي بين الدينيين واللادينيين لن ينتهي .. لن أستطيع لا أنا ولا أنتَ إنهاءه ..
فقط كن أكثر وعياً ولا تجعل الآخر يصنفك لهذا التيار أو ذاك .. لأنكَ لست كذلك !

لقد ضحكتُ كثيراً من ذلك الحوار الذي اشتد ووصلَ لعشرات الصفحات والجميعُ يركّز على عبارتك:

فلا تخضعوا لصوت المطاوعة الذي أراه بدأ يسيطر عليكم،

ونسيَ الجميع تكملة ما قلتَ .. لقد قلتَ :

(( فلا تخضعوا لصوت المطاوعة الذي أراه بدأ يسيطر عليكم،
ولا تخضعوا لصوتِ الليبراليين، دعوا هذا وذاك يتحدثون، ولا تكونوا مثل وزارة الإعلام التي تصادر الشعب وتعامله كما تعامل الطفل، دعوا هذا ودعوا ذاك يتحدُّث.
))

أنتَ لم تقل أكثر من أنهُ لا للتطرف .. الديني أو الليبرالي .. الوسطيّة فقط !
وصدقني لو قرأ الجميع هذه العبارة بالشكل الصحيح لاتفق معها لأن جميعنا يؤمن بالاسلام السمح .. الاسلام الوسط !
لكنّ موضوعك عن الخمر هو الذي أجج الموضوع .. وجعل موقفكَ ضعيفاً لأنّ الجميع كان يضع ذلك الموضوع شماعة ً في كل مداخلة ..

خلاصة الكلام أخي معاوية ..

المنتديات مكان جميل للحوار .. ولكن عذراً ليسَ للحوار في أيّ موضوع !
لأنّ أقل أسس الحوار وهي معرفة الطرف الآخر غير المتخفي بالأقنعة غير متوفّر ! فعن أيّ أسس حوار تبحث؟
نحنُ نقرأ مواضيع المنتديات ونحبّها .. ونصفق لها ثم ينتهي اليوم .. نغلق الانترنت ونفكّر ! "تراه الا كلام منتديات!"

ودعني أقول شيئاً .. نحتاج لمواضيع جديدة عن عُمان والواقع بعيداً عن تلك التي تثير كل هذا اللغط الفارغ "المطاوعة والخمر والشذوذ إلخ" ..
الخمر والمطاوعة والشذوذ موجودة في بلدنا .. لكن كفاية حديث عنهَا .. والله انفلقنا !

وأقول لكَ شيئاً .. ليسَ كلّ ذي لحيَة يحملُ نفس الفكر والمنطق .. لقد عملتُ مع أشخاصٍ ذوي لحَى تغطي بطونهم وكنتُ أخاف وأتطيّر منهم لمجرّد رؤيتهم لكنني والله وجدتهم في قمة الاحترام والرقي في التعامل معي ومع زميلاتي .. بصرف النظر إن كنّ يضعن الماكياج ، البخور ، محجبات أو لا .. بل وكنّا نجسر في سؤالهم والاستفادة منهم أكثر من غيرهم ممن لا يطيلون لحاهم ..
المطاوعة الذي تتحدث عنهم ليسوا جميعاً بنفس الفكر وليسوا جميعاً قنابل مفخخة تمشي على قدمين وليسوا جميعهم طالبانيون ولادنيّون .. وليسُوا جميعاً على شاكلة أهل الحسبة ..

والليبراليون كذلك ليسوا جميعاً بنفس التفكير ولا جميعهم متحررون كما تظن فأغلبهم أصحاب شعارات فارغة تجدهم في بيوتهم نقيض ما يدعونَ إليه ويؤمنون ..

كفوا عن هذا الجدال العقيم وانصرفوا إلى مناقشة مواضيع هذا الانسان الفقير العماني الرازح تحت غائلة الديُون والفقر والأمية .. والظلم الاجتماعي والطبقيّ ..
دعوا عنكم سفاسف الأمور هذه واهتموا بهذا المواطن الذي لا يملك لساناً ناطقا وقلماً جميلا كما تملكون
سخروا أقلامكم لخدمتهِ ودعوا عنكم هذه النقاشات التي لا تخرُجون منها سوَى بالضغائن الشخصيّة .. وشخصنة مواضيعكم تجاهَ بعضكم البعض ..
هذا التراشق لن يفعلَ سوى تشتيت تركيزكم على قضايا بلدكم ..

أكثر من ذلك يا معاويَة ..
حكمتي في الحيَاة .. غبية قليلاً لكنّها مجديَة جداً في هذا العالم . لا تجادل حكيماً فيغلبك ، ولا سفيهاً فيجرحك !

Cool Down bro.. It doesn't worth all that anger and rage :)

تعليقات

  1. كلام جميل جدا .. لا أجد غضاضة أن آخذ بالكثير منه

    ردحذف
  2. بارك الله فيك يا ابنتي ، عقل راجح ، وكل كلمة كتبتيها يدل على مدى وعيك لامور الحياة . معاوية برغم حبي له للاسف استفزه احدهم واخطأ بالهجوم في منتدى عام ، كح كح كح كح ، الله يهديك يا معاوية سويتلنا ربشه في شهر رمضان ، صراع الفكر والقلم اشد من صراع السيف !

    ردحذف
  3. ومن يطبب للطرف الآخر جراحه؟!!

    ردحذف
  4. أيتها الاميرة العربية ...قرأت مقالك وردك وأختلف معك نقطة الكلام أي كلام سواء في جريدة أو منتدى أو مدونة هو إناء ينضح بما فية الكلام المكتوب هو من يحدد قيمته ، وكما وأن القناع ليس بالضرورة أن يكون قناعاً فحتى خلف الاسماء هناك أقنعة المهم هل نقول ما نؤمن أو نحلم ، المشكلة أن هناك من يصنف الناس حسب أهوائة لا حسب انصافة ، أجدني متفقا معك في مجمل ما قلتيه ، بيد أن هذا السجال لم يكن بمكان لو وعى الاخر لمشاعر الثاني ولو وعى العاقل لما هو أهم ...أنتم ممن تسمون المثقفين عليكم مسؤلية كبرى في فهم التعامل مع المجتمع وليس الصدام معة والغاءة ، نأمل من كهذه أصوات أن تكون بذرة لشجرة مثمرة قادمة ، تحياتي The Man

    ردحذف
  5. الاستاذة عائشة..
    أعجبني كثيراً كلامك، وأتفق في المجمل مع الكثير مما ذكر فيه..
    أخي معاوية:
    نقرأ لك ونفخر بك، ولكن أنت بحاجة للتروي فيما تكتب فما كل ما يعرف يقال، وأنت لست بحاجة لفتح أكثر من جبهة وجبهة..

    المدونات هي العين الثالثة للمجمتع، أتمنى أن يتم تسخيرها لما هو مفيد، ويكتب فيها ما ينقل معاناة الناس بالصدق لا بالتهويل، ويكتب الواقع المؤلم الذي نعيشه بعيداً عن ابتغاء الشهرة..
    فهمومنا كشعب وإن كان صغيراً عي مادة دسمة للكتابة..

    استاذة عائشة:
    بارك الله فيكي

    ردحذف
  6. محمد بن سعيد الحجري30 أغسطس 2009 في 11:40 ص

    السلام عليكم .. رمضان جميل و طيب
    شكراً لك أخت عائشة على ما تفضلتي به ...
    أتفق مع الكثير مما قلت .
    الأفكار لا تملك الإقناع فقط لأنها جديدة و مثيرة ، السؤال يبقى معلقاً على الجدوى و ليس الجدة . و الجدوى تتعلق أيضاً بضرورة الطرح و مناسبته للسياق و واقعيته .. و بالنسبة لي أيضاً مدى انسجامه مع مرجعيات المجتمع المؤسسة لكينونيته ...

    تحياتي لك و للجميع ،،،محمد

    ردحذف
  7. محمد بن سعيد الحجري30 أغسطس 2009 في 11:40 ص

    السلام عليكم .. رمضان جميل و طيب
    شكراً لك أخت عائشة على ما تفضلتي به ...
    أتفق مع الكثير مما قلت .
    الأفكار لا تملك الإقناع فقط لأنها جديدة و مثيرة ، السؤال يبقى معلقاً على الجدوى و ليس الجدة . و الجدوى تتعلق أيضاً بضرورة الطرح و مناسبته للسياق و واقعيته .. و بالنسبة لي أيضاً مدى انسجامه مع مرجعيات المجتمع المؤسسة لكينونيته ...

    تحياتي لك و للجميع ،،،محمد

    ردحذف
  8. محمد بن سعيد الحجري30 أغسطس 2009 في 11:40 ص

    السلام عليكم .. رمضان جميل و طيب
    شكراً لك أخت عائشة على ما تفضلتي به ...
    أتفق مع الكثير مما قلت .
    الأفكار لا تملك الإقناع فقط لأنها جديدة و مثيرة ، السؤال يبقى معلقاً على الجدوى و ليس الجدة . و الجدوى تتعلق أيضاً بضرورة الطرح و مناسبته للسياق و واقعيته .. و بالنسبة لي أيضاً مدى انسجامه مع مرجعيات المجتمع المؤسسة لكينونيته ...

    تحياتي لك و للجميع ،،،محمد

    ردحذف
  9. دمتي بخير سيدتي .. !

    قلتي كل ما ارغب في قوله .. !

    ردحذف
  10. أختلف معك في مجمل ما كتبتي

    لم يأتي معاوية بجديد فقد سبقه الى ذلك الكثيرون من البشر. الكل يدعي السيادة والرياده، والكل يتشدق بحب هذا الجنس من المخلوقات "ما يسمى بالانسان". الانسان الذي لايبصر أبعد من أنفه ولا يشعر بأكثر من شهواته.

    أرى في عالم المثالية أن يتساوى الجميع في كل شيء، في المأكل والملبس، في اشباع الغرائز، وقبل ذلك في حق الكتابة والتعبير. للطرفين أن يكتبا ولكن من يقرأ!!

    فلتكتبي أنتي وهو وأنتما وهما وهم وأنتن وووو.. فلتكتبوا جميعا ولكن اياكم أن تقرأوا، فتلك نقطة الافتراق. الجميع يغرق في قطرة صغيرة من الأنا. تدافع الأنا لتبقى "هي" مثبة صلاحية قانون البقاء بينما يموت الجميع. في هذه القطرة الحقيره تغيب الحقيقه وتتعطل البوصله وتتداخل الاتجاهات. في هذه القطرة تسقط شعارات الوطن والحرية والتعاون وغيرها من شعارات الثوريين الدجالين.

    فلتكتبوا ولتسن أقلامكم لتلقوها رماحا في قلوب الجميع. لا عيب في ذلك فكلكم عبيد "الأنا".

    mecca

    ردحذف
  11. معاويَة .. شكراً
    والشايب خلفَان .. مودّة وسلامتكَ من الكحّة

    أما عنْ سائلِ ( والطرف الآخر من يطبّب جراحه)؟ فأنا يا عزيزيْ لم أكتبْ أعلاهُ لأطبّب جراحَ أحَد ولا لستُ طبيبَة جرَاح لا لمعَاوية ولا لغيرهِ! فالحيَاة النتيّة كفيلَة بتطبيب جراحات أهلها .. وتعلِيمهم درُوسها القيّمة ..


    الأخ The man
    قبلَ 4 سنوَات حينَ عرفتك كنت أهدأ مما رأيتُ قبل يومين ..
    أقلّها أنك لم تكُن حينَ تحاورُ طرفاً تسمّي الطرف الآخر "المدعوّ فلان" وَ"المدعوّ علان" !
    وبخصُوص اختلافكَ معَ فتحِ الحوَار معَ الأسمَاء المستعَارة .. الدرسُ الأخيرُ الذي تعلمتهُ في آخر منتدى كتبتُ فيه باسمٍ مستعَار .. أنني لن أصبحَ أداةَ تغيير وَأنا أكتبُ خلف قناع .. حتّى لو كانَ خلف القناعِ "باراك أوباما" بنفسِه !

    ردحذف
  12. الأخ محمّد الحجريّ ..تحيّة لشخصك الكريم

    الفكرَة ليستْ في الكتَابة تماشياً مع مرجعيّة المجتمع وكينونتهِ وإلا لما خلقتِ المدوّنات ..
    الفكرَة في فهم مخاطبَة الآخر الذي نحنُ جزءٌ من جسدهِ العام
    نحنُ -مع الأسفِ الشديد- تاريخنَا المنتديَاتي كعمانيينَ يتعدّى العشرَ أعوام لكن من المحزنِ أنّ أساليبنا في الحوَار الجادّ لا تزَال "تارسَة غبار"
    النقطَة الأخرى هي في طريقَة تعاطي رجل أو امرأة المنتديَات معَ دورِ المثقف نفسهِ .. نعَم المثقّف كائن إصلاحيّ للمجتمع لكنهُ أيضاً أداة للتعبير عن ذاتهِ قبل كل شيء .. لماذا نجعلُ من اختلافنا مع مثقّف حاجزاً لرفضِ كلّ ما يأتي منه .. نحنُ لا نزالُ غير قادرين على استيعاب فكرَة انتقائيّة تقبلنا لمثقّف ..بمعنَى أخذ ما يروقنا منهُ وردّ ما لا يروقنا دونَ التعصب لدرجَة تهميش كلّ ما كتبهُ ذلك المثقف (س،ص،ع) للمجتمع وعيُون أبناء المجتمع!

    يعنيْ إما أن نتقبّله بكلّه لأن أفكارنا وأفكارهُ سواء أو نرفضهُ بكلّه لأننا اختلفنا معهُ في فكرَة ، رأي ، جُملة !
    هذا تطرّف مثير للحزن !

    للحظَة ما كنتُ أفكر .. ترَى الآن الجميع متسَالم مع أفكاري ويحبّها وأنا أكتب وأكتب ونحنُ سمن على عسَل.. غداً إذا رميتُ برأيٍ يتصَادم مع أبناء مجتمعي ! هلْ سيكُون مصيري كمصير معاوية؟


    مودّة !

    ردحذف
  13. شذَى.. شكراً عزيزتي

    أخي mecca
    عادي جداً .. ما المشكلَة في أن نكتب عن الانسان ونحبّنا؟
    نحبّ أنانا؟

    لا أحد يفترضُ يا عزيزي أننا نعيشُ في عالم المثاليّة والنضالات القوميّة لأجلِ الشعبِ تهُون "الأنا" وتهويْ في بئرٍ لا قرار لهُ كالتي نشاهدها في "باب الحارة"

    ما الضّير في أن نكتب عن المجتمع ونحبّنا؟ بل ونعبُد ما نكتب ! ولماذا تفترضُ أن حبّنا لأنفسنا يتعارض مع كتابتنا والمجتمع؟

    ولماذَا لا ترَى أننا نعبّر عن حبنا لأنفسنا بالكتَابة عن ذلك الانسان العماني المجهَد بهموم الفقر والفاقة!

    نيرودَا الذي كتَب ألف قصيدَة عن نضَال شعُوب أميركا اللاتينيّة ضد الاحتلال أسماها "أناشيد السلام والحريّة" حينَ سألهُ أحدهم لماذا كتبتَ كلّ ذلك ، أجابَ : لأنني أحبّني أكثر حينَ أكتب عن هذه الشُعوب ..

    لم يقل لأنهُ يحبّ هذه الشعُوب بل فضّل نفسهُ قبل كل شيء

    يا عزيزي .. ليسَ سيئاً أن نحبّ أنفسنا ونكتب عن المجتمَع ، ولا .. لو لم نكنْ نحبّ هذا الانسان "بكلّ قرفه" لما كنتَ تحاورني وكنتُ أحاورك..

    ربّما كانَ معاوية يكتبُ عن المجتمع لأنهُ يحبّ نفسهُ أكثر وهو يكتب عنه..

    وأنا -لأكُون صادقة ً معك- أكتبُ لأنني أحبّني .. امنحني سبباً واحداً لا يدفعني بالاحتفاءِ بي حينَ يعجبُ أحدهم أو بعضهم بما أكتب؟ سواءً بمقالٍ للمجتمع أو لغيرهِ
    نكتبُ ليحبّنا الآخرون فنحبّنا أكثر .. ولكن دونَ أن نبتذلَ أفكارنا ونستبدلَ قناعاتنا..

    لا يا mecca .. نحنُ لسنا عبيدَ الأنا .. إنْ كنّا نفيق صباحاً ونقف أمام المرآة ونقول .. الله ما أجملنا ! ثمّ نحب الوطن والحريّة والانسان .. بشكلٍ حقيقيّ لا بالشعاراتِ التي تقولُ أنها هيَ السائدة ..

    جانبكَ الصواب يا أخي .. الأمرُ ليسَ بالسوءِ الذي تحدّثت عنه وهوَ كذلك ليسَ بالطوبائيّة التي ناشدَها البعضُ ..

    دعنَا نغرقُ في الأنا يا صديقي .. دونَ أن يتعارضَ هذا مع مهمّة الكتابَة والقراءة معاً .. القطبان اللذانِ لولاهما لما كنتَ أنت وأنا ومعاوية والآخرين موجودون هنا !

    أحبّ أناك كما تحبّ غيرك .. ما البأس في ذلك؟:)

    مودّة

    ردحذف
  14. قراة لك الكثير والكثير
    وسألت عنك كثير
    وأرى تناقض فيما تكتبيه
    وحياتك الخاصة
    وأبرازها دفاعك عن معاوية

    ردحذف
  15. يا مَن سأل عنّي الكثير وقرأ لي الكثِير ..
    حياتيْ ليست من شأنكَ الخاصّ ولا شأن أحدٍ سواي
    فرجاءً لا تخرجُوا من إطار الموضوع

    ومنَ الجهلِ ادّعاء فهمِ انسانٍ من السؤال والقراءَة
    ونحنُ .. نحنُ صناديق مغلقَة تمشي على قدمين !

    ثمّة مفارقَة في الأمر أنّ بعضهم نبّهني إلى أني شددتُ كثيراً في هذه التدوينَة على معاويَة .. والآن أفكّر أنه صدقَ جيّداً من قال أنّ كلاً يرَى الأشياء بعينِ طبعهِ ويفسّرها من زاويته

    .
    .
    أخي .. مودّة كبيرَة !

    ردحذف
  16. ومن أنت حتى تمارسي دور الوصاية على معاوية وغيره، فالدخول في معمعة لا تعنيك هي إفراط في التعاطي مع المسائل، شي أخر جل ما أعرفه أن لا تتدركي المشاهد الكبيرة بعد ... هنالك الكثير ما يخبأ تحت الطاولة لا يستطيع القراء الطارؤون أن يدركوا معناه انظرا لعدم تمكنهم بعد منفحولة اللغة وما تخبأه، لذ أنصحك لا تقحمي نفسك في مضمار أنت لست أهلا له....

    الكثير سيجاملك من أجل سبر ودك ... أما أنا فلا أخلع صاحبي ... فقد وثقته وعرفته ولذا لا أخلع صاحبي

    آل حمدان

    ردحذف
  17. جابر الرواحي31 أغسطس 2009 في 5:10 م

    عائشة أتفق معك في مجمل ما كتبت

    وأعرف معاوية صديقا عزيزا الذي في قلبه على لسانه لا يحمل غلا ولا حقدا على أحد ومن عايشه عرف عنه ذلك

    ربما اندفاعه نحو إبراز افكاره كان السبب في ما حدث ولكن كما قال الأستاذ محمد الحجري الجدوى قبل الجدية والجدة


    خالص الود لك ولمعاوية

    ردحذف
  18. شكراً على التعقيب

    لا أريد أن أخرج عن صلب الموضوع
    ولكن الصناديق المفلقة
    أول من يخرج أسرارها من تدافعين عنهم

    وأعتذر إن كنت تسببت في تجريح أحد

    أختي مودة أكبر

    ردحذف
  19. الأخ .. الناصريّ آل حمدان

    أكتُب ما أريد ما دمتُ لا أبتذلُ فكرةً أوْ أمسَّ بالسوءِ اسماً .. فلا تمارس وصايتكَ –هذه التيْ لا تريدني أن أمارسهَا- عليَّ في مدوّنتي
    ولا تجعلْ منكَ متحدّثاً بلسَان أحد، فلصاحبكَ قلمٌ جميلٌ إن أرادَ أن يفتحَ حبرهُ ليحاوِرَ فهوَ لهُ أهل !
    لسنَا هنا في فزعَة صاحبٍ أو خليل أو عشيرَة ننتصرُ لغزيَّة إن غوت وإن رَشُدتْ ، ولسنا في مبارزةِ خلعِ أحدٍ أو تنصيب أحد ، كمَا أننا لا ندّعي أنّا أعرفُ منكَ بهِ
    نحنُ هنا نتحاورُ بالمنطق لا نستعرضُ "لغةً فحلةً" ولا نخلعُ عنْ أحدٍ منصبا!
    منِ اقتنعَ فالحمدلله ومن لم يقتنع فلا جرَم !

    عجبيْ .. حتّى اللغَة الهادئة لم تعد متقبّلة لدَى أحدٍ ونحنُ نرفع شعَارات .. المدوّنات للحوار
    مودّة لشخصكَ ورمضَان كريم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عن كُورونا، وفقر اللقاح، والشّعب العُمانيّ القنوع: أسئلة غير قنُوعة إطلاقاً

  تحذير: إن كنت لا تحب لغة الأرقام فلا تقرأ هذا المقال   في نُوفمبر 2020، سألتُ مارجي فان جوخ، رئيسَة وحدة المواصلات واللوجيستيات في المنتدى الاقتصادي في دافوس عن استقرائها لشكلِ السباق العَالمي نحوَ اللقاح فأجابتني بأنّ حربَ اللقاحات قد بدأتْ بالفعل وأنّ كل دولة ستكونُ معنية بشعبها فحسب، وأنّ ثلاث عوَامل ستحددُ أسبقية الدول في الحصول على اللقاح، أولاً: ذكاء السياسيين في كلّ دولة وحنكتهم الدبلوماسية ستوضع تحتَ الامتحان الحقيقي لاختبار مِرَاسهم في التفاوض على أكبر عدد من الجرعات مستغلةً علاقاتها الدولية وشبكة معارفها للحصول على أكبر كمية بأسرع وقت ممكن، ثانياً: قدرة فرقهِم الاستراتيجيّة على استقراء مستقبل إنتاج اللقاح وأيٍ من شركات إنتاج اللقاح ستنتجُ أولاً وبفعالية تحصين أكبر وثالثاً: قدرتها المالية التي ستحدد مقدرتها على المخاطرة بشراء لقاحات لم تعتمد بعد بناءً على استقرائها للمستقبل، (إنّها مقامرَة عليهم اتخاذها وإلا فالنتائج وخيمة). معربةً عن قلقها من أنّ المرحلة القادمة ستفتقد المساواة في توزيع اللقاح. (عائشة، إنهم يجوبون العالم -بينمَا نتحدّثُ- بملايين من الكاش لحجز اللق

اسميْ عائشَة . . وهذهِ حكايتيْ ! (1)

ملاحظَة للقارئ قبلَ الشّروعِ في القرَاءَة: عائشَة حياتهَا. . صفحة بيضَاء جداً ! أشاركُ قليلاً من بيَاضها إيَّاك وأودعُ الباقيْ لهَا ولمن تحبّ .. إذا كنتَ تحملُ مسبقاً أيةَّ "مخلّفات داخليَّة سوداء" فالرجَاء عدم القرَاءة حولَ عائشَة: عائشَة .. قد تكُون أنا أو قد تكُونُ أنتَ .. وليس بالضرُورَة أن تكُونَ من تقرأ لها الآنَ في هذهِ المدوّنة قد يتضمّنُ أدناهُ حكَاياتِي أنا .. وقد يكُون خليطاً من حكاياتِ صديقاتٍ أخريَات .. أجمعها في حياةٍ واحدَة حافلة تستحقُ أن يمتلكَ صاحبها حلماً جميلاً عائشَة التيْ أحكي عنها هنَا.. كائنٌ يحلمُ بحياةٍ جميلة رغمَ يقينها أنّ الحياة لن تكونَ ذلك بالضرُورة .. وهي فتاة ٌ بسيطَة جداً .. يحكيْ بعضهُم .. أنّها لا تزالُ طفلة ً ترفضُ أن تكبر .. ويقولونَ أنّها تحوَّلتْ إلى زوجةٍ عاديةٍ غارقةٍ في تفاصيلِ حياتهَا اليوميَّة بعد زواجها .. يقولُ بعضهمْ أن عائشَة لم تعُد تهتمّ كثيراً بمن حولهَا .. وأنّها تحوَّلتْ -كآلافِ البشر حولنا- إلى كائنٍ غير معنيّ بالضرورة بجدالاتنا الثقافيَّة اليوميَّة المملة .. التيْ قد أثيرها أنا أو أنتَ أو عبيد أو جوخة أو علياء من المثقفي

قلْ لي أنت تعمل في الديوَان.. أقل لك كم جنَيت؟!

جارنَا أبو أحمَد .. الذي أخبرتكُم عنهُ ذات مرَّة .. الرّجل الصادق الصدوق الذي نذرَ نفسهُ ومالهُ في خدمَة الناس .. كانَ كلّما أخرج صدقة ً أو زكاة ً للناس .. جاءهُ أناسٌ أثرياء آخرون يطالبُون بنصيبهم من الزّكاة .. وذلك لقولهم أنّ أبا أحمد يوزّع معونات يصرفها الديوان لهؤلاء الفقراء .. يأتون طارقين الباب مطالبين بحقّهم قائلين: نريد نصيبنا من فلوس الديوان .. ورغم أنّ أبا أحمَد لم يتلقَ في حياتهِ فلساً لا من ديوَان السلطان ولا ديوَان هارون الرشيد .. إذ بنى نفسه بنفسه .. فامتهنّ كل المهن البسيطة التي لا تخطر على البال .. بدأ عصامياً وانتهى .. لا أقول ثرياً وإنما ميسور الحال .. أذكرُ أنّ امرأةً أعرفها وهي من قبيلة البوسعيد .. وهي من العوائل التي تستلم نهاية الشّهر راتباً شهرياً بثلاثَة أصفار لا لشيءٍ سوَى أنها تقرب لفلان العلانيّ الذي يشغل منصب مدير دائرة الصحون والملاعق في الديوان الفلاني أو البلاط العلاني وهي أيضاً "تصير ابنة عم ولد زوجة خال الوزير الفلاني" ذهبت تشتكي مرةً من أنّ أبا أحمد لابد أنه يتلقى مبالغ أكثر منها من الديوان فلا هو ابن سفير ولا ابن أخت زوجة الوزير ولا هو من أص